التوجه المكاني الصوتي لذوي الإعاقة البصرية
جداول التنظيم اليومي الالكتروني للطلاب ذوي اضطراب التوحد
شاركت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية للمرة الرابعة بجناحها الخاص ضمن منصة حكومة الشارقة في معرض جيتكس الدولي 2018 تحت شعار (التحول الرقمي) بهدف التعريف بما تقدمه من خدمات وتقنيات مساندة للأشخاص ذوي الإعاقة تمكنهم من الاستقلالية والاعتماد على أنفسهم أكثر.
وقد حرصت المدينة من خلال مشاركتها هذه على بلورة توجه توظيف التكنولوجيا في خدمة الاشخاص من ذوي الإعاقة واستخدام التكنولوجيا خارج النهج المعهود من خلال مبادرتين الأولى موجهة للطلبة من ذوي اضطراب طيف التوحد والثانية موجهة للأشخاص المكفوفين.
حول هاتين المبادرتين تتحدث الأستاذة صفية المرزوقي مسؤول قسم نظم المعلومات بالإنابة والمشرف التنفيذي على مشاركة في جناح حكومة الشارقة فتقول:
حملت المبادرة أو المشروع الأول عنوان: التوجه المكاني الصوتي لذوي الإعاقة البصرية، وتكمن فكرة المبادرة في تركيب أجهزة استشعار داخل المبني يتم ربطها بتطبيق على جهاز الهاتف المتحرك وعند الاقتراب منها يتم توجيه رسالة صوتية للشخص الكفيف واعلامه كيف يتوجه وأي طريق يسلك كما يرتبط بها أيضاً تركيب ارضيات بارزة (Tactiles).
وتوضح أن الحاجة إلى هذا النوع من الخدمات برزت من خلال عملنا كمؤسسة تخدم فئة الأشخاص من ذوي الإعاقة عامة ولا بد أن تكون مبانيها مهيأة لتنقلهم وتسهيل معاملاتهم.
وتقول الأستاذة صفية إن هذه الخدمة المقدمة للأشخاص المكفوفين ستوفر لهم المزيد من الاستقلالية في التوجه إلى الأماكن التي يرغبون التنقل فيها دون الحاجة إلى الاستعانة بأشخاص آخرين، وهذه الفئة بالذات تحت الاعتماد على نفسها، مضيفة أن هذه الخدمة ممكن أن تكون الخدمة أيضاً لكبار السن والأشخاص الذين لا يعرفون القراءة.
أما المبادرة الثانية تقول الأستاذة صفية المرزوقي فقد حملت عنوان: جداول التنظيم اليومي الالكتروني للطلاب من ذوي اضطراب التوحد، وهذه الخدمة تنطلق من حقيقة أن الاطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد لديهم صعوبات عديدة في التواصل والتخيل والتعرف على الاحداث اليومية وتخزينها واستدعائها من الذاكرة مرة أخرى.
ونظراً لذلك يتم استخدام منهج تيتش والذي يعتمد على عمل تنظيم زماني ومكاني للطالب، ومن أهم الاجزاء الخاصة بالتنظيم الزماني أن يتم وضع الصور للأحداث اليومية بشكل متسلسل، وتحويل الصور الموجودة في جداول التنظيم الزماني والمكاني (تيتش) وأيضاً جدول التواصل والطلب (بيكس) الخاص بالطالب إلى صور 3d توضح بالتفاصيل المكان الذي سيذهب إليه الطالب دون الاعتماد على المجسمات الملموسة وأيضاً يتم من خلال البرنامج المساعدة في عملية تدريب الطالب على اهداف اللغة والنطق.
وعن مدى الحاجة إلى هذه الخدمة تقول الأستاذة صفية: إن هذه الخدمة مفيدة للمعلم أو ولي الأمر فهي توفر الوقت والجهد لتصنيع الأدوات والوسائل اللازمة للجدول اليومي، ومفيدة أيضاً للطالب فهي تسهل عليه عملية التعرف على الأحداث اليومية بتسلسل وتطبيقها باستقلالية وسهولة، بالإضافة إلى سهولة التنقل به بدلاً من الوسيلة التقليدية.
وتؤكد الأستاذة صفية أن هذه الفكرة مبتكرة خصوصاً وأن الأشخاص من ذوي طيف التوحد لديهم شغف في استخدام الأجهزة التكنولوجية بشكل عام والأجهزة اللوحية بشكل خاص، كما أن الفكرة بوجود التطبيق تخدمهم في دعم جانب مهم لديهم وهو متابعة الأحداث اليومية بشكل متسلسل بحيث تمكنهم من الاستقلالية، وتسهل أيضاً من عملية التواصل مع الأشخاص من حولهم.
وهي مبتكرة من جانب آخر خصوصاً في فكرة استخدام الأجهزة التقنية في توفير الوقت والجهد لتأهيل وتدريب الاشخاص من ذوي الإعاقة.
وقد تم عرض الفكرة في جيتكس بشكل تفاعلي عن طريق تقديم الجهات المشاركة عن طريق الجدول بحيث كان بإمكان الزائرين متابعة تسلسل الجهات التي يقومون بزيارتها من خلال تطبيق خاص يمكن الزائر من تقييم الجهة التي قام بزيارتها.
وبدوره قال الأستاذ محمد صلاح الاختصاصي في مركز التقنيات المساندة التابع للمدينة إن نظام التوجه الصوتي داخل المباني وهو تطبيق للهاتف المحمول يساعد الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية على معرفة تفاصيل المكان تم تصميمه من قبل شركة (الناطق) للتكنولوجيا وهو مرتبط بأجهزة استشعار توزع داخل الأماكن التي يتم تحديدها مسبقاً كالحمام أو غرفة النوم.
موضحاً أنه بمجرد وصول الكفيف إلى هذه الأماكن المحددة يقوم التطبيق بتوجيه رسالة صوتية إليه تصف المكان بحذافيره وتوجه الشخص الكفيف باتجاه الحركة.. لافتاً إلى أن نظام التوجه الصوتي داخل المباني من أبرز المشاريع الرئيسية التي يتم عرضها ضمن منصة حكومة الشارقة كما يضم جناح المدينة تطبيق الجدول اليومي الإلكتروني للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد.
وأكد أهمية المشاركة في جيتكس للتعرف على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا وتعريف مختلف المؤسسات والشركات بتجربة المدينة وما تقدمه من خدمات للأشخاص ذوي الإعاقة ضمن أقسامها وفروعه.