خصصَ قطاع النقل في الولايات المتحدة، ميزانية وقدرها 50 مليون دولار امريكي، وذلك لمقابلة احتياجات التطور التقني المتنامي من خلال مبادرة مستحدثة تهدف لتحسين وتطوير وضع الأشخاص ذوي الإعاقة.
المبادرة الجديدة تهدف للتركيز على إيجاد تقنيات جديدة، تؤدي لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة في استحداث اختراعات تواكب التطورات التكنولوجية المتسارعة.
التحول والتطور من تقنية لأخرى والنهوض بعملية التقنيات المستحدثة، ليس بالأمر المستحيل أو الصعب، ولكن التفاصيل الدقيقة للحاجة إلى هذه التقنيات، لا يدركها إلا الأشخاص ذوو الإعاقة أنفسهم من خلال تجاربهم الواقعية، مثل النزول من السيارة، التواجد على الرصيف، أو المكوث في منطقة لمدة محددة، فالتقنية تهدف باستمرار لتغيير كل ذلك نحو الأفضل والأيسر.
بعض التقنيات الحديثة مثل (We Walk)، التي تستخدم فيها العصا الذكية، تتيح للأشخاص المكفوفين التجول حول العالم من خلال تقنيات صُممت خصيصاً لذلك، فمثلاً تقنية العصا الذكية هذه هي تقنية مرتبطة بخرائط موقع جوجل ولها القدرة على تحديد العوائق من جميع الاتجاهات، وحتى من فوق الرأس.
ومن الأشياء التي أدت إلى التحول في مجال الإعاقة، أيضاً، لنحو 10 ملايين من الأمريكيين ذوي الإعاقة البصرية هي نظارات (ايرا الذكية) التي تستخدم للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية والتي يتم ربطها مع مخدمين يعبرون لهم عن المشاهد والمناظر. والمستجد في الأمر أيضاً، أن هناك ساعات يدوية تقوم بتحويل الرسائل النصية الي لغة برايل.
على سبيل الدُعابة، تقول (جوليان ليبرمان) المختصة في مجال التقنيات المساندة من شركة (TechOWL) والتي مقرها في بنسلفانيا، تقول: إذا كان بإمكانك أن تفقد الرؤية، فهذا الوقت المناسب لذلك. (في إشارة لعصر التطور التكنولوجي المدهش). فهناك الكثير من التقنيات المساندة التي تم اختراعها، خلال العقد الماضي، حيث شهدت هذه الصناعة نمواً سريعاَ.
أما في مجال الأشخاص الصُم والذين لديهم مشاكل في السمع، فتوجد تقنية عبارة عن تطبيق للهواتف الذكية يقوم بتحويل الكلام إلى نصوص، تعمل هذه التقنية على تحويل الكلام إلى نص يستعين به الأشخاص الصم لمعرفة ما يقال حولهم.
ويقول السيد (دياغستينو) المنسق في مجال التدريب والتوعية: عموماً مهما تنوعت الاختراعات، سواء كانت تقنيات عامة أو تقنيات مساندة، فهي ما يخدمك ويُلبي تطلعاتك بشكل ممتاز.
ورغم كل التطورات، أضافت السيدة ليبرمان (والتي تعد ايضاً من الأشخاص المكفوفين) قائلة: لا تزال هناك فوارق وفجوات في التقنية تحتاج إلى مجهودات أكبر حتى ترتقي بهذه الصناعة. وواصلت: فمثلاً إذا ناديت على أحد الأشخاص أطلب مساعدته لقراءة إحدى الإشارات في هاتفي لأحد المواقع، فربما يختفي هذا الموقع الخلوي حين القراءة، فتعتبر هذه أيضاً إحدى التحديات. فالتكنولوجيا تعمل على ردم هذه الفجوات ولكن ما زال الطريق أمامها طويلاً.
تقول السيدة كيلي بوكلاند (رئيس المجلس الوطني للحياة المستقلة في الولايات المتحدة) من خلال مخاطبتها لقمة (الوصول والتنقل للجميع) التي أقيمت في واشنطن: كان لا يمكنك كشخص معاق، الانتقال من مرحلة لأخرى في هذا البلد، ما لم تمر بعدة عقبات في مجال حياة الإعاقة، فهذا سوف لن يحدث مستقبلاً عند القيام بالرحلات القصيرة، أو حتى في الرحلات الطويلة. وتضيف أن التكنولوجيا هي من الأشياء الواعدة جداً في المستقبل، ولكن في ظني أنها رغم ذلك فهي تجلب معها عدداً من المشكلات.
وفي هذ الإطار خصص قطاع النقل بالولايات المتحدة مبلغ ال 50 مليون دولار للتقنيات الخاصة لتطوير وتسهيل عملية حياة الإعاقة ومن ضمن ذلك المركبة.
وفي شهر أكتوبر الماضي قالت امين سر لجنة المواصلات السيدة / ايلين شاو، انه تم رصد ميزانية تبلغ قيمتها 40 مليون دولار من أجل مشروع (إكمال المشوار) في غضون الأربعة أعوام المقبلة. وتضيف: من خلال العمل معاً، فسوف نساعد على ضمان تحقيق تلك الآمال والتطلعات التي تمثل حقبة جديدة من الحرية والاحتواء وسيصبح التجوال بالنسبة للأشخاص المعاقين واقعاً، ونحن نعمل الآن على إكمال هذا المشوار فهو بمثابة حقيقة ماثلة وليس شيئاً مختلقاً.
وأردفت: التقنيات الحديثة مثل الكرسي المتسلق، والسيارة المستقلة، تحمل بشريات جديدة إذا ما تم صنعها بإتقان.
ولذا فعلينا التفكير جدياً لتناول وعرض القضايا المتعددة التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة، على المستوى العالمي بغرض تسخير التقنية لتسهيل حياة هؤلاء الأشخاص.
المصدر:
- [email protected]
- باحث ومترجم، مهتم بالقضايا الاجتماعية والعمل الإنساني ومناصرة قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة.