تعتبر الموهبة والكشف عنها مصدراً من مصادر الثروة الإنسانية والقومية على مستوى الأفراد والدول، وقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان مؤهلاً بإمكانيات شتى على البشر اكتشافها وصقلها وتنميتها بكافة الطرق والوسائل، ويلاحظ بشكل عام ازدياد الاهتمام بتربية الأطفال والمراهقين الموهوبين وتنمية قدراتهم الابتكارية ووسائل إرشادهم.
ترجع أهمية اكتشاف الموهوبين إلى:
- يساعد اكتشاف الموهبة على تنميتها وصقلها بشكل يناسب مراحل نمو الطفل.
- أفكار الموهوبين ابتكارية مما يجعلها ثروة للفرد والأسرة والمجتمع.
- يساعد اكتشاف الموهبة مبكراً على دعم الطفل وأسرته وإرشادهم إلى وسائل الرعاية وتوفير سبل التنمية لهذه الموهبة.
- أثبتت العديد من الأبحاث أن الموهوبين من الأطفال والمراهقين معرضون للخطر أكثر من أولئك غير الموهوبين إذا لم توفر لهم البيئة النفسية والاجتماعية المناسبة فيمكن إظهار الموهبة في مجالات مرغوبة ذات عائد نفسي واجتماعي واقتصادي بطريقة إيجابية بدلا من اتجاه صاحبها نحو الطرق السلبية غير المرغوبة أو إحباطها وعدم الاستفادة منها.
- الكشف عن الموهوبين ورعايتهم يشجع الأطفال والمراهقين على اعتبارهم القدوة الحسنة وبالتالي العمل على تأكيد ذواتهم وإبراز الخصائص الإيجابية في شخصياتهم.
- ترجع أهمية اكتشاف الموهبة مبكراً إلى ضرورة إعداد الأسر والآباء والمشرفين على الحضانة ورياض الأطفال ومرحلة المدرسة الابتدائية للكشف عن الموهبة ثم تنميتها ورعايتها خاصة في عصرنا الحالي، عصر التحديات المعلوماتية والتكنولوجية مما يستوجب استثمار هذه الأفكار والقدرات المتميزة.
- هؤلاء الموهوبون مصدر الإبداع والإنتاج الابتكاري للمجتمع وتقديم الدعم والرعاية لهم يساعد في تخريج العلماء والمخترعين والمكتشفين القادرين على تطوير مستقبل الإنسان بشكل عام.
- غالباً ما تظهر الموهبة في الرابعة من عمر الإنسان الأمر الذي يدعو إلى تنويع وإثراء بيئة الطفل للحفاظ على الموهبة وتنميتها ورعايتها.
وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة لتربية ورعاية الموهوبين إلا أن هناك العديد من المعوقات التي قد تظهر أمام اكتشاف الأشخاص الموهوبين يتعلق بعضها بالشخص نفسه وبعضها الآخر بأسرته أو المؤسسات التربوية سواء قبل المدرسة أو بعدها،
ومن المعوقات الخاصة بالطفل أو المراهق
- هناك نسبة من الخلط بين النشاط الزائد لدى الاطفال وخصائص الطفل الموهوب من حيث كثرة نشاطه وأسئلته وبالتالي يحدث تضليل في التعرف على الطفل الموهوب.
- أثبتت العديد من الدراسات وجود صعوبات تعلم عند بعض الموهوبين مما يعوق عملية التعرف عليهم.
- توجد نسبة من الأشخاص من ذوي الإعاقة تتميز بمواهب وتحتاج لاختصاصيين في الكشف عنها.
- قد يتعرض العديد من الأشخاص الموهوبين لاضطرابات وجدانية مثل الاكتئاب والاغتراب وغيرها مما يجعل عملية صقل الموهبة ورعايتها عملية شاقة.
- غالبية الموهوبين يحتاجون إلى زيادة الثقة بأنفسهم والتأكيد على الإيجابية في شخصياتهم وتقليل الخوف من الفشل ليتمكنوا من المخاطرة في إبراز الأفكار الابتكارية.
- الضغوط النفسية والاجتماعية الناتجة عن الأسرة والجهة التعليمية.
المعوقات الخاصة بالأسرة
نقطة البداية في اكتشاف الموهبة تبدأ من أفراد الأسرة لقربهم الشديد من الأطفال لكن هذه العملية ليست باليسيرة أمام تحديات كانتشار الأمية وتدني مستوى الثقافة النفسية، ومن أبرز المعوقات الخاصة بالأسرة:
- المستوى الثقافي والتعليمي للأسرة إن كان ضعيفاً.
- المستوى الاقتصادي ودوره في إثراء أو فقر البيئة المحيطة بالطفل وقد يؤدي الفقر إلى عدم القدرة على الكشف عن الموهبة حيث لا توجد الوسائط المناسبة.
- إساءة معاملة الأطفال أو إهمالهم إما نتيجة لكثرة العدد أو نتيجة التفكك الأسري أو اتباع أساليب تربوية أسرية خاطئة مثل التدليل الزائد أو الحماية الزائدة أو التدخل بين الأبناء والتفريق بينهم في توزيع الاهتمام والرعاية.
- انتشار الأفكار القديمة حول التعلم والحفظ وقصر العملية التعليمية على مقررات جامدة دون الدخول في مجال المهارات الخاصة من جانب أفراد الأسرة.
- انشغال الأسرة لأوقات طويلة خارج المنزل وخصوصاً (الوالدان) الأمر الذي يزيد الضغوط النفسية عندهم وبالتالي التوتر في التعامل مع الطفل والعصبية الزائدة فيؤدي ذلك إلى نبذ أفكار الطفل وعدم تقبلها مما يزيد من الإحباط والسلبية عنده.
- التقليل من قيمة الذات لدى الأطفال بكثرة التوجيه السلبي لهم وعدم إعطائهم الثقة بالنفس التي تمكنهم من المناظرة وإبداء الجديد من الأفكار أو الأعمال.
- عدم إلمام الأسرة بوسائل رعاية الموهوبين وبدورها التربوي في إثراء هذه الموهبة.
- الإهمال الملحوظ عند كثير من الأسر لمواهب الأشخاص من ذوي الإعاقة رغم وجود هذه المواهب عندهم وبنسب عالية أحياناً.
معوقات خاصة بالمؤسسات التربوية الأخرى
تعتبر مرحلة الحضانة ورياض الأطفال مؤسسة تربوية تأتي أهميتها مباشرة بعد الأسرة في رعاية وتنمية الأطفال الموهوبين حيث تعتبر هذه المرحلة مرحلة التخيل والإبداع الذهبية بالنسبة للطفل وتبلغ ذروتها بين (3 و6 أعوام) لذا تحتاج هذه المرحلة إلى رعاية خاصة قد تصادفها بعض المعوقات في اكتشاف الأطفال الموهوبين من أبرزها:
- عدم توافر أدوات القياس والتشخيص الملائمة حيث يحتاج اكتشاف الموهوبين إلى بعض الاختبارات مثل اختبار الذكاء والتفكير الابتكاري والقدرات الخاصة والمهارات العلمية والعملية والقيادية.
- عدم تدريب المشرفين والمعلمين على كيفية القيام بهذه العملية السابقة حيث تحتاج إلى تدريب وإعداد متواصلين.
- التمسك بأساليب التدريس والمقررات التقليدية سواء في رياض الأطفال أو المدارس الابتدائية مما يقلل من فرص الكشف عن الموهبة أو الممارسة العملية المهارية بالنسبة للأطفال.
- ازدحام الفصول الدراسية سواء في رياض الأطفال أو المدارس مما يقلل من فرصة إظهار الموهبة.
- ضعف عملية التواصل الوجداني بين المعلمين والإدارة المدرسية وبين التلاميذ مما يقلل من فرصة اكتشاف الموهبة.
- كثرة الأعباء الملقاة على الطاقم الإداري والتعليمي بما لا يترك وقتاً للتفاعل مع الأطفال المتميزين في بعض المجالات.
- العديد من معلمات رياض الأطفال غير معدات تربوياً ونفسياً للكشف عن المواهب.
- عدم التجديد في نظم وبرامج إعداد الموهوبين تربوياً مثل نظام الإسراع أو الإثراء أو ضغط المقررات لفئة الموهوبين فهذه النظم والبرامج لا تجد القبول من جانب المشرفين والإدارات التعليمية.
الإثراء
يعني نظام الإثراء زيادة الخبرات التعليمية للطفل الموهوب سواء أكان يدرس في مدرسة للمتفوقين أم لا وذلك بتزويده بدراسات خاصة مستقلة مثل دراسة مادة حسب ميل ورغبة الطفل كالحاسب الآلي وشبكة المعلومات وبعض الهوايات الخاصة والقراءات الحرة التي لا توجد ضمن المقرر المدرسي.
الإسراع
يعني إلحاق الطفل الموهوب بالمدرسة أو بالفرق الدراسية في عمر زمني أقل من نظرائه أو انتهائه واختياره لمرحلة تعليمية في مدة زمنية أقل مما هو موجود في الخطة التعليمية للأطفال الآخرين.
ويتم الإسراع بطرق ثلاث هي:
-
الالتحاق بالمدرسة الابتدائية في سن مبكرة عن أقرانه:
ويرجع ذلك إلى سرعة تكيف الطفل الموهوب وتفوقه الدراسي وما يتميز به من مهارات اجتماعية مميزة ومهارات اتصال كما يتمتع الطفل الموهوب بمكانة مرموقة داخل الفصل.
-
اجتياز الصفوف:
والمقصود بهذه الطريقة انتقال الطفل من صف دراسي إلى آخر إذا كان تحصيله الدراسي يتناسب مع الصف الدراسي الذي سينتقل إليه، مثلاً انتقال الطفل الموهوب من الصف الثالث إلى الخامس إذا ثبت تفوقه التحصيلي في الصف الرابع.
-
إلمام واجتياز الطفل لمرحلة دراسية في فترة زمنية أقل من المقرر
ويقصد بها اختصار فترة الدراسة إلى فترة أقل عن باقي الأطفال.
وتعتمد عملية الإسراع على الإثراء إذ لا يتم الإسراع إلا إذا تم إثراء مقررات الطفل أو الطالب الموهوب تعليمياً وخبراتياً.
ختاما لا بد من التذكير أن هناك ثلاثة نظم لتعليم الأطفال الموهوبين والمتفوقين دراسياً في دول العالم هي:
- تعليمهم في مدارس خاصة بهم ويتم تطبيق نظام الإثراء بهم حيث يدرس الطالب مقررات إضافية.
- يتم تعليم الاطفال الموهوبين والمتفوقين دراسياً في فصول خاصة بهم داخل المدرسة العادية.
- يتم تعليم الاطفال الموهوبين والمتفوقين دراسياً داخل المدارس العامة وفي الفصول موزعين بطريقة عشوائية.
المصدر:
كتاب الموهبة للأستاذة الدكتورة آمال عبد السميع مليجي باظة ـ أستاذ الصحة النفسية ـ كلية التربية ـ جامعة كفر الشيخ
حازم ضاحي شحادة
- بكالوريوس في الصحافة / جامعة دمشق
- صحفي في جريدة الوحدة السورية سابقاً
- صحفي منذ عام 2007 في قسم الإعلام / إدارة الاتصال المؤسسي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- كاتبٌ في مجلة المنال الإلكترونية
الخبرات
- التطوع والعمل سنوياً منذ العام 2008 في مخيم الأمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث قامَ بتحرير أخباره أولاً بأول.
- التطوع والعمل منذ العام 2008 في مهرجان الكتاب المستعمل الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2007 في ملتقى المنال الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره.
- المشاركة في ملتقى التوحد (خارج المتاهة) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أبريل من العام 2015 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التدخل المبكر الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في يناير من العام 2016 والمساهمة في تحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التقنيات المساندة الذي نظمته المدينة في مارس من العام 2017 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2008 في حملة الزكاة التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنوياً وتحرير أخبارها أولاً بأول.
- لا بد من الإشارة إلى عشرات وعشرات الفعاليات والأنشطة والزيارات التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ويقوم بتحرير أخبارها أولاً بأول.
- كما لا بد من الإشارة إلى أن 80 في المائة من الأخبار المنشورة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مختلف الصحف والمواقع منذ منتصف العام 2007 وحتى يومنا هذا هي من تحريره.
المؤلفات
- أديبٌ سوري يكتبُ في الصحافةِ العربيةِ منذ عشرين عاماً
- صدر له حتى الآن:
- المبغى / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- اختلافٌ عميقٌ في وجهات النظر / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- أيامٌ في البدروسية / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- فوق أرض الذاكرة / مجموعة قصصية. دار آس سوريا
- أوراق نساء / 2012 ـ ديوان . دار بصمات ـ سوريا
- نشرت العديد من قصصهِ في مجلات وصحف ومواقع إلكترونية سورية وعربية منها
- (مجلة الآداب اللبنانية) (مجلة قاب قوسين) الأردنية (مجلة ثقافات الأردنية) (مجلة انتلجنسيا التونسية) (جريدة الوحدة السورية)