إعداد اختصاصية العلاج الطبيعي ميثه الكندي
تُعدُّ الركبة من أقوى وأكبر المفاصل في الجسم وهي ذات أهمية كبيرة، إذ تحتوي من الداخل على مجموعة من الأوتار والأربطة مثل الحبال القوية التي تساعد على تثبيت العظام معًا. ويعد ألم الركبة عند الأطفال من أكثر المشاكل الشائعة الناتجة عن عدة ممارسات لأنشطة قوية ذات كثافة عالية مثل الجري، فتتأثر الركبة ببعض الصدمات في المفصل مسببة آلاماً فيها وأعراضاً أخرى تصيب الشخص وتسبب شعوراً غير مريح ومزعج.
عادة ما تكون أسباب آلام الركبة عند الأطفال:
- الاستخدام المفرط لها، حيث يعتبر تشريح مفصل ركبة الطفل حساساً للغاية للمشكلات الصغيرة، قد يؤدي الضغط إلى سحب وتحريك الرضفة جانباً من أخدودها، مما يتسبب في حدوث ألم حول الرضفة، غالباً ما يشار إلى هذا بألم الركبة الأمامي لدى المراهقين.
- وجود أنواع من التهابات في المفصل.
- الإصابات، والمشاكل الميكانيكية.
- اختلال توازن عضلات الفخذ التي تدعم الركبة.
وهناك عومل تؤدي إلى اختلال توازن عضلات الفخذ التي تدعم مفصل الركبة ومن هذه العوامل:
- ضعف المرونة.
- مشكلات في المحاذاة.
- استخدام تقنيات ومعدات غير مناسبة.
- ممارسة الأنشطة الرياضية بشكل مبالغ فيه وقد تتسبب الضربة المباشرة على الركبة بإصابات في الأربطة والأوتار وتشمل:
- إصابة الرباط الصليبي الأمامي: تمزُّق في الرباط الصليبي الأمامي، وهو أحد الأربطة الأربعة التي تربط عظمة الساق بعظم الفخذ. وتشيع إصابة الرباط الصليبي الأمامي على وجه الخصوص بين الأشخاص الذين يلعبون كرة السلة أو كرة القدم أو الألعاب الرياضية الأخرى التي تتطلب تغييرات مفاجئة في اتجاه الجسم.
- إصابة الرباط الصليبي الخلفي: تمزُّق في الرباط الصليبي الخلفي، حيث تعد إصابات هذا الرباط نادرة جدًا ويصعب اكتشافها أكثر من إصابات أربطة الركبة الأخرى وتحدث في حال وجود حادث سيارة عندما تصطدم الركبة المثنية بلوحة القيادة بقوة وعند ممارسة الرياضة، تحدث الإصابة عندما يسقط الرياضي على الأرض بركبة مثنية، تؤدي إصابة الالتواء أو التمدد المفرط للركبة إلى تمزق الرباط الصليبي الخلفي.
- إصابة الرباط الجانبي: أحد أربطة الركبة ويوجد على طول الركبة من الخارج، يربط بين عظام الفخذ وعظام الشظية في الساق، ووظيفته الأساسية الحفاظ على مفصل الركبة في وضع مستقر وثابت، من أكثر الأربطة التي تكون معرضة للإصابة. تسبب هذه الإصابة ممارسة الألعاب الرياضية التي تعتمد بشكل مباشر على القدم في الحركة والقفز مثل كرة القدم، كرة السلة، الكرة الطائرة.
- التهاب المفاصل: يكون هناك تآكل في هذه الطبقة السميكة من الغضروف وتصبح أقل كثافة.
- خلع في الركبة.
- التهاب العظم والغضروف.
أعراض آلام الركبة لدى الأطفال:
- يبدأ الألم في الركبة الأمامية تدريجياً، ثم يزداد الألم مع زيادة مستويات النشاط والحركة، تحدث زيادة الألم عندما يقوم الطفل بأي نشاط يؤدي إلى ثني الركبة بشكل متكرر مثل: القفز والجري والتمارين الأخرى.
- عدم القدرة على ثني الركبة نتيجة ضعف العضلات.
- صوت “فرقعة” في الركبة عند صعود السلالم أو الوقوف أو المشي. قد يؤدي ذلك إلى تحديات تتمثل في عدم ثبات الركبة وأيضاً فقدان التوازن.
- احمرار وتورم في المنطقة المحيطة.
تشخيص ألم الركبة:
يقوم الطبيب بتشخيص الحالة بالاعتماد على التشخيص البدني، وعلى التاريخ المرضي، إذا كان الطفل قد تعرض من قبل لأي صدمة في المفاصل أو كسر في عظام الركبة، واعتماداً أيضاً على الأعراض التي يعاني منها الطفل، وخصوصاً إذا كان الطفل مُمارساً لأي رياضة قوية ويتم عادة تشخيص الحالة بعد عدة أسابيع من ظهور الأعراض، كما يعتمد الطبيب على بعض الفحوصات المخبرية كفحص التهابات الجسم، وأيضاً يعتمد على التصوير الإشعاعي للركبة، هنالك حالات تستدعي القلق ومنها:
- تفاقم واستمرار الألم أكثر من أسبوعين.
- تأثير الألم على الحركة والأداء.
- حدوث إصابة بالغة في الركبة.
- التسبب بحدوث حالة عرج.
علاج ألم الركبة عند الأطفال:
تختلف طُرق علاج ألم الركبة عند الأطفال باختلاف طبيعة الألم، وتوضح طرق العلاج بما يلي:
- الحرص على التحميّة والاستطالة قبل وبعد ممارسة الرياضة إذا كان ألم الركبة ناتجاً عن الإفراط في التمارين الرياضية.
- استخدام حزام لتخفيف الضغط على الركبة.
- تناول بعض الأدوية المضادة للالتهابات التي يقوم الطبيب بصرفها.
- اللجوء لعلاج الحالة من خلال التدخل الجراحي ويتم اللجوء إلى الجراحة عند الحاجة الضرورية.
- جلسات العلاج الطبيعي في بعض الحالات الطبية بالنّظر إلى مسبب الحالة.
دور العلاج الطبيعي مع إصابات الركب عند الأطفال:
يبدأ من تقرير الطبيب الخاص حول نوع الإصابة وتشخيص حالة الطفل وفق نوع المشكلة، ويكمن دور الاختصاصي في استراتيجيات معينة:
- التقييم الشامل: تحديد مدى الإصابة وتأثيرها على الحركة.
- العلاج اليدوي: تقنيات لتحسين الحركة وتقليل الألم واستخدام الكمادات الرطبة.
- التمارين العلاجية:
تمارين مرونة: لتحسين مدى الحركة والمحافظة على الاستطالة الطبيعية للعضلات المحيطة بالركبة..
وفكرة هذه التمارين: يتم تحريك الركبة وثنيها ومدها على الأقل مرتين يومياً، ومن هذه التمارين:
- مدّ الرِّجْل مع استقامة الركبة ثم قُم بِشدِّ القدم نحوك كما هو مُوضَّح في الصورة باستخدام منشفة، المحافظة على الوضع لمدة 10 ثوان ثم الاسترخاء.. يتم تكرار التمرين 3 مرات في اليوم.

2. دع الطفل يستلقي على بطنه كما هو مُوضَّح في الصورة، اطلب منه ثني الركبة ببطءٍ إلى آخر حدٍّ ممكن، المحافظة على هذا الوضع لمدة 10 ثوان ثم ينزلها الطفل إلى الأسفل، يتم تكرار التمرين 3 مرات في اليوم.

3. دع الطفل يستلقي على ظهره، اطلب منه ثني ركبته باتجاهك إلى آخر حدٍّ ممكن بطريقة سحب القدم دون رفعها ” توقف إذا شعر بأي ألم”، ثم مد الساق بنفس الطريقة. كرر هذا التمرين 10 مرات لكل رجل. يتم تكراره 3 مرات في اليوم

تمارين قوة: مثل رفع الساقين، أو تمارين باستخدام الأوزان الخفيفة لتقوية العضلات المحيطة بالركبة كي تدعم الركبة وتخفف الجهد عنها. ومن هذه التمارين:
- اجلس على الكرسي، ضع أوزاناً أسفل القدم ثم ارفع الساق ببطءٍ ولكن لا تمد الركبة تماماً، كرر هذا التمرين 10 مرات لكل رجل. يتم تكراره 3 مرات في اليوم.

2. استلق على ظهرك ورجلك ممدودة إلى الأمام. قم بشدّ الركبة إلى أسفل، هذا سيشد عضلة الفخذ الأمامية ويشد صابونة الركبة. حافظ على هذا الوضع لمدة 10 ثوان. يكرر هذا التمرين 10 مرات لكل رجل. يتم تكراره 3 مرات في اليوم.

3. دع الطفل يستلقي على جنبه، ارفع الرجل العلوية إلى الأعلى بطريقة مستقيمة. حافظ على هذا الوضع لمدة 10-5 ثوان ثم انزلها ببطء، كرر هذا التمرين 10 مرات لكل رجل. يتم تكراره 3 مرات في اليوم.

تمارين توازن: مثل الوقوف على قدم واحدة أو استخدام لوحات التوازن.
ومن هذه التمارين:
- دع الطفل يمسك بيده بأي شيءٍ أمامه ككرسي أو حائط واطلب منه أن يرفع إحدى قدميه للأعلى مع المحافظة على الوضع لمدة 10 ثوان، ثم يرفع القدم الأخرى ويقوم بنفس الحركة. يكرر هذا التمرين 3 مرات في اليوم.

إعادة التأهيل بعد الجراحة: في حال كانت الإصابة تتطلب جراحة، يتضمن العلاج الطبيعي برامج خاصة لتعزيز التعافي.
يقوم اختصاصي العلاج الطبيعي بتنفيذ تقنيات جديدة مثل استخدام الألعاب كوسيلة للعلاج، مما يساعد الأطفال على الاستمتاع أثناء التعافي.
طرق الوقاية من ألم الركبة:
هُناك مجموعة من الطرق التي يمكن اتباعها للتخفيف من خطر الإصابة بألم الركبة عند الأطفال، ومنها:
- حماية الركبة من الصدمات من خلال استخدام حزام الركبة، مشد لحماية عظمة رأس الركبة من أي إصابات وصدمات للمحافظة على محاذاة ميكانيكية المفاصل سليمة وتقليل الضغط.
- تقليل الضغط عن الركبة من خلال الراحة، التي تمنحها وقتاً كافياً للشفاء، وتقلل من حدوث المزيد من الإصابات.
- استخدام الثلج: حيث أن تبريد الركبة يخفف من تورمها في الحالة المزمنة والحادة وينصح باستخدام الثلج مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم لمدة 20-30 دقيقة.
- تجنب أوضاع الجلوس التي تضاعف الجهد على ركبتك، مثل: التربع على الأرض: عندما تجلس متربعاً على الأرض فإنك تضع ركبتك وكل ما يحيط بها من أنسجة في وضع ملتو. هذا الوضع سيجعل حالتك أسوأ ويزيد من ألمك، يستحسن أن تجلس على كرسي وأن يكون مرتفعاً ليسهل عملية النهوض ويقلل الجهد عن الركبتين.
- اختيار حذاء مناسب لحماية القدمين والركبتين أثناء المشي، يجب أن يكون الحذاء ليّناً وأن يسند القدمين جيداً، مع مراعاة ألا يكون قاسياً جداً أيضاً على القدمين ومحافظاً على وجود القوس للقدمين.
مفصل الركبة يعد من أقوى وأكبر المفاصل في الجسم وله أهمية كبيرة لاحتوائه على مجموعة من الأوتار والأربطة التي تساعد على تثبيت العظام معاً. من المهم تشخيص المشكلة في وقت مبكر لعلاجها وعدم تفاقمها للوصول إلى الإجراء الجراحي وعلى الآباء التعاون عند الرجوع للتمارين العلاجية مع اختصاصي العلاج الطبيعي لتسريع عملية الشفاء لاستعادة نطاق الحركة والقوة والقدرة على التحمل والسرعة وخفة الحركة والتنسيق، وبعد التعافي يجب تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة بشكل منتظم لتعزيز القوة والمرونة للمحافظة على مفاصل سليمة حتى لا يتعرض الطفل مرة أخرى إلى مشكلة أكبر وأقوى.
المصادر والمراجع: