كثيرة هي الانطباعات والصور الفكرية التي رافقت وتلت مؤتمر التقنيات المساندة (ATTOPIA) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من 9 ولغاية 11 مارس 2017 في إكسبو الشارقة برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ومشاركة نخبة من أهم الاختصاصيين والعاملين والمهتمين العرب والأجانب.
ولأن الوقوف على جميع هذه الانطباعات سيكون عملاً طويلاً وقد يشوبه التكرار رأينا في مجلة المنال أن نشارككم بعضها مع الحرص أن تكون معبرة عن الحالة العامة وبشفافية كما عهدتم مجلتكم المخلصة لقرائها وجميع المهتمين بها.
مستشار التربية الخاصة في شركة تطوير بالمملكة العربية السعودية فهد بن إبراهيم الصانع أكد أهمية المؤتمر بمضمونه العميق وأوراق العمل المقدمة فيه من قبل اختصاصيين بارزين في المجال سواء أكانوا عرباً أم أجانب، كما أكد أهمية المناسبة لتبادل الخبرات والمعارف في مجال التقنيات المساندة والوقوف على أحدث ما تم التوصل إليه بهدف تقديمه للأشخاص ذوي الإعاقة وتحسين جودة حياتهم.
من جانبه اعتبر المشرف التربوي في التربية الخاصة سعود بن عبد الله بن عبد العزيز القباني من المملكة العربية السعودية أن تنظيم مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لمؤتمر التقنيات المساندة يؤكد دون شك مدى الوعي الكبير لدى القائمين عليها بأهمية هذا الشأن وتأثيره على حياة الأشخاص ذوي الإعاقة ونشاطهم بشكل كبير جدأً وأحيانأً بشكل جذري.
ففي إحدى جلسات المؤتمر الهامة يوم الخميس 9 مارس 2017 تحدث المبدع خلدون سنجاب عن النقلة الكبرى التي أحدثتها التقنيات المساندة في حياته وشخصيته بعد أن تعرض لحادث مأساوي جعله غير قادر على تحريك أطرافه الأربعة إلا رأسه ولسانه.
(ماوس الكومبيوتر) التي صممها له خصيصاً صديق مقرب قبل أكثر من عشرين عاماً وكانت على شكل كرة صغيرة استطاع تحريكها بلسانه ومكنته من استخدام جهاز الكومبيوتر والتحكم به بلساني فقط والعمل عليه والتواصل مع الآخرين وأنا أشعر أنها بمثابة يدي التي أصافح من خلالها الكون. ومع مرور الزمن أتقن استخدام الكمبيوتر بواسطتها وأصبح مبرمجاً مرموقاً، ليس هذا وحسب بل أصبح قادراً من خلال هذه البرمجة أن يؤمن لنفسه دخلاً مادياً لا بأس به مكنه من تأمين احتياجاته نوعاً ما.
مشيراً إلى أن التقنيات المساندة في تطور دائم لتجعل حياة الأشخاص ذوي الإعاقة أسهل وتساعدهم في الاندماج بالمجتمع من حولهم وتجعلهم أقرب إلى الحرية والاستقلالية وتقلل من اعتمادهم على الغير ومن الممكن أن تساعدهم في كسب رزقهم أيضاً، موضحاً أن التقنيات المساندة لم تساعده على تعزيز استقلاله المادي وتنمية معارفه العلمية فقط بل ساهمت طوال السنين في تحرير روحه ونفسه من أسر السرير الذي لا يستطيع مفارقته حيث يلج من خلال (التقنية) إلى عالم الإنترنت ويتواصل مع الآخرين ويقرأ المواضيع التي تهمه.
وقال إن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سباقة في مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة ورائدة في الاهتمام بهم وهي بتنظيمها لمؤتمر خاص بالتقنيات المساندة على هذا المستوى الرفيع تؤكد مقولة (مجتمع واحد للجميع) وتسهم في دعمهم ودعم العمل على تطوير التقنيات المساندة لهم.
يتابع خلدون حديثه فيقول: بعد أن أجريت لي العملية الخاصة بالحجاب الحاجز في مستشفى «كليفلاند كلينك» أبو ظبي بمكرمة من صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصبحت قادراً وبشكل تدريجي على التنفس تحررت بشكل كبير من سيطرة جهاز الأوكسجين وحين أصبح لدي كرسي متحرك بمساعدة قسم العلاج الطبيعي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لا يمكنكم أن تتخيلوا القفزة الهائلة في مسيرة حياتي، لقد بدأت أخرج من البيت.
الهواء الذي يلفح الوجه، قطرات المطر على الجلد، صوت المارة في الحديقة، وغيرها من التجارب التي يعبرها الناس دون حتى ملاحظتها، شعرت بها لأول مرة حين أصبح لدي كرسي متحرك وأنا حتى الآن غير قادر على وصف تلك المشاعر التي انتابتني حين أحسست بها بعد ثلاثة وعشرين عامأً من الاستلقاء على السرير، مجبراً لا بطلاً ـ يمزح خلدون.
عبد الرحمن السعدي طالب هندسة معلوماتية في الجامعة الافتراضية السورية كان واحداً من الذين حضروا مؤتمر التطبيقات المساندة إن لم يكن أهمهم، هو وشقيقه محمد القادمان من أتون الحرب اللعينة العاصفة ببلدهما وجدا في الإمارات العربية المتحدة وطناً ثانياً يعيشان فيه مع أبيهما وأختهما التي تعتني بهما فهما من الاشخاص ذوي الإعاقة الحركية.
أما لماذا كان عبد الرحمن واحداً من أهم حضور المؤتمر فالجواب على هذا السؤال تجدونه في إصراره رغم ثقل التحديات التي يواجهها على مواصلة التعلم واستخدام الحاسوب بطريقة ستجبر العالم (ستيفن هوكنغ) نفسه على رفع القبعة أمام عزيمة هذا الطالب الذي لبى دعوة الخدمات الإنسانية للاستفادة من أوراق العمل المقدمة والاطلاع على أحدث المستجدات في مجال التقنيات المساندة.
كانت المشاعر في ذروتها حين جرى اللقاء على هامش المؤتمر بين المبدع خلدون سنجاب والطالب عبد الرحمن حين عبر الأخير عن إعجابه وتقديره لشخصية خلدون وإصراره على العلم وتطوير نفس.
بدوره أشاد سنجاب بهمة وعزيمة عبد الرحمن داعياً إياه إلى مواصلة التحصيل المعرفي والعلمي ومتمنياً له دوام التوفيق والنجاح.
الاستاذة كلثم عبيد المطروشي مديرة فرع الفتيات في نادي الثقة للمعاقين أكدت أن مؤتمر (ATTOPIA) يأتي تتويجاً لمسيرة المدينة في هذا المجال خاصة بعد تأسيسها عام 2014 مركز التقنيات المساندة دعماً للأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم وتقديم الاستشارات المناسبة لكل حالة من حالات الإعاقة.
وقالت: تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز استقلاليتهم من أهم أهداف المدينة وقد أصبح معروفاً للجميع مدى مساهمة التقنيات المساندة لا في تمكين الاشخاص ذوي الإعاقة فقط بل في تسهيل حياتهم ودمجهم في المجتمع بالشكل المناسب لذا كان من الضروري لمؤسسة رائدة وعريقة كالخدمات الإنسانية أن تبحث بجد واجتهاد عن كافة السبل الكفيلة بالتوعية حول هذه التقنيات وتعريف المجتمع بها.
وأشارت الاستاذة كلثم إلى الدور الكبير الذي سيلعبه المؤتمر بالنسبة للاختصاصيين من خلال إتاحة الفرصة أمامهم لتبادل الخبرات والتعرف عن كثب على أحدث المستجدات وأوراق وورش العمل التي يقدمها البرنامج العلمي للمؤتمر ويتولى المحاضرة فيه نخبة من أهم الاختصاصيين والعاملين في الميدان.
المتحدث الرئيسي في المؤتمر الأستاذ ديفيد بينز مدير مؤسسة ديفيد بينز لخدمات الوصول والدمج البريطانية أشار في حديث مفيد وممتع إلى أهمية انتقاء التقنية المناسبة لمساندة الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل يمكنهم من الاندماج أكبر قدر ممكن في مجتمعهم.
(آلة برايل) على سبيل المثال ـ يشرح بينز ـ والتي يستخدمها الأشخاص ذوو الإعاقة البصرية تسبب عند استخدامها صوتاً قوياً وعندما سيكتب الطالب الكفيف في قاعة محاضرات مثلاً سيتسبب صوتها بالإزعاج لبقية الحضور لذا كان من الواجب على المبدعين والاختصاصيين أن يفكروا بابتكار التطبيقات المساندة ذات الجودة الأفضل والتي تساعد الأشخاص ذوي الإعاقة بأفضل طريقة ممكنة وأقل تكلفة.
الدورة الأولى من مؤتمر التطبيقات المساندة أصبحت من أصدقاء الماضي كحال عشرات إن لم يكن المئات من الفعاليات والأنشطة التي نظمتها الخدمات الإنسانية مناصرة واحتواء وتمكيناً وتعليماً للأشخاص ذوي الإعاقة لكنها كما عودتنا دائماً تحتفظ في جعبتها بياء المضارع وسين المستقبل لمزيد من هذه الفعاليات القيمة والقادرة على إحداث الفرق.
حازم ضاحي شحادة
- بكالوريوس في الصحافة / جامعة دمشق
- صحفي في جريدة الوحدة السورية سابقاً
- صحفي منذ عام 2007 في قسم الإعلام / إدارة الاتصال المؤسسي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- كاتبٌ في مجلة المنال الإلكترونية
الخبرات
- التطوع والعمل سنوياً منذ العام 2008 في مخيم الأمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث قامَ بتحرير أخباره أولاً بأول.
- التطوع والعمل منذ العام 2008 في مهرجان الكتاب المستعمل الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2007 في ملتقى المنال الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره.
- المشاركة في ملتقى التوحد (خارج المتاهة) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أبريل من العام 2015 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التدخل المبكر الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في يناير من العام 2016 والمساهمة في تحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التقنيات المساندة الذي نظمته المدينة في مارس من العام 2017 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2008 في حملة الزكاة التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنوياً وتحرير أخبارها أولاً بأول.
- لا بد من الإشارة إلى عشرات وعشرات الفعاليات والأنشطة والزيارات التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ويقوم بتحرير أخبارها أولاً بأول.
- كما لا بد من الإشارة إلى أن 80 في المائة من الأخبار المنشورة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مختلف الصحف والمواقع منذ منتصف العام 2007 وحتى يومنا هذا هي من تحريره.
المؤلفات
- أديبٌ سوري يكتبُ في الصحافةِ العربيةِ منذ عشرين عاماً
- صدر له حتى الآن:
- المبغى / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- اختلافٌ عميقٌ في وجهات النظر / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- أيامٌ في البدروسية / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- فوق أرض الذاكرة / مجموعة قصصية. دار آس سوريا
- أوراق نساء / 2012 ـ ديوان . دار بصمات ـ سوريا
- نشرت العديد من قصصهِ في مجلات وصحف ومواقع إلكترونية سورية وعربية منها
- (مجلة الآداب اللبنانية) (مجلة قاب قوسين) الأردنية (مجلة ثقافات الأردنية) (مجلة انتلجنسيا التونسية) (جريدة الوحدة السورية)