نؤكد في البداية أن الطب التكميلي إذا استخدم بطريقة صحيحة وعلمية تكون نتائجه ممتازة، وبالأخص إذا تم استخدام عدة طرق علاجية مع بعضها بعضاً وحسب حالة المريض، وهذا بحد ذاته يحتاج إلى خبرة كبيرة من المعالج حتى يتم استخدام طرق العلاج الأفضل. ولا بد من الإشارة إلى أن الطب التكميلي بدأ ينتشر على نطاق واسع، وبدأ يدرّس في الكثير من دول العالم، ولكن يجب التزام المنهجية والمهنية في استخدام الطب التكميلي.
كما نشدد هنا على أن الطب التكميلي لا يستطيع معالجة كل الأمراض، إذ لا يوجد شيء مطلق في الطب، ولكنه عامل مساعد لعلاج كثير من الأمراض بشرط التشخيص الدقيق أولاً، فهو يعتمد مبدأ معالجة أسباب المرض وليس الأعراض فقط، وقد نجح هذا النوع من الطب خلال السنوات الماضية في علاج كثير من الأمراض وسجلت نتائج مميزة على صحة المريض، ولكن يجب الانتباه إلى أين وكيف يتم تقديم هذه التقنيات، وعدم الالتفات للإدعاءات الكاذبة في هذا النوع من العلاج خاصة أن هذه النماذج أثرت سلباً في العلاج بالطب التكميلي، ويبقى الأهم مراعاة الضمير الطبي في كل أنواع الطب.
-
العلاج بالغذاء:
يعتمد هذا القسم من الطب التكميلي على مبدأ تزويد الجسم وصيانة توازناته من العناصر الغذائية الأساسية وحسب الحالة المرضية مع اعتماد مبدأ التوازن بين جميع العناصر الغذائية.
ويضاف إلى هذا النوع أيضاً العلاج بالصيام الذي يعتمد على مبدأ تناول إحدى الفواكه لمدة تتراوح ما بين 3 ـ 6 أيام ولكن تحت إشراف طبي كامل وبعد اجراء فحوص مخبرية خاصة.
-
العلاج بالأوزون:
هو العلاج بالأوكسجين ثلاثي الذرات، ويستخدم لتغيير حالة الجسم المرضية وإعادته إلى حالته الصحية ويمكن تمييزه بقطرات الندى على الأوراق أو بعد مرور عاصفة رعدية ممطرة.
ويؤدي تفاعل الأوزون مع مكونات خلايا الدم الحمراء إلى تحرير عدد من المراسيل البيوكيمائية المسؤولة عن تفعيل وظائف بيولوجية حيوية في خلايا الدم الحمراء مثل:
- توصيل الأوكسجين من الرئتين إلى الأنسجة البعيدة بشكل أفضل.
- تعزيز النشاط المناعي في جهاز المناعة.
- تحسين وتنظيم تصنيع الهرمونات.
-
الماكروبيوتيك:
هو نظام شرقي قديم صيني الأصل يعتمد الحبوب الكاملة والأرز والشعير والفاصوليا والصويا والنباتات البحرية كغذاء أساسي وكذلك يعتمد على بعض الأطعمة اليابانية مثل الميسو والأوميبوشي والجوماشيو، ولا بد من اتباع هذا النظام بدقة حتى تتحسن الحالة وعندئذ يتم تعديل النظام الغذائي وتوسيعه حسب تطور الحالة الصحية.
-
الآيروفيديا:
هو أقدم أنواع الطب الهندي، ويعتمد بشكل أساسي على البنية وما يتناسب معها من غذاء وأعشاب وأسلوب حياة، كما يعتمد أساليب التشخيص القديمة كالنبض ويؤخذ لكلتا اليدين في الوقت نفسه حيث يستطيع الطبيب تحديد البنية كما يستطيع تشخيص جميع حالات وأمراض الجسم ويعمل على علاجها طبيعياً بالأعشاب والغذاء وأسلوب الحياة. كما يعتمد على قراءة اللسان والوجه والعيون كأساليب تشخيص.
ووفقاً لعلم الآيروفيديا فإن كل إنسان يتكون من خمسة عناصر، وهي الفراغ والهواء والنار والماء والأرض وتجتمع هذه العناصر لتشكل ثلاثة مبادئ أساسية للجسم وهي فاتا وبيتا وكافا.
-
الهميوباثي (الطب المثلي):
هو نظام طبي متكامل يتعامل مع الإنسان ككل فهو يساعد الجسم على البقاء في حالة من التوازن والتناسق التام ويأخذ المعالجون بهذه الطريقة في الإعتبار الحالة النفسية للمريض بالإضافة إلى طريقة تصرفه والعوامل الوراثية وليس العوارض فقط وجميع الأدوية المستخدمة طبيعية المنشأ والجرعات تعد حسب الحالة. وأغلب العلاجات مستخلصة من أعشاب ومعادن.
-
العلاج بالإبر الصينية:
من أقدم أنواع العلاجات المستخدمة في الطب التكميلي ويعود تاريخها إلى أكثر من 5 آلاف سنة وتعتمد في فكرتها على غرز إبرة رفيعة جداً بمناطق معينة بالجسم حسب خريطة الإبر الصينية الموزعة على أنحاء الجسم المختلفة لعمل توازن بالجسم. وتعود قصة اكتشافها إلى جندي أصيب في الحرب بسهم اخترق جسده وجرى سحب السهم والتأم الجرح ولوحظ أن الرجل شفي بعدها من المرض رغم أن المرض لا يمت لمكان الجرح بصلة، وبدأ الأطباء بعد ذلك يدونون ملاحظاتهم إلى أن قاموا بوضع خرائط ومسارات لنقاط موزعة في مختلف أنحاء الجسم، والمسارات هي خطوط غير مرئية داخل النسيج الشبكي الداخلي تتألف من 12 مساراً مزدوجاً بشكل متواز لكل مسار أمام الآخر وكل مسار يمثل عضواً وللطاقة فيها نوعان من الحركة:
- من أعلى الجسم إلى أسفله (من الرأس إلى أخمص القدمين).
- من أسفل الجسم إلى الأعلى (من الأطراف إلى الرأس أو إلى الأعضاء العليا).
وهذه الطاقة تأخذ دورتها ضمن هذه المسارات من دون توقف وهي تنقسم إلى نوعين طاقة يانغ (حرارة) وطاقة يين (برودة).
-
العلاج بتقويم العمود الفقري (الكايروبراكتيك):
هو علاج يركز على العلاقة بين العمود الفقري والجهاز العصبي وتأثير هذه العلاقة على الصحة الجيدة. والغرض من العلاج بالكايروبراكتيك هو تصحيح العمود الفقري لاستعادة الوظيفة الطبيعية للجهاز العصبي لمعالجة أية آلام وبالتالي تسمح للجسم بمداواة نفسه، وآلية عمل هذه الطريقة أنها عندما تتحرك فقرات العمود الفقري عن مكانها الطبيعي يؤثر ذلك في انتقال الإشارات العصبية الطبيعية من المخ إلى أعضاء الجسم وأنسجته وكنتيجة نهائية تؤثر في صحة الإنسان وأصل الكلمة يوناني وتعني الاستخدام الماهر للأيدي.
-
العلاج الانعكاسي (الرفلكسولوجي):
هو علاج يعتمد على تنشيط الطاقة ومعادلتها في الجسم بواسطة اللمس والضغط على مكامن الطاقة وهذه الطاقة تتغلغل داخل الجسم البشري في مسارات محددة غير مرئية وتعتمد فكرته على الضغط على راحة الكف أو باطن القدم أو الأذن أو منطقة الظهر حيث أن لكل عضو داخلي نقطة على سطح الكف أو القدم أو الأذن أو الظهر وبالتالي عند الضغط على هذه النقطة يؤدي إلى إثارة الأعضاء الداخلية عن طريق تحفيز الجهاز العصبي وبالتالي تحسين الدورة الدموية وتحسين وظائف الأعضاء الداخلية. وهذا النوع من العلاج يعتبر من إحدى أهم آليات عمل الحجامة بالجسم.
-
تقويم الهيكل العظمي:
يعتمد على تصحيح المفاصل بطريقة تعيد إليها حركتها وليونتها ومرونتها الطبيعية بإزالة التقلصات والتشنجات غير العادية في العضلات والأربطة والجزء الأكبر من عمل الاوستيوباث الذي يقوم العظام يعتمد على العمود الفقري ليس فقط لأنه العضو الأساسي في كيان الهيكل العظمي والعضلات، بل أيضاً لأنه يضم النخاع الشوكي ذا المسؤولية الرئيسية في الجهاز العصبي.
-
العلاج بالماء:
له عدة أشكال أهمها تعريض الإنسان لملامسة الماء البارد والماء الساخن بهدف تنشيط أداء الدورة الدموية التي بدورها تدعم تخلص الأنسجة من الفضلات وامتصاص الغذاء حيث يعمل الماء البارد على تقلص الخلايا والأنسجة بينما يعمل الماء الساخن على تمددها. ومن التقنيات الأخرى للعلاج بالماء:
- غسل الأرجل بالماء البارد.
- الماء البارد حول البطن.
- حمامات زيتس: يتكون حمام زيتس من حوضين إما من المعدن أو البلاستيك حيث يستطيع الإنسان أن يجلس في أحدها ويضع أرجله في الآخر يمكن استعمال الماء الساخن أو البارد جدا في الوعائين في الوقت نفسه. ويمكن استعمال الماء الساخن في أحدها والبارد في الآخر وذلك يرجع إلى طريقة المعالج.
- الحمامات الكبريتية.
-
الرولفنغ:
هو تكنيك خاص يعتمد المساج العضلي العميق لتحرير البنية الفيزيولوجية للجسم ليتيح له الفرصة ليقوم هو نفسه بعملية الترميم.
والتقويم والرولفنغ لا يتوقف تأثيره في تقويم البنية فقط بل يؤمن بأن الجسم يعمل كوحدة متكاملة متناغمة متوازنة والهدف من هذه المعالجة وقائي تقويمي، فالقوام المستقيم والعضلات اللينة المرنة تحرر جميع أنسجة الجسم وخلاياه ليقوم بعمله على أكمل وجه.
-
المساج الطبي:
فن المساج قديم وشاع استعماله في جميع الحضارات الإنسانية. ومعظم الذين تلقوه كوسيلة مساعدة في العلاج ومريحة لأن الاسترخاء والراحة اللذين يبعثهما يتبعهما شعور بالنشاط والحيوية وزوال التوتر والإجهاد البدني والعضلي والمعالجة تبدأ بضربات خفيفة تغطي كل الظهر، ونقوم في نفس الوقت بوضع الزيت أو الكريم، وبعد الضربات الخفيفة يأتي التدليك والحركة ممكن أن تأخذ مجالاً تمسيدياً أو دائرياً خاصة حول العنق والرقبة وتأتي بعدها مداورة بالشد والإرخاء وهناك عدة حركات تختلف بين ناعمة وشديدة بحافة اليدين أو بحركة من الأصابع مثل العزف على البيانو. ونقصد بالمساج الطبي الذي يستخدم للأغراض العلاجية.
-
المعالجة بالضغط:
هي طريقة للضغط بالأصابع في نقاط الطب الصيني بدل الوخز بالإبرة ويتطلب نظام المعالجة بواسطة العلاج بالضغط العمل على تلقي (الكي) QI، عبر ضغط الأصابع والإبهام خاصة على نقاط محددة تقع على طول مسارات (الكي).
و(الكي) q1 هي طاقة حيوية تجعل أجسادنا تستمر بالقيام بوظائفها وتجعلنا مستمرين في حيويتنا ومصدرها الرئيسي هو (الكي) الكونية التي تحيط بنا والمصادر الأخرى الهواء والطعام، وعبر معالجة النقاط يمكنك إما تقوية (الكي) أو تشتيتها أو تهدئتها لمساعدتها على التدفق بانسيابية في الجسد ولتحسين العلاقة المتوازنة بين الجسد والعقل، وفكرة العلاج تقوم على الضغط على نقاط معينة بالجسم مما يؤدي إلى تحسين الأعضاء الداخلية وإعادة الحيوية والنشاط للجسم فيستريح المريض.
-
الطب الأذني:
الطب الأذني هو التأثير بالإبر الشعرية أو بالتدليك أو بأي وسيلة أخرى على نقاط معينة في الأذن الخارجية (صيوان الأذن) بوجهيها الداخلي والخارجي للتخلص من الآلام والأمراض الجسمانية.
-
المساج الياباني الشياتسو:
كلمة يابانية معناها الضغط بالإصبع وأساس هذه الوسيلة العلاجية هو الطب الصيني. والمعالجة تشبه إلى حدٍ كبير العلاج بالمساج إضافة إلى العمل من خلال مسارات ونقاط الطب الصيني، وفي نواح عدة تشبه الرولفنغ حيث يتم الضغط في الشياتسو بطرق وأساليب عدة مختلفة أحياناً، ويستعمل الإبهام وأحياناً الأصابع وأحياناً باطن الكف وربما يستعمل المعالج ركبته أو كوعه وأحياناً القدمين ومقدار الضغط الممارس يختلف بين عضو وآخر حسب تقرير المعالج، ولا بد أن نفرق بين المساج الياباني والمساج التقليدي حيث يختلف بشدته وقوة ضغطه.
-
سادس عشر ـ المعالجة بأملاح الخلايا:
يعنى هذا النوع من الطب التكميلي بالنقص في الأملاح المعدنية ما يؤدي إلى خلل معين بالجسم وهذا النوع من العلاج يتفق تماماً مع الطب الغربي (التقليدي) حيث أن نقص الكالسيوم، على سبيل المثال، يؤدي إلى اضطرابات بالعظام ونقص الصوديوم يؤدي إلى اضطرابات هضمية فالتشخيص الصحيح هو أقصر الطرق للعلاج.
ويأخذ المعالجون بهذه الطريقة في الاعتبار الناحية النفسية لأن النقص بالأملاح المعدنية يمكن أن يؤثر في الدماغ وبالتالي يسبب أعراضاً جسدية، لذلك فالعلاج يكون تحت منظومة متكاملة.
-
المعالجة بالزيوت العطرية:
يعتمد هذا النوع من العلاج على مبدأ استعمال حاسة الشم في الوقاية وفي المعالجة المرضية، وفي هذه الأيام فإن المعالجة بالزيوت العطرية تستعمل كخلاصات عطرية ممزوجة ببعض الزيوت يدهن بها الجلد. كما يستعمل بعضها كأبخرة للاستنشاق.
-
مساج التصريف اللمفاوي:
السائل اللمفاوي هو سائل مائل للصفرة ذو تفاعل قلوي موجود في الأوعية اللمفاوية، وهذا النوع من العلاج مبني على نظرية مفادها أن جهازاً ليمفاوياً سليماً يؤدي إلى جسم متعاف بخلايا وأعضاء تؤدي عملها بتكامل وتناغم، وهذا النوع من المساج يختلف جملة وتفصيلاً عن أنواع المساج الأخرى من ناحية حركة اليد والضغط الخفيف إلى المتوسط أحياناً واختيار الأماكن حسب العقد اللمفاوية ونهدف من هذا المساج إلى تفريغ للأوعية اللمفاوية والتي تقع تحت الجلد مباشرة والضغط الخفيف يؤدي إلى تصريف السائل الليمفاوي حسب المسالك الطبيعية.
-
أنواع أخرى:
ما سبق كان عرضاً لبعض أنواع الطب التكميلي وليس كل الأنواع، ولكنها الأكثر شيوعاً وبحثاً وانتشاراً، وهناك أنواع أخرى من الطب التكميلي مثل المعالجة بالضغط بالإبهام في نقاط الطب الصيني. المعالجة بلسع النحل. اليوغا، المعالجة بالألوان. المعالجة بالموسيقى، والمعالجة بالإشعاعات الحيوية، والمعالجة بطريقة سجوك وغيرها.
وبشكل عام، فإن أنواع الطب التكميلي تزيد على ثمانين نوعاً.
قسم الخدمة الإجتماعية بمركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية