إعداد الفريق البحثي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
مقدمة
تُولي العديد من دول العالم أهميةً خاصةً لبرامج التدخل المبكر استناداً للأهمية القصوى المثبتة بالأدلة العلمية لهذه المرحلة، ونتائج البحوث المتواترة عبر عقود من الزمن في مختلف دول العالم. وتبلغ نسبة الأشخاص من ذوي الإعاقة 15% من التعداد العام حسب تقرير الأمم المتحدة حول الإعاقة والتنمية الصادر عام 2018. تظهر العديد من الإعاقات في مراحل مبكرة وأحياناً عند الولادة أو حتى قبلها، مع تنوع وتباين كبيرين. ولبعض الإعاقات معدلات انتشار هامة بصورة خاصة مثل الإعاقة السمعية التي تبلغ نسبة انتشارها 5% من التعداد العام. كما يشير الدليل التشخيصي الإحصائي الخامس الصادر عام 2013 إلى معدل انتشار يبلغ 1% لاضطراب طيف التوحد وهو نفس معدل انتشار الإعاقة الذهنية حسب نفس الدليل مع ملاحظة وجود نسب انتشار أعلى في مصادر أخرى.
واستقبل مركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية آلاف الأطفال منذ افتتاحه بصورة رسمية عام 1994، وهؤلاء الأطفال يتوزعون على مدى واسعٍ من الإعاقات والتشخيصات كما تتباين نسب هذه الإعاقات بصورة ملحوظة.
اقرأ ايضا: التدخل المبكر والتربية الخاصة في الطفولة المبكرة
إنَّ دراسة نسب الإعاقات وأنواعها وعوامل الخطورة المرتبطة بكلٍ منها تشكل أسساً جوهرية عند التخطيط المستقبلي الدقيق، وحشد الموارد وإعداد الكوادر المدربة، وتصميم السياسات والإجراءات. فالزيادة المستمرة في أعداد الأطفال المشخَّصين باضطراب طيف التوحد في مختلف الدول كمثال قد تعطي مؤشراتٍ على الحاجة لتدعيم جوانب معينة من الخدمات كي تناسب هذه الفئة بصورةٍ خاصة. كما أن دراسة عوامل الخطورة قد تكون أمراً حاسماً في خطط الوقاية من الإعاقة، وذلك جزء حيوي من رسالة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وفي صلب أهدافها، كما تتشارك جهات أخرى عديدة ذلك الهدف ويشمل ذلك المؤسسات الطبية والتعليمية والاجتماعية والإعلامية وغيرها من الجهات. ولا يخفى انعكاس نتائج ذلك النوع من الدراسات على التوعية بصورة عامة، وإشراك المجتمع والباحثين في الجهود الرامية إلى الوقاية وحماية الأطفال المعرضين لخطر الإعاقة.
وقد تختلف إلى حدٍ ما أنواع ونسب وعوامل الخطورة بين مجتمعٍ وآخر، خاصةً في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها بعض المجتمعات مثل الحروب والهجرة واللجوء والافتقار إلى المقومات الأساسية اللازمة للنمو النموذجي تحت ضغط الفقر وسوء التغذية وانتشار بعض الأمراض وغير ذلك.
ومن هنا تأتي ضرورة دراسة ورصد الأنواع ونسب الإعاقة والعوامل المرتبطة بها في مجتمع دولة الإمارات العربية بصورة عامة، وإمارة الشارقة بصورة خاصة بما يتناسب مع خصائص المجتمع وسماته.
مشكلة الدراسة
إنَّ دراسة نسب الإعاقات وأنواعها وعوامل الخطورة المرتبطة بكل منها تشكل أسساً جوهرية عند التخطيط المستقبلي الدقيق، وحشد الموارد وإعداد الكوادر المدربة، وتصميم السياسات والإجراءات وقد تكون دراسة عوامل الخطورة أمراً حاسماً في خطط الوقاية من الإعاقة ومن ثَمَّ صاغ الباحثون أسئلة الدراسة الحالية:
أسئلة الدراسة
تحاول الدراسة الحالية الإجابة عن التساؤلات التالية:
- ماهي نسب وأنواع الإعاقة في مركز التدخل المبكر؟
- ما هي أهم الأسباب التي أدت إلى حدوث الإعاقات المختلفة لدى منتسبي مركز التدخل المبكر؟
- ماهي عوامل الخطورة المرتبطة بالإعاقة لدى منتسبي مركز التدخل المبكر؟
أهداف الدراسة :
تهدف الدراسة إلى تحقيق:
- تحديد نسب وأنواع الإعاقة في مركز التدخل المبكر.
- وصف عوامل الخطورة المترافقة مع الإعاقة لدى منتسبي مركز التدخل المبكر.
أهمية الدراسة
تعتبر عملية التعرف على عوامل الخطورة المسببة للإعاقة ودراستها وتحليلها من أهم الركائز الأساسية لعملية تخطيط وبناء وتنفيذ البرامج الوقائية والعلاجية لفئات الإعاقة المختلفة.
حدود الدراسة
مركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية 2020 -2021 .
مجتمع الدراسة
الأطفال الملتحقون بمركز التدخل المبكر خلال الفترة من 2013 – 2020.
أداة الدراسة
استمارة دراسة الحالة الاجتماعية التي تُطبَّق في مركز التدخل المبكر.
نتائج الدراسة
- أظهرت نتائج الإجابة عن التساؤل الأول ما يلي: كانت أكبر نسبة مئوية في التشخيص الطبي التأخر النمائي الذي بلغ 44.1% ، ويليه اضطراب طيف التوحد بنسبة 21.2% ، ثم متلازمة داون والتي كانت أكثر المتلازمات الوراثية شيوعاً حيث بلغت النسبة 15.7% ، و الإعاقة المتعددة بنسبة 5.2 %، و الإعاقات النادرة بنسبة 3.2% ، و الإعاقة البصرية بنسبة 2.3% بينما جاءت الإعاقات الحركية وتأخُّر النطق والسمعية بنسب أقل (0.6%، 0.4%، 0.1%) . تمت ملاحظة جميع الإعاقات بنسبة 100% خلال السنوات الأولى من عمر الطالب.
- أظهرت نتائج الإجابة عن التساؤل الثاني ما يلي: كانت أكبر نسبة مئوية تعود لوضع الجنين غير الطبيعي والتي بلغت بلغ 42.0% ، تلتها الأمراض التي أصيب بها الطفل بنسبة 40.0% ، و الأمراض الوراثية بنسبة 38.3% ، وضع الطفل في الحاضنة بنسبة 31.9% ، و مشاكل صحية أثناء الحمل بنسبة 29.6% ، و تناول الأدوية بنسبة 20.8%، وجاءت نسبة نقص الأوكسجين أثناء الولادة10.4%.
- أظهرت نتائج الإجابة عن التساؤل الثالث ما يلي: مجموع مستويات القرابة تمثل) 78.3%)، كما بلغ عامل وجود تاريخ مرضي للأسرة (30.1%) بينما بلغت نسبة عامل وجود أخ ذي إعاقة في نفس الأسرة (6.1%). ومن جهة أخرى تأتي العوامل الخارجية المتعلقة بالمشاكل الصحية أثناء الحمل والإجهاض المتكرر حيث بلغت النسب على التوالي 29.8% و13.2% بنسب أقل في المجمل من مجموعة العوامل من حيث احتمالية التأثير في حدوث الإعاقات. وبالنسبة لطريقة الولادة فقد كانت نسبة حالات الولادة التي احتاجت إلى عملية قيصرية قد بلغت 45.6 % من نسبة عينة الدراسة.
توصيات الدراسة :
- العمل على تنفيذ برامج التوعية والتثقيف الموجهة للمجتمع بعدة وسائل بحيث تشمل معلومات تسهم في تحسين الأنماط الحياتية وتجنُّب عوامل الخطر المعروفة.
- التوعية الأسرية من خلال الإرشاد الأسري، الإرشاد الجيني، والإرشاد الصحي.
- إعداد برامج توعوية للأمهات حول المظاهر غير المطمئنة لدى الطفل منذ ولادته.
المراجع :
- الجوالده، فؤاد عيد، القمش، مصطفى نوري (2014). التدخل المبكر الأطفال المعرضون للخطر، دار الثقافة: عمان – الأردن.
- الجوالده، فؤاد عيد (2012). الإعاقة البصرية، دار الثقافة: عمان- الأردن
- الجوالده، فؤاد عيد، القمش، مصطفى نوري (2012). البرامج التربوية والأساليب العلاجية لذوي الحاجات الخاصة، دار الثقافة: عمان – الأردن.
- الخطيب، جمال (1997). دراسة استطلاعية لبعض عوامل الخطر المرتبطة بالإعاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة. مجلة كلية التربية، جامعة الإمارات العربية المتحدة العدد 14، 162 – 189.
- الروسان، فاروق (1994) رعاية ذوي الحاجات الخاصة، دار الفكر: عمان.
- American Psychiatric Association (2013). Diagnostic and statistical manual of mental disorders (5th ed.). Arlington, VA: American Psychiatric Publishing.
- Dixon, b. (1989). Environmental influences on fetal development. Sacramento: California Department of Education.