نشرت قناة بي بي سي على موقعها الرسمي (الخميس الأول من نوفمبر 2018)، خبراً عن تمكن ثلاثة رجال من المشي مجدداً بفضل جراحة في العمود الفقري أجراها لهم أطباء سويسريون بعد سنوات من الشلل قضوها على الكرسي المتحرك. وقد ثبّت الأطباء جهازاً كهربائياً حول العمود الفقري لكل مريض، يقوي الإشارات التي يرسلها الدماغ إلى الأرجل، وساعد الجهاز على ترميم الأعصاب المعطوبة في النخاع الشوكي. ويعتقد الباحثون أن هذا الفتح الطبي سيمكن بعض المصابين بالشلل من استعادة قدرتهم على التحرك دون مساعدة.
البي بي سي دخلت حصرياً إلى العيادة التي يعالج فيها الأشخاص الثلاثة، وأولهم السويسري (ديفيد مزي)، البالغ من العمر 30 عاماً، والذي يعاني منذ 7 أعوام من إصابة في العمود الفقري بعد حادث مروري، وأكد الطبيب الذي عالج ديفيد بعد الحادث انه لن يقدر على المشي مجدداً، إلا أن الجهاز الكهربائي الذي صممه فريق من الباحثين في المدرسة المتعددة التقنيات في لوزان، جعله يمشي أكثر من ميل واحد.
وكان ديفيد يتمتع بشخصية قوية، ولكن الحادث نال من عزيمته، وبعد فشل جميع عمليات إعادة التأهيل وافق على المشاركة في هذه التجربة الطبية تحت إشراف الدكتور (غريغور كورتين)، الذي يشيد بإرادة ديفيد وإصراره على النجاح، والمفاجأة بالنسبة للدكتور كورتين أن الجهاز أثبت فاعلية أكثر مما كان متوقعاً، ويقول في هذا الصدد: (مالم نكن نتوقعه هو ترميم النخاع الشوكي، الذي لاحظناه).
وقد خضع ديفيد للجراحة في عيادة واحدة من أكبر جراحي الأعصاب السويسريين، وهي عيادة الدكتورة (جوسلين بلوش) في لوزان، وعبرت الطبيبة عن انبهارها بتحسن حالة ديفيد، إذ أصبح بإمكانه المشي أربع خطوات دون تشغيل الجهاز، وهذا لأول مرة منذ إصابته في العمود الفقري.
ولكن الجراحة لا تزال في المرحلة التجريبية في الوقت الحاضر ولا يمكن تعميمها في الوقت الراهن، لأن الإشارات التي يرسلها الجهاز غير مريحة، وبالتالي لا يمكن استعمل الجهاز بشكل مستمر، هذا فضلاً عن تكلفته الباهظة. أما الدكتور (مارك بيكون)، المدير العلمي لمركز البحوث المتخصصة في العمود الفقري، فيرى هذه التجربة دليلاً على أن الشلل يمكن علاجه ولو نسبياً.
وكان ديفيد أول رجل يخضع للتجربة، وقد تمكن الرجلان الآخران من المشي بدرجات متفاوتة؛ فالمهندس (غيرتان أوسكان)، الهولندي الجنسية والبالغ من العمر 35 عاماً، صدمته سيارة منذ 7 أعوام، وقال له الطبيب المعالج في عيد ميلاده أنه لن يقدر على المشي مدى الحياة. وتعرض الألماني (سيباستيان توبرل)، البالغ من العمر 48 عاماً، إلى حادث وهو يقود دراجته في منطقة ريفية، وهو الآن يقود دراجة مهيئة له يدفعها بيديه أساساً، ويستعمل رجليه أيضاً.
ويعتقد الباحثون أن اكتشافهم سيزيد من قدرة المصابين بالشلل على الحركة ويعطيهم الأمل في المشي مجدداً.
المصدر:
http://www.bbc.com/arabic/science-and-tech-46053132