تناولت فصول الكتاب أهم الاتجاهات السائدة ومظاهر التعدد الثقافي والثنائية اللغوية في التربية الخاصة، ودور أسر الأطفال المعاقين، وتعريفات الإعاقة العقلية، وصعوبات التعلم لدى الأطفال، والأطفال ذوي اضطراب ضعف الانتباه.
يحتل الاهتمام بالأطفال ذوي الإعاقة مكانة متميزة على المستوى العربي والدولي، وخاصة بعد التوقيع على الاتفاقية الدولية لحماية الأشخاص ذوي الإعاقة، ولعل من مظاهر هذا الاهتمام تزايد الإصدارات المتخصصة التي تتناول التربية الخاصة لهؤلاء الأطفال، وشهدت بداية عام 2007 إصدار الترجمة العربية لكتاب سيكولوجية الأطفال غير العاديين وتعليمهم ـ مقدمة في التربية الخاصة ـ والذي وضع مادته في لغته الأصلية اثنان من أشهر المتخصصين في التربية الخاصة على مستوى العالم وهما دانيال هالاهان Daniel P. Hallahan، وجيمس كوفمان James M. Kauffman عام 2006 وبذلك يعد الكتاب من أحدث ما كتب في هذا المجال على مستوى العالم، وقام بترجمته إلى العربية أ.د. عادل عبد الله محمد أستاذ التربية الخاصة، ورئيس قسم الصحة النفسية بكلية التربية جامعة الزقازيق.
الكتاب من منشورات دار الفكر بعمان في الأردن، وهو كتاب ضخم يقع في 878 صفحة من القطع العادي أهداه المترجم إلى كل أب وكل أم لهما طفل ذي إعاقة، وإلى كل معلم وكل باحث وكل دارس في مجال التربية الخاصة، وإلى كل المهتمين بالأطفال ذوي الإعاقة في وطننا العربي، ويتناول فئات مختلفة من الأطفال ذوي الإعاقة مستعرضاً تعريف كل فئة وأسباب اضطرابها ووسائل تقييمها، يناقش بعدها عدداً من القضايا المرتبطة بها ويستعرض أساليب التدخل المبكر، وأهم استراتيجيات التعلم أو التدخل والقضايا المرتبطة بالانتقال إلى مرحلة الرشد.
ويتألف الكتاب من 15 فصلاً ركز الفصل الأول على الأطفال ذوي الإعاقة والتربية الخاصة من خلال استعراض التعريف التربوي لهم، ومعدل انتشارهم، ونسق التربية الخاصة المتبع معهم، وكيفية إشباع حاجاتهم، وخطط التعليم الفردية، كما تناول تعريف التربية الخاصة وتطورها.
أما الفصل الثاني فقد اهتم بإبراز أهم الاتجاهات السائدة في التربية الخاصة من خلال مناقشته لقضايا الدمج والضم والاحتواء، وتعليم الأطفال ذوي الإعاقة كما تعرض لبرامج التدخل المبكر والانتقال إلى الرشد.
وناقش الفصل الثالث مظاهر التعدد الثقافي والثنائية اللغوية في التربية الخاصة متفرعاً إلى بعض الموضوعات المهمة مثل التقييم، والتعليم، والتنشئة الاجتماعية.
أما الفصل الرابع فقد تناول أسر الأطفال ذوي الإعاقة، ودورهم، وما يمكن للأسر أن تضيفه إلى المعلم، ودورها في علاج وتعليم الطفل، وذلك من خلال مناقشته لتأثير الطفل ذي الإعاقة على الأسرة، ونظرية الأنساق اللغوية، ثم تطرق إلى مناقشة المساندة الاجتماعية للأسرة من خلال جماعات المساندة، ومصادر الانترنت، ومختتماً باستعراض طرق التواصل بين الوالدين والمتخصصين.
الفصل الخامس جاء بعنوان الأطفال ذوو الإعاقة الذهنية مستعرضاً تعريفات الإعاقة الذهنية، ونسب انتشارها وأسبابها، وتقييمها من خلال اختبارات الذكاء والمهارات التكيفية، كما ناقش هذا الفصل بعض الاعتبارات التربوية وأساليب التدريس ونماذج تقديم الخدمة، واشتمل أيضاً على بعض البرامج الوقائية والإنمائية في الطفولة المبكرة، والانتقال إلى الرشد، ولا يغفل مناقشة العمل وشغل وظيفة معينة.
أما الفصل السادس فكان عن الأطفال ذوي صعوبات التعلم وتضمن تعريف صعوبات التعلم، ونسبة الانتشار والأسباب وأساليب التقييم، ثم ناقش الخصائص النفسية والسلوكية لذوي صعوبات التعلم، فمشكلات التحصيل الأكاديمي، ومشكلات الإدراك الحسي ومشكلات الذاكرة إضافة إلى المشكلات المعرفية، والمشكلات الاجتماعية والانفعالية، ثم عرض لبعض الاعتبارات التربوية وأفضل الممارسات في التدريس لهؤلاء الأطفال.
وقد تناول الفصل السابع الأطفال ذوي اضطراب ضعف الانتباه والنشاط الحركي المفرط من خلال مناقشة عدد من التفاصيل المرتبطة بهذا الاضطراب، كالتعريف والتقييم والأسباب والنماذج المفسرة، والمشكلات ومختتما بنتائجه في مرحلة الرشد على المهنة والزواج وتكوين الأسرة.
وتناول الفصل الثامن الأطفال المضطربين سلوكياً أو انفعالياً، أما الفصل التاسع فاهتم بالأطفال ذوي اضطرابات التواصل موضحاً تباين أشكال التواصل ومستعرضاً لاضطرابات اللغة واضطرابات الكلام واضطرابات الكلام المرتبطة بالتلف النيورولوجي ثم التدخل المبكر، وقد تناول الفصل العاشر الأطفال الصم والأطفال ضعاف السمع، كما اهتم الفصل الحادي عشر بالأطفال المكفوفين والأطفال ضعاف البصر، ولم يغفل استعراض الوسائل التكنولوجية المساعدة لهذه الفئات في مجالات التواصل والتوجه والحركة.
أما الفصل الثاني عشر فتناول الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد مستعرضاً بحوث كانر واسبرجر، ثم التعريف ومعدل الانتشار والأسباب والتقييم، وموضحاً الاستراتيجيات التربوية المستخدمة لتعليم المهارات الاجتماعية، والتدخل المبكر وبرامج الانتقال إلى مرحلتي المراهقة والرشد، وقد تناول الفصل الثالث عشر الأطفال ذوي الإعاقات قليلة الانتشار، والإعاقات المزدوجة والإعاقات الشديدة، مثل إصابات الدماغ الناتجة عن الصدمات، والإعاقة السمعية البصرية، ومشكلاتها في الحصول على المعلومات والتواصل والتوجه والحركة، وقد استعرض أيضاً التدخل المبكر من خلال الممارسات القائمة على القيم أو المتمركزة حول الأسرة، أو من منظور متعدد الثقافات، واختتم بمناقشة تغير الفلسفة وتوضيح برامج التدريب المهني ومهارات الحياة المنزلية والمجتمعية.
واهتم الفصل الرابع عشر بالأطفال المعوقين جسمياً وذوي الإعاقات الصحية الأخرى، أما الفصل الخامس عشر فتناول الموهبة والأطفال الموهوبين، تلته المراجع في.. صفحة كإضافة أخرى للباحثين والمهتمين.
بقي أن أشير إلى التفرع الكبير وكثرة الجزئيات التي تناولها كل فصل بما يستحيل معه الإلمام بكل محتويات الكتاب في هذا العرض.
الكتاب تأليف: Daniel P. Hallahan, James M. Kauffman
ترجمة: أ. د. عادل عبد الله محمد