أكدت رباب عبد الوهاب مسؤول مركز التقنيات المساندة التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أن تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة يأتي في صدارة الأهداف التي تسعى المدينة إلى تحقيقها بمختلف السبل ومن بينها حملتها للزكاة (قد أفلح من تزكى) التي تنظمها سنوياً خلال شهر رمضان الفضيل بهدف الارتقاء المستمر بما تقدمه لطلابها ذوي الإعاقة من خدمات تعليمية وتوفير أحدث وأفضل التقنيات المساندة بهدف تحسين جودة حياتهم.
وقالت: في جميع أقسامها وفروعها، حرصت المدينة منذ البدايات على تأمين التقنيات المساندة لطلابها ذوي الإعاقة وبعد تجربة رائدة ومميزة شهدت المدينة في مارس 2014 ولادة مركز التقنيات المساندة التابع لها كأول مركز من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة ويعمل على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال توفير أحدث وأفضل التقنيات المساندة في العالم.
وأضافت: من خلال حملة الزكاة يمكن لمن يرغب أن يسهم في دعم التقنيات المساندة التي توفرها المدينة سواء أكانت سمعية أم بصرية أم حركية أم غيرها مع التأكيد على أن مركز التقنيات المساندة لا يكتفي بذلك فقط بل يقدم الاستشارات المتخصصة للأفراد والمؤسسات ويعمل على التنسيق مع الجهات المعنية لتبادل الخبرات وتوفير أحدث مستجدات التقنيات المساندة وتوعية وتثقيف الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم والعاملين معهم بالإضافة إلى تدريب الكوادر وتأهيل المتخصصين مع توفير الدعم التقني وبرامج المتابعة والتأهيل وتوفير التسهيلات لدعم التمويل المادي للتقنيات.
اختصاصي التقنيات المساندة في المركز محمد صلاح أوضح أن توفير التقنيات المساندة يحتاج ميزانيات ضخمة فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك أكثر من (نصف مليون درهم) خصصتها المدينة في العام الفائت فقط لشراء مجموعة متنوعة من التقنيات المساندة لتساهم من خلالها في تحسين جودة حياة طلبتها من ذوي الإعاقة وتمكنهم من التنقل والتواصل بشكل أفضل.
وعن أهم التقنيات المساندة المستخدمة في المدينة يذكر صلاح جهاز (EYE GAZE TRACKER) هو جهاز يتيح للأشخاص من ذوي الإعاقات الحركية الشديدة التحكم بجهاز الكمبيوتر اللوحي عن طريق اللمس أو تتبع حركة العين، وهو مثالي لأولئك الذين يعتمدون على الاتصالات المعززة والبديلة (آAAC) لإخراج الصوت، كما أنه يتيح للمستخدم إمكانية التحكم بالبيئة المحيطة والأجهزة الأخرى مثل الكرسي المتحرك الكهربائي، والوصول إلى الكمبيوتر أو التواصل مع الآخرين عبر الإنترنت أما جهاز فحص النظر (سبوت فيجن) فهو من التقنيات الحديثة المتوفرة في المدينة والتي تساعد بسهولة كبيرة في اكتشاف أي مشاكل بصرية لدى الشخص سواء أكان من ذوي الإعاقة أو غير المعاقين.
في المدينة أيضاً العديد من التقنيات المساندة الأخرى والتي تدعم بشكل كبير الجانب الأكاديمي وخصوصاً للأشخاص ذوي الإعاقات السمعية مثل تقنيات السبورة التفاعلية والتي تساعد المعلم والطالب معاً في جعل العملية التعليمية أكثر قبولأً ومتعة بالإضافة إلى كونها شاشة تعمل بنظام الويندوز كما أن التحكم بها يكون عن طريق اللمس وتضم أيضا العديد من الملفات الصوتية ويمكن أن تعرض عليها الفيديوهات التعليمية التي تساهم في ترسيخ المعلومة بأذهان الأشخص ذوي الإعاقة كما أنها مربوطة ببرنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي.
وأكد صلاح أن المدينة لم ولن تكتفي بذلك وستعمل باستمرار على مواكبة أحدث المستجدات في هذا المجال بالإضافة إلى تأهيل البيئة المحيطة بالأشخاص ذوي الإعاقة بمعايير مناسبة (منحدرات، ابواب إلكترونية، رافعات.. إلخ) كما ان المدينة لن تدخر جهداً في دعم الابحاث العلمية في هذا الإطار.
ختاماً دعا صلاح مؤسسات وأفراد المجتمع إلى مساندة حملة الزكاة ورفد المدينة بالدعم المطلوب لتستمر في سداد الرسوم الدراسية عن الطلبة غير المقتدرين مادياً وتوفير التقنيات المساندة الكفيلة بتحسين جودة حياتهم.