إعداد: أماني بنت عبداالله المعمر
التقييم: تتطلب المدارس أدوات وعمليات لتقييم أداء الطلاب، ومراقبة تقدمهم، من أجل تحديد إن كان الطلاب بحاجة إلى إجراء أي تعديلات. والتأكد من حصولهم على الدعم الذي يحتاجون إليه من خلال التدريس المستهدف أو المعدل، لمساعدتهم على النجاح. كما أن المعلومات الناتجة عن التقييم التشخيصي تُسهم في تزويد صانعي القرار بمعلومات عن الطالب، وماهي الفجوات التي يجب العمل على سدها، وما هي العقبات التي يجب إزالتها حتى ينجح الطالب(Minnesota Department of Education,n.d).
اقرا ايضا: نظام(MTSS) المتعدد المستويات ومكوناته الأساسية – ج1
رابعاً، اتخاذ القرار المستند إلى البيانات، يقوم العاملون في نظام(MTSS) باستخدام البيانات من السجلات الأكاديمية، والملاحظات، والمقابلات، لحل المشكلات واتخاذ القرارات المهمة التي تؤثر على أداء الطالب الأكاديمي والاجتماعي والسلوكي. هذه القرارات قد تتمثل في دعم المعلم، أو إجراء تحسينات تعليمية وإجرائية. إن نظام (MTSS) يعزز أسلوباً لحل المشكلات يتم من خلاله تحديد المشكلات، وتحليلها بدقة، والوقوف على أسباب المشكلة، ومراقبة التنفيذ لضمان النجاح (McIntosh & Goodman,2016).
خامساً، مشاركة الأسرة والمجتمع: يعمل نظام(MTSS)على تعزيز مشاركة الأسرة في صنع القرار التربوي، بتحديد احتياجاتها، وتزويدها بمعلومات عن أهداف التعلم ومستوى تقدم الطلاب. ومناقشة الحلول المقترحة وجدواها. إن هذه الشراكات تعمل على تعزيز المسؤولية المشتركة بين المدرسة والأسرة، حول النجاح الأكاديمي والاجتماعي للطلاب(Minnesota Department of Education,n.d)
وفي ذات السياق، تشير كل من كلارك و دوكفايلر(2020) إلى أن هناك نموذج مستحدث يُطلق عليه (The LIQUID Model)، هذا النموذج يرى بأنه لايمكن لأي مدرسة تنفيذ نظام(MTSS) بنجاح إلا بتوفر العناصر التالية، القيادة(leadership)،الشمولية(inclusiveness)،مراقبة الجودة(quality control)،العالمية(universality)،التنفيذ وحلقات الملاحظات(implementation and feedback looping)، واتخاذ القرار القائم على البيانات(data-based decision making).
كما أن تنفيذ نظام(MTSS) يعتمدُ على وجود فريق عمل فعّال، فالعمل ضمن فريق يؤدي إلى إيجاد أفضل الحلول الناجحة، والاستفادة من خبرات الأفراد المتنوعين وتجاربهم. ولبناء فرق فعالة ضمن هذا النظام، هناك ست خصائص أساسية تتضمن:السلامة النفسية المشتركة؛ الثقة المشتركة؛ الوضوح المشترك للهدف والأدوار والهيكل والعمليات؛ النماذج العقلية المشتركة؛ الفعالية الجماعية والوعي الظرفي المشترك(Minnesota Department of Education,2022).
من جانب آخر، يذكر كوسومانو وبريستون(2022) أن هناك بعض التحديات التي قد تقف أمام تطبيق نظام بفعالية مثل، نقص الموارد المالية لدعم وتدريب وتطوير المعلمين، والمشكلات المتعلقة بتحديد الأوقات للتخطيط الفعال. وفي دراسة أجراها كل من لين وآخرون
(Lane et al.,2015) أشارت النتائج إلى أنه يتم تنفيذ دعم المستوى الثاني والثالث للمشكلات السلوكية والاجتماعية بمستويات أقل من الدعم الأكاديمي، وقد يعود السبب في ذلك إلى أن معظم البرامج التدريبية للمعلمين تُركز على المجال الأكاديمي، مع تدريب محدود على الدعم السلوكي.
كما توضح النتائج أن الدعم الأكاديمي في المستوى الثاني والثالث يُنفذ بشكل أوسع في المدارس الابتدائية مقارنة بالمدارس الثانوية، وقد يعود ذلك إلى صعوبة الإجراءات في المدارس الثانوية.
وبنظرة فاحصة على الميدان، نجد أن التوجهات الحديثة بتطبيق التعليم الشامل، وإقرار دعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتحسين نوعية التعليم المقدمة لهم، وتقديم برامج التدخل المبكر تُشكل فرصة وبيئة مثالية أمام تطبيق نظام(MTSS)(وزارة التعليم،2016).
وقد أشارت بعض الدراسات إلى وجود مؤشرات إيجابية لتطبيق نموذج الاستجابة للتدخل في الميدان، من ذلك ما أشارت إليه نتائج دراسة أباحسين والسماري(2016) بأن مستوى المعرفة نحو استخدام هذا النموذج كان عالياً جداً، مع وجود توجهات إيجابية نحو تطبيقه، كما أوضحت نتائج دراسة الزارع والحسيني(2020) عن توفر متطلبات نموذج الاستجابة للتدخل في المدارس، حيث تتوفر برامج وخدمات التربية الخاصة الفردية بشكل أكبر ضمن المستوى الثالث، يليها تقديم تدخلات مكثفة للطلبة في مجموعات صغيرة ضمن المستوى الثاني، يليها محدودية توفر متطلبات المستوى الأول من تعليم فعال وعالي الجودة في صفوف التعليم العام.
كما أشارت دراسة الجهني(2020) إلى أن هناك بعض المعوقات أمام تطبيق نموذج الاستجابة للتدخل تمثلت في؛ نقص توفير الإدارة التعليمية متطلبات تطبيق نموذج الاستجابة للتدخل داخل المدرسة، ضعف اهتمام الإدارة التعليمية بزيادة معرفة المشرفين بنموذج الاستجابة للتدخل، وضعف إدراك المشرفين لنموذج الاستجابة للتدخل بطريقة صحيحة وفعالة.
وفي ذات الصدد، تشير دراسة أباحسين والشويعر (2019) بأن أبرز المعوقات الإدارية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس تمثلت في ضعف التعاون بين فريق العمل، وغياب الأدلة الإجرائية. أما أبرز المعوقات الفنية فتمثلت في ضعف قلة الوعي من قبل أولياء الأمور والمعلمين نحو هذا النموذج، وحاجة الميدان إلى أدوات تتمتع بكفاءة فنية لرصد التقدم.
كما أشارت نتائج دراسة آل داود والحسين(2018) إلى أن هناك معوقات أمام العاملين تحول دون تطبيق دعم السلوك الإيجابي في المدارس تمثلت في: نقص المعرفة بدعم السلوك الإيجابي، قلة البرامج التدريبية، قلة الدعم المادي، وقصور برامج إعداد المعلمين في تضمين مقررات تتناول دعم السلوك الإيجابي.
وبناءً على ماسبق، ولتنفيذ نظام MTSS في مدارسنا، هناك عدة جوانب لابد من أخذها بعين الاعتبار منها؛ العمل على إعادة النظر في برامج إعداد المعلم، وبرامج التدريب والتطوير المهني، لإعداد وتدريب المعلمين على نظام(MTSS). كذلك الاستفادة من تجارب الدول الناجحة في تطبيق هذا النموذج، والعمل على استقطاب الخبراء والاختصاصيين لتدريب العاملين في المدارس. وتخصيص الميزانيات اللازمة لتطبيق هذا النظام.
كما تقترح (Orla et al.2013)مراعاة الجوانب التالية لتعزيز تنفيذ هذا النموذج، العمل على إعادة أدوار الإدارات التعليمية لدعم تنفيذ النظام المتعدد المستويات، تحديد المسؤولين في المناطق التعليمية، والذين سيكون تركيزهم الأساسي على التخطيط والتنفيذ والتقييم المستمر. العمل على تحديد المستوى الأول والثاني والثالث عبر المجالات الأكاديمية والسلوكية، وضع معايير القرار في كل مستوى، تخصيص الأوقات لعقد الاجتماعات المتعلقة بحل المشكلات، وتقديم التدخل، ومراقبة التقدم، والتطوير المهني.