نواصل في هذا العدد نشر القسم الثالث من دراسة التصميم بلا عوائق بعد أن كنا قد تناولنا في العددين السابقين القضايا الأساسية في هذا الاتجاه ن التصميم وأهميته وجدواه ومقترحات تصميم الفراغات الخارجية بما فيها المنحدرات والممرات والمرافق العامة ومواقف السيارات وغيرها من الأماكن، ونتناول في هذا العدد القسم الثالث من هذه الدراسة ويخصص للفراغات الداخلية والمنافع التي تضمن حياة يومية أسهل للأشخاص ذوي الإعاقة.
إن خلق بيئة بلا عوائق تلبي احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة يتطلب وضع تصميم متزن متكامل لمختلف مكونات هذه البيئة التي تشتمل على الفراغات الداخلية والخارجية وما تحتوياه من عناصر معمارية.
إن الاهتمام بتطبيق أسس ومفاهيم التصميم بلا عوائق بالفراغات الداخلية للأبنية على وجه الخصوص، أصبح من الضروريات ونحن في القرن الواحد والعشرين، ولذا فإنه من الضروري الاهتمام بتصميم كل فراغ على حدة بما يتطلبه من أسس ومعايير خاصة تتناسب ونوع وطبيعة واحتياجات النشاط الذي يمارس به وطرق ووسائل ممارسته.
إن الأبنية مع اختلاف أنواعها وأنشطتها لابد أن يتوافر بها الفراغ الرئيسي الذي ينقل الشخص من فراغ المدخل الخارجي إلى داخل المبنى وهذا الفراغ يتمثل في ردهات الدخول. ولتتمكن من تصميم ردهات للدخول تلبي احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة وغير المعاقين معاً فلابد ألا يقل العمق عن 90،1م، أما إذا زاد العرض ليصل إلى 50،1م فإن العمق يمكن أن يقل إلى أن يصل 50،1م، أما في حالة أن يكون المدخلان غير متقابلين والعرض ـ20،1م فلابد ألا يقل العمق عن 90،1م، وإذا زاد العرض ليصل إلى 50،1م فإن العمق ينخفض ليصل إلى 50،1م.
ويراعى ألا يقل عرض الممر عن 1.20م في الممرات الداخلية للمباني السكنية والعامة، كما يفضل في حالة وجود أبواب أن تكون فتحاتها متقابلة. وفي حالة استخدام الممر لمرور أكثر من كرسي في آن واحد يجب ألا يقل عرضه عن 70،1م في المباني المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة وعن 80،1م في المباني العامة.
أما بالنسبة للفراغات المعيشية فإن الأمر يختلف بعض الشيء، فبالنسبة لغرف المعيشة يجب أن يراعى في التصميم أن تكون مماثلة للأشخاص غير المعوقين مع امكانية توزيع الأثاث ليتناسب مع حركة الأشخاص ذوي الإعاقة. ويراعى ألا يزيد ارتفاع جلسات الشبابيك عن 60،0م لكي يسمح بحرية الرؤية الخارجية. كما يجب أن يراعى في التصميم ألا يزيد ارتفاع المقاعد المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية والذين يصعب عليهم الوقوف على 55،0م وألا يقل عن 40،0م من منسوب سطح الأرض. كما يجب ألا يزيد عمق المقاعد عن 40،0م، ويفضل أن تكون مساند اليد الجانبية على ارتفاع لا يزيد عن 18،0م من سطح الجلوس ويمكن أن تمتد للخارج لتساعد المعوق على الوقوف.
أما فراغات أنشطة تناول الطعام، فهي تتطلب في تصميمها أن تكون ضمن فراغ المطبخ أو على اتصال مباشر معه. ويراعى أن توضع منضدة الطعام داخل الفراغ بحيث تكون المسافة بينها وبين الحائط المجاور لباب الغرفة لا تقل عن 60،1م، والمسافة بينها وبين الحائط المقابل للحائط السابق ذكره عن 00،1م، أما بعدها عن الحائط الثالث فلا يقل عن 40،1م، حتى يتمكن الشخص الذي يستخدم الكرسي المتحرك من دخول الغرفة والدوران بسهولة حول المنضدة حتى في حالة جلوس أشخاص آخرين يستخدمون الكراسي المتحركة حول المنضدة.
كما يجب ألا يزيد منسوب سطح منضدة الطعام عن 70،0م وألا يقل الارتفاع الصافي لأرجل المنضدة عن 65،0م وذلك لتسهيل جلوس مستخدمي الكراسي المتحركة حول المنضدة لتناول الطعام. ويراعى ألا تقل أبعاد المنضدة المربعة المستخدمة من قبل أربعة أشخاص عن 90،0م X 90،0م عندما يكون نصف عدد الأشخاص من ذوي الإعاقة. كما يراعى ألا تقل أبعادها عن 10550 X ،1م عندما يكون جميع الأشخاص من ذوي الإعاقة. ويراعى عدم استخدام منضدة لأكثر من ستة أشخاص. وفي حالة استخدام منضدة لستة أشخاص تكون أبعادها 65،1م X 50،1م في حالة أن يكون عدد الأشخاص ذوي الإعاقة أربعة من الستة، أما في حالة أن يكون عددهم اثنين من الستة فتصل الأبعاد إلى 50،1م X 50،1م.
وبالنسبة لتصميم فراغ المطبخ فيجب أن يراعى توزيع الأبواب بشكل يقلل من إمكانية استخدام المطبخ كممر، وعند الحاجة لأكثر من باب يجب أن يكون فتحهم للخارج. ويراعى في التصميم توفير مساحة كافية داخل المطبخ تسمح بحرية الحركة، ويفضل توزيع الأنشطة داخل المطبخ للشقق الكبيرة على شكل حرف (L)، وعند ضرورة توزيع الأنشطة على الجانبين يجب ألا يقل عرض الممر بينهما عن 02،1م، وفي حالة توزيع الأنشطة على شكل حرف (U) يجب ألا تقل المسافة بين الجزئين المتقابلين عن 50،1م، كما يجب ألا تزيد أكبر مسافة للحركة داخل المطبخ عن 80،1م، كما يراعى ألا تقل المساحة المخصصة للحركة داخل المطبخ عن 50،1م X 50،1م، ويراعى أن يكون مستوى سطح العمل منخفضاً بشكل يسمح باستعماله بسهولة من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة بحيث يكون الارتفاع المفضل لمستخدمي العكاكيز 90،0م والارتفاع المفضل لمستخدمي الكراسي المتحركة 80،0م، ويجب توفير مسافة كافية وخالية من العوائق أسفل سطح العمل تسمح بالوصول بسهولة إلى الدواليب وأماكن التخزين، ولا تقل هذه المسافة عن 65،0م، ويراعى ألا يزيد عمق وحدات التخزين السفلية عن 60،0م والعلوية عن 30،0م.
وبالنسبة لتصميم فراغات النوم، يجب مراعاة توزيع الفتحات والأثاث فيها بما يضمن سهولة الحركة للأشخاص المعاقين داخلها. كما يجب توفير المساحة اللازمة لحركة ودوران الكرسي المتحرك بحيث لا يقل قطرها عن 90،1م، ويراعى ألا يزيد ارتفاع مفاتيح الكهرباء عن 25،1م من سطح الأرض لكي تكون في متناول أيدي الشخص ذي الإعاقة، ويراعى في التصميم الداخلي للفراغ أن تكون المسافة بين السرير والحائط الجانبي 45،0م، وأن تكون المسافة بين كل سرير والآخر 45،0م، وأن يكون عرض السرير 00،1م، وأن يكون طول السرير 00،2م، وأن تتراوح المسافة بين السرير والدولاب من 50،1م إلى 56،1م، كما يراعى أن تكون المسافة الخالية خلف الباب 90،0م حتى يمكن فتح الباب باتساع يسمح بمرور الكرسي المتحرك.
كما يجب وضع المرايا المستخدمة داخل غرف النوم بحيث تناسب الشخص من ذوي الإعاقة الذي يستطيع الوقوف والشخص من ذوي الإعاقة الذي لا يستطيع الوقوف والشخص غير المعاق. ففي حالة مرآة الحائط يجب أن تبدأ المرآة من ارتفاع 70،0م، وتصل إلى ارتفاع 80،1م من سطح الأرض. أما في حالة المرآة المائلة فيجب أن تبدأ من على ارتفاع 67،0م وتصل إلى ارتفاع 40،1م من سطح الأرض.
أما بالنسبة لتصميم الدواليب فيفضل أن تكون غير مزدوجة، وأن يكون أمامها متسع يسمح بفتح الأبواب مع وجود كرسي متحرك. كما يراعى أن تكون الأرفف في متناول الشخص من ذوي الإعاقة الذي يستخدم العكاز وقرينه الذي يستخدم الكرسي المتحرك.
ففي حالة مستعملي العكاكيز يراعى أن يكون أقصى ارتفاع للأرفف 75،1م، وأن يكون الرف الثالث على ارتفاع 58،0م والرابع 76،0م والسابع 45،1م. أما في حالة مستعملي الكراسي المتحركة فيراعى أن يكون أقصى ارتفاع 37،1م، وأن تكون المسافة بين كل رف والرف الذي يليه 10،0م على أن يكون ارتفاع الرف السفلي 25،0م من سطح الأرض.
أما بالنسبة لتصميم البلكونات سواء كانت خاصة بفراغات النوم أو فراغات المعيشة، فيجب توفير امكانية الدخول والخروج للبلكونات دون عرقلة وخاصة لأصحاب الكراسي المتحركة، كما يجب ألا تقل مساحة البلكونة عن 50،1م X 50،1م لتوفير سهولة الحركة داخلها خاصة لمستخدمي الكراسي المتحركة، ويشترط تزويدها بحواجز حماية تمنع انزلاق مستخدمي الكراسي المتحركة على ألا يقل ارتفاع الحاجز عن 60،0م، كما يجب أن يراعى في التصميم ألا تعيق حواجز الحماية المثبتة في البلكونات الرؤية.
وبالنسبة لتصميم الحمامات فإنه من الضروري ألا يقل طول الحمام عن 40،2م وعرضه عن 15،2م لتوفير سهولة الحركة للشخص ذي الإعاقة. ويراعى وضع حوض الاستحمام بركن الحمام وأن يكون حوله مسافة مناسبة خالية من العوائق لتسمح بدوران الكرسي المتحرك، كما يراعى ألا تقل المسافة بين حوض الاستحمام والحائط المجاور عن 25،1م، وبالنسبة لتصميم المراحيض فيجب أن تكون في مستوى الكرسي المتحرك وأن تكون هناك مسافة قدرها 45،0م بين (المرحاض) والحائط.
ولمساعدة الشخص من ذوي الإعاقة على النهوض والجلوس يجب أن يزود الحمام بمقابض أو مواسير ألمنيوم في أوضاع أفقية ورأسية على ألا يزيد قطرها عن 025،0م، وأن تكون مثبتة في الحائط بحيث يتراوح حول الجزء الرأسي بين 75،0م و82،0م، أما الجزء الأفقي فيتراوح طوله بين 50،0م و60،0م، ويكون على ارتفاع 35،0م، من مقعد المرحاض.
أما بالنسبة لتصميم الأحواض فيجب عدم استخدام الأنواع ذات الأشكال المتعرجة، ويفضل أن يكون عرض الحوض الأمامي أكبر من الخلفي، ويراعى تزويد الأحواض بخلاطات للماء الساخن والبارد بحيث لا يقل بعد الخلاط عن أي عائق خلفي عن 10،0م، وأن يرتفع عن حافة الحوض 10،0م، كما يفضل استخدام الخلاطات ذات الذراع الواحد للماء الساخن والبارد.
ويجب مراعاة أن يتناسب عمق الحوض مع ارتفاع مصدر المياه لمنع تطاير المياه أثناء الاستخدام، كما يراعى ألا يقل عرض الحوض عن 40،0م.
ويراعى بالنسبة لمستعملي العكاكيز أن يكون ارتفاع حافة الحوض في حدود 90،0م، ويراعى أن تثبت الأحواض في المباني العامة على ارتفاعات مختلفة تتراوح بين 70،0م ـ 90،0م مما يتيح استعمالها من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة من الأطفال أو البالغين. أما بالنسبة لمستعملي الكراسي المتحركة فيجب ألا يزيد ارتفاع الحوض عن 82،0م ولا يقل عن 67،0م والارتفاع المفضل 75،0م، ويراعى ألا يقل البعد الصافي الخالي من العوائق بين الحافة الأمامية للحوض وحافة ماسورة التصريف التابعة له عن 35،0م، كما يجب ألا تقل المسافة الرأسية الخالية من العوائق تحت الحوض في الجزء الأمامي عن 80،0م لسهولة استخدامه من قبل مستخدمي الكراسي المتحركة.
وهكذا فإننا نجد أن عدم الاهتمام بتطبيق مثل هذه الأسس والمفاهيم في تصميم الفراغات الداخلية سواء في الأبنية العامة أو الخاصة يؤدي إلى عرقلة أداء الأنشطة اليومية للأشخاص ذوي الإعاقة، كما أنه يزيد من شعورهم بالعجز الوظيفي والنفسي مما يؤدي لخلق قوى داخلية تحقد على المجتمع وتحمله مسؤولية إعاقتهم، ولذا فإنه من الضروري بل لابد من أن يضع المعماري مثل هذه الأسس التصميمية نصب عينيه عند تصميم الأبنية بمختلف أنواعها.
يتبع حلقة رابعة وأخيرة بعنوان (العناصر المعمارية)
معلومات الاتصال
المكتب: كلية الهندسة ـ الدور الأول ـ مبنى قسم عمارة وصناعية
عنوان المراسلة البريدي: الفيوم ـ جامعة الفيوم ـ كلية الهندسة ـ قسم عمارة ـ رقم بريدي: 63514
المؤهلات العلمية
بكالوريوس: الهندسة المعمارية ـ جامعة القاهرة ـ 1994
ماجستير: الهندسة المعمارية ـ التصميم المعماري والعمرانى ـ جامعة القاهرة ـ 1998
دكتوراه: الهندسة المعمارية ـ التصميم المعماري والعمرانى ـ جامعة القاهرة ـ 2000
التدرج الوظيفي
معيد: من 1995 إلى 1998 ـ جامعة مصر الدولية
مدرس مساعد: من 1998 إلى 2001 ـ جامعة مصر الدولية
مدرس: من 2001 إلى 2006 ـ جامعة القاهرة، فرع الفيوم
أستاذ مساعد: من 2006 إلى 2011
أستاذ: من 2011 إلى الآن
التدرج الأكاديمي
مدير المنطقة الاستثمارية لجامعة الفيوم بمدينة الفيوم الجديدة لمدة عام.
وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث من 29 سبتمبر 2013 لمدة ثلاث سنوات.
الاهتمامات البحثية
العلوم الانسانية والدراسات البيئية والسلوكية فى الهندسة المعمارية
تاريخ ونظريات العمارة
التصميم الداخلى (الديكور),
التصميم المعماري