إعداد: الباحثة ندى شاهين , البروفيسور محمد وطفة
بداية نتقدم بالشكر لفريق مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، بما في ذلك مدرسة الأمل للصم، ونادي دبي لأصحاب الهمم على دعمهم أثناء جمع البيانات وتزويدنا بالمشاركين والمترجمين الفوريين والبيئة المناسبة لتطبيق بحث جديد حول تفاعل الصم وضعاف السمع مع جهاز أليكسا، جهاز المساعد الشخصي الذكي.
ملخّص البحث:
في عصر يتفاعل فيه الأشخاص ذوي السمع السليم مع بعض الأجهزة الذكية عن طريق الكلام، يتم استبعاد الصم وضعاف السمع دون الاستفادة من تقنية الاستجابة السمعية المباشرة الجديدة. ولكن، للوصول إلى دمج أفضل في المجتمع، يجب أن يكون هناك حل وسطي بين إمكانية استخدام الهاتف الذكي للتحدث فقط أو عدم المقدرة على الاستفادة التفاعلية للهاتف الذكي إطلاقاَ.
تزدهر تكنولوجيا المساعدة الشخصية الذكية مثل (سيري التي اخترعتها شركة آبل)، (أليكسا من شركة أمازون) في جميع أنحاء العالم منذ عام 2014، مما يسمح لملايين المستخدمين بالتفاعل مع البرامج المختلفة عبر الكلام. لسوء الحظ، تم استبعاد الصم وضعاف السمع دون البحث في إمكانية استفادتهم من هذه التقنيات، على الرغم من أنه قد يتم استخدامها لتسهيل حياتهم اليومية الروتينية.
في هذا البحث، درس الباحثان التفاعل بين الصم وضعاف السمع في دولة الامارات العربية المتحدة وجهاز اليكسا الخاص بشركة أمازون في الهيئة الحالية لتصل (خيار النقر على أليكسا)، بالإضافة إلى لغة الإشارة باعتبارها طريقة الإدخال. توسع الباحثان في نموذج قبول التكنولوجيا لدراسة قبول اليكسا كتقنية مساعدة للصم وضعاف السمع. بالإضافة إلى ذلك، ناقش الباحثان طرق الإدخال الأكثر ملاءمة والحلول للسماح لجهاز أليكسا، وغيره من المساعدين الشخصيين الأذكياء الآخرين بالوصول إلى الصم وضعاف السمع.
لتحقيق أهداف البحث، استخدم الباحثان طريقة مختلطة لجمع البيانات الأولية من خلال التجارب العملية والاستطلاعات والمقابلات مع المشاركين الصم وضعاف السمع. حيث ضمت عينة البحث 2.8٪ من السكان الصم المسجلين في دولة الإمارات من مؤسسات مختلفة للصم. كان جميع المشاركين في البحث على دراية بلغة الإشارة العربية و\ أو لغة الإشارة الأمريكية وتم اختيارهم عشوائيًا من ثلاث إمارات مختلفة. علاوة على ذلك، تم تصميم إطار بحثي يجمع بين ثلاث حالات استخدام مختلفة لشرح العلاقة والتفاعل بين كلّ من الصم وضعاف السمع في دولة الامارات وجهاز أليكسا من خلال مترجم مباشر وميزة الوصول بالنقر على أليكسا.
تجربة البحث:
تم تقسيم تجربة البحث إلى عدة أجزاء: الأول حيث تفاعل الصم وضعاف السمع مع الجهاز أثناء توفر ترجمة فورية من خلال مكالمة فيديو، والجزء الثاني كان للصم وضعاف السمع للتحكم في الضوء من خلال لغة الإشارة مع وجود مترجم فوري من خلال مكالمة فيديو. أمّا الجزء الأخير تمثّل في تفاعل الصم وضعاف السمع مع جهاز أليكسا دون استخدام لغة الإشارة. تم ذلك من خلال التحديث الجديد في خيارات إمكانية الوصول “النقر على أليكسا” التي تظهر مربعات متعددة على الشاشة، مما يسمح للمستخدم بالنقر للسماح لأليكسا بتنفيذ أوامر مختلفة.
وأظهرت نتائج البحث أن 93٪ من المشاركين راضون عن الجهاز وأن متوسط الاستجابة للرضا كان 88٪. ومن أسباب ارتفاع هذه النسب: 1) اعتبار الجهاز تقنية جديدة 2) الميزات الشاملة للجهاز 3) يعتبر الجهاز بمثابة تقنية مساعدة للصم وضعاف السمع مما يضيف عددًا من الفوائد 4) الجهاز سهل الاستخدام 5) كان هناك مترجم مباشر أثناء التجربة، وكانت لغة الإشارة طريقة إدخال للتفاعل مع الجهاز.
علاوة على ذلك، طلب الباحثان من المشاركين أثناء المقابلة التفكير في بعض طرق الإدخال المناسبة لهم، واقترح ٪ 67 من المشاركين وجود مترجم فوري مدمج في الجهاز، على غرار السيناريو الأول للتجربة. كانت ردود المشاركين تتمحور حول التأكيد على أن العنصر البشري مهم جدًا في هذا الجهاز، وأنهم يحتاجون إلى مترجم بشري للتفاعل بشكل أفضل مع الجهاز وأنه بدون لغة الإشارة سيعود الصم إلى الاعتماد على أشخاص آخرين.
الخاتمة:
يخلص الباحثان إلى أن السيناريو المثالي للصم وضعاف السمع للتفاعل والاستفادة القصوى من اليكسا، تقنيات المساعدة الشخصية الذكية بشكل عام، هو شمل لغة الإشارة باعتبارها طريقة إدخال أساسية في الجهاز وتوفير مترجم فوري مدمج في الجهاز؛ وذلك يلقي الضوء على أهمية وظائف المترجمين الفوريين حول العالم. بالإضافة إلى ذلك، يبيّن البحث أهمية أن تتم ترجمة خاصية “النقر على أليكسا” إلى لغات مختلفة لتصور أفضل لطريقة الإدخال.
نُبذة عن الباحثين: