إعداد: محمد فوزي يوسف
الانتقال من خدمات التدخل المبكر الى خدمات ما قبل التعليم ثم الى مرحلة ما قبل المدرسة ورياض الأطفال يعتبر أمراً عاطفياً بالنسبة لجميع الآباء والأمهات وهم يشاهدون صغارهم يكبرون ويزداد الأمر أهمية عند وجود إعاقة مصاحبة أو تأخر في أحد مجالات النمو حيث تكون المشاعر مضاعفة وغالياً ما تؤدي المسائل المرتبطة بالإعاقة التي تتشابك مع مسؤولية اتخاذ الخيارات الصحيحة والقرارات الملائمة لمستقبل أطفالهم، وكثيراً ما تشعر الأُسر بتفاقم عدم التيقن بالخطوات الملائمة وذلك بسبب عملية تعليمية قد تبدو غير مرحب بها.
كيف نجعل عملية الانتقال صديقة للأسرة:
ما الذي يمكن للمدارس وأولياء الأمور القيام به لجعل عملية الانتقال من برامج التدخل وتجربة ما قبل المدرسة ذات معنى ومثمرة؟ بدايةً تعتبر عملية بناء شراكات قوية بين الأُسر والمدارس خطوة مهمة للغاية بهذا الشأن ومن المرجح أن تتحقق النتائج الناجحة والمرغوبة عندما تعمل المدرسة والأُسرة معاً لتحقيق نفس الأهداف، وأدناه بعض الخطوات لدعم الانتقال السلس إلى مرحلة ما قبل المدرسة للأطفال:
التحضير لاجتماع خطة الانتقال الفردية
بدايةً ينبغي للأسر أن تزور رياض الأطفال أو دور الحضانة وأن تلتقي بمعلمي مرحلة ما قبل المدرسة وغيرهم من الموظفين قبل اجتماع مناقشة الانتقال وتجميع البيانات والاستفسارات اللازمة، وغالباً ما يكون من المفيد إحضار أحد الوالدين أو أحد أفراد الأُسرة أو أخصائي التدخل المبكر حتى يكون هناك شخص يمكنه المناقشة أثناء زيارتهم والمساعدة في تجميع المعلومات. كذلك يجب أن يكون المعلم في مرحلة ما قبل المدرسة مستعداً للقاء أفراد الأُسرة في المنزل إذا تطلب الأمر وقد ترغب الأُسرة أيضاً في إحضار شخص آخر لدعمهم في اجتماع مناقشة الانتقال. ومن المفضل كذلك أن تكون الأُسرة كذلك على دراية بحقوقها وكذلك التزامات الخدمة لأطفالهم بموجب التشريعات المحلية.
التفكير في مرحلة التدخل المبكر أو الحضانة على أنها مرحلة انتقالية
ثمة اعتبار آخر وهو الاعتراف بأن الانتقال لا يحدث في 6 أشهر فقط لذا علينا التفكير الدائم في فترة ما قبل المدرسة بأكملها على أنها مرحلة انتقالية، وهناك حتمية انتقال بين التدخل المبكر وبرامج الروضة والمدرسة، ويمكننا الجمع بين فوائد الخدمات المرتكزة على الأُسرة والخدمات اللغوية والعلاجية والخبرات الاجتماعية لبرامج التعليم المبكر.
الحفاظ على التواصل المستمر والفعّال
يتعين على الأُسر أن تشعر بأن مساهماتها لها قيمة كبيرة حيث يجب على المدارس أن تستمع بعناية إلى ما كل ما تقوله الأُسر. وتساعد المعلومات المكتوبة الأسبوعية والمكالمات الهاتفية والمتابعة المستمرة من المدرسة على الحفاظ على عملية التواصل المفتوح مع ضرورة تشجيع الآباء أو أفراد الأُسرة على طرح الأسئلة والتأكد الدائم عن مدى وضوح المعلومات.
بناء الأدوار والتوقعات
الأُسر بحاجة إلى خطة لمعرفة ما يمكن توقعه من المدرسة وكذلك ما هو متوقع منهم، وعلينا مناقشة هذه العلاقة مع مدرسة الطفل المستقبلية حتى تكون الأدوار والمسؤوليات الخاصة للجميع واضحة ومفهومة.
مواصلة الزيارات المنزلية
زيارة المنزل هي السمة المميزة لبرامج التدخل المبكر حيث لا يفضل ان تنتهي بمجرد الانتقال فالزيارات المنزلية تتيح للمختصين والأُسرة فرصة الحفاظ على التواصل المستمر والفعّال، كما أنه يتيح للمعلم فرصة لدعم وتقديم المعلومات إلى الوالدين، والاطلاع على الطفل في البيئة المألوفة له ” المنزل” وجمع كافة المعلومات، علاوة على مراقبة أساليب التواصل المستخدمة في المنزل.
اعداد برامج وجداول زمنية مرنة
قد لا يكون الأطفال الصغار من ذوي الإعاقة أو المتأخرين نمائياً الذين يدخلون مرحلة ما قبل المدرسة لأول مرة مستعدين لنفس تجربة ما قبل المدرسة التي يتمتع بها الأطفال الأكبر سناً أو الأطفال من غير ذوي الإعاقة حيث يمكن للوالدين مناقشة المدرسة مقدار الوقت الذي سوف يحضر طفلهم الى مرحلة ما قبل المدرسة بحيث يكون التواجد تدريجياً فقد يكون الجمع بين برنامج الدعم والتدريب المنزلي ومرحلة ما قبل المدرسة أكثر فعّالية لبعض الأطفال.
خطة التواصل
نواجه في كثير من الأحيان حالات من التخوف والذعر لدى معلمي المدارس النظامية حيث يكون لديهم انطباعات أن وجود إعاقة من شأنه أن يقلل من الفرص التعليمية وبذلك يجب أن ينصب التركيز على مفهوم التواصل وبناء العلاقات وليس الاساليب وهو أمراً حاسماً في نمو الطفل، وينبغي للأسر والمهنيين في المدارس استخدام خطط التواصل الفعّال لتحديد كيفية تلبية احتياجات الطفل وسبل التواصل والدعم الملائمة.
مجموعات الدعم والمجالس الأُسرية (مجالس الأمهات، الآباء، الإخوة)
تستفيد الأُسر من الالتقاء ببعضهم البعض للمشاركة والتعلم من تجارب الآخرين حيث تشكل تجارب الآخرين نقطة بداية مثالية في كثير من الأحيان وتساهم الى حد بعيد الى الاستفادة من الايجابيات وتخطي التحديات المحتملة.
تسهيل زيارة ريارة رياض الاطفال
من المفضل زيارة رياض الأطفال أو الحضانات قبل الدخول اليها خلال التحضير لعملية الانتقال وذلك لتطوير علاقة الطفل مع المعلم والإلمام بالمدرسة والصفوف الدراسية والنظم التعليمية المستخدمة وتعزيز التهيئة المناسبة لنجاح عملية الدمج، كذلك هذه الخطوة تؤكد لنا أن معلم رياض الأطفال أو الحضانة لديه كل المعلومات ذات الصلة ويفهم احتياجات الطفل والأهداف والخدمات.
الانتقال إلى رياض الأطفال أو الحضانات
بالنسبة للعديد من الأُسر، يبدو التنقل بين برامج التعليم الرسمي لخدمات رياض الأطفال والحضانات وسن المدرسة والخطط التربوية الفردية يعتبراً امراً جللاً، كذلك إن الانتقال من مرحلة التدخل المبكر إلى مرحلة ما قبل المدرسة يحتاج إلى الاهتمام ايضاً، حيث أن الانتقال إلى التعليم الرسمي والصفوف التعليمية الأولي يتطلب أيضاً إعداداً وتهيئة كبيرة بحيث تساهم كل المؤشرات والتجهيزات الى الانتقال السلس للأطفال بين مختلف المراحل من خلال مجموعة من الأنشطة الانتقالية المدروسة والمخطط لها. حيث أن التخطيط الملائم لعملية الانتقال يعود بمجموعة من الفوائد على الأطفال والأُسر والمعلمين كما يلي :
إن وجود شراكة قوية بين الأُسرة والممارسين أمر بالغ الأهمية إذا أردنا تحقيق نتيجة إيجابية لأطفالنا ولا تستطيع المدارس النظامية أن تعلم الأطفال بمفردها لذا علينا إدراك قيمة دعم الأُسرة ومشاركتها في العملية التعليمية، كذلك التعامل بمبدأ “دعم بعضنا البعض”، سيعزز الخبرة التعليمية للأطفال لذا دعونا نبذل قصارى جهدنا لترسيخ هذا الالتزام والحفاظ عليه حتى يتسنى لأطفالنا كل الفرص ليصبحوا أعضاءً ناجحين في المجتمع.
المرجع :
http://www.handsandvoices.org/
- الشارقة، الإمارات العربية المتحدة
- هاتف : 00971 6 5535364 Fax: 00971 6 5665665
- هاتف متحرك : 00971 50 9763650
- البريد الإلكتروني : [email protected]
- تويتر : @mohammadfawzi
- صفحة الفيس بوك : facebook.com/pages/Mohammad-Fawzi-Yousef/132496393462718
- حساب الفيس بوك : Mohammad Fawzi Yousef
- انستغرام: mohammadfawzi1
- أنهى دراسة العلاج الطبيعي عام 1992 في الأردن وكان الأول على مستوى المملكة في مجال التخصص في ذاك العام، عمل بعدها مع الأطفال من ذوي الإعاقة ، ثم التحق بفريق عمل مركز التدخل المبكر بالشارقة كمتخصص في العلاج الطبيعي في العام 1994 ثم تسلم مسؤولية قسم العلاج الطبيعي والوظيفي التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنة 1999 ثم مديراً لإدارة لعلاج الطبيعي والوظيفي في العام2008 أما في العام 2010 فإلى جانب مهامه في العلاج الطبيعي استلم مديراً ادارياً بالإنابة لمركز التدخل المبكر وحالياً هو مدير مركز التدخل المبكر الشارقة التابع للمدينة منذ عام 2014.
- أكمل مشواره التعليمي بحصوله على شهادة متخصصة في مجال التدخل المبكر من جامعة جورج تاون في واشنطن – الولايات المتحدة ودبلوم مهني في التربية الخاصة في العام 2015.
- التحق بعدد كبير من الدورات وورش العمل المتخصصة في مجال العلاج الطبيعي للأطفال والطرق العلاجية ومجالات التعامل مع الآخرين والادارة والبرمجة العصبية اللغوية والتدخل المبكر والتربية.
- عضو في عدد من الجمعيات المتخصصة في الأردن والإمارات، ومجموعات الدعم للمعاقين مثل جمعية الامارات لمتلازمة داون وجمعية الإمارات الطبية، جمعية العلاج الطبيعي الأردنية والجمعية العالمية للتدخل المبكر، مجلس الأطفال الاستثنائيين.
- له عدة كتابات متخصصة ونشرات تثقيفية منها ما نشر في مجلة المنال ومجلة عالمي ومجلة الصحة والطب ومجلة منار الاسلام وله كذلك عدة مؤلفات منشورة في مجال التخصص:
- كتاب متلازمة داون: حقائق وإرشاد
- كتيب أهمية العلاج الطبيعي في مجال التربية الخاصة
- كتاب متلازمة الشلل الدماغي
- سلسلة الإرشادات المنزلية لتنمية المهارات الحركية / وهي سلسلة مصورة مكونة من 5 أجزاء.
- حاصل على عدة جوائز محلية ودولية (جائزة الموظف المتميز للعام 2007 في حكومة الشارقة وجائزة أحسن كتاب مؤلف للعام 2008 من جامعة فيلادلفيا الاردن عن كتاب متلازمة الشلل الدماغي وحاصل على جائزة الاميرة هيا للتربية الخاصة / أخصائي العلاج الطبيعي المتميز 2010، وحصل على جائزة مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الانسانية 2010).