- معاً يداً بيد مع كل يد تمتد لتصنع للصم العرب المجد.. مجد حاضرهم ومستقبلهم الأفضل
- معاً نحقق لهم الأمل الغائب القادم.. الذي طال انتظاره.. أمل الصم في أن يتكلموا.. أن يتعلموا.. أن يرتقوا بالعلم.
- الأمل عمل.. معاً نعمل من أجل أصم عربي متعلم.. معاً نعمل من أجل أصم عربي متميز.
.. أما آن للصم العرب أن تكون لهم لغة إشارة عربية فصحى واحدة موحدة على أسس وقواعد لغتنا تتفق مع ما اتفق منها من لفظ منطوق ومكتوب وتختلف مع ما اختلف عنها.. لغة إشارية تعرف معاني الحروف وحروف معاني الضمائر ما ظهر منها وما استتر.. لغة إشارية تعلمهم كيف يقرأون وكيف يكتبون كتابة صحيحة التعبير سليمة المعنى.. لغة إشارة عربية فصحى يفهمها أصم المغرب تماماً كما يفهمها أصم المشرق.. تجمعهم كما اجتمعنا على لغتنا الواحدة.. تمكنهم من اكتساب العلم عن طريق التعلم كما تعلم وحصل كل متعلم لها على رتبته العلمية التي نالها بجده واجتهاده.
الصم العرب العوامل والأسباب التي أدت إلى ضعف تعليمهم وتعلمهم
(من وجهة نظر تجريبية)
إنها دعوة إلى كل من يعمل مع الصم العرب إلى وقفة تأمل ومراجعة شجاعة وشفافة.. مجردة عن الذات.. وقفة هي الآن ضرورة.. هي الآن أفضل.. وقبل أن يطول الزمن وتبعد المسافة بين الأصم وتعلمه.. (نبحث فيها عن الأسباب التي حالت دوننا كعاملين مع الصم في توصيل المعرفة وبأنواعها إلى الصم.. وأدت إلى ضعفهم وتدني مستوى تعلمهم في تعليمهم.. نبحث عن الحل الذي يحقق للصم الأمل الذي طال انتظاره في أن يتكلموا.. في أن يتعلموا.. في أن يرتقوا بالعلم).
إن قضية ضعف تعلم الصم بشكل عام والصم العرب وتدني مستوى تعليمهم وتعلمهم بشكل خاص.. جديدة قديمة.. منذ أن خلق الله الخلق وبرز وجود الصم في الحياة وظهرت بوادر مشاكلهم الاجتماعية والتعليمية فأخذهم الإعلام الحديث بالإشهار والإظهار في مطلع القرن الماضي وهذا القرن.. قرون وقرون وعقود من الزمن ولم نر من الصم الذين ولدوا وهم صم والذين استخدموا لغة الإشارة الاصطلاحية في تواصلهم وتأسست لهم الجمعيات والنوادي وفتحت لهم المدارس وأبواب الجامعات في كثير من البلاد العربية من تعلّم وارتقى بالعلم إلّا من قلّ عددهم وندر ذكرهم، وقد نال بعضهم شهادة جامعية وهو لا يحسن القراءة ولا الكتابة بل هناك توجيه لإعادة برمجة تأهيلهم لغوياً كغيرهم ممن تعلم وارتقى بالعلم.. وهذا واقع حال الصم العرب يعترف به بعض العاملين مع الصم ويتجاهله الكثير منهم.
عوامل عدّة أثرت في ضعف تعلم الصم وتدني مستوى تعليمهم للغتنا العربية قراءة وكتابة مقارنة بأقرانهم من ذوي السمع والكلام الذين تعلموا ويتعلمون ذات اللغة.. وهذا واضح في واقع أميّتهم التي بها يشتهرون.
.. يعلم كل من عمل مع الصم العرب وما زال يعمل أن معلمي الصم العرب يعانون بعض الصعوبات في تعليمهم وفي نقل المعرفة إليهم وتبادلها معهم إشارة كما نتبادلها نطقا وكتابة.. وأن الصم يجدون صعوبات في تعلمها واكتسابها حالت دون ارتقائهم سلم العلم وهم في عصر المذهلات من التقنيات الحديثة الثرية في المعلومات المعرفية المتنوعة.
.. صعوبات في تواصلهم الصحيح المعنى، السليم التركيب فيما بينهم وآخرين.. فتتحقق صحة اندماجهم في المجتمعات التي يعيشون فيها مع الأهل والناس.
.. تحديات صعبة.. أكدها ويؤكدها واقع الصم الذي هم عليه.. اعترضت وما زالت تعترض وتعيق تعلميهم وتعلمهم لغتنا وفهمها قراءة وكتابة.. ظهرت في عجزهم عن كتابة جملة لغوية سليمة التركيب صحيحة المعنى بسياقها الجميل الذي تعلمناه في مراحل تعلمنا من البيت إلى الجامعة.
.. ثمة تطور قد حصل في كثير من مناحي من حياة الصم العرب إلا أن هذا التطور لم يكن في مستوى حاجات الصم العرب للتعلم واكتساب المعرفة والعلوم بأنواعها.
.. أسئلة كثيرة.. يفرضها واقع حال الصم العرب أكبر من أن تكون استفسارية فقط.. بل هي حاجة ملحة تحتاج لأجوبة صريحة وواضحة من كل مهتم بالصم على مستوى الوطن العربي طرحتها كوجهة نظر على من تواصلت معهم وتواجدوا معي على صفحة التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) لعل الإجابة عليها تساعد في وضع الحل الذي ينتظره الصم منا لحل مشكلة معاناة المعلمين في تعليمهم والصم في تعلمهم واكتساب المعرفة.
السؤال المطروح
ما هي العوامل والأسباب التي أدت إلى ضعف الصم العرب وتدني تعلميهم وتعلمهم من وجهة نظركم؟
- بعض العاملين مع الصم من معلمين ومترجمين يرون أن الصم السبب فهم لا يتفاعلون ولا يظهرون نشاطهم في التعلم…! فهل هذا هو السبب وهل هي الحقيقة التي يرون؟
- بعض الصم يرون أن المعلمين والمترجمين هم السبب في ضعفهم وتدني مستوى تعليمهم وتعلمهم لعدم إجادتهم للغتهم الإشارية.. فهل هي الحقيقة التي يرون؟
- يرى بعض الصم وبعض العاملين معهم أن المناهج المدرسية لا توائم حاجات المعلمين في تعليمهم ولا الصم في تعلمهم!… وقليل هم من رأوها في لغة الإشارة وأبجدية الأصابع.
- فهل السبب في لغتهم الإشارية التي لم يرتق بتعلمها من الصم إلاّ من قل عددهم وندر ذكرهم؟
- وهل هو في أبجدية الأصابع التي لم تعوض الصم ما فقدوه من لغة كما تفعل الأبجديات؟
وبعضهم وجد الحل في:
- القواميس الإشارية التي تعددت واختلفت بين الصم في الوطن العربي.. أوفي البلد الواحد أحياناً؟
- الدعوة إلى ثنائية اللغة.. ثنائية الثقافة.. للصم كما يطالب بعض العاملين بذلك؟
ترى هل هناك أسباب أخرى لم تذكر ويمكن أن تضاف إلى هذه الأسباب من وجهة نظركم.
إن العلاقة بين أمر ما ونتائجه.. علاقة سبب بنتيجة.. علاقة علمية.. فإذا كانت النتيجة جيدة وصالحة فالسبب جيد وصالح.. وإذا كانت النتيجة سيئة فالسبب هو المسبب في سوء النتيجة.. إذا أصلحنا السبب صلحت النتيجة تلقائياً…!! فلا عجب ولا تعجّب في ذلك…!
فلو وضعنا كل عامل أو سبب من الأسباب التي وردت وأضفنا إليها مختلف طرائق تعليم الصم إلى قانون السبب والنتيجة فنرى أن:
لغة الإشارة في قانون السبب والنتيجة
** قالوا اللغة معنى.. ولو دققنا في معاني المصطلحات الإشارية وفي معاني الكلمات التي كانت من أجلها المصطلحات لرأيناها لا تتطابق مع كثير من معانيها فلغة الاشارة تأخذ بعموميات المعاني ولا تأخذ بخصوصية معنى الكلمة التي كان من أجلها المصطلح… في كثير من التعبيرات الاشارية.
** قالوا اللغة وعاء.. ولو نظرنا في وعاء الصم ومخزون لغتهم الإشارية التي يتواصلون بها مع بعضهم ومع أهلهم ومعلميهم ومترجميهم.. لوجدنا لغة الإشارة تأخذ بعموم المعاني في كثير من المصطلحات التي لا تزيد عن بضعة آلاف والتي لم تكن لتسمن من جوع الصم للتعلم أو تروي ظمأهم لاكتساب المعرفة كماً ومعنى.. فليس فيها ما يزود مترجم لنقل صورة حدث كما حدث إلى الصم ما يساعد معلم في شرح درس أو توضيح نص يؤهلهم لاكتساب المعرفة المتنوعة من لغة أهلهم التي امتلأ بها الوعاء وضاق بها الإناء.
** قالوا لغة الإشارة هي اللغة الأم للصم لأنها وسيلة تواصلهم وتعارفهم فيما بينهم.. وقلت لغتنا العربية هي أم لغتهم الإشارية فمن كلامها تسمى مصطلحاتهم وتعرف بها إشاراتهم.. فهي مصدر تعلميهم وتعلمهم وبحروفها يقرؤون ويكتبون ما تعلموا قراءته وكتابته.. فإن لم تشرب لغة الإشارة من لبن أمّها فستكون متخلفة لغوياً يصعب تعليمها.. فيتخلف الصم عن تعلمها وفهمها قراءة واستخدامها كتابة بصحيح كلام وسليم معنى وغير ذلك مما يراه آخرون يبعدهم عن الأمل الذي ينتظرون.
** لغة الإشارة.. فقد ثبت عجزها وقصورها في تعليم الصم وتعويضهم ما فقدوه من لغة كما تفعل اللغات.. فهي لم تحقق حاجة الصم لاكتساب المعرفة ونقلها من أصولها في الكتب إلى الصم وتبادلها على أيديهم إشارة واستخدامها كتابة كما نكتب.
** لغة الإشارة.. لا تعرف ما عرفته لغتنا من قواعد وضوابط يقف الصم عندها موقف الحائر أمام لغة لا يعرف منها إلاّ أشكال حروفها ويفقد المعاني التي تتضمنها.. في الأسماء والأفعال والحروف الإشارية.
** لغة الإشارة.. لا تعرف حروف المعاني لا معاني حروف الضمائر وهي تفقد الكثير من أدوات الربط بين عناصر مكوناتها اللغوية وهذا يفقدها جمال السياق بالمعنى الذي تتصف به لغتنا.
** لغة الإشارة تأخذ بعموميات المعاني ولا تأخذ بخصوصية معنى الكلمة التي كان من أجلها المصطلح.. في كثير من التعبيرات الاشارية.. فتختزل المعاني المتشابهة في إشارة واحدة وهذا يحرم الصم الكثير من المعاني التي تختص بها كل كلمة.. ويستهان بقدراتهم التي لم تكتشف بعد في استخدام اللغة فيما لو تعلموها كما يتعلمها غيرهم في بلدهم.
** في الأسماء الإشارية.. لا تعرف الحركات الإعرابية التي تحدد المعنى الذي تحمله المفردة من لغتنا ولا تقبل التنوين بأنواعه.. من رفع ونصب وجر. فهي لا تعرف المرفوع من الأسماء ولا المنصوب ولا المشتقات من المتصرفات.. ولا التذكير والتأنيث (مذكر.. مؤنث) بلفظه المنطوق أو المكتوب ولا التثنية ولا جمع التكسير أو بالألف والنون والياء والنون والواو والنون.. لا تفرق بين (الـ) القمرية أو الشمسية.. في المصطلح الإشاري يؤتى بالمصطلح إشارة بلا (الـ) التعريف ويؤتى به كتابة مرة نكرة وأخرى معرف بـ (الـ) بلا دلالة اصطلاحية.
** في الأفعال الإشارية.. وهي محدودة المعاني معدودة الأفعال.. وقد أتي بها على صيغة المضارع المستمر بدلالة الإشارة الأمريكية.. وهذا خطأ يربك الصم في فهم معاني الحاضر والمستقبل.. أفعال لا تعرف أدوات الجزم وما يحدثه فيها ولا الفعل المنصوب ولا أدواته التي تغير حركة آخره.. ولا تعرف تصريف المعلوم من المجهول وأزمنة حدوثها في لغتنا ولا الضمائر التي تلحق بها.
** في الحروف الإشارية.. فمثلها كمثل الأسماء والأفعال لا تعرف ما يلحق بنظيرتها حروف لغتنا من معاني الحروف ومن معاني حروف الضمائر.
.. الجملة الإشارية رتبت على غير ما رتبت عليه نظيرتها الجملة من لغتنا وقد أرجع بعض العاملين مع الصم هذا الترتيب إلى البرمجة الفكرية والعقلية للصم.. والواقع يشير أن ذلك الترتيب كان وما زال محكوماً لنقص عدد كبير من أدوات الربط اللغوي بين عناصر مكوناتها.. وأن الجملة الإشارية للصم تبدأ عندهم بأفضلية المعنى الذي يودون توصيله.
.. فكيف للصم أن يفهموا ما يقرأون من لغة ليس فيها على أيديهم مما هو منطوق ويقرؤونه من شفاه الناس أو مكتوب أمام أعينهم.. وما على أيديهم يخالف بعضه ما يتعلمون!
.. فكيف للغة إشارية.. أن ترقى بتعليم الصم أو بطلاب علم؟ وهي لا تعرف من قواعد وضوابط لغتنا.. الحركات الاعرابية وما يختص منها بالرفع والنصب والجر ولا المصدر.. المشتق منه والمتصرف فيه.. النكرة من المعرّف.. ولا من حروف المعاني ومعاني حروف الضمائر ما ظهر منها أو ما استتر!
.. كيف سيتبادل معلم الصم والصم المعرفة بلغة إشارية وليس على أيديهم من الإشارات كما لدى لغة الكلام على ألسنتنا؟