يمر الطفل الذي لديه متلازمة داون بنفس مراحل النمو الارتقائي التي يمر بها الطفل غير المعاق إلا أنه يحتاج إلى مجهود أكثر وفترة أطول للتدريب على اكتساب المهارات المختلفة لمراحل النمو التي يمر بها الطفل غير المعاق ويجب أن نشير إلى أن تدريبه على هذه المهارات في مرحلة مبكرة من العمر يساعد على اكتساب تلك المهارات في وقت مبكر وبالتالي تقليل الفجوة بينه وبين الطفل غير المعاق عن طريق التعرف على احتياجاته وتوفيرها له مما ينعكس على قدرة الطفل على الاعتماد على نفسه والتفاعل مع المجتمع المحيط به وبالتالي تقبل الأسرة والمجتمع له .
أهمية التدخل المبكر مع الأطفال ذوي متلازمة داون:
- سهولة تعليم الطفل في مراحل العمر المبكرة وإكسابه المهارات المختلفة في حين صعوبة هذا الأمر في مراحل العمر المتقدمة.
- مساعدة الطفل على الاعتماد على نفسه وممارسة حياته الاجتماعية مما يساعده على تقبل الأسرة والمجتمع له والحصول على حقوقه كإنسان يعيش في المجتمع لديه بعض القدرات والإمكانيات التي يجب أن تكتشف وتنمى.
- مساعدة الأسرة على تقبل الطفل والتعامل معه عن طريق التعرف على قدراته واحتياجاته والعمل على تلبية تلك الاحتياجات مما يساعد على وجود جو أسري مناسب للعمل مع الطفل.
- التعامل مع المشكلات السلوكية المختلفة والتي تكون الإعاقة سبباً أساسياً فيها ومحاولة التغلب عليها بمساعدة الأسرة.
وكما أن التدخل المبكر مع الطفل له أهمية بالغة لتنمية مهاراته فإن التدخل المبكر مع الأسرة وخاصة الأم لا يقل أهمية عنه فالأسرة هي أول من يستقبل الطفل ويحاول مساعدته عن طريق المراكز الطبية ومراكز الإعاقة المختلفة ويكون لدى الأسرة شعور كبير بالمسؤولية تجاه هذا الطفل الذي لا يعرفون كيف سيتعاملون معه وماذا سيكون مصيره ولا يتوقعون منه أية قدرات أو مهارات وبالتالي فمن وجهة نظرهم عليهم رعايته رعاية كاملة وتدليله وتوفير كافة وسائل الراحة له ومعاملته معامله خاصة مما يؤدي إلى مشكلات سلوكية تعرقل فيما بعد تدريب الطفل على المهارات والأنشطة المختلفة وإكسابه إياها .
ومن هنا كانت أهمية العمل مع الأسرة لتعريفهم بحالة الطفل وكيفية التعامل معه والتعرف على إمكانياته وقدراته والعمل على تنميتها.
وتأكيداً على ذلك نحرص على اشتراك الوالدين أو على الأقل الأم في تقييم الطفل للوقوف على مستوى قدراته ومهاراته في المجالات المختلفة للنمو والتي يجب تنميتها وهي: (تنبيه الرضع، الإدراك، الحركة، الرعاية الذاتية، التنشئة الاجتماعية واللغة) وذلك باستخدام قائمه ارتقائية تسمى (البورتج) ثم تصميم برنامج لتنمية قدرات الطفل طبقاً للتقييم الذي تم عمله وتدريبه على مهارات وأنشطة مختلفة لتنمية مهاراته في تلك المجالات، ويتم تنفيذ البرنامج في صورة جلسات تشترك فيها الأم ويتم تدريبها أيضاً مع الطفل على كيفية إكسابه لتلك المهارات وتدريبه على هذه الأنشطة المختلفة وعن طريق الأم يتم التعرف على إمكانيات باقي أفراد الأسرة (الأب، الأخوات، الجدة … إلخ) للوصول إلى أفضل النتائج.
ما هو التدخل المبكر؟
يتضمن التدخل المبكر تقديم خدمات متنوعة طبية واجتماعية وتربوية ونفسية للأطفال دون السادسة من عمرهم ممن لديهم إعاقة أو تأخر نمائي أو الذين لديهم قابلية للتأخر، وبالرغم من أن الأطفال الصغار في السن الذين لديهم إعاقة أو تأخر يشكلون فئات غير متجانسة إلا أن هناك أوجه شبة كبيرة في الخدمات التي يحتاجون إليها فهم يحتاجون إلى النمو بطريقة سليمة تضمن تفاعلهم مع بيئتهم ولا تعزلهم عنها، وكذلك فإن برامج التدخل المبكر تركز بالضرورة على تطوير مهارات أولياء الأمور، وقدراتهم لمساعدة أطفالهم على النمو والتعلم وفقاً لما يعرف بالخطة الفردية لخدمة الأسرة.
كيف تساعد أسرة لديها طفل من ذوي متلازمة داون من خلال برامج التدخل المبكر؟
إن من أكثر المعلومات الخاطئة شيوعاً أن الطفل المعاق غير قابل للتعليم أو غير صالح للتدريب، فلقد أثبتت الدراسات أن البيئة لها تأثير كبير على هؤلاء الأطفال، ويمكن تنمية بعض قدراتهم وتعليمهم بعض المهارات وفق إمكانيات كل منهم ويمكن أن تحدث تغييراً في معتقدات كل من الآباء والمدرسين تجاه الطفل المعاق من خلال:
- إدراك الوالدين لإمكانيات الطفل وقدراته وتقديرهم لهذه الإمكانيات دون التركيز على أوجه الضعف فقط.
- إتاحة الفرص المتكررة للطفل المعاق للتفاعل والاحتكاك بمن هم في مثل عمره من غير الذين ليس لديهم نفس القدرات والمواهب.
- وضع توقعات واقعية لأداء الطفل المعاق في ضوء قدراته وإمكانياته.
- إتاحة الفرصة للطفل لتنمية التعليم الذاتي المباشر والذي يشمل المشاركة في انتقاء الأهداف وتحديدها.
- البحث عن الخدمات التعليمية التي تعمل على تعزيز وتطوير إمكانيات الطفل وعلاج أوجه الإعاقة والعجز بصورة مبكرة كلما أمكن.
ويظهر تأثير الوالدين في البرامج الخاصة بالأطفال ذوي الإعاقة في الآتي:
- لا يؤخذ في الاعتبار أي برنامج للأطفال المعاقين إلا مع وجود تأثير فعال من قبل الوالدين في تعليم أبنائهم فتدخل والدة الطفل يعتبر أمراً هاماً وحيوياً.
- إن المرونة والتفرد اللذين يتصف بهم تدخل الآباء أمران في غاية الأهمية فآباء الأطفال المعاقين يختلفون عن بعضهم بعضاً في مدى تفهمهم وقبولهم للطفل المعاق ومدى استعدادهم للتدخل في البرنامج التعليمي لأبنائهم.
- إن اشتراك الآباء في برامج تعليم أبنائهم المعاقين قد يكون له أثر إيجابي على أطفالهم غير المعاقين فمثلاً إذا تعلم أب ما استخدام أسلوب معين له تأثير تدعيمي إيجابي مع ابنه فيمكنه استخدام هذا الأسلوب بنفس التأثير مع أبنائه غير المعاقين.
- هناك عدة مستويات للمشاركة من قبل أولياء الأمور يمكن على أساسها أن يطور المدرسون برامجهم بحيث يمكن الآباء من الانتقال من مستوى إلى آخر أكثر تقدماً.
- إن خوف الأهل من الوقوع في الأخطاء يجعلهم يحجمون عن عمل أي شيء نتيجة عدم وعيهم بقدرات الطفل ولقد أثبتت الدراسات أن الإهمال أو السلبية أو الخوف من المحاولة تفقد الطفل فرصاً كثيرة للتقدم والتحسن في مهاراته وقدراته.
المراجع:
- تعليم الأنشطة والمهارات لدى الأطفال المعاقين عقلياً، دار الفكر العربي، القاهرة 1999م
- جمال الخطيب، منى الحديدي: (التدخل المبكر) دار الفكر عمان، الأردن، 1998م
أسامة أحمد مدبولي علي السيد
خبير واستشاري في مجال الإعاقة ومدير مركز معاً للتربية الخاصة، متخصص وباحث ودارس في مجال التربية الخاصة، شارك بالعديد من الندوات والدورات والمؤتمرات وورش العمل والمحاضرات المتخصصة في مجال التربية الخاصة ولديه العديد من المقالات والأبحاث المنشورة والكتب أيضاً، إضافة إلى الفيديوهات التعليمية والعلمية في مجال الإعاقة المنشورة على الانترنت، حصل علي العديد من الجوائز والأوسمة مثل وسام الساعون في الخير، جائزة إنسان من منظمة التعاون الإسلامي، الحصول على تكريم من نادي روتاري السلمانية العالمي للجهود المبذولة في مجال الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع
كتب من اصداراتي
- الدليل المصور للأعراض السلوكية للتوحد.
- لون واعرف عن التوحد (صور خلاقة بصرياً ذكية وسهلة التفسير تساهم في تشخيص التوحد والتدخل المبكر مع أبنائنا بصورة سريعة).
- خطوة خطوة في تنمية القدرات.
- خطوة خطوة للمهارات الأساسية في تنمية القدرات لذوي الاحتياجات الخاصة.
- خطوة خطوة في التعامل الجيد مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
- خطوة خطوة من أجل تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة.
- خطوة خطوة للاستقلال في استخدام الحمام لذوي الاحتياجات الخاصة.
- العناية بأسنان الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
المؤهلات الدراسية
- 1994 بكالوريوس خدمة اجتماعية.
- 1999 دبلوم عامة في التربية (تربية خاصة) جامعة القاهرة ـ (معهد الدراسات والبحوث التربوية سابقا، كلية الدراسات العليا حالياً).
- 2000 دبلوم خاصة في التربية (تربية خاصة) جامعة القاهرة ـ (معهد الدراسات والبحوث التربوية سابقاً، كلية الدراسات العليا حاليا).
- 1999 ـ 2000 الدبلوم العامة والخاصة بالتربية الخاصة كانت بالتعاون مع جامعة القاهرة ومدرسة التربية الخاصة بجامعة شمال كارولينا بالولايات المتحدة الأمريكية ضمن مشروع التواصل رقم 308 – والمطبق بجامعة القاهرة.
- 2006 حاصل على درجة الماجستير في التربية جامعة القاهرة ـ (معهد الدراسات والبحوث التربوية سابقاً، كلية الدراسات العليا حالياً). بتقدير ممتاز.
الكادر الوظيفي:
- العمل في مجال التربية الخاصة منذ سبتمبر عام 1994 وحتى الآن.
- العمل لمدة 6 سنوات كأخصائي تربية خاصة وتنمية قدرات بجمعية أصدقاء الغد المشرق ومدارس مصر للغات الفصول الخاصة بجمهورية مصر العربية.
- العمل لمدة 6 سنوات كأخصائي تربية خاصة وتنمية قدرات ومراقب فني وإداري (مساعد مدير المركز) في الجمعية البحرينية لمتلازمة داون بمملكة البحرين.
- مؤسس مركز الخدمات التربوية الخاصة للأطفال (تفاؤل) ولقد عملت لمدة 9 سنوات مديراً فنياً وإدارياً ومعداً للبرامج التربوية واستشارياً لمجلس إدارة المركز (تفاؤل) بمملكة البحرين.
- مؤسس مركز معاً وأعمل حالياً مديراً فنياً وإدارياً ومعداً للبرامج التربوية الخاصة للأطفال في (مركز معاً للتربية الخاصة) بمملكة البحرين.
المهام الوظيفية:
- تقييم وتشخيص الحالات بمختلف المستويات والأعمار وبأنواع الإعاقات الذهنية المختلفة (شلل دماغي، صعوبات تعلم، اضطراب طيف التوحد، متلازمة داون، والمتلازمات النادرة، إعاقة عقلية بدرجاتها… إلخ).
- عمل برامج تربوية تناسب قدرات الحالة وبناءً على الخطة التربوية الفردية.
- عمل برامج للتدخل المبكر للأطفال حديثي الولادة (منذ اللحظات الأولى للولادة).
- إعداد التقارير الفنية والإدارية والاحصائيات.
الرسالة :
- نشر ثقافة الإعاقة بكل صورها من اأجل زيادة الفهم لها.
- الإبداع والتميز في العمل مع القدرة باذن الله على توليد الأفكار وتحويلها إلى مشاريع عمل.
- إسعاد نفسي ومن حولي بالتعلم والتدريب، وتحفيز الآخرين على فهم ذواتهم بالتعامل الراقي وإطلاق قواهم لعبادة الله وإعمار الأرض والإستمتاع بالحياة بالإنجاز النافع والوصول إلى القمة بالنجاح العلمي والعملي.
المراجع
يمكن البحث عبر الانترنت عن أسامة مدبولي
العنوان:
البحرين: فيلا 652 طريق 321 مجمع 103 مدينة الحد / مملكة البحرين ـ ص.ب 50103
البحرين: (نقال) 0097339960623 /0097339960623
العمل: 0097317467725 / الفاكس 0097317467723
البريد الالكتروني: