كثيراً ما تكون الحيوانات الأليفة مصدر خطر على الإنسان
التوكسوبلازموزس، القاتل الصامت، قد ينهي مستقبل الحمل.. وإذا قدر له أن يستمر فسوف يتسبب بولادة أطفال معاقين عقلياً أو جسمياً
أكل اللحوم النيئة أو غير المطهية جيداً يشكل خطراً على حياة البشر
الحليب غير المعقم ومشتقاته يسببان الحمى المالطية، وقد يسبب الحمى القلاعية وغيرها من الأمراض البكتيرية والفيروسية
داء الكلب قد تمتد حضانة المرض فيه إلى سبع سنوات.. وعضة حيوان سائب قد تفضي إلى الموت
إن اتباع الشروط الصحية والاهتمام بالنظافة إضافة إلى الفحص الطبي الدوري وإعطاء الحيوانات اللقاحات اللازمة يضمن سلامته وبالتالي الحفاظ على صحة الإنسان
تربية الحيوانات المستأنسة في المنازل مع العائلة يجب أن تخضع للرقابة الطبية المشددة..
كثيراً منا قد يقتني الحيوانات الأليفة في منزله، من القطط أجملها، ومن الكلاب أخلصها ومن الطيور أبهاها.. دون أن يعرف أسلوب التعامل السليم مع هذه الحيوانات، ودون أن يدري مدى خطر هذه الحيوانات على صحة الإنسان ولا سيما للسيدات الحوامل، فقد يكون هذا الحيوان أو ذاك مصاباً أو حاملاً للمرض.. ناهيك عن تلك الفيروسات التي قد تقتل الجنين وتنهي مستقبل الحمل، أو قد تكون سبباً في مستقبل معتم حزين للوليد المنتظر يحمل معه المعاناة والألم والإعاقة العقلية والجسمية.. فضلاً عن إصابة الإنسان بأمراض عديدة حيث تعيش القطط على سبيل المثال في منازل الكثير منا، تنام مع بعضنا في أسرته، وتأكل من أيدي البعض، فتسبب لهم على سبيل المثال مرض حمى خدشة القط وهو مرض قد يؤدي للوفاة خلال أسابيع إذا أهمل التشخيص والعلاج، كما أن القطط يمكن أن تسبب أنواعاً من الإسهالات الحادة والتي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان عن طريق تلوث الطعام المكشوف بجراثيم تعيش في براز الحيوان، أما الفراغ والجرب فينتقلان عن طريق الملامسة المباشرة لفراء الكلاب والقطط المصابة، كما أن مرض الليبتوسبيروس Leptospirosis فينتقل من خلال طرح جراثيم المرض الموجودة في بول الكلاب والقطط، وتدخل الجرثومة إلى جسم الإنسان من تشققات الجلد أو أي فتحة من فتحات الجسم مثل الفم والأنف أو العينين، وتتميز أعراض هذا المرض بارتفاع درجة الحرارة والتهاب الكبد والتهاب الكليتين إضافة إلى التهاب في ملتحمة العين ونزف متفرق في مختلف أجزاء الجسم.
أما التكسوبلازموزس Toxoplasmosis فهو مرض خطير جداً، وإذا تصادف وجود قطة مصابة أو حاملة لهذا الفيروس الخبيث في بيت فيه امرأة حامل وعلى احتكاك مع هذا الحيوان فإن قدر تلك السيدة الحامل أن تأخذ العدوى الخبيثة التي كثيراً ما تنتهي بموت الجنين أو الاجهاض المبكر في الأشهر الأولى، وإذا ما كتب لذلك الحمل أن يستمر فإن الجنين مهدد بالإصابة بالتشوهات الخلقية.
ومن المظاهر والعلامات الاكلينيكية للإصابة بهذا الفيروس:
- حدوث تكلس في الجمجمة ويمكن تشخيص ذلك عن طريق أشعة إكس.
- صغر حجم الجمجمة عن المقاييس والمعدلات الطبيعية، والتي يجب أن تتناسب مع عمر المولود في الحياة الجنينية وكذلك انخفاض معدل الوزن.
- وهذا بدوره يسبب ضموراً في المخ نظراً لصغر حجم الجمجمة وبالتالي يؤدي إلى الإعاقة العقلية.·
وهنا لا بد أن نذكر بأن هذا الفيروس يمكن أن ينتقل عن طريق أكل اللحوم غير المطبوخة جيداً.
أما الكلاب فقد تنقل هي الأخرى العدوى بـطفيلي هو الكيس المائي أو ما يسمى Hydratfgst وينتج هذا الطفيلي عن التهام الكلاب للحوم الأبقار والأغنام التي تحمل هذا الطفيلي وغير المطبوخة والمصابة أصلاً بالديدان الشريطية وتحتوي على Echinocroceus Granulosis وهي متكيسات عندما تنتقل إلى الإنسان تتحول إلى أكياس كبيرة الحجم قد يصل حجم الكيس منها إلى حجم الليمونة الصغيرة، وكثيراً ما تصيب هذه الطفيليات الكبد أو الرئة أو حتى المخ.
أما عدوى الإنسان بهذا الفيروس فتأتي نتيجة لأكل لحوم الأغنام والأبقار والتي تحمل الطفيلي المذكور والتي سبق لهذا الحيوان أن ابتلع هذه الأكياس الطفيلية الموجودة في الأعشاب والتربة والملوثة ببراز وفضلات الكلاب.
أما اللشمانيا Lashmania التي تصيب الكبد والطحال فتنتقل عن طريق ذبابة الرمل التي تعيش في الآبار أو برك المياه الملوثة بالفيروس أو تمتص دم الكلاب وتنتقل للإنسان فتصيب الكبد وتتسبب بالتهاب رئوي حاد، وهذا المرض يسبب حمى وهزالاً شديداً بعد الشفاء ولا سيما عند الأطفال حيث ينتقل هذا الطفيلي عن طريق الذبابة الرملية التي تعيش في الآبار أو برك المياه الملوثة باللشمانيا.
اللشمانيا نوعان، الأول يصيب الأحشاء كالكبد والطحال والرئة، والنوع الثاني يصيب الجلد، وبالتشخيص المبكر والعلاج تتحسن حالة المريض.
من الأمراض الأخرى التي تنتقل بواسطة الحيوانات مرض الكزاز الذي تعيش متكايساته في التراب ويسبب أعراضاً خطيرة كالتشنج الذي يؤدي للوفاة إذا لم يتلق المريض العلاج مبكراً.
وهناك حيوانات أخرى تنقل أمراضاً جرثومية وفيروسية مثل السلحفاة وغيرها من الزواحف.. فميكروب السلمونيلا ينتقل إلى الإنسان عن طريق التماس المباشر مع الحيوان أو عن طريق الأطعمة والمياه الملوثة إضافة إلى أنه قد ينتقل عن طريق البيض الملوث أو لحم الدجاج الملوث بالسلامونيلا التي تسبب للإنسان مرض الحمى التيفية.
ولابد أن نذكر هنا دور الطيور وغيرها من الحيوانات الداجنة والحيوانات ذات الفراء كالقط والكلاب التي تسبب تحسساً في القصبات الهوائية ونوبات ربو ولا سيما عند الأطفال، وقد يكون هذا التحسس نتيجة لروث الخيول المتطاير أو فضلات الطيور المنتشرة.
كذلك فقد تنقل الحيوانات الداجنة كالإوز والبط وطيور الزينة والحشرات الطائرة أنواعاً مختلفة من الفيروسات والجراثيم التي تتسبب أولاً بإسهالات عند الطيور فتنتقل منها إلى الإنسان من خلال تناثر البراز في الجو المحيط أثناء قفزها أو رفرفتها فيستنشقها الإنسان مع استنشاقه للهواء الملوث بها وبالفيروسات والجراثيم أو عن طريق ملامسة البراز، وتظهر أعراض المرض بعد مدة أسبوعين وتتمثل بارتفاع درجة الحرارة، الصداع وأوجاع العضلات والسعال الجاف وكثيراً ما تكون هذه الفيروسات سبباً في أمراض الربو والحساسية والتهاب الجهاز التنفسي المزمن.
الحمى المالطية Broslosis
ينتقل هذا المرض عن طريق شرب الحليب الملوث بجراثيم هذا المرض وغير المغلي جيداً أو مشتقاته من الأطعمة كالجبن والقشطة المصنعة من الحليب الملوث أو ملامسة الحيوان المصاب عند الحلب أو الولادة، ولا سيما إذا كانت هناك خدوش وجروح بيد الشخص الذي يتعامل معها أو إصابة الأغشية المخاطية مثل ملتحمة العين برذاذ الحليب الملوث.
مرض الكزاز
أخطر الأمراض التي تنقلها هو الكزاز، وعصيات هذا المرض تنتقل من أمعاء الخيل وتخرج مع برازها لتعيش في التراب وتنتقل للإنسان عن طريق التراب الملوث وتدخل هذه الجراثيم إلى دم الإنسان عن طريق تلوث الجروح أو تلوث الحبل السري للطفل أثناء الولادة إذا قطع بأداة غير معقمة وهذا يحدث غالباً في أعماق الريف.
تتصف أعراض هذا المرض بأن فترة الحضانة تتراوح بين 3 إلى 14 يوماً بعد تلوث الجرح وكثيراً ما يؤدي إلى الوفاة، وقد تتراوح فترة الحضانة من يوم واحد إلى عدة أشهر بعد تلوث الجرح.
وقد استأصل هذا المرض بشكل شبه تام في بعض دول العالم منذ العام 1950، وبشكل عام تزداد الإصابة بهذا المرض عند الأطفال حديثي الولادة ولا سيما عند الأطفال المولودين لأمهات ولدن خارج المستشفيات وفي شروط صحية سيئة لا تتوافر فيها شروط التعقيم، وغالباً ما يكون الحبل السري عند هؤلاء الأطفال المولودين قد قطع عند هؤلاء الأطفال بمقصات وقواطع ملوثة.
واليوم، ومع التقدم الطبي وانتشار الوعي الصحي في العالم، فإن نسبة الإصابة عند هؤلاء الأطفال لا تزيد عن حالة واحدة لكل مليون، ونسبة الذكور أعلى من الإناث.
ينقسم مرض الكزاز من الناحية السريرية إلى ثلاثة أنواع: موضعي، عام ودماغي حسب أعراضه وشدته ويتصف المرض عموماً بارتفاع في درجة الحرارة وتشنجات عصبية قريبة من تشنجات الصرع، وقد تكون مصحوبة بتوقف التنفس ولا سيما في الحالات الشديدة والتي يتأخر علاجها وهذه غالباً ما تؤدي إلى الوفاة.
داء الكلب
ينتقل هذا الداء من الحيوان إلى الإنسان عن طريق عضة، مثل عضة الكلب المسعور والمصاب بفيروس الكلب الموجود في لعابه.
وتنتقل العدوى إلى الكلب المصاب عن طريق كلب مصاب آخر قبل 3 إلى 5 أيام، وهذا الفيروس يصيب الحيوانات ذات الدم الحار، وفي مناطقنا أكثر الحيوانات عرضة للإصابة به الكلاب، ومن ثم القطط. وقد تتعرض حيوانات أخرى للإصابة بالكلب كالثعلب أو بعض القوارض وحتى الخفافيش تبعاً لتوزعها وانتشارها الجغرافي في العالم.
تحدث الإصابة بالكلب عن طريق تلوث الجرح أو إصابة الإنسان بعضة حيوان مصاب حيث ينتقل الفيروس من لعاب الحيوان إلى دم الإنسان، وغالباً ما تكون الإصابة قاتلة مع ظهور عدد من الأعراض.
الصورة الاكلينكية للمرض: عادة ما تكون فترة الحضانة تسعة أيام بعد العدوى وتبدأ بالتهاب شديد، وهذه الفترة تختلف من حالة لأخرى، فقد تتراوح بين 9 إلى 180 يوماً، وحديثاً، أقر العلماء أن فترة الحضانة قد تمتد في بعض الحالات إلى سبع سنوات حسب الدراسات الأخيرة.
تنقسم الصورة السريرية للمرض إلى طورين:
- الطور الأول ويسمى بالطور الكامن ويمتد من يومين إلى عشرة أيام، أعراضه غير نوعية، يتميز بارتفاع درجة الحرارة، وهن، صداع، ضعف شهية، إقياء، وجع شديد مكان عضة الحيوان مع فقدان الإحساس في المنطقة المصابة.
- الطور الثاني ويسمى بالطور العصبي الحاد ويمتد من 2 إلى 10 أيام، يدخل خلالها المصاب في حالات من الشلل المختلفة ويعاني من اضطرابات نفسية وعصبية لا تفسير لها، وقد تترافق هذه الأعراض مع التهاب السحايا. ويعاني المريض في الطور الثاني من المرض من تقلصات وانقباضات في عضلات الرقبة مع آلام شديدة وصعوبة في البلع مصحوبة ببحة في الصوت وكثيراً ما تترافق بتشنج، وهذا بدوره يؤدي إلى حالات نقص الاكسجين في المخ، ويكون المريض في حالة من الهلع والتشنج غير مدرك لما هو حاصل، وقد ترافق هذه الحالة فترات من الوعي يدرك المريض معها ما يدور حوله، وغالباً ما يتوفى المريض بسبب توقف نفسي قلبي أو يدخل في غيبوبة تنتهي بوفاته.
ويتم تشخيص هذه الحالات من القصة السريرية والتي تبدأ بعضة حيوان مسعور أصيب منذ بضعة أيام.
العلاج الوقائي والعلاج المرضي
عند تعرض الإنسان لعضة حيوان واستطعنا الإمساك بالحيوان الذي يوضع تحت المراقبة لمدة عشرة أيام، وإذا لم تظهر عليه أية أعراض فلا يحتاج الإنسان المصاب إلى علاج، أما إذا كان الحيوان سائباً وغير معروف ولم نتمكن من الامساك به فيعطى المصاب المصل المناعي للقلب.
طرق الوقاية
- تلقيح الحيوانات المنزلية ضد داء الكلب.
- بما أن الأطباء البيطريين والعاملين معهم أكثر الناس عرضة للإصابة وكذلك الأطفال الدين هم على احتكاك مباشر مع هذه الحيوانات فيجب تلقيحهم جميعاً.
وفي حالات الإصابة يكون العلاج كالتالي:
- غسل مكان الإصابة (عضة الحيوان) بالماء والصابون والمحاليل المعقمة عدة مرات يومياً.
- إعطاء المصاب المصل المناعي المكتسب ومن ثم المصل المناعي المنشط.
- يمكن إعطاء بعض العقاقير مثل انترفيرون Enterfiroon
ما هي طرق الوقاية من خطر الحيوانات؟
- قبل اقتناء أي حيوان أليف يجب عرضه على الطبيب البيطري المختص وإجراء الفحوصات المخبرية اللازمة للتأكد من سلامته من الأمراض، ويجب أن تكون للحيوان شهادة ميلاد وبطاقة صحية.
- تهيئة المأوى الصحي له من حيث الإنارة والتهوية، وأن يكون ذلك المسكن خارج المنزل (أي ضمن الحديقة).
- عدم مخالطة الحيوان للحيوانات السائبة خارج المنزل والتي قد تنقل له المرض والعدوى.
- ـ عرضه على الطبيب البيطري في حالة ظهور أعراض مرضية أو سلوكية عليه.
- العناية الصحية بالحيوان والاهتمام بنظافته كإجراء الحجامات اليومية وقص مخالبه وأظفاره.
- تنظيف مأوى الحيوان بشكل دوري والتخلص من فضلاته بشكل مستمر.
- عدم ملامسة روث الحيوان أو فضلاته كالبول والبراز.
- مراعاة تقديم الأغذية الصحية والطازجة والمطبوخة جيداً للحيوان لمنع إصابته بالأمراض.
- توعية الأطفال بطرق التعامل مع الحيوانات والتنبيه لمخاطرها وضرورة غسل الأيدي بالماء والصابون بعد ملامستها.
- في حالة الإصابة بأية خدوش أو جروح من جراء التعامل مع الحيوان أو الإصابة بعضة وغير ذلك يجب تنظيف مكان الإصابة وتطهيره بالكحول ومراجعة الطبيب بأسرع وقت ممكن.
- المحافظة على نظافة البيوت والحدائق والمستودعات وسد الثغرات والجحور والشقوق ورش المبيدات للقضاء على الحشرات والقوارض التي قد تكون سبباً في نقل بعض الأمراض.
- اتباع شروط الصحة العامة في المأكل والمشرب وعدم أكل اللحوم النيئة وغير المطبوخة جيداً.
- تابع الدكتور محمد زهير مهمندار دراساته العليا وتدريبه المتخصص في مجال طب الأطفال حديثي الولادة والأطفال في ايرلندا وكان لديه قبلها عقدان من الخبرة في العمل في مجال طب الأطفال في دبي. وهو خبير يحظى باحترام كبير في مجال الرعاية الصحية للأطفال وأحد الأطباء المعروفين في مجال طب الأطفال في دولة الإمارات العربية المتحدة.
- عمل في مستشفى دبي وأشرف على أول وحدة لرعاية الأطفال حديثي الولادة في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة تقدم خدماتها للأطفال المبتسرين (1981 ـ 2008),.
- قدم خدمات استشارية في طب الأطفال وحديثي الولادة في القطاع الخاص من خلال مستشفى الإمارات في الجميرا ودبي مارينا.
- عمل سابقاً مستشاراً صحياً لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وجمعية متلازمة داون العالمية (DSI),، وهو أحد من مؤسسي فريق الإمارات لدعم ذوي متلازمة في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
- يعمل الدكتور زهير حاليا في مستشفى الإمارات بالجميرا في مجالات خدمات طب الأطفال العام والتي تشمل: رعاية الأطفال العامة، المولود الجديد ورعاية الرضع، طب الأطفال العام، اضطرابات الربو القصبي واضطرابات الحساسية، الاضطرابات النفسية، السمنة واضطرابات التغذية.