إعداد : مرح مستور الذويبي
تُعرف اضطرابات التواصل بأنها “تلك الاضطرابات المتعلقة باللغة نفسها من حيث زمن ظهورها أو تأخرها أو سوء تراكيبها من جهة معناها وقواعدها، أو صعوبة قراءتها وكتابتها” (الزريقات ،2005، ص21).
تعتبر اللغة وسيلة مهمة في نقل التراث الحضاري بين الأجيال، وتتعدد أشكال اللغة فقد تكون لفظية، وقد تكون منطوقة أو غير منطوقة، ومن الأشياء التي ترتبط باللغة ارتباطاً وثيقاً.. الكلام والنطق (العزة، 2002).
كما يتطلب التواصل في الواقع إرسال واستقبال رسائل معينة ذات معنى ومغزى، وتعد اللغة عملية تواصل الأفكار من خلال نسق عفوي للرموز وتعرف بالحروف الهجائية، وتتضمن اضطرابات التواصل اللغة، أو الكلام، أو كليهما (اللالا، وآخرون، 2011).
لذلك سوف أتحدث عن نوعين من اضطرابات التواصل التي تحدث لدى الأطفال وطرق تشخيصها وهما اضطرابات النطق، واضطرابات اللغة.
النوع الأول: اضطرابات النطق:
يعتمد الشخص من غير ذوي الإعاقة اعتماداً كبيراً على أساليب التواصل اللفظي في مشاركته لأفكاره ومشاعره مع الأشخاص الآخرين، وفي اكتساب معلومات جديدة من خلال تفاعله معهم. وتختلف اضطرابات النطق حسب الجنس والنوع والعمر والبيئة، وقد يلاحظ أن بعض الاضطرابات مثل اللجلجة في الكلام تزداد نسبتها مع تقدم العمر. تنبع هذه الاضطرابات عن أخطاء تحدث في الكلام، ويكون سببها عدم الاستخدام المتسلسل لحركة كل من الفك والشفاه كما أشار لها الخطيب والحديدي (2009).
أنواع اضطرابات النطق لدى الأطفال:
الإبدال:
ويحدث فيه استبدال الطفل نطق صوت بصوت آخر، كأن يستبدل الطفل نطق صوت “ر” بصوت “ل” فيقول “لجل” بدل “رجل”، ويعد اضطراب إبدال الصوت من أكثر اضطرابات النطق شيوعاً بين الأطفال وخاصة حتى سن السادسة.
الحذف:
وفيه، يقوم الطفل بحذف صوت أو أكثر من الكلمة، وعادة ما يقع الحذف في الصوت الأخير من الكلمة، مما يتسبب في عدم فهمها، إلا إذا استخدمت في جملة مفيدة أو في محتوى لغوي معروف لدى السامع. وتسبب عملية الحذف صعوبة في فهم كلام الطفل، ومعرفة الحاجة أو الفكرة التي يريد التعبير عنها مما يؤثر عليه.
التحريف أو التشوية:
وفيه ينطق الطفل جميع الأصوات التي ينطقها الأشخاص ممن لا اضطرابات في النطق لديهم، ولكن بصورة غير سليمة المخارج عند مقارنتها باللفظ السليم، حيث يبعد الصوت عن مكان النطق الصحيح، ويستخدم طريقة غير سليمة في عملية إخراج التيار الهوائي لإنتاج ذلك الصوت.
الإضافة:
وفيه يضيف الطفل صوتاً زائداً إلى الكلمة، مما يجعل كلامه غير واضح وغير مفهوم، ومثل هذه الحالات إذا استمرت مع الطفل أدت إلى صعوبة في النطق.
تشخيص اضطرابات النطق:
تسير عملية التشخيص وفق مجموعة من الخطوات تبدأ بالتقييم حيث يبدأ الاختصاصي بدراسة تاريخ الحالة فيطلب المعالج من الوالدين والأخوة ملء استمارة تاريخ الحالة التي تتضمن بعض المعلومات عن الطفل، ثم فحصه بشكل دقيق من قبل الأطباء ذوي التخصصات المختلفة للكشف عن مدى سلامة أعضاء النطق. ولابد من عرض الطفل على اختصاصي الفم والأسنان لتحديد مدى انتظام الأسنان أو جود تشوهات فيها.
أما اختصاصي الجهاز التنفسي فيحدد مدى كفاءة الجهاز التنفسي وقدرته على إنتاج هواء زفير كافٍ لإخراج الصوت بشكل مناسب، ويلي ذلك مرحلة فحص السمع وتتميز هذه المرحلة بفحص القدرة على التمييز السمعي والذاكرة السمعية والفهم السمعي (الببلاوي، 1432هـ).
النوع الثاني: اضطرابات اللغة:
اللغة: هي النظام الرمزي الكلي المستخدم في التواصل، وهذا النظام متفق عليه، وهو يشمل إعطاء المعاني للأصوات والكلمات والإيماءات والرموز الأخرى (الخطيب والحديدي، 2009).
أنواع اضطرابات اللغة:
تصنف الاضطرابات اللغوية إلى خمسة أنواع هي:
الفونولوجي (الصوت):
وهو النظام الصوتي للغة ويشتمل على القواعد التي تحكم وتضبط مزج أو توحيد الأصوات المختلفة، ويختلف المستوى الصوتي باختلاف اللغة المستخدمة.
المورفولوجي (الصرفي):
وهو مجموعة من القواعد التي تحكم وتضبط مجموعة أجزاء الكلمات التي تشكل العناصر الأساسية للمعاني وبناء الكلمات فبداية الكلام وما يضاف إلى آخره يغير من معاني كلمات محددة.
النحوي (ترتيب الكلمة وبناء الجملة)
يحدد هذا المستوى مكان الكلمة في الجملة، وكما هو الحال في القواعد الصوتية فإن القواعد النحوية تختلف باختلاف اللغة، كما هو الحال في مقارنة نفي الجملة في اللغة الإنجليزية بالطريقة التي تنفي بها الجملة في اللغة الإسبانية أو الفرنسية.
الدلالي اللفظي (معاني الكلمات والجمل)
يشير إلى أن القدرات المرتبطة بالدلالات اللفظية متأخرة ضمن اكتساب المعاني للكلمات المحددة أو العلاقات بين الكلمات ويتبع هذا التأخر للأنماط الطبيعية لاكتساب اللغة، التصنيفات، والكلمات، وقد تستمر هذه المشكلات في مرحلة المراهقة إذا لم يقدم العلاج اللازم لها.
البراغماتي (الاستعمال الاجتماعي للغة):
يعكس هذا المظهر من اللغة قدرة الفرد على استعمال اللغة لأغراض التواصل في السياقات الاجتماعية المختلفة، إن مظهر استعمال اللغة أو البراغماتية يدرس اللغة في السياق ويركز في جانب منه على معنى ومغزى التواصل (الزريقات، 2005م)
طرق تشخيص اضطرابات اللغة:
يعتمد تشخيص اضطرابات اللغة على أساس تجميع تاريخ الفرد، والملاحظة الإكلينيكية المباشرة في سياقات مختلفة (البيت أو المدرسة أو العمل) ونتائج درجات الاختبارات المعيارية للقدرات اللغوية التي يمكن استخدامها لتقدير شدة الأعراض الخاصة المصاحبة التي تدعم التشخيص، ووجود تاريخ عائلي إيجابي من اضطرابات اللغة في كثير من الأحيان.
الأفراد وحتى الأطفال منهم يمكن أن يكونوا خجولين أو متحفظين في الحديث، وقد يفضل الأفراد المصابون باضطراب اللغة التواصل فقط مع أفراد الأسرة أو الأفراد المألوفين لديهم، (فقيري وعودة، 2016م).
في الختام أريد أن أوصي كل أسرة لديها طفل يواجه إحدى هذه الاضطرابات أو أكثر أن تبحث عن الطرق العلاجية المناسبة كي لا تتطور لدى الطفل وتتعمق لديه المشكلة ويصعب علاجها مستقبلاً.
المراجع
- الخطيب، جمال محمد والحديد، منى صبحي(2009م). المدخل إلى التربية الخاصة. الطبعة الأولى. دار الفكر. عمان.
- الببلاوي: إيهاب(1432ه) اضطرابات النطق، الطبعة الأولى، دار الزهراء للنشر والتوزيع، الرياض.
- العزة، سعيد حسني(2002م). المدخل إلى التربية الخاصة للأطفال ذوي الحاجات الخاصة. الطبعة الأولى الدار العلمية الدولية للنشر والتوزيع ودار الثقافة للنشر والتوزيع. عمان.
- الزريقات، إبراهيم عبد الله فرج (2005) اضطرابات الكلام واللغة، الطبعة الأولى، دار الفكر للنشر والتوزيع، عمان.
- فقيري، (2016م) الدليل التشخيصي للاضطرابات النمائية العصبية، مكتبة الأنجلو، القاهرة.
أ.مرح مستور الذويبي
- بكالوريوس تربية خاصة (إعاقة ذهنية) من جامعة الطائف
- طالبة ماجستير تربية خاصة (إعاقة ذهنية) في جامعة الطائف