تخيلوا عالماً دون موسيقى. كان ذلك السطر الأول من إعلان يروج لما بات يعرف باسم القميص الصوتي، حيث أفاد موقع إليت ريدرز أن شركة كيوت سيركويت المعنية بمجال المبتكرات التكنولوجية التي يمكن ارتداؤها قررت ابتكار قميص بإمكانه معاونة الأشخاص الصم على الشعور بالموسيقى وأطلقت عليه مسمى القميص الصوتي.
وبعد ستة أشهر من جهود البحث والتطوير، أجرت الشركة تجربة فعلية بالقميص بالاعتماد على عدد من الأشخاص الصم وفرقة أوركسترا كاملة، حيث تم اختيار كلوديا فيل من بين مئات الأشخاص الذين تقدموا بطلبات لمنحهم فرصة تجربة الاختراع وحضور حفل موسيقي للموسيقار الروسي الشهير تشايكوفسكي في قاعة لايشهالي للحفلات الموسيقية بهامبورغ، ولم يسبق أن حضرت هذه السيدة، التي تقيم في فرانكفورت وتبلغ من العمر 50 عاماً، وتعمل معلمة، أي حفلات للموسيقى الكلاسيكية من قبل. ويرجع السبب جزئياً في ذلك إلى أن الحفلات الموسيقية لا تستهدف جذب أناس مثلها، فالسيدة فيل صماء منذ ولادتها، ولكنها على وشك الدخول في تجربة الاستماع إلى المعزوفة الموسيقية من خلال اختراع ترتديه يعرف باسم القميص الصوتي.
والقميص عبارة عن سترة ضيقة زرقاء اللون مصنوعة من الألياف الاصطناعية تحتوي على 16 محركاً متناهي الصغر، ويعالج القميص الأصوات من خلال ثمانية مكبرات للصوت ويحولها إلى ذبذبات.
ويشعر الشخص الذي يرتدي القميص بالأصوات المختلفة على أنها أنواع مختلفة من الذبذبات وذلك عبر مناطق مختلفة من القميص، فمثلاً يمكن استشعار صوت الكمان في منطقة الصدر والمنطقة العليا من الذراع، وآلات النقر في منطقة أسفل الظهر. وخلال العام 2018 كان النموذج الأولي من أول قميص صوتي في العالم يخضع لعدة اختبارات، بالاشتراك مع فرقة جونجه سيمفونايكر هامبورغ الأوركسترالية للهواة التي تأسست عام 2011، وكان الهدف تحسين خصائص القميص قدر الإمكان.
وتقول فيل بلغة الإشارة بعد أن رحب بها عضوان في الأوركسترا وراء الكواليس إن القميص رائع تماماً. وتصف كيف أنها حضرت ذات مرة حفلاً للمسرحية الموسيقية «الأسد الملك»، حيث حملت أثناء عرضها بالوناً بين يديها يمكنه التقاط ذبذبات من أنغام الموسيقى، ولكنها استطاعت وقتها أن تستشعر فقط ذبذبات الأنغام الأقوى.
وبالنسبة لفقدان حاسة السمع، فإن عملية التعامل مع الصوت لا تعد تجربة سمعية وإنما هي تجربة يغلب عليها الطابع البدني. وبمجرد بدء الفرقة الموسيقية التي يقودها المايسترو برونو ميرسي عزف مقطوعات مختارة من باليه كسارة البندق الشهيرة لتشايكوفسكي، تأخذ ابتسامة عريضة في الاتساع على وجه فيل، وتبدأ وهي جالسة على مقعدها داخل مقصورة خاصة في التمايل على إيقاع الموسيقى، حسب وكالة الأنباء الألمانية. وفي بعض الأوقات كانت تشجع زوجها الذي يجلس بجوارها وهو أيضاً شخص أصم على وضع يديه على النقاط المختلفة التي تصدر الذبذبات الموسيقية بالقميص الذي ترتديه، وأحياناً أخرى كانت تنغمس في متابعة أنغام الموسيقى وهي ممسكة بيد زوجها. وعندما أعلنت فترة الاستراحة صفقت بحماس إعجاباً بالألحان بينما كان وجهها يشع بالحبور، وقالت وقتها عن طريق مترجم لغة الإشارة (إنني أشعر بأنني مسحورة، وهذه تجربة رائعة وأخَّاذة أود أن أكررها). ولدى فيل بعض الأفكار حول كيفية تحسين أداء القميص الصوتي، فتعتقد أنه يمكن مثلاً إحداث اختلاف بشكل أفضل بين الأنغام العالية والمنخفضة.
وفي النصف الثاني من الحفل الموسيقى يحصل رجل من هامبورغ يدعى ميشا جولكه على فرصة ارتداء القميص الصوتي لسماع عزف السيمفونية الرابعة لتشايكوفسكي، وهو عمل حافل بالتناقضات المثيرة.
ويعزف جولكه الذي يبلغ من العمر 37 عاماً على الغيتار في فرقته الموسيقية على الرغم من فقدانه السمع، كما أنه بادر إلى تأسيس رابطة تسمى الحدود النسبية، تدافع عن وجود مجتمع متكامل يندمج أعضاؤه فيه وقابل للنماء. ويعرب عن اعتقاده بأنه يجب النظر إلى القميص الصوتي باعتباره تجربة تتعلق بتوسيع نطاق الإدراك الحسي والتواصل، واستمع إلى الحفل الموسيقي بهدوء، وعيناه مغلقتان.
وقال بعد ذلك إن هذا الاختراع سمح له بأن يستشعر الموسيقى بدرجة أكبر من العزف مع فرقته، ووصف هذه التجربة بأنها نوع من العصيدة الصوتية. كما قال إنه يستطيع أن يتخيل زيادة درجة الضبط الدقيق للقميص الصوتي لمساعدته على استيعاب الموسيقى بشكل أكثر وضوحاً.
وتتفق مع هذا الرأي أنيكا بريسير، وهي عازفة كمان ومتحدثة باسم فرقة جونجه سيمفونايكر هامبورغ الأوركسترالية، وتقول إن رؤيتنا تتمثل في أن يتم ذات يوم إنتاج كثير من القمصان الموسيقية وإتاحتها للصم.
من جهتهما تحب الأختان التوأم هيرمون وهيرودا برهان الرقص ولكنهما لا تسمعان الموسيقى لأنهما شخصان أصمان، لذا فإن اختراع سترة مزودة بأجهزة استشعار مكنتهما من الشعور بالأصوات المختلفة.
قمصان الصوت ليست رخيصة، حيث يُتوقع بيعها بأكثر من 3000 جنيه إسترليني، لكن هيرودا تعتقد أنه سعر يستحق الدفع للأشخاص الصم الذين يستمتعون بالموسيقى كما تفعل هي وأختها، وتقول (أعتقد أنه يمكن بالتأكيد تغيير حياتنا)، وتضيف الأختان اللتان فقدتا سمعهما في سن مبكرة: إن تصميم القمصان منحهما تجربة جديدة تماماً.
أما فرانشيسكا روزيلا، المؤسس المشارك والمدير الإبداعي لشركة كيوت سيركويت، التي تصمم تكنولوجيا الموضة القابلة للارتداء، فتقول إن القمصان سمحت للأشخاص الصم بالشعور بالموسيقى من خلال الأحاسيس. وتضيف: (داخل القميص منسوج بالكامل ولا توجد فيه أسلاك، وقد استخدمنا فقط الأقمشة الذكية ولدينا مزيج من الإلكترونيات الدقيقة، الأقمشة الرقيقة والمرنة والموصلة). وتوضح أن كل هذه المحركات الإلكترونية الصغيرة متصلة بهذه الأقمشة الموصلة بحيث يكون الثوب ناعمًا وقابل للتمدد.
المراجع
- موقع كانوي https://canoe.com
https://canoe.com/life/fashion-beauty/high-tech-sound-shirt-allows-deaf-people-to-feel-music
- الرياض الالكترونية http://www.alriyadh.com/1675343
هشام محمد كتامي،
الجنسية: مغربي ،
الإقامة: الشارقة ،
الإمارات العربية المتحدة المتحرك:00971503078161،
البريد الالكتروني: [email protected]،
حاصل على دبلوم معهد خاص إشراف فرنسي في مجال التربية الخاصة بالمملكة المغربية سنة 1999.
دراسة جامعية علوم اقتصادية، قانونية وإنسانية في جامعة الحسن الثاني بالمملكة المغربية.
التحق ببرنامج تدريبي لتأهيل الفريق البحثي لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في جامعة الشارقة (من 7 سبتمبر 2010 إلى 4 مايو 2011).
سكرتير تنفيذي في الإدارة العامة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية منذ 2006 حتى تاريخه.
سكرتير تحرير مجلة المنال الالكترونية.
عضو الفريق البحثي لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من 2011 حتى أغسطس 2020.
عضو ناشط في فريق الإعلام الاجتماعي ومهتم بمجال الإعلام والتسويق.
عضو بمنظمة الطفل العربي.
عضو متطوع بمؤسسة تكاثف.
عضو فريق الصحة والسلامة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
عضو متطوع في اكسبو 2020 الإمارات العربية المتحدة.
ملتحق بدورة تدريب مدربين وحاصل على شهادة مدرب معتمد من جامعة عجمان بالإمارات العربية المتحدة وعضوية تدريب صادرة من American east coast university
خبرة عملية سابقاً في التنسيق والاستقبال والتنظيم لمدة خمس سنوات في تلفزيون القناة الثانية بالمملكة المغربية وخبرة عملية في الاستقبال بفندق قصر المامونية بمدينة مراكش بالمملكة المغربية.
منسق عام لرابطة التوعية البيئية لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من 2008 حتى أغسطس 2020.