رؤية جديدة لبرامج الاستماع والتحدث الإشراطية ودورها في تأهيل الأشخاص ذوي الضعف السمعي مستخدمي السماعات والقواقع الالكترونية سوف نستعرضها في أجزاء متلاحقة على صفحات مجلة المنال، وفي العدد بين أيديكم سنتناول مقدمة مختصرة عن الأسس الفلسفية للطريقة السمعية الشفوية وملخصاً لدراسة طبقت بهذا الخصوص، على أن يتم التطرق في العدد القادم لمدى فاعلية برامج زراعة القوقعة الالكترونية والتدريب السمعي الشفوي:
أولاً ـ مقدمة مختصرة عن الأسس الفلسفية للطريقة السمعية الشفوية:
إن هذا البديل البنائي العلمي الذي نطرحه اليوم والمتمثل بالتدريب السمعي الشفوي ليس هو النفي المطلق لما سبق من أساليب وطرائق اهتمت بتدريب الأطفال على السمع والكلام. بل هو حلقة نوعية جديدة من خلال اقترانه بالتطور العلمي التربوي لحاجات الأطفال الصم زارعي القوقعة الإلكترونية ومن خلال التجاوز الجدلي للعناصر والأساليب الناجحة لهذا التطور والعمل على تقويمها ووضعها في المسار العلمي الصحيح.
ما هي الطريقة السمعية الشفوية؟
إن هذه الطريقة تطرح نفسها اليوم كبديل علمي بنائي جديد لما سبقها من الطرق وترى باختصار أن معظم الأطفال ذوي الإعاقة السمعية لديهم بقايا سمعية يمكن تطويرها والاستفادة منها عن طريق تكبير وتضخيم الصوت من جهة ومن خلال التدريب المنظم والجيد على الإنصات والاستماع من جهة أخرى.
وترى أن غالبية الأطفال الذين تجرى لهم عمليات زرع القوقعة الإلكترونية يصبح بإمكانهم إذا توفر لهم التدريب السمعي والشفوي الجيد أن يسمعوا جميع الأصوات العامة والأصوات الكلامية والتي تقع عادة ما بين 250 ـ 5000 هرتز وعلى شدة صوت ما بين 35 ـ 40 ديسبل تقريباً ويصبح بإمكانهم من خلال التدريب على الإنصات والاستماع وحده أن ينموا لغتهم الاستقبالية والإنتاجية ويعتمدوا على أنفسهم ويندمجوا في إطار المجتمع المحلي العام.
ثانياً ـ مشكلة الدراسة:
ترى هذه الدراسة أن التدريب على الإصغاء والاستماع المنظم يؤدي إلى استغلال وتنمية البقايا السمعية لدى الأطفال ذوي الإعاقة السمعية والى جعل زارعي القوقعة الإلكترونية يسمعون جميع الأصوات الكلامية الواقعة تحت الذبذبات 250 ـ 5000 هرتز.
وهذا التدريب السمعي المنظم سيؤدي بدوره إلى تنمية اللغة اللفظية وحل مشكلات التواصل اللفظي عند الأطفال ذوي الإعاقة السمعية بصورة عامة وزارعي القوقعة الإلكترونية بصورة خاصة من جهة وبين أسرهم ومجتمعهم من جهة ثانية، وهذا بدوره سيساعد في حل مشكلاتهم الاجتماعية والنفسية بصورة عامة.
وترى هذه الدراسة أن هذا التدريب السمعي المنظم لا يمارس بطريقة كافية وصحيحة وفعلية في أغلب مدارسنا ومراكزنا المسؤولة عن تأهيل الأطفال ذوي الإعاقة السمعية عموماً وتأهيل زارعي الغرسة الإلكترونية خصوصاً. إما لعدم الكفاية المهنية اللازمة أو بسبب الاعتماد على الطرق البصرية الأخرى التي تقوم على أساس قراءة الشفاه أو بسبب غياب الاهتمام بالبرامج اللغوية الكلامية المنظمة والتي تأخذ بعين الاعتبار التسلسل والتطور الطبيعي في نمو اللغة.
ثالثاً ـ أهمية الدراسة:
تكتسب هذه الدراسة أهميتها من النتائج الباهرة التي حققتها زراعة القوقعة الإلكترونية سواء بالنسبة للأطفال أو البالغين حيث أظهر الجميع تحسناً كبيراً في الاستماع والتحدث وتحسناً في قدرتهم على الإتصال وقراءة الشفاه والتمييز بين أصوات الحديث المختلفة وتحسن أداؤهم الدراسي والاجتماعي والنفسي وشعروا بمزيد من الثقة والأمان والاعتماد على الذات، وتنبع أهمية هذا البحث من توصياته بضرورة الاكتشاف المبكر للإعاقة والتقييم الصحيح لها وإعداد البرامج الاستماعية الشفوية المناسبة لها حيث يصبح بمقدور هؤلاء الأطفال التعلم والعمل والمشاركة في مسيرة التنمية الاجتماعية.
رابعاً ـ أهداف الدراسة:
تهدف هذه الطريقة السمعية الشفوية إلى الإجابة عن الفرض والسؤال المحوري الذي تطرحه هذه الدراسة ألا وهو ما مدى فاعلية برامج زراعة القوقعة الصناعية وبرامج التدريب السمعي الشفوي على الأطفال الصم واختبار مدى فاعلية هذه البرامج على تحسين القدرة على الإنصات والاستماع من جهة وتنمية المهارات اللغوية اللفظية من جهة ثانية وتحقيق التواصل والاندماج العام في المجتمع المحلى من جهة ثالثة، كما تهدف هذه الدراسة إلى تحديد أنسب الإجراءات التعليمية من خلال أفضل المدخلات والتشغيلات والمخرجات في ضوء البحوث والدراسات العلمية وبناءً على هذا فإن هذه الدراسة مرشحة أن تجيب عن السؤال المركزي التالي وهو:
خامساً ـ حدود الدراسة:
حدودها البحث التربوي التجريبي إضافة إلى الدراسات النظرية التحليلية بغية إجراء المقارنات مع هذه الدراسات واستخلاص النتائج العلمية من البحوث والدراسات السابقة في هذا المجال وذلك من أجل تطوير اللغة اللفظية والتواصل مع الأسرة والمدرسة والمجتمع بصورة فعالة وإكساب التلاميذ المستفيدين من الزرع المهارات السمعية والأكاديمية والاجتماعية والسلوكية المرغوبة.
سادساً ـ منهج الدراسة:
سوف يتبع الباحث المنهج العلمي التجريبي المعياري إضافة إلى المنهج الوصفي التحليلي للإجابة عن أسئلة الدراسة وتحديد أكثرها جدوى وفاعلية من أجل إكساب هؤلاء الأطفال المهارات السمعية واللغوية والأكاديمية والوظيفية المطلوبة، وذلك من خلال نتائج الأبحاث الميدانية والتجريبية التي أثبتت إمكانية تحسن السمع والكلام وتمييز المحادثة العادية والأصوات البيئية واللغوية المختلفة وكذلك من خلال الدراسات والتجارب التي أثبتت إمكانية تحسن القدرة على الاستماع والإنصات وحل مشكلات الصم الاجتماعية والنفسية، وكذلك الحال فقد أثبتت تجاربي الشخصية العملية مع الأطفال الصم الصغار وخاصة حالة (الطفلة س) التي سآتي على ذكرها ومن خلال الاستبيان العلمي للمعلومات والاتجاهات مع أولياء أمور الصم أن أغلبهم أقر وأعترف بمدى تحسن أولادهم وتطورهم اللغوي والنفسي والاجتماعي.
//… يتبع في عدد المنال القادم… //
فاعلية برامج زراعة القوقعة الالكترونية والتدريب السمعي الشفوي
المراجع والمصادر العربية والأجنبية:
- د. الخطيب جمال، إعادة النظر في برامج إعداد معلمي الصم (بحث مقدم للمؤتمر الثامن للاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم).
- د. الخطيب جمال، المدخل إلى التربية الخاصة مكتبة الفلاح 1997.
- د. إجرار ربحي، برنامج التأهيل اللغوي المبكر (بحث منشور في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية).
- د. السيد محمود، علم النفس اللغوي منشورات جامعة دمشق 1993.
- د. أخضر فوزية، تعليم المعاقين سمعياً في مفترق الطرق (مكتبة الملك فهد الوطنية الرياض 1999).
- د. دميتي دورنان، نظرة حديثة للعلاج السمعي الشفوي (بحث منشور في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية).
- داير جلبرت، قواعد تصحيح النطق بطريقة اللفظ المنغم (بحث منشور في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية).
- جوليا نابرا أنطوني، التربية النفس حركية ترجمة عبد الفتاح حسن (مكتبة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية).
- الطباع إلياس، طريقة اللفظ المنغم (بحث منشور في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية).
- دورنان دميتي، لنسمع ونقول نظرة حديثة للعلاج السمعي الشفوي (مترجم في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية).
- جين كيلي، الإصغاء والإنصات للحياة والعلم (مترجم في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية).
- الطباع إلياس، مشروع التدخل المبكر لتنمية التواصل مع الأطفال الصم (بحث منشور في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية).
- د. عبد الحي فتحي محمد، دار الكتاب الجامعي العين.
- Introduction to Communicative Disorders 1 M.N hedge 1991 BRO – Ed.
- Cochlear Implant for Kids، Estabrook’s W(Ed) 1998 Washington DC
- Cochlear Implantation for Infants and Children 1997 GRAEME M. Clark R. Chard C. Dowell
الجنسية: سوري
الوظيفة:اختصاصي علاج نطق بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
الحالة الاجتماعية:متزوج ويعول أربعة أبناء.
المؤهلات العلمية:
- حاصل على درجة الدراسات العليا في الفلسفة من جامعة دمشق بتقدير جيد جداً عام 1979.
- حاصل على درجة الليسانس في الدراسات الفلسفية والاجتماعية بتقدير جيد جداً من جامعة دمشق عام 1975.
- حاصل على دبلوم دار المعلمين من دمشق عام 1972.
- حاصل على دورة عملية في طريقة اللفظ المنغم من بروكسل في بلجيكا.
الخبرات العملية:
- أخصائي علاج نطق بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- مدرس من خارج الملاك بجامعة الإمارات العربية المتحدة بالعين.
- عضو بالاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم منذ عام 1980.
- أخصائي نطق في اتحاد جمعيات الصم بدمشق.
- مشرف على مركز حتا للمعوقين بدولة الإمارات العربية المتحدة عامي 2001 و 2002.
المشاركات والدورات:
- عضو مشارك بالندوة العلمية الرابعة للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم عام 1994.
- عضو مشارك بالندوة العلمية السادسة للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم عام 1998.
- مشارك في المؤتمرين السادس والثامن للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم 1991 و 1999.
- مشارك في ورشة توحيد لغة الإشارة بدبي عام 1998.
- مشارك في تنظيم وتخريج عدد من دورات المدرسين والمدرسات الجدد في مدرسة الأمل للصم.
- عضو مشارك في الندوة العلمية التربوية بمؤسسة راشد بن حميد بعجمان عام 2002.
- مشارك في عدد من المحاضرات التربوية والتخصصية.
- كاتب في مجلة المنال التي تصدرها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- عضو مشارك في مؤتمر التأهيل الشامل بالمملكة العربية السعودية.
- عضو مشارك في الندوة العلمية الثامنة في الدوحة بقطر.