حليب الأم هبة من الله عز وجل ، يؤمن الغذاء الكامل والمضمون والمثالي للرضيع بالإضافة إلى مده بالحنان والاستقرار النفسي والعاطفي.
يحتوي حليب الأم على كل ما يحتاجه الطفل الرضيع من عناصر غذائية أساسية ذات النوعية الممتازة والتي لا يمكن لأي بديل صناعي أن يقلدها من البروتينات والدهنيات والسكريات والفيتامينات والمعادن فضلاً عن مجموعة كبيرة من الأجسام المضادة بأنواعها التي تحمي الطفل من الالتهابات وتقوى جهازه المناعي وتمنع الحساسية.
أهمية الفيتامينات:
الفيتامينات مواد عضوية منها ما يذوب في الماء مثل فيتامين (ب) و(ج) ومنها ما يذوب في الدهون مثل فيتامين (د) و(هـ) و(ك). الفيتامينات لها دور كبير في دعم احتياجات الجسم الغذائية وهي ضرورية للنمو وتساعد على استكمال وظائف الجسم من عملية التمثيل الغذائي إلى معظم التفاعلات البيوكيمائية التي تطلق الطاقة إلى الخلايا والتي تساعد الجسم على الاستخدام الأمثل للبروتينات والسكريات والدهنيات التي تبني العضلات والأنسجة مثل فيتامين ( أ،ب،هـ) والكالسيوم والفسفور لنمو وتقوية الأسنان والعظام بالمساعدة مع فيتامين (د) كما تساعد على نمو كريات الدم الحمراء ومنها فيتامين (ب) وحامض الفوليك وتلعب الفيتامينات دوراً كبيراً في عملية المناعة الطبيعية في الجسم بالاضافة إلى صحة الأوعية الدموية والأنسجة عامة ( فيتامين ج).
كما أن للفيتامينات دوراً أساسيا في إمداد الجسم بالنشاط والحيوية لذلك يجب الحرص دائماُ على توفير الفيتامينات للجسم بواسطة الغذاء بأنواعه والمستحضرات الدوائية، خاصة وأن جسم الانسان لا يتمكن من انتاجها ما عدا فيتامين D3 ، VIT والــ نياسين NIACIN .
الغذاء هو المصدر الأساسي للفيتامينات ، فيجب اختيار النوعية المثلى التي توفر حاجة الجسم منه فهي متوفرة في الخضروات والفواكه والألبان والبيض والمكسرات والحبوب وفي الكبد وفي اللحوم والأسماك.
أما بالنسبة للرضع ، فإن الله ( سبحانه وتعالى) قد اختصر كل ما يحتاجه الطفل لنموه وصحته في حليب الأم الذي يحتوى على كل المجموعات الغذائية التي ذكرناها بالإضافة إلى خصائص معينة لا تتوفر إلا في حليب الأم. ولتركيبة الفيتامينات والمعادن في حليب الأم أهمية كبيرة إذ إنها ملائمة جداً لمراحل نمو الطفل وتتغير حسب احتياجاته ووضعه الفيزيولوجي من حديث الولادة إلى رضيع صغير حليب الأم يلبي احتياجات الطفل من فيتامينات ومعادن تجبر الأم على أن تحافظ على مستوى معين من صحتها وتوازنها الغذائي حتى تتمكن من الاستمرار في الرضاعة وتأمين احتياجات الطفل على اكمل وجه من البروتينات والكربوهيدرات ودهنيات وفيتامينات ومعادن وماء ، وبعد ذلك يجب عليها أن تبدأ النظام الغذائي المتوازن قبل الحمل، أي أن للوضع الغذائي للفتاة قبل الزواج تأثيراً كبيراً على حالتها الغذائية أثناء الحمل وفترة الرضاعة ، كما يساعد الغذاء المتوازن على تكوين الجنين بصورة طبيعية وكذلك يساعد على تكوين مخزون مناسب من الحليب في صدر الأم.
وأثناء الحمل تتناول الحامل أطعمة غنية بالبروتينات والفيتامينات الغنية بالكالسيوم والفوسفور مثل الحليب والأجبان والألبان وكذلك الفواكه والخضار والبيض بالإضافة إلى مستحضرات دوائية من الحديد وحامض الفوليك الذي يعطى بصورة روتينية للحامل وقاية من فقر الدم وعليها تجنب الإكثار من الحلويات والنشويات والدهنيات أما أثناء الرضاعة فعلى الأم المرضع أن تتناول أغذية إضافية ، تكون مصدراً مضموناً للطاقة اللازمة والبروتينات والمعادن والفيتامينات لتتمكن من تكوين الحليب في صدرها من حيث الكمية والنوعية كما أن تناول السوائل مهم جدا للأمهات اللواتي يعانين من سوء التغذية وينتجن كميات من الحليب أقل من الأمهات اللواتي يتبعن نظاماً غذائياً سليماً متوازناً ومما هو ثابت أيضاً أن الأغذية الإضافية في هذه الحالات يمكن أن تزيد من كمية الحليب الذي يتكون في الثدي مع تحسن نوعيته ، وقد أظهرت الأبحاث ان إضافة الأغذية الغنية بالعناصر التالية يؤثر إيجابياً ومباشرة على حليب الأم مثل :
الدهون غير المشبعة – الفيتامينات : فيتامين أ (A) – فيتامين هـ ) E )- ثامين ( Thiamin )
- ربيوفلافين ( Riboflavin ) – نياسين ( Niacin ) – بيريدوكسين ( Pyridoxin )
- فيتامين ب 12 ( Vitamin B12) – المعادن ما نغنيز ( Manganise ) – اليود ( Iodin ) – كما أنه من المهم الالتزام بالأغذية الغنية بالكالسيوم والحديد والزنك وفيتامين ج (Vitamin c ) والصوديوم مثل الحليب والبيض ، والفواكه، واللحوم، والخضار.
ولتعلم الأم ان غذاء طفلها مرتبط بغذائها وحاجتها الغذائية فهي مسؤولة عن تغذية طفلها ومسؤولة عن تغذيتها التسليمة، وإن حليبها هو الأفضل والأكمل. إن غذاءها السليم المتوازن والغني بالعناصر الغذائية يؤمن تغذية طفلها أثناء الحمل والرضاعة.