(وضع ماكليبست)
اهتم المربون وعلماء النفس والآباء منذ فترة طويلة بالتعرف على الأطفال الذين لديهم صعوبات (أو نواحي عجز) في التعلم. وفي سبيل ذلك نشطت حركة بناء أساليب أكثر فعالية لفرز هذه الحالات Screening Techniques وتقديم المساعدة الملائمة لهم في وقت مناسب من بداية ظهور الأعراض الدالة على وجود الصعوبة. وقد صدرت الطبعة الأصلية لمقياس تقدير سلوك التلميذ The Pupil Rating Scale من وضع ماكليبست Myklebust سنة 1971 وأجريت عليه دراسات مختلفة في مركز صعوبات التعلم بجامعة نورث ويسترن، كما أن إجراءات تقنينه شملت مدى عمرياً واسعاً بحيث توافرت له بيانات وافية عن الصدق والثبات.
أما في البيئة العربية فقد قام مصطفى محمد كامل باقتباس وإعداد وتقنين المقياس، حيث أجرى دراسة استطلاعية لتقديرات سلوك 500 من تلاميذ الصفين الثالث والرابع، وكشفت بيانات تلك الدراسة عن إمكانية تعرف المعلمين على الأطفال الذين يعانون من نواحي عجز في التعلم، وأن مقياس تقدير سلوك التلميذ أداة يمكن تطبيقها على نطاق واسع، وسريعة وغير مكلفة، كما قام بالتحقق من كفاءة المقياس في صورته العربية بأكثر من طريقة، وقد ظهرت الطبعة الأولى للمقياس عام 1989 أما طبعته الرابعة فصدرت عام 2004.
والمقياس عبارة عن قائمة ملاحظة سلوكية تتكون من 24 فقرة لفرز حالات صعوبات التعلم عن طريق وضع تقديرات في خمس مجالات سلوكية ترتبط بصعوبات التعلم وهي:
- الفهم السماعي والذاكرة Auditory Comperhension and Memeory من خلال فقرات لتقدير فهم معاني الكلمات، إتباع وتنفيذ التعليمات، فهم المناقشات التي تدور في الفصل والاحتفاظ بالمعلومات وتذكرها.
- اللغة المنطوقة Spoken Language ويتم تقدير السهولة في استخدام اللغة المنطوقة من خلال: المحصول اللفظي (المفردات)، قواعد اللغة، تذكر الكلمات، رواية القصص والتعبير عن الأفكار.
- التوجه الزماني والمكاني Orientation من خلال تقدير قدرات التعرف على الوقت (الزمن)، التوجه المكاني، إدراك العلاقات ومعرفة الاتجاهات.
- التآزر الحركي Motor coordinationمن خلال تقدير التلميذ في ثلاثة مجالات هي: التآزر العام، التوازن والمهارة اليدوية.
- السلوك الشخصي والاجتماعي Personal Social Behavior من خلال تقدير أنماط السلوك الشخصي الاجتماعي التي تشمل: التعاون، الانتباه، التنظيم، المواقف الجديدة، التقبل الاجتماعي، تحمل المسؤولية، إتمام الأعمال (المهام) واللباقة.
ووفقا لكراسة تعليمات المقياس فيمكن أن يقوم بتطبيق المقياس كل من له معرفة وثيقة بالطفل؛ فيمكن تطبيقه عن طريق المعلمين، والمتخصصين في صعوبات التعلم وعلاج أمراض اللغة والكلام، ومدرسي التربية الخاصة والمرشدين والاختصاصيين النفسيين في المدارس، كما يمكن أن يكون جزءاً من إجراءات التشخيص في مجالات علم نفس الطفل والصحة النفسية للأطفال والفحص العصبي لهم، كما يمكن استخدامه كوسيلة للتدريب في المقررات الجامعية التي تدور حول الخصائص السلوكية للأطفال غير العاديين.
ونبه معد المقياس إلى أن ذلك المقياس صمم كإجراء للفرز Screening وليس كأداة للتشخيص Citsongaid وقد أثبت استخدامه في عدد كبير من الدراسات والمشاريع البحثية أنه يتمتع بدرجة عالية من الدقة في التعرف على الأطفال المعرضين بدرجة كبيرة لخطر الفشل في الدراسة، وبالتالي يتم إخضاعهم لدراسات تشخيصية مكثفة، وينبغي دراسة كل طفل من هؤلاء الأطفال الذين يتم تحديدهم دراسة متعمقة لتحديد نوع صعوبته، أو عجزه أو اضطرابه.
تبقى الإشارة إلى أن كراسة تعليمات المقياس تحتوي إطاراً نظرياً يتضمن تطور المقياس، وتوضيح الخصائص السلوكية لأصحاب صعوبات التعلم، والخصائص السلوكية التي يعطيها المقياس وتعليمات تطبيقه، كما تتضمن معايير ثباته وصدقه وطرق التحقق من كفاءته في الصورة العربية وأخيراً التحليل العاملي للمقياس، والمقياس من توزيع مكتبة الأنجلو المصرية.
إعداد أ.د مصطفى محمد كامل
أستاذ علم النفس بكلية التربية، جامعة طنطا
د. سهير عبد الحفيظ عمر (أم الرجال),
- استشاري التربية الخاصة وتأهيل الأطفال الصم المكفوفين.
- حاصلة على أول دكتوراه في الوطن العربي تتناول تنمية التواصل لدى الأشخاص الصم المكفوفين، تجمع بين الدراسة العلمية ـ كباحثة أكاديمية لها العديد من الدراسات ـ والخبرة والممارسة العملية التي تنوعت بين أمومتها الخاصة لاثنين من فاقدي السمع المتميزين ذوي التجارب الرائدة والعمل في مجال تأهيل الأطفال ذوي الإعاقة السمعبصرية.
- تمتد خبرتها العلمية والعملية في مجال الإعاقتين السمعية والسمعبصرية إلى ما يقرب العشرين عاما، تعمل كمستشار لعدد من الجمعيات والمواقع الإلكترونية العاملة في مجال الإعاقة.
- عضو مجلس أمناء مركز القاهرة للتدخل المبكر واتحاد كتاب مصر واتحاد كتاب الإنترنت العرب.
- محاضر ومشارك في عدد من المؤتمرات والدورات وورش العمل المحلية والعربية والدولية المتخصصة في مجال الإعاقة.