إجراء عملية زراعة قوقعة تعد الأولى من نوعها في مستشفى جامعة الشارقة
(الشارقة، 02 يناير 2017) أجرت مستشفى الجامعة بالشارقة وللمرة الأولى عملية زراعة قوقعة لطفلة في الثامنة من عمرها، كانت تعاني من صعوبات في السمع منذ الولادة، لتتمكن من استعادة حاسة السمع، وبعدها عادت الطفلة لمراجعة المستشفى بعد فترة النقاهة امتدت لأسبوعين بعد إجراء العملية، حيث تم تفعيل جهاز قوقعة الأذن بإشراف الدكتور محمد إياس، أخصائي أول علم السمع في مستشفى الجامعة بالشارقة.
وأصبحت الطفلة بعد العملية قادرة على سماع الأصوات للمرة الأولى منذ ولادتها، وذلك بفضل الجراحة الناجحة التي أجريت من قبل الدكتور أحمد منذر الواع، رئيس قسم أمراض الأنف والأذن والحنجرة، والدكتور فهيم تادروس، إستشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة.
وأعرب الدكتور إياس عن سعادته لنجاح العملية وقال: (كانت لحظات رائعة للطفلة، ووالديها، والأطباء، عند دخول الطفلة عالم الأصوات بعد تفعيل جهاز القوقعة).
وأوضح: (تم غرس جهاز إلكتروني داخل الأذن الداخلية للطفلة، حتى تصبح قادرة على سماع الأصوات للمرة الأولى، وسيتم وبمساعدة برمجيات خاصة التكيف مع الأصوات لتصبح قريبة من المستوى الطبيعي، حيث ستساعدها القوقعة على سماع كافة الأصوات ومواكبة متطلبات التواصل، كونه تم تصميم القوقعة للمرضى غير القادرين على السمع حتى مع استخدام مساعدات السمع).
وبين الكادر الطبي الذي أجرى العملية: (أن جهاز القوقعة يتكون من جزئين، جزء داخلي يتم غرسه في الأذن الداخلية لتلقي الأصوات على شكل اهتزازات، وتُعتبر تكنولوجيا الزراعة حلاً متقدماً جداً، حيث بإمكان الطفلة سماع الأصوات حتى عند السباحة تحت الماء).
وقال الدكتور تادروس، الذي أجرى العديد من جراحات زراعة القوقعة للأطفال خلال مسيرته المهنية الناجحة كجراح، بأنه لا شيء يعادل الابتسامة على وجه الطفل عندما يتمكن من السماع للمرة الأولى. وتابع: (يُعتبر برنامج زراعة القوقعة جهداً جماعياً يلعب من خلاله الجراحون، وأخصائيو السمع، وغيرهم من مزودي الرعاية الصحية، أدواراً متساوية لتعزيز جودة حياة الأطفال الذين يعانون من الإعاقة السمعية).
وقال الدكتور أحمد منذر: (تُعد هذه العملية التي أجريت الأولى من نوعها لزراعة قوقعة في مستشفى الجامعة بالشارقة، وسيتم إجراء المزيد من العمليات المماثلة نظراً لزيادة أعداد الإعاقات السمعية الولادية). موضحاً أن الأعوام الثلاثة الأولى بعد الولادة تعتبر أفضل مرحلة لنجاح عملية زراعة القوقعة لدى الأطفال، حيث يمكن للطفل تعلم المهارات اللغوية بسهولة، ويمكن للأطفال بعد عمر الثالثة استقبال جهاز القوقعة على أن يتمكنوا من تلبية المعايير.
وقد تولى تلفزيون الشارقة رعاية تكلفة العملية للطفلة، من خلال صندوق الأعمال الخيرية التابع له، حيث تبلغ تكلفة عملية زراعة القوقعة نحو 150 ألف درهم.
وقال الدكتور أحمد منذر الواع حول ردة فعل المرضى: (بعض الأطفال يبكون عندما يسمعون الأصوات لأول مرة، والبعض الآخر يميل إلى الضحك، ويمكن إجراء العملية أيضاً للكبار، ومن الأسهل بالنسبة للكبار التكيف بسبب تطور القدرة على النطق والكلام لديهم مقارنة مع الأصغر عمراً).
وأضاف: (يراجعنا الكثير من المرضى الذين يعانون من فقدان السمع، وهناك أسباب متنوعة لفقدان السمع عند الولادة، فقد تكون وراثية، أو بسبب إصابة الأم بعدوى فيروسية خلال الحمل، أو نقص الأوكسجين للمولود أثناء الولادة، أو بسبب الإصابة بمرض السحايا).
وقال والد الطفلة في تعليق له: (الآن بإمكان إبنتي أن تسمعنا ونحن نتحدث إليها، والاستماع إلى الموسيقى ولجميع الأصوات من حولها، ويعد هذا يوم مميز جداً لنا، ولن ننساه أبداً، وأشكر تلفزيون الشارقة والكوادر الطبية في مستشفى الجامعة بالشارقة على رعايتهم المتميزة خلال وبعد عملية زراعة القوقعة).
وتُصنف حالات فقدان السمع من العيوب الولادية الشائعة في دولة الإمارات، ومن هنا فقد قامت مستشفى الجامعة بالشارقة بإجراء 2000 عملية فحص للأطفال خلال السنوات الماضية، وذلك للتأكد من سلامة حاسة السمع، حيث يتم تحويل الأطفال الذين يعانون من مشكلات في السمع إلى أخصائي حديثي الولادة المدربين تدريباً خاصاً، وأطباء الأطفال، وأخصائي السمع، وأخصائي الأنف والأذن والحنجرة. ويتوفر لدى المستشفى أحدث الأجهزة والتقنيات على مستوى الدولة لعلاج هذه الإصابات.