تشير دراسة حديثة نشرت في مايو الماضي 2019 إلى أن الأطفال أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة إلى مرحلة البلوغ المبكر أكثر مما كانوا عليه في السنوات الماضية وقد تم بالفعل إحراز تقدم في البلدان ذات الدخل المرتفع، إلا أن عدداً متزايداً من الأطفال في جميع أنحاء العالم لديهم نوع من أنواع الإعاقة فضلاً عن بعض المشاكل الصحية.
وقد فحص الباحثون البيانات التي تم جمعها من 195 دولة ومنطقة بين عامي 1990 و2017، والتي بينت انخفاض عدد الوفيات السنوية بين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً بنسبة 52 في المائة، من حوالي 13.8 مليون إلى 6.6 مليون فقط. ويعزى هذا الانخفاض في المقام الأول إلى انخفاض عدد الوفيات الناجمة عن الأمراض المعدية.
وقال مؤلف الدراسة الرئيسي الدكتور روبرت راينر من كلية الطب في جامعة واشنطن في سياتل: (بينما ينبغي على مجتمع الصحة العالمي أن يحتفل بهذه النجاحات، إلا أن المتابعة المستمرة تعد أمراً مهماً للحفاظ على التقدم المحرز خلال السنوات الـ 27 الماضية).
ويضيف: (علاوة على ذلك، هناك حاجة إلى بذل جهد كبير للحد من عدم المساواة في الأعباء بين البلدان المرتفعة والمنخفضة الدخل. وقد لوحظ أن المناطق الأكثر تعرضاً للمرض والوفاة قد تحسنت بشكل أبطأ من المتوسط خلال هذه الفترة، ونظراً لمعدلات النمو السكاني في هذه البلدان، التي تعاني بالفعل من أعباء صحية ثقيلة ستحتاج الأنظمة الصحية والاجتماعية فيها إلى دعم متزايد لتفادي الزيادات في وفيات الأطفال والمراهقين غير الضرورية والتي يمكن تجنبها).
ومع حلول نهاية الدراسة، كان 82 في المائة من وفيات الأطفال والمراهقين في جميع أنحاء العالم تتركز في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، مقارنة بـ 71 في المئة عام 1990.
على الصعيد العالمي، كان الانخفاض في معدلات الوفيات أسرع في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام واحد وأربع سنوات، ويعزى ذلك إلى انخفاض الوفيات الناجمة عن الإسهال وانخفاض عدوى الجهاز التنفسي والأمراض المعدية الشائعة الأخرى.
وقد أفاد باحثون في JAMA Pediatrics أن أكبر انخفاض مطلق في معدل وفيات الأطفال شوهد في إفريقيا الغربية والشرقية وجنوب الصحراء الكبرى. ومع ذلك، كانت أسرع معدلات الانخفاض تتركز في شرق آسيا، وأمريكا اللاتينية الأنديز، وجنوب آسيا.
وارتبطت التحسينات إلى حد كبير بالمكاسب في المساعدة الإنمائية للرعاية الصحية، والتي تؤدي إلى تحسين فرص الحصول على اللقاحات، والتغذية في مرحلة الطفولة المبكرة، والصرف الصحي، والمياه النقية، والتدخلات الموجهة لفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز والملاريا.
لكن في حين أصبحت الوفيات أقل شيوعاً خلال فترة الدراسة، فإن عبء عجز الطفولة ازداد سوءاً. وقد حلل الباحثون تأثير الصحة على حياة الأطفال باستخدام مقياس يُعرف باسم سنوات العمر المعدلة حسب الإعاقة (DALY)، والذي يعكس الفجوة بين الحالة الصحية الحالية للأطفال وحالة مثالية حيث تكون جميع أعداد الأطفال خالية من الأمراض والإعاقة.
خلال الدراسة، ارتفع إجمالي العجز في مرحلة الطفولة 4.7 في المائة ليصبح المجموع 145 مليون نسمة يعيشون مع الإعاقة.
وقد أشار الباحثون أخيراً إلى أن أحد قيود الدراسة هو وجود تأخير زمني في الإبلاغ عن المعلومات الصحية في العديد من البلدان. كما أن نقص البيانات من مناطق الصراع مثل سوريا والعراق واليمن وجنوب السودان وأفغانستان ومن مجموعات سكانية فرعية معينة مثل المهاجرين واللاجئين قد يحد من دقة بعض تقديرات الوفيات والعجز.
المصدر:
https://aawsat.com/english/home/article/1707211/child-mortality-drops-worldwide-disability-rises?amp