إعداد: الباحثة روان ناصر عبد المحسن الحميداني
مقدمة
تُعد مواضيع القياس والتقييم والتشخيص حجر الزاوية في تحديد وتشخيص فئات الأطفال ذوي الإعاقات المختلفة لذا يسعى التشخيص إلى تحديد برنامج تدخل علاجي مناسب وتحديد أفضل الأساليب والظروف لتحقيقه ويكون من خلال تنفيذ هذه الإجراءات وفي حالة عدم وجود أداة قياس وتقييم مناسبة لكل فئة يقوم مطور البرنامج التعليمي بترشيح هذه المجموعات للمكان الذي يناسبها لذلك يجب تصميم خطة تعليمية مناسبة وتقييمها لتحديد مدى فعاليتها بالإضافة إلى أدوات المعلومات والبيانات المختلفة ومن الممكن فهم التشخيص من خلال فريق متعدد التخصصات (الشقير،2017) .
وعلى الرغم من الجهود المبذولة في مجال التربية الخاصة لتوفير أدوات التقييم المناسبة والمهنيين الذين يمكنهم تطبيق الاختبارات على الأشخاص ذوي الإعاقة بالطريقة الصحيحة لا تزال هناك العديد من المشاكل التي تحيط بعملية التقييم والتشخيص مثل عدم استخدام أفضل المعلومات لنتائج الاختبار أو عدم وجود معايير لمؤشرات الصلاحية والموثوقية وكذلك افتقار الاختصاصي للتدريب والخبرة والمهارات ناهيك عن التحيز في عناصر الاختبار وذلك بسبب عدم تطويرها ضمن خلفيات ثقافية مختلفة (الزهراني، المدعوج ،2018).
وتعتبر عملية تشخيص اضطراب طيف التوحد وتحديد الأطفال المتأثرين به من العمليات التي تتطلب مرجعية علمية وخبرة وممارسة تطبيقية كما تتطلب مزيجًا من الخبرة والاحتراف والقدرة على الملاحظة الدقيقة وأيضاً تتطلب المتابعة لتحديد مدى توفر الأعراض السلوكية المميزة للاضطراب ومدى وجودها لدى الطفل وفي بعض الأحيان لا يعرف الآباء أن الطفل هو طفل من ذوي اضطراب طيف التوحد، وقد يرتكب العديد من الأطباء النفسيين وعلماء الأعصاب واختصاصيي اضطرابات النطق واللغة أخطاءً في تشخيص هؤلاء الأطفال (أبو الفتوح ،2018).
تجدر الإشارة إلى أن تشخيص اضطراب طيف التوحد يُعد من أكبر المشكلات التي تواجه الباحثين والعاملين في هذا المجال بسبب تشابه سمات هذا الاضطراب مع الاضطرابات الأخرى.
وبعد تشخيص اضطراب طيف التوحد لدى الطفل، يمر جميع الآباء بمراحل قد تمثل نقطة تحول في حياتهم، وتشمل زيارات لجميع الأطباء والمتخصصين في المملكة، يبحث خلالها الآباء عن طبيب يقدم لهم تشخيصاً مختلفاً، أو حلولاً سريعة، أو أدوية، أو ينكرون تشخيص الطفل باضطراب طيف التوحد.
هذه المراحل التي يمر فيها الوالدان طبيعية، ولكن قد تسوء حالة الطفل بسبب عدم تلقيه العلاج المناسب لحالته، ومن المهم مساعدة آباء الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد في تخطي الصعوبات التي يواجهونها من خلال ما يلي:
تذكير الآباء بقضاء الله وقدره وأهمية اتخاذ الخطوات الإيجابية لتحسين حالة طفلهم من خلال:
- تقبل حالة الطفل.
- التدخل المبكر لتطوير مهارة الطفل فهو أفضل من التدخل المتأخر.
- التعاون بين الأسرة والاختصاصي من خلال تدريب الأسرة على المهارات التي يتلقاها الطفل.
- مشاعر عزلة الآباء بعد تشخيص حالة طفلهم طبيعية وتذكيرهم أن هناك عائلات تمر بمثل حالتهم.
ولوصول أسرة الطفل ذي اضطراب طيف التوحد إلى التشخيص الصحيح، قد يقوم الاختصاصي بـ:
- ملاحظة الطفل وسلوكه من خلال التواصل البصري والاجتماعي.
- إجراء اختبار حاسة السمع للطفل.
- تقييم مهاراته اللغوية.
- مقارنة مستواه النمائي مع المستوى النمائي للطفل من غير ذوي اضطراب طيف التوحد.
- تعاون فريق متعدد التخصصات لتقييم حالة الطفل.
- إجراء اختبار جيني.
وأشارت بعض الدراسات السابقة إلى وجود معوقات في تشخيص اضطراب طيف التوحد، ومنها دراسة عفاف وحورية (2020) بعنوان إشكالية تشخيص الأطفال التوحديين في الجزائر والتي هدفت إلى الكشف عن أبرز المشكلات التي تواجه الاختصاصيين النفسيين في الجزائر لتشخيص اضطراب طيف التوحد وتمثلت عينتها من جميع الاختصاصيين الممارسين في مركز التوحد بالمسيلة واستخدمت أداة استبانة لجمع البيانات وفق المنهج الوصفي ومن أبرز نتائجها أن الاختصاصيين يجدون صعوبة كبيرة في تشخيص اصطراب طيف التوحد نظراً لانعدام الخبرة في المجال.
دراسة هاجر (2018) بعنوان واقع التشخيص والتكفل المؤسساتي بالطفل المصاب باضطراب طيف التوحد في الجزائر التي هدفت إلى تقصي الطرق التشخيصية واستراتيجيات التكفل التي تتبناها المراكز الطبية البيداغوجية في الجزائر وتمثلت عينتها في 11 مركزاً طبياً بيداغوجياً موزعين في مختلف أرجاء الدولة، واستخدمت أداة استمارة لجمع البيانات وفق المنهج الوصفي ومن أبرز نتائجها أن المراكز الطبية الديموغرافية في الجزائر تفتقر لإمكانات تؤهلها لتشخيص متكامل لقدرات الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
أبرز المقترحات والتوصيات من وجهة نظر الكاتبة للوصول إلى تشخيص سليم:
- أن يقوم بعملية التشخيص فريق متكامل متعدد التخصصات.
- أن تجمع المعلومات بسرية تامة للحفاظ على خصوصية الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وأولياء أمورهم.
- أن تجري عملية التشخيص في مكان مناسب خالٍ من المشتتات، وأن يقوم بها اختصاصيون مدربون تدريباً كافٍ.
- استخدام مقاييس رسمية في تشخيص الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد في حين تعاد عملية التشخيص بعد ستة شهور مع إحاطة الوالدين بالنتائج
الخاتمة
تطرق المقال إلى المراحل التي تمر فيها أسر الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد وكيفية تغلب الآباء على الصعوبات التي يمرون فيها بشأن حالة طفلهم وخطوات الوصول إلى التشخيص السليم والدقيق وصولاً إلى برنامج علاجي مناسب وفعال لحالة الطفل، كما تم تناول بعض الدراسات السابقة التي تبين وجود صعوبة في تشخيص هذا الاضطراب.
المراجع:
- شقير، زينب. (2017). التقييم والتشخيص والقياس في التربية الخاصة. دار النشر الدولي
- محمد، أبو الفتوح. (2018). التقييم والتشخيص في اضطراب التوحد. دار النشر الدولي.
- الزهراني، المدعوج، ثامر. (2018). واقع ومشكلات تقييم وتشخيص التلاميذ الصم وضعاف السمع في معاهد وبرامج التربية الخاصة من وجهه نظر الاختصاصيين والمعلمين. مجلة التربية الخاصة والتأهيل ،6 (22) ،1-30.
- سيرين، زعابطة. (2018). واقع التشخيص والتكفل المؤسساتي بالطفل ذي اضطراب طيف التوحد في الجزائر. مجلة دولية محكمة، 64، 62-47
- عفاف، حورية. (2020). إشكالية تشخيص الأطفال التوحديين في الجزائر، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية.
ماجستير في تخصص اضطراب طيف التوحد من جامعة الطائف.