أكدت دراسة جديدة نشرت نتائجها أن المشي ألفي خطوة أو أكثر يومياً لمدة عام يمكن أن يحد من مخاطر التعرض للنوبات القلبية للمقبلين على الإصابة بمرض البول السكري.
ووجدت الدراسة التي قادها توماس ياتس من جامعة ليستر البريطانية وأجريت على أشخاص مصابين باختلال مستوى سكر الدم من أربعين دولة، أن المشي ألفي خطوة أو أكثر يومياً لمدة عام (أي ما يقدر بنحو عشرين دقيقة) يحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب الخطرة بنسبة 8 في المئة.
أشار ياتس إلى دراسات كثيرة سابقة خلصت إلى أن التمارين البدنية مفيدة صحياً لمن يعانون اختلال مستوى سكر الدم، لكنه اعتبر هذه الدراسة أنها الأولى التي تظهر إلى أي مدى يمكن لتغيير سلوك المشي أن يحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية والوفيات الناتجة عن هذه الأمراض.
وقد استخدم فريق الباحثين بيانات من تجربة غطت أكثر من 9300 بالغ في أربعين دولة يعانون اختلال مستوى سكر الدم أو أمراضاً في القلب أو على الأقل يواجهون خطر الإصابة بهذه الأمراض، ووجد الفريق أنه مقابل المشي ألفي خطوة يومياً قلّ خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 10 في المئة، في حين قل خطر التعرض للأزمات والنوبات القلبية بنسبة 8 في المئة.
وفي السياق نفسه وجدت دراسة نيوزيلندية أن المشي دقيقتين كل نصف ساعة من الجلوس خلال العمل من شأنه أن يخفف من خطر إصابة العاملين في المكاتب بالسكري، الذي يعد عامل الخطر الرئيسي لأمراض القلب والسكتات الدماغية.
ولفت الباحثون الذين أجروا الدراسة في جامعة (أوتاغو) في نيوزيلندا إلى أن المشي لأقل من دقيقتين قبل العودة والجلوس كان أكثر فعالية من المشي لمدة 30 دقيقة قبل بدء العمل.
وتبيّن أن الذين يمشون لدقيقة و40 ثانية فقط قبل العودة والجلوس في العمل كل 30 دقيقة، قلت لديهم نسبة السكر في الدم.
ويعد ارتفاع السكري في الدم ومستوى الأنسولين مؤشراً إلى إمكانية الإصابة بالنوع الثاني من السكري، وعامل خطر رئيسياً لأمراض القلب والسكتات الدماغية.
من جهة ثانية، لاحظ باحثون أمريكيون أن صحة قلوب الأشخاص الذين يمشون ببطء ولمسافة أطول تحسنت أكثر من الذين يمشون بسرعة أكبر ولمسافات أقصر.
وتبين في الدراسة التي نشرت في مجلة (جمعية القلب الأمريكية) أن برامج التمارين الرياضية التي تحرق الكثير من الوحدات الحرارية تقلل من عوامل الخطر على القلب وهي أفضل بالتالي من برامج إعادة تأهيل القلب التقليدية المستخدمة عند مرضى القلب زائدي الوزن.
وقال معد الدراسة الدكتور فيليب آيدس من كلية الطب بجامعة فيرمونت في بولينغتون: (إن نتيجة التمارين الرياضية التي تحرق الكثير من الوحدات الحرارية، وتشمل المشي لمسافات طويلة بشكل يومي تقريباً، هي فقدان الوزن وتراجع كتلة الدهون في الجسم أكثر مما هي الحال في تمارين إعادة تأهيل القلب العادية).
وأضاف آيدس أن (تحسس أولئك المرضى تجاه الأنسولين تحسن بشكل كبير جداً أيضاً).
يشار إلى أنه تم اختيار 74 بديناً يعانون من أمراض القلب بشكل عشوائي للمشاركة في برنامج حرق الدهون، وطلب منهم المشي ما بين 45 إلى 60 دقيقة يومياً بسرعة متوسطة بمعدل 5 إلى 6 أيام أسبوعياً، بغية حرق ما بين 3000 إلى 3500 وحدة حرارية في الأسبوع الواحد أو المضي في العلاج العادي الذي يساعد على إحراق ما بين 700 و800 وحدة حرارية أسبوعياً ويشمل المشي وركوب الدراجات أو التجديف لمدة تتراوح ما بين 25 و40 دقيقة 3 مرات أسبوعياً.
وفي هذه الدراسة طلب العلماء من 70 شخصاً سليماً في الجزء الأول من اختبارهم، الجلوس مدة 9 ساعات، وقاسوا مستوى السكر في الدم عندهم ومستويات الأنسولين بعد ساعة و4 ساعات و7 ساعات كل مرة تناولوا فيها مشروباً بديلاً عن الوجبة الغذائية.
وهذا النوع من الاختبارات يظهر للأطباء مدى امتصاص الجسم للسكر من الطعام. وفي الجزء الثاني من الاختبار، طلب من الأشخاص المشي سريعاً لمدة نصف ساعة قبل الجلوس 9 ساعات.
وأخيراً طلب منهم الجلوس 9 ساعات لكن هذه المرة مشوا قرابة دقيقة و40 ثانية كل نصف ساعة من الجلوس.
وتبيّن أن مستويات السكر في الدم كانت أقل بعد دقائق المشي القليلة مقارنة بالذين مشوا مدة نصف ساعة قبل الجلوس أو الذين لم يمشوا أبداً.
وفي دراسة أمريكية أخرى قال باحثون أمريكيون إن السير لمدة 15 دقيقة بعد كلّ وجبة قد يحمي الأشخاص المتقدمين في السنّ من الإصابة بداء السكري من النوع 2.
وأفادت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة جورج واشنطن بأن المشي بعد وجبة الطعام يسهم في تنظيم السكر في الدم.
وحذرت الدراسة من أن السكر في الدم بعد وجبات الطعام يزيد خطر الإصابة بالسكري من النوع 2 لذلك فإن الراحة بعد الأكل (هو الأمر الأسوأ الذي يمكن أن تقوم به).
وقالت الباحثة لوريتا ديبييترو: إن السكر في الدم هو عامل خطر رئيسي يسهم في التقدم من المرحلة التي تسبق السكري إلى مرحلة السكري من النوع 2 وأمراض القلب والشرايين.
وتوصل الباحثون إلى أن المشي 15 دقيقة ثلاث مرات في اليوم فعال في تخفيف معدل السكر في الدم خلال 24 ساعة بقدر المشي لـ 45 دقيقة متواصلة بوتيرة سهلة إلى متوسطة.
وتبين أن المشي بعد الأكل (أكثر فعالية بشكل ملحوظ) في الحد من ارتفاع السكر في الدم الشائع لدى المتقدمين في السن.
وشملت الدراسة 10 أشخاص فوق الـ 600 من العمر عرضة للإصابة بالسكري من النوع 2 بسبب ارتفاع معدل السكر أكثر من المستوى الطبيعي قبل الأكل وقلة التمارين الرياضية.
ويقدر بأن نحو 344 مليون شخص في العالم يعانون اختلال مستوى سكر الدم، أي ما يعادل نسبة 8 في المئة من عدد البالغين في العالم، ومن المتوقع ارتفاع هذا الرقم إلى 472 مليوناً بحلول عام 2030 مع زيادة السكان والعادات الغذائية غير الصحية التي تسهم في زيادة معدلات الإصابة بالبول السكري.
قسم الخدمة الإجتماعية بمركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية