مقدمة:
لمنهج دراسة الحالة أهمية كبيرة في مجال علم النفس الإكلينيكي حيث أسهمت في تطوير الكثير من الأساليب العلاجية، ويمكن الاستشهاد على ذلك ببعض الحالات من التحليل النفسي، والعلاج السلوكي مثل: علاج حالات الهستيريا، حالة هانز الصغير في أعمال فرويد، وما أظهرته دراسة ألبرت الصغير في أعمال واطسون وراينز، وأيضاً حالة بيتر التي تبعها تقويم عديد من الأساليب العلاجية السلوكية لإزالة الخوف لدي الأطفال. تمثل دراسة الحالة نوعاً من البحث المتعمق عن العوامل المعقدة التي تسهم في فردية وحدة اجتماعية ما، شخصاً كان، أو أسرة، أو جماعة، أو مؤسسة اجتماعية، أو مجتمعاً محلياً، وتستخدم دراسة الحالة في ميادين متعددة منها: دراسة النمو، والخدمة الاجتماعية، والإرشاد والعلاج النفسي، ولقد أخذ علم النفس الإكلينيكي مصطلح دراسة الحالة من الطب النفسي والعقلي.
تعريف دراسة الحالة:
يعرف لويس دراسة الحالة “بأنها الإطار الذي ينظم ويقيم فيه الأخصائي الإكلينيكي كل المعلومات، والنتائج التي يحصل عليها عن الفرد؛ وذلك عن طريق: الملاحظة، المقابلة، والتاريخ الاجتماعي، والسيرة الذاتية، والاختبارات السيكولوجية، والفحوص الطبية” (لويس كامل مليكه: 1985، 79).
أهمية دراسة الحالة:
تكمن أهمية دراسة الحالة في عدد من جوانب من أهمها:
- تمكن الباحث من استيعاب الموضوع من خلال تناوله بشكل متكامل، ومتعمق بحيث تتضح له كل الأسباب والمشاكل دفعة واحدة.
- تمكن الباحث من دراسة الحالة في الظروف الحالية لها؛ مما يساعده على تخمين التنبؤات المستقبلية لها.
- تهتم بدراسة السلوك البشري على وجه العموم، وتعمل على معالجة مشاكله.
- تمكن الجهة المبحوثة والأشخاص القائمين عليها من تجاوز القلق، والمخاوف، على مؤسساتهم من خلال تشخيص، واستيعاب عناصر الضعف الموجودة والمؤثرة على سير العمل (قنديلجي، 2008).
الشروط الواجب توفرها في دراسة الحالة:
إن من الضروري توفر عدد من الشروط المهمة لدراسة الحالة والتي تساعد على نجاحها:
- تعدد العوامل: يجب أن يدرك الباحث أن فردية الحالة موضع الدراسة ترجع إلى مجموعة متشابكة من العوامل؛ لذا فعليه الربط والتكامل بين البيانات التي قام بتجميعها؛ وذلك لتفسير أسباب فردية الحالة موضع الدراسة (عطيفة، 1996).
- وفرة المعلومات: فيجب ألا تكون المعلومات قليلة أو مختصرة، أو مقتضبة، أو بها فجوات تجعلها مضللة، أو لا تعطي صورة واضحة عن الحالة (زهران، 1980).
- فهم الإطار المرجعي للحالة: يجب أن يكون الباحث الذي يقوم بالدراسة على قدر كافٍ من المعرفة بالبيئة التي يعيش فيها الفرد موضع الدراسة وأن يكون ملماً بسيكولوجية الفرد.
- التعاون بين الباحث والحالة: ليس من السهل تحقيق التعاون بين الباحث والحالة موضع الدراسة فمثلاً: لا يميل بعض الأشخاص موضع الدراسة لتذكر بعض الأحداث المحزنة لهم، أو لا يريدون الحديث عن بعض شؤونهم الخاصة بهم؛ لذا فيجب على الباحث التأكد من تحقيق التعاون مع الحالات موضع الدراسة.
- السرية: وكما أسلفنا سابقاً فإن بعض الحالات موضع الدراسة تخشى على سرية معلوماتها؛ لذا يحدث نوع من التحفظ في الحديث عن بعض شؤونهم الخاصة الواقعة في محور السير الذاتية، والمعلومات الشخصية لهم؛ لذا فإن من أهم عوامل نجاح الدراسة أن يقوم الباحث بتعهد السرية للحالات موضع الدراسة (زهران: 1980).
استخدامات دراسة الحالة في العمل الإكلينيكي:
يهدف استخدام دراسة الحالة في العمل الإكلينيكي إلى ما يلي:
- دراسة الحالات المنحرفة، والمنعزلة، والمرضية: فدراسة الحالة هي السبيل لحصول الأخصائي الإكلينيكي على المعلومات والبيانات عن المريض، وعن الأسباب المؤدية إلى إصابته بمرض نفسي، أو عقلي.
- فحص الظواهر النادرة أو الأحداث غير العادية: تسهم دراسة الحالة في تفحص الأحداث والظواهر النادرة والتي لا تتكرر في العادة من خلال فحص تأثيراتها على الأفراد مثل: حادثة 11 سبتمبر في أمريكا فلا يمكن تطبيق المنهج التجريبي في مثل هذه الحالة بل لا بد من استخدام منهج دراسة الحالة؛ وذلك لدراسة التأثيرات النفسية على الأفراد من وراء هذه الظاهرة.
- وضع الفروض التشخيصية: تعتبر دراسة الحالة وسيلة لدراسة حياة الفرد بشكل مفصل لربما منذ ولادته حتى الوقت الحالي، لذا فإن هذا يساعد الأخصائي الإكلينيكي في وضع الفروض الأولية التي يحاول فيما بعد اختبارها بِنَاءً على خبراته التشخيصية (الزيادي، 1969).
- وضع التوصيات العلاجية: من خلال تجميع المعلومات للحالة موضع الدراسة، ومراجعتها وتحليلها وتلخيصها، ووزنها إكلينيكياً يصل الأخصائي الإكلينيكي إلى التشخيص المناسب، ومن ثم إلى تقديم التوصيات بالاستراتيجيات الإرشادية، أو التخطيط للخدمات العلاجية.
مصادر المعلومات في دراسة الحالة:
- المريض أو الحالة: يعتبر المريض أو الحالة من أهم مصادر المعلومات في دراسة الحالة، بل إنه في كثير من الأحيان يعتبر أفضلها، فليس هناك من هو أعرف بالفرد من نفسه، وليس هناك من هو أقدر منه على وصف مشاعره، والتحدث عن مشكلاته (زهران، 1980).
- الاختبارات السيكولوجية: وهي تعتبر من المصادر الهامة للحصول على المعلومات، والبيانات الكمية والكيفية عن المريض، أو الحالة؛ وذلك من خلال ما تقوم به من تحديد ذكاء الفرد، وقدراته، وإمكاناته وميوله، وكذلك فهي تساعد في الكشف عن الخلفية الثقافية للمريض أو الحالة.
- السجلات والوثائق المأخوذة من مصادر المجتمع: ويتم ذلك من خلال التعرف على التاريخ المرضي للحالة والممارسات التي تمت، بالإضافة إلى الاطلاع على سيرته الذاتية، حيث أن تلك المعلومات وغيرها قد يفيد في الكشف عن أسباب الاضطراب من خلال التعرف على الظروف والمواقف التي تعرض لها المريض أو الحالة في السابق.
- المعلومات المأخوذة من الآخرين المحيطين بالحالة: مثل: الوالدين الإخوة الأقارب، أو الزوجة، أو الزوج أو الرفاق في العمل، أو المدرسين، أو أي من لهم صلة أكبر بالمريض، والذين يمكن أن يكونوا على اطلاع دائم بالحالة.
تقرير دراسة الحالة:
تتم كتابة التقرير السيكولوجي للمريض أو الحالة بعد جمع المعلومات من مصادرها المتعددة على النحو التالي:
- تقييم المعلومات: يقوم الباحث بتحديد ما إذا كانت المعلومات التي حصل عليها واقعية، ويكون ذلك بمراجعة البيانات.
- تنظيم المعلومات: يقوم الباحث بربط المعلومات بعضها ببعض، ومن ثم تفسيرها بحيث يلقي الضوء على شخصية الفرد (زهران، 1980).
- كتابة التقرير السيكولوجي: على الباحث أن يكون دقيقاً، وأن يبتعد عن الألفاظ العنيفة والتعميم وأن يحاول تفسير حياة الحالة بشكل سليم، بعيد عن الذاتية.
المراجع:
- مليكه، لويس (1985)، علم النفس الإكلينيكي، القاهرة، الهيئة العامة للكتاب.
- قنديلجي. عامر، السمرائي. إيمان (2008)، البحث العلمي الكمي والنوعي. دار اليازوري العلمية. عمان. الأردن.
- عطيفة، حمدي (1996)، منهجية البحث العلمي وتطبيقاتها في الدراسات التربوية والنفسية، دار النشر للجامعات، القاهرة. مصر
- زهران، حامد (1980)، التوجيه والإرشاد النفسي. عالم الكتب. القاهرة مصر
- الزيادي، محمود (1969)، علم النفس الإكلينيكي. مكتبة الأنجلو المصرية. القاهرة مصر.
عضو هيئة التدريس قسم التربية الخاصة
جامعة الملك سعود – تخصص صعوبات التعلم
البريد الالكتروني:
- [email protected]
- [email protected]
- موقع الكلية: http://faculty.ksu.edu.sa/almahrej/default.aspx
- التويتر: almahrej
التدريس الجامعي
تدريس أكثر من (17) مقرر جامعي في مجال التربية الخاصة
المؤهـــلات العلمية
الدكتـوراه (2015): عنوان الرسالة: فاعلية طريقة سلانجرلاند في تعلم القراءة للأطفال الذين يعانون من عسر القراءة في نظرية أورتون.
الماجستير (2005): مجال صعوبات التعلم جامعة Mochester Metropoliton في المملكة المتحدة.
التأليف
تأليف (8) كتب باللغة العربية والانجليزية:
- ديسليكسيا Dyslexia
- المختصر المفيد في علم النفس التربوي
- عسر القراءة: دليل الباحثين والمهنيين (تم نشره في ألمانيا).
المؤتمرات
- حضور أكثر من (8) مؤتمرات في مجال التربية والبحث العلمي والتعليم العالي خلال الفترة 2016 إلى 2017.
المقالات العلمية
- نشر أكثر من (10) مقالات علمية باللغتين والانجليزية حول موضوع التربية الخاصة.
خدمة المجتمع
- تشخيص الأطفال ذوي صعوبات التعلم في بعض مدن ومحافظات المملكة العربية السعودية.
- المشاركة في إعداد دليل معلم صعوبات التعلم في المملكة العربية السعودية.
- تأسيس لجنة تطوير برامج صعوبات التعلم في المملكة العربية السعودية.
- تقديم الاستشارات التطوعية من خلال عدد من الجمعيات التخصصية.
- إنشاء حسابين فيسبوك وتويتر للإجابة عن الاستفسارات حول مجال صعوبات التعلم.
خبرات التدريب
تقديم ورش تدريبية في مجال صعوبات التعلم لصالح:
- الأمانة العامة لجائزة التعليم للتميز.
- الهيئة الملكية للجبيل وبنبع الصناعية.
- مركز الملك سلمان الأبحاث الإعاقة.
عضويات العلمية
- عضو سابق في اللجنة العلمية رئيس فريق تحكيم فئة المرشد الطلابي ولجنة التحكيم لجائزة التعليم للتميز في المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 2012 حتى 2018.
- عضو سابق في اللجنة العلمية للمؤتمر الدولي لصعوبات التعلم في العام 2006.
الأبحاث
- نشر (3) أبحاث في مجال عسر القراءة والاشراف التربوي في مجال صعوبات التعلم.
شهادات الشكر
حاصل على عدد من شهادات الشكر والتقدير من قبل عدد الجهات مثل:
- إدارة العامة للتعليم الرياض.
- الأمانة العامة للتربية الخاصة.
- الهيئة الملكية للجبيل وينبع.
- مركز الملك سلمان الأبحاث الإعاقة.
- الجمعية السعودية للتربية الخاصة (جستر).
- تكريم من قبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر آل سعود أمير منطقة الرياض في حفل تخريج طلاب الدورة الستين من طلاب جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية.
عضويات الجمعيات واللجان
- عضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية لصعوبات التعلم.
- عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للتربية الخاصة (جستر).
- عضو عامل الجمعية السعودية لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (أفنا).
- عضو في أكثر من (20) لجنة تربوية في وزارة التعليم.