إعداد : مدى الهذلي
إن توظيف التكنولوجيا في حياة الطلاب ذوي الإعاقة أصبح ضرورة من ضرورات التعلم وأسلوباً يسهل عملية تدريسهم، فلهذه التقنيات العديد من الإيجابيات التي تعود عليهم بالنفع من النواحي النفسية، الأكاديمية، الاجتماعية، والاقتصادية.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الخدمات التقنية التي تقدمها مدارس الأشخاص ذوي الإعاقة لا تلبي سوى (1) إلى (3) في المئة من احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن البلدان النامية، بمعنى أن هناك أكثر من (95%) من الأشخاص ذوي الإعاقة لا يستفيدون من الأدوات التكنولوجية التي تحقق التعليم الجيد إلى جانب الرعاية اللازمة لهم.
ومن هنا ظهر توظيف التكنولوجيا واستخدام التقنيات الحديثة في مجال تدريس الطلبة ذوي الإعاقة لما يواجهونه من تحديات في تعلم الأنماط السلوكية المرغوب فيها وإكسابهم المهارات الأكاديمية اللازمة لتكيفهم مع المجتمع المحيط بهم.
ومن الملاحظ أن فئة الطلاب من ذوي الإعاقة يواجهون التحديات في اكتساب المعلومات بشكل سلس وبسيط لذا كان لابد من إدخال أدوات التكنولوجيا الحديثة كي تساعدهم، حيث تقوم بتحفيزهم وزيادة دافعيتهم وإقبالهم على التعلم، كما توفر استراتيجيات تدريسية يمكن استخدامها من قبل معلميهم.
ومن الممكن أن تُعرّف الأدوات المستخدمة في توظيف التكنولوجيا الحديثة لتدريس الطلبة ذوي الإعاقة بأنها جميع المواد والأجهزة والبرمجيات التي تُستخدم من أجل زيادة وتحسين طرق التدريس لدى الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكّنهم من ممارسة أنشطتهم التعلمية الاعتيادية بصورة فعّالة، لذلك، تم توظيف وسائل حديثة لتدريس الطلاب ذوي الإعاقة لزيادة تحسين أدائهم التعليمي وجعل العملية التعليمية أكثر سهولة من خلال هذه التقنيات الحديثة (الدهشان، 2018).
ويتمثل الهدف من توظيف أدوات التكنولوجيا الحديثة خدمة للأشخاص ذوي الإعاقة في تقديم حلول جذرية لتوفير فرص التعليم لهم، مما يسهم في حل الكثير من المشكلات التي تواجههم، حيث أن التقنيات غير المحدودة التي تتيحها أدوات التكنولوجيا الحديثة تسهم في رفع مستوى التعليم التقليدي المستخدم ضمن المدارس الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة.
ومن هذا المنطلق وعبر التعليم باستخدام التكنولوجيا، ظهر التطور الواضح على الطلبة ذوي الإعاقة كنتيجة للدور الذي تؤديه في تحسين المهارات المعرفية والعاطفية واللغوية، ومعرفة القراءة والكتابة للطالب وقد أثبتت العديد من الدراسات أن الطلاب الذين يستخدمون وسائل التعليم الإلكتروني أسرع تعلماً وأكثر ابتكاراً (ملش، 2021).
وعلى الرغم من أن استخدام هذه الأدوات يعمل على تحسين وتسهيل عملية تدريس الطلبة من ذوي الإعاقة إلا أن هناك بعض المتطلبات التي يجب أن تكون متوفرة لتوظيف هذه التقنيات الحديثة، وفي هذا الإطار يجب تمويل المؤسسات التي تسعى إلى تطوير طريقة التدريس من خلال توفير أجهزة حاسوب وأجهزة العرض الإلكترونية وشبكة الاتصال عبر الإنترنت والمكتبات الإلكترونية.
ومن المهم أيضاً رفع قدرات المعلم تكنولوجياً باعتباره الركيزة الأساسية في توظيف أدوات التكنولوجيا الحديثة.
لقد أُجريت العديد من الدراسات حول التحديات التي قد تواجه تطبيق استخدام التكنولوجيا الحديثة داخل الغرفة الصفية التي يتواجد فيها الأشخاص ذوو الإعاقة، وكان من أبرزها محدودية قدرة المؤسسات التعليمية على إنشاء شبكات واسعة، وتوفير أعداد كبيرة من الأجهزة والمعدات، وعدم تأهيل معلمي التربية الخاصة، واعتقادهم أن استخدام الوسائل التعليمية يحتاج إلى مجهود أكبر من التدريس بالطرق العادية.
ومن منظور آخر، هناك تحديات تتعلق بالطلبة ذوي الإعاقة في استخدام الوسائل الحديثة من حيث سوء استخدامهم لها، ويعود ذلك لأسباب وجود مشكلات حسية أو بدنية لديهم تحد من قدرتهم على استخدام التكنولوجيا.
وبناءً على هذا، يتضح بأن التحديات التي تواجه هذه العملية ليست مقتصرة على المعلم والطالب فقط، وإنما على جميع العناصر التي لها علاقة بتحقيق نجاح توظيف هذه الوسائل لمساعدة الطلاب ذوي الإعاقة.
وعلاوةً على ذلك، يواجه الطلاب من ذوي الإعاقة صعوبات جمة تفرضها طبيعة الإعاقة سواء كانت حسية أو جسدية أو عقلية، حيث تؤكد الأدبيات المتخصصة في هذا المجال وجود صعوبات تتعلق بالذاكرة والانتباه والتفكير المجرد وإدراك العلاقات والتمييز وقصور في الحواس، وكل ذلك يعوّق الاستفادة من المثيرات البيئية التي تعد المعين الخصب لاكتساب العديد من المعارف والمهارات اللازمة والتكيف مع المجتمع، و استخدام التكنولوجية الملائمة لطبيعة الإعاقة، يعد من أهم العوامل التي أكدت فعاليتها في التغلب على تلك الصعوبات، وتحقيق الأهداف المرجوة للطلبة ذوي الإعاقة.
ونتيجة لذلك، أشارت العديد من البحوث والدراسات إلى بعض الاقتراحات التي قد تحد من فشل توظيف أداوت التكنولوجيا الحديثة بالنسبة للطلبة ذوي الإعاقة حيث يتوجب لنجاح توظيف هذه التقنيات الحديثة تدريب كافة المعلمين المؤهلين على استخدامها، بالإضافة إلى تنظيم دورات تدريبية لأولياء أمور الطلبة للتعامل مع التكنولوجيا مثل منصات التعلم عن بعد، وإنشاء مراكز لتدريب وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة بهدف بناء قدراتهم من خلال برامج تدريبية في مجال التكنولوجيا تؤدي إلى تأهيلهم للحصول على فرص عمل لائقة ومتنوعة.
ختاماً، من الواضح أن الاهتمام بطريقة تدريس الأشخاص ذوي الإعاقة وتطوير البرامج التربوية المقدمة لهم ظهر من خلال الحاجة الماسة إلى توظيف أدوات التكنولوجيا الحديثة لمساعدة أبناء هذه الفئة، حيث أن تفعيل استخدامها يثري المشاركة الفاعلة في الفصول التعليمية العامة، كما يؤدي إلى زيادة الحافز وتشجيع التعاون وزيادة الاستقلالية ودعم التقدير الذاتي والثقة بالنفس.
المراجع:
- ملش، أميمة محمد علي. (2021). التعليم الإلكتروني ومستقبل تعليم الطلاب ذوي الإعاقة (الفرص–التحديات). المجلة العربية لإعلام وثقافة الطفل, 4(17), 259-276.
- الدهشان، (2018).توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في رعاية وتعليم ذوي الإعاقة، كلية التربية، جامعة المنوفية.
مدى حسين الهذلي
طالبة ماجستير في الإعاقة الذهنية بجامعة الطائف
معلمة في التربية الخاصة تحديداً في مجال الإعاقة الذهنية لجميع المراحل بخبرة 8 سنوات
حاصلة على الدورات التالية:
- تدريب المدربين
- الذكاءات المتعددة وتطبيقاتها
- التعليم بالألعاب التربوية
- تنمية المهارات الإبداعية لدى المعلمين
- استخدام التقنيات المساعدة في مجال تعليم الطلاب ذوي الإعاقة.