?{?إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل?}? (النساء: 85) لذا نجد أن الأمانة والعدل هما أساس التمدن الإنساني، ذلك أن بقاء الأمة منوط بما يلي:
- حسن التعامل
- توخي المنفعة
وروح ذلك الأمانة والعدل، فلو حرمت الأمة الأمانة لفسدت أحولها، وطمع فيها من يسومها خسفاً. ويستبد بها عسفاً عليها الفقر والعوز والذل المعجز.
ولو ذهب فيها العدل لذهبت الثقة فقل النتاج وعرّضت الأمة نفسها للزوال في معترك لا يبقى فيه إلا أولو العزم من الرجال.
وقد وردت الأمانة في القرآن على خمسة أوجه.
الأول: في الدين والديانة ?{?وتخونوا أمانتكم?}? (الأنفال: 72)
الثاني: في المال والنعمة ?{?ولا تكن للخائنين خصيما?}? (النساء: 501)
الثالث: في الشرع والسنة ?{?وإن يريدوا خيانتكم فقد خانوا الله من قبل?}? (الأنفال:
17)
أي إن تعرضوا لخيانتكم في المستقبل، فقد خانوا الله من قبل بالكفر، فأمكن منهم في بدر. أو: إن تركوا الأمانة في السنة فقد تركوها في الفريضة (راجع بصائر ذوي التمييز 2/ 251).
الرابع: الخيانة بمعنى الزنى: ?{?وإن الله لا يهدي كيد الخائنين?}? (يوسف: 25)
الخامس: بمعنى نقض العهد والبيعة: ?{?وإما تخافن من قوم خيانة?}? (الأنفال: 85) أي نقض العهد وهذا تفصيل الخيانة في الأمانة.
الأول: بمعنى الفرائض ?{?إنما عرضنا الأمانة?}? (الأحزاب 27).
الثاني: بمعنى العفة والصيانة: ?{?إن خير من استأجرت القوي الأمين?}? (القصص: 62).
أساس الأمانة:
يقول صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راع في بيت أهله، وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته» (رواه بخاري).
والحديث الشريف يشير إلى عموم المسؤولية، من الخادم إلى رأس الدولة، ولعل زيادة ضمير الفصل في جانب الزوج والزوجة والخادم علاج لما يمكن أن يكون في البيت من تسيب يحمل على التنصل من المسؤولية الفردية وتعليقها بالأطراف الأخرى داخل البيت أو خارجه.
فالأب والأم والخادم كلهم مسؤولون مسؤولية مباشرة، كل فيما يخصه، أما بالنسبة لرئيس الدولة فمسؤوليته مقررة ولا تحتاج إلى لفت نظر بمثل ضمير الفصل المذكور مع الآخرين، وعن هذه المسؤولية، يأخذ الضمير وضع الاستعداد حماية للأمانة.
أهمية الأمانة:
في الآية الكريمة دليل أهميتها:
- فحرف التوكيد (أن) على رأس الآية الكريمة يبادر فيؤكد ضرورة الاستمساك بها.
- ولفظ الجلالة (الله) يوحي بالخشية والرهبة على عقبى التفريط بها.
- ثم إن الخطاب
المباشر منه تعالى للناس كافة (يأمركم) دون توسيط الرسول صلى الله عليه وسلم الذي تنتهي
مهمته بالإبلاغ. - ثم هو تعالى يأمر الناس جميعا: من عنده الأمانة.
والمجتمع الذي يراقب ويتابع ويساعد على التنفيذ، وربنا تعالى يأمر بالأداء بفعل المضارع المفيد استمرار الوفاء بحق الأمانة لتظل شارة الأمة التي تريد لنفسها البقاء ثم هو الأداء إلى أهل الأمانة فجّاراً كانوا أم أبراراً، فالأمانة في الإسلام كالعدل، مطلقة لا نسبية، وترتفع قيمة الأمانة إلى حد لا يغني بذل الحياة عنها.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها إلا الأمانة» (من حديث رواه أحمد).
كما تتسع دائرة الأمانة لتشمل المؤمن والكافر والبر والفاجر.
قال ميمون بن مهران: «ثلاثة يؤدون إلى البر والفاجر، الأمانة والعهد وصلة الرحم».
وذلك سر حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على التذكر بها والتذكير عليها في كل موعظة.
عن أنس رضي الله عنه قال: ما خطبنا رسول الله إلا وقال: لا إيمان لمن لا عهد له (رواه
أحمد).
ومن هنا اشترط فيمن يتولى أمور المسلمين أن يكون قادراً على الوفاء بحق الأمانة تدبير أمره وليس كل مسلم صالحاً لها.
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي ثم قال: يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها» رواه مسلم).
إن الكفاية العلمية أو العملية ليست لازمة لصلاح النفس، فقد يكون الرجل رضي السيرة حسن الإيمان، ولكنه لا يحمل من المؤهلات المنشودة ما يجعله منتجاً في وظيفة معينة، ألا ترى إلى يوسف الصديق؟ إنه لم يرشح نفسه لإدارة شؤون المال بنبوته وتقواه فحسب بل بحفظه وعلمه أيضاً. ?{?اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم?}? (يوسف: 55)
من مواليد 17 ابريل 1964 حاصلة على دكتوره طرق تدريس مواد زراعية، كلية التربية ـ جامعة الاسكندرية
مصـر ـ البحيرة ـ المحمودية ـ شارع الثورة
الخبرات العلمية والعملية
بحث بعنوان (الشبكات الإجتماعية وانحراف الشباب),.
بحث بعنوان (نحو تدريس مادة حقوق الإنسان في المؤسسات التربوية.
بحث بعنوان (التربية البيئية لأطفال المدارس الإبتدائية),
بحث بعنوان (منظومة القيم الإسلامية وأثرها في تأكيد التعايش السلمي),.
الكتب
كتاب بعنوان (الحوار في السيرة النبوية),، تحت الطبع.
كتاب بعنوان (أخلاقيات التعامل الأسري),، تحت الطبع.