إعداد : هشام محمد كتامي
سلطت اللجنة العليا للمشاريع والإرث الضوء على التزام دولة قطر باستضافة النسخة الأكثر إتاحة للأشخاص ذوي الإعاقة في تاريخ بطولات كأس العالم، وذلك خلال جلسة حوارية عقدت مؤخراً عبر تقنية الاتصال المرئي على هامش الدورة السادسة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
تناولت الجلسة التي أدارتها السيدة نزهة شميم خان، رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بحضور المسؤولين عن مختلف الفعاليات والأحداث الرياضية، وأهمية تمكينهم للمشاركة بعدالة وإنصاف في الأنشطة الترفيهية والرياضية.
وخلال الجلسة، تطرقت المهندسة بدور المير، مديرة الاستدامة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، إلى جهود اللجنة العليا وشركائها لضمان إتاحة المونديال للجميع، مشيرة إلى تحقيق العديد من الإنجازات في هذا الصدد، ومن بينها الانتهاء من مشروعات عدة تهدف لتقديم تجربة استثنائية للزوار من الأشخاص ذوي الإعاقة ليحظوا بفرصة خوض تجربة آمنة وميسرة.
وحول استعدادات قطر لاستقبال ما يزيد عن مليون مشجع خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 وتقديم تجربة ميسرة، استعرضت المير رحلة المشجع بداية من مكان إقامته وشرائه تذاكر المباريات، حيث يخصص الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عبر منصته الإلكترونية التذاكر للجماهير من ذوي الإعاقة.
وقالت إنه خلال رحلة المشجع جواً إلى قطر، ستقدم الخطوط الجوية القطرية، الناقل الرسمي في قطر، باقة من الخدمات للمسافرين من الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث يجري حالياً مناقشة آلية تقديم هذه الخدمات خلال فترة البطولة.
وعلى صعيد الإقامة سيتاح أمام المشجعين من ذوي الإعاقة خيارات تلائم متطلباتهم، منها غرف في أفخم الفنادق العالمية، أو غرف في فنادق سياحية عائمة، أو شقق فندقية، وغيرها.
وفيما يتعلق بتجربة المشجعين من ذوي الإعاقة في مطار حمد الدولي، أشارت المير إلى تخصيص مسارات خالية من العوائق، ومكاتب تسجيل دخول ملائمة للأشخاص ذوي الإعاقة، ودورات مياه مُتاحة وسهلة الاستخدام، بالإضافة إلى صالة استراحة مخصصة، علاوة على تسهيل انتقالهم من المطار إلى مقار الإقامة عبر سيارات الأجرة أو الانتقال عبر مترو الدوحة الميسر بالكامل.
وسلطت المير خلال الجلسة النقاشية الضوء على جهود قطر واهتمامها بتجهيز ملاعب المونديال بما يلزم لإثراء تجربة المشجعين من ذوي الإعاقة، لتصبح أكثر إمتاعاً وتميزاً، ويتضمن ذلك بوابات ومسارات الدخول إلى الملعب والخروج منه، والجلوس في مقاعد مريحة خلال متابعة المباريات.
كما تتضمن هذه التجربة الدعم المقدم من المتطوعين وفرق العمل.
وعلى صعيد الفعاليات الجماهيرية، تطرقت المير إلى الاستعدادات حول تيسير الفرصة للمشجعين من ذوي الإعاقة للاستمتاع بمهرجان فيفا للمشجعين، مع مراعاة تطبيق معايير الفيفا فيما يتعلق بالإتاحة وسهولة الوصول عند الإعداد للمهرجان.
ولضمان تعريف المشجعين من كافة دول العالم على أبرز الوجهات السياحية في قطر، تم التعاون مع عدد من الشركاء لإتاحة هذه المواقع والإسهام في إثراء تجربة المشجعين من ذوي الإعاقة.
وأشارت المير إلى تسارع وتيرة التنمية في قطر، تماشياً مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 التي تُحدد الأهداف والتطلعات للأعوام المقبلة، وتؤكد على أهمية دمج الأشخاص ذوي الإعاقة ودورهم الفعال في كافة مجالات المجتمع، مشيرة إلى أن مصادقة دولة قطر عام 2008 على اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان للأشخاص ذوي الإعاقة تعد إحدى المبادرات لتحقيق تلك الرؤية.
وعلى صعيد جهود الاستدامة، أطلعت المير الحضور على استراتيجية الاستدامة الخاصة ببطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وهي أول استراتيجية للاستدامة في تاريخ المونديال يجري التخطيط لها وإعدادها بشكل مشترك بين الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والبلد المضيف والجهة المحلية المعنية بتنظيم البطولة.
وتنص استراتيجية الاستدامة على تقديم تجربة شاملة وآمنة وميسرة للجميع خلال البطولة، الأمر الذي سيُسهم في أن تترك البطولة إرثاً قيماً من بنىً تحتية وخدمات ومعايير ستعود بالنفع الكبير على الأجيال القادمة.
وركزت المير الضوء على الدور الهام لمنتدى التمكين الذي أطلقته اللجنة العليا في 2016 لتطوير البنية التحتية من منظور شامل، وهو يعتبر أحد الشواهد الحية على الجهود الرامية لتحقيق هذا الهدف.
ويتألف منتدى التمكين من 80 عضواً ينتمون لـ 25 هيئة ومؤسسة، من الأشخاص ذوي الإعاقة وممثلين عن المنظمات المحلية المعنية بهذا الشأن.
ويهدف المنتدى إلى ضمان توفير تجربة سلسة للجماهير من ذوي الإعاقة خلال البطولة عبر تقييم الخطط والتشاور بشأنها قبل الشروع في تنفيذها لضمان تحقيق النتائج المرجوة.
وتمكن المنتدى منذ انطلاقه من طرح تحسينات لإثراء تجربة المشجعين ذوي الإعاقة، ومن بينها إلزام كل متطوع وموظف بتلقي تدريب حول معايير الإتاحة وسهولة الوصول خلال البطولات والأحداث الكروية الكبرى، وتطوير العديد من أماكن الترفيه الرئيسية في الدوحة وتحسين مستوى إتاحتها للأشخاص ذوي الإعاقة.
علاوة على ذلك، كان من إحدى مخرجات المنتدى استحداث غرف للمساعدة الحسيّة في ملاعب المونديال تتيح الفرصة أمام الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية لحضور المباريات في غرف هادئة صُممت خصيصاً لتلبي تطلعاتهم واحتياجاتهم.
كما أكدت المير خلال حديثها حرص اللجنة العليا الحصول على تعقيبات الأشخاص ذوي الإعاقة بعد حضور المنافسات التي تنظمها اللجنة العليا وذلك للاستفادة من آرائهم لتجويد الخدمات المقدمة في هذا المجال.
واختتمت المير الحديث بالتأكيد على أن استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم تمثل فرصة قيمة لتطويع قدرة هذا الحدث في تقديم مشروعات وبرامج تثري حياة المجتمع المحلي وأجيال المستقبل. وقالت: “نواصل جهودنا لتنظيم بطولة مذهلة تمتاز ببنىً تحتية متطورة وخدمات مُيسرة تلبي احتياجات الجميع.
وكان السيد حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، أكد سابقاً أن قطر تسعى لاستضافة البطولة الأكثر شمولاً في تاريخ اللعبة، مستفيدةً في ذلك من تجارب الدول السابقة، ومن التطور الذي شهدته وستشهده التقنيات المساعدة حتى عام 2022، مضيفاً أن كافة منشآت البطولة ستكون مجهزة بالكامل للأشخاص من ذوي الإعاقة بأحدث التقنيات ليستمتعوا ببطولة كأس العالم.
وأضاف أن الملاعب التي سيتم إنشاؤها ستكون مخصصة بنقاط لاصطحاب وتوصيل الجماهير من ذوي الإعاقة وبممرات واسعة ومنحدرات ومصاعد تُمكن من يواجهون أي صعوبة في الحركة من الوصول إلى مقاعدهم بكل يسر.
كما سيحتوي كل ملعب على 420 مقعداً على الأقل مخصصاً للأشخاص ذوي الإعاقة ليس فقط من المشجعين بل أيضاً من الصحفيين الراغبين بتغطية الحدث، إلى جانب تضمين كل الملاعب لأجهزة مساعدة لمن يواجهون صعوبات السمع، وتخصيص معلقين محترفين لتقديم التعليق الوصفي للمشجعين الذي يواجهون ضعف أو فقدان البصر.
كما أوضح أنه يتم دراسة استخدام مشروع Feelix Palm خلال مباريات كأس العالم، وهو جهاز اتصال للأشخاص المكفوفين يستخدم دبابيس صغيرة لإرسال رسائل شبيهة بنظام بريل إليهم مباشرة عبر راحة اليد ليُمكنهم من الاستمتاع بمتابعة المباريات دون الحد من قدراتهم السمعية أو الحركية.
جاء ذلك خلال النسخة الأولى من “منتدى التمكين” الذي أطلقته لجنة المشاريع والإرث، لتشكيل منصة تجمع بين الأشخاص ذوي الإعاقة والمؤسسات الخاصة والمنظمات غير الحكومية وممثلين عن الجهات الحكومية بهدف مناقشة أفضل السبل لتنظيم بطولة كأس عالم شاملة وسهلة الوصول عام 2022.
وسيكون منتدى التمكين بمثابة مجموعة استشارية مستقلة تقدم المشورة والنصح للجنة العليا وشركائها حول المتطلبات في مجال الأشخاص ذوي الإعاقة لضمان أن تكون بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 أكثر البطولات شمولاً في تاريخ اللعبة، وكذلك لضمان ترك إرث مستدام للأشخاص ذوي الإعاقة في قطر.
وسيلتقي أعضاء المنتدى بشكل منتظم سنوياً ضمن مجموعات عمل مصغّرة وجلسات متخصصة لمناقشة المسائل ذات الصلة بالملاعب والفنادق والأماكن العامة التي تخدم بطولة 2022، وتقديم توصيات يتم تقييمها وتطبيقها في مختلف المشاريع.
من جهته قال الدكتور صالح علي المري مساعد الوزير للشؤون الصحية في وزارة الصحة العامة: إن حل العديد من التحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة لا يتحقق إلا بتفعيل مشاركتهم في المجتمع”، لافتاً إلى أن وزارة الصحة تعمل على مواجهة هذا التحدي من خلال إزالة الموانع الاجتماعية والبيئية التي تحول دون ممارسة الأشخاص ذوي الإعاقة لحياتهم بفاعلية في المجتمع، وتم في هذا الإطار تحديث الدليل الهندسي القطري لوصول الأشخاص ذوي الإعاقة.
المرجع :
صحيفة الشرق
صحيفة فسانيا – عادل الشتيوي
هشام محمد كتامي،
الجنسية: مغربي ،
الإقامة: الشارقة ،
الإمارات العربية المتحدة المتحرك:00971503078161،
البريد الالكتروني: [email protected]،
حاصل على دبلوم معهد خاص إشراف فرنسي في مجال التربية الخاصة بالمملكة المغربية سنة 1999.
دراسة جامعية علوم اقتصادية، قانونية وإنسانية في جامعة الحسن الثاني بالمملكة المغربية.
التحق ببرنامج تدريبي لتأهيل الفريق البحثي لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في جامعة الشارقة (من 7 سبتمبر 2010 إلى 4 مايو 2011).
سكرتير تنفيذي في الإدارة العامة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية منذ 2006 حتى تاريخه.
سكرتير تحرير مجلة المنال الالكترونية.
عضو الفريق البحثي لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من 2011 حتى أغسطس 2020.
عضو ناشط في فريق الإعلام الاجتماعي ومهتم بمجال الإعلام والتسويق.
عضو بمنظمة الطفل العربي.
عضو متطوع بمؤسسة تكاثف.
عضو فريق الصحة والسلامة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
عضو متطوع في اكسبو 2020 الإمارات العربية المتحدة.
ملتحق بدورة تدريب مدربين وحاصل على شهادة مدرب معتمد من جامعة عجمان بالإمارات العربية المتحدة وعضوية تدريب صادرة من American east coast university
خبرة عملية سابقاً في التنسيق والاستقبال والتنظيم لمدة خمس سنوات في تلفزيون القناة الثانية بالمملكة المغربية وخبرة عملية في الاستقبال بفندق قصر المامونية بمدينة مراكش بالمملكة المغربية.
منسق عام لرابطة التوعية البيئية لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من 2008 حتى أغسطس 2020.