إعداد : سارة عدلي عبد الملك تدرس
تطرقنا في العدد السابق إلى: شرح استراتيجية التعلم التعاوني، ونتابعُ الشرحَ ضمن هذا العدد.
أنواع المجموعات التعاونية:
تضم المجموعات التعاونية، خمسة أنواع هي:
- المجموعات التعلمية التعاونية الرسمية.
- المجموعات التعلمية التعاونية غير الرسمية.
- المجموعات التعلمية التعاونية الأساسية.
- المجموعات التعلمية التعاونية الخاصة بالخلاف الفكري.
- المجموعات التعلمية التعاونية المستخدمة لأهداف روتينية.
وفي هذا الإطار سنتحدث عن نوعين من هذه المجموعات لأنهما المعنيتان في دراستنا، وهما:
المجموعات الرسمية، والمجموعات الأساسية.
وهي مجموعات تعلمية تعاونية ثنائية يقوم المدرس بتشكيلها، محاولاً قدر الإمكان أن يجعلها مجموعات غير متجانسة. ومن المتعارف عليه أن التعلم التعاوني يبدأ بالتخطيط والتنفيذ لدروس تعاونية رسمية. وفي هذا النوع من المجموعات يعمل الطلاب معاً مدة تتراوح ما بين حصة كاملة، وعدد من الحصص تنفذ على مدار أسابيع، لتحقيق الأهداف التعلمية المشتركة، والعمل على الإنجاز المشترك للمهام التي كلفوا بها.
أولاً ـ المجموعات التعلمية التعاونية الرسمية.
وتتميز المجموعات الثنائية عن غيرها من المجموعات الأخرى بالتالي:
- كل طالب في المجموعة، إما أنه يتحدث مع زميله، أو يستمع إليه.
- تحافظ على انهماك أفرادها في العمل.
- اقل إزعاجاً، وأكثر انضباطية من المجموعات الكبيرة.
- تزيد التواصل البصري، الذي يشجع بدوره التواصل الصادق، ويساعد على إيجاد علاقات تتسم بالاحترام بين أعضاء المجموعة.
بعض المعلمين لا يستخدم المجموعات الثنائية دائماً فيشكل مجموعات ثلاثية، أو رباعية.
إلا أن المجموعات الثلاثية غير محبذة أحياناً لأن أحد الطلاب الثلاثة “غالباً” لن يجد من يتحدث معه، أو يشاركه في تنفيذ المهمة لانشغال الطالبين الآخرين بالعمل على المهمة معاً.
لكن هناك ظروف معينة تحتم على المعلم أن يشكل مجموعات ثلاثية أو رباعية، عندما تتطلب المهمة كثيراً من الإبداع، أو تتطلب وجهات نظر متعددة. في هذه الحالة يفضل استخدام المجموعات الثلاثية، أما المجموعات الرباعية فيتم تشكيلها وتظهر فاعليتها، عند الحاجة إلى مجموعات الدعم والمساندة، لأنها تقدم مجموعة متنوعة من الأفكار ووجهات النظر، مما يقدم دعماً جيداً.
كما أن عدد الطلاب الزوجي في المجموعات يؤدي إلى إقامة علاقات صداقة مريحة بين الطلاب، وقد يتبادل أعضاء المجموعة أرقام هواتفهم، ويساعدون بعضهم بعضاً عندما يكلفون بأنشطة منزلية، أو ليتداركوا ما فاتهم من مادة دراسية عندما يتغيبون عن المدرسة.
كما يمكن لأعضاء مجموعة الدعم والمساندة أن يقرأوا حقيبة التعلم الخاصة بكل واحد منهم، ويقدموا اقتراحاتهم الخاصة بتحسين مستواهم .
أما المجموعات التي يزيد عدد طلابها عن أربعة فمن وجهة نظر بعض التربويين غالباً ما تؤدي إلى مشاركة سلبية، حتى وإن تم تقاسم وقت النقاش بالتساوي، وهذا نادراً ما يحدث، إذ يتعين على معظم الطلاب أن يبقوا هادئين أكثر الوقت، وذلك ما يصعب تحقيقه.
ولتشجيع التعلم التعاوني، يتعين على القائمين عليه أن يكونوا قادرين على معرفة ما إذا كان المعلمون يستخدمون المجموعات التعلمية الرسمية بشكل مناسب أم لا. ولمعرفة ذلك يتعين أن تعرف دور المعلم، وهو دور مهم، يشمل في المجموعات التعلمية التعاونية الرسمية على:
تحديد أهداف الدرس
على المعلم أن يحدد نوعين من الأهداف قبل أن يبدأ الدرس هما:
- الأهداف الأكاديمية الملائمة للطلاب، ومستوى التعلم. ومما لا بد من معرفته أن لكل درس أهدافاً أكاديمية تحدد ما يتعين على الطلاب تعلمه.
- الأهداف المتعلقة بالمهارات الاجتماعية، والتي توضح المهارات البينشخصية، والزمرية التي سيركز عليها المعلم أثناء الدرس، بغرض تدريب الطلاب على التعاون فيما بينهم بفاعلية.
اتخاذ قرارات قبل بدء العملية التعليمية
تتمثل القرارات الواجب اتخاذها قبل البدء في العملية التعليمية في تحديد عدد أعضاء المجموعة، وغالباً ما تتكون المجموعة التعلمية التعاونية من عضوين إلى أربعة أعضاء، وقد قال بعض الباحثين أن العدد قد يصل إلى تسعة طلاب، وبعضهم أشار إلى أن العدد المناسب يحبذ أن يكون زوجياً بين الأربعة والستة طلاب.
ومن هذا التباين في الآراء لتحديد العدد المطلوب لتشكيل المجموعة التعلمية التعاونية، والتغيير الذي قد يطرأ على المجموعة من حين لآخر، وتحديد عددها، يخضع القرار لأهداف الدرس المحددة وظروفه. غير أن البعض أشار إلى أن القاعدة الأساسية بالنسبة لعدد الطلاب الذين يشكلون المجموعة، ” كلما قلّ العدد كلما كان ذلك أفضل”.
تعيين الطلاب في مجموعات
هناك طرق كثيرة لتعيين الطلاب في مجموعات، وربما من أسهل هذه الطرق وأكثرها فاعلية:
طريقة التعيين العشوائي
وفي هذه الطريقة يقوم المعلم بتقسيم العدد الكلي للطلاب على العدد المرغوب فيه لأعضاء المجموعة .
فإذا كان عدد الطلاب ـ على سبيل المثال ـ ثمانية وعشرين طالباً، وأراد المعلم أن يوزعهم عشوائياً في مجموعات رباعية، فإنه يقسم عدد الطلاب على عدد أفراد المجموعة، وبذلك يحصل على سبع مجموعات ثم يطلب من الطلاب أن يعدوا من واحد إلى سبعة، وعندها يحصل كل طالب على رقم معين محصور ما بين واحد وسبعة، بعد ذلك يطلب المعلم من كل طالب أن يبحث عن الطلاب الذين يحملون نفس الرقم الذي يحمله، وبهذا تشكل مجموعات رباعية بطريقة عشوائية.
التعيين العشوائي وفق مستويات الطلاب
يعطي المعلم اختباراً قبلياً يتم على ضوئه تقسيم الطلاب إلى مستويات مختلفة، عالية، ومتوسطة، ومتدنية، وبعد ذلك يُعيّن طالب واحد من كل فئة في مجموعات ثلاثية، ونظراً لأن العديد من التربويين لا يحبذون المجموعات الثلاثية، يمكننا تشكيل مجموعات سداسية، من خلال وضع طالبين من مستوى واحد في مجموعة واحدة.
تعيين الطلاب في مجموعات مختارة من قبل المعلم
وفي هذه الطريقة يحاول المعلم قدر الإمكان ألا يجمع في المجموعة الواحدة عدداً كبيراً من الطلاب ذوي المستوى المتدني، أو ممن يُعرفون بممارسة سلوكيات غير مرغوب فيها.
الاختيار الذاتي
يرى بعض المعلمين أن الطريقة المفضلة في اختيار المجموعات هي في أن يكون الاختيار ذاتياً، بمعنى أن يختار الطلاب أنفسهم في كل مجموعة من يرغبون انضمامه من زملائهم، وبهذه الطريقة تتكون المجموعة من الطلاب الذين تجمعهم الألفة والمحبة. بيد أنَّ، لهذه الطريقة عيوبها وأهمها:
- كل طالب يواصل اختيار نفس الأشخاص للانضمام إلى المجموعة، مما يؤدي إلى تكوين الشِّلَلية في المجموعة.
- عدم إتاحة الفرصة أمام طالب بعينه للمشاركة في المجموعة، مما يتطلب من المعلم التدخل لضمه إلى إحدى المجموعات.
- بعض الطلاب يظهر النية الحسنة عند دعوتك له بعدم رفض الانضمام إلى مجموعته، بينما هو في حقيقة الأمر يرفض ذلك. مما يتعين على المعلم أن يختار الوقت المناسب كي يخبر الطلاب بأنه ليس من الضروري أن يستجيبوا دائماً لتحقيق رغبات الآخرين على حساب المصلحة الشخصية.
- بعض الطلاب يستمرون في الأحاديث الجانبية، ولا يقومون بأداء العمل المسند إليهم.
- أحياناً، يجلس الطلاب البطيؤون في العمل ضمن مجموعة واحدة، ولا يستطيعون إنجاز المهام التعليمية المسندة إليهم في الوقت المحدد.
شرح المهمة، وبنية الهدف للطلاب
يتعين على المعلم في بداية الحصة أن يشرح المهمة الأكاديمية للطلاب، لكي يكونوا على بينة من العمل المطلوب، وكي يفهموا أهداف الدرس. لذا ينبغي على المعلم أن:
- يشرح ماهية المهمة، والإجراءات التي يتعين على الطلاب اتباعها لإنجازها.
- يشرح أهداف الدرس، ويربط المفاهيم والمعلومات التي سيدرسها الطلاب مع خبراتهم ومعلوماتهم السابقة.
- شرح محكات النجاح: يعبر المعلمون عن التوقعات الأكاديمية من خلال محكات موضوعة مسبقاً تحدد الأداء المقبول، والأداء غير المقبول، عوضاً عن وضع علامات للطلاب، وأحياناً يستخدم المعلمون التحسن كمحك للتفوق، بمعنى تقديم أداء أفضل في هذا الأسبوع مقارنة بالأسبوع المنصرم.
بناء الاعتماد المتبادل الإيجابي:
كي يتأكد المعلمون من أن الطلاب يفكرون بشكل تعاوني وليس بشكل فردي ” نحن وليس أنا ” فإنهم يشعرون الطلاب بأن لديهم ثلاث مسؤوليات هي:
- مسؤولية تعلم المادة المسندة إليهم.
- مسؤولية التأكد من تعلم جميع أفراد المجموعة للمادة.
- مسؤولية التأكد من تعلم جميع طلاب الصف لها بنجاح.
ومما تنبغي معرفته أن الاعتماد المتبادل الإيجابي هو أساس التعلم التعاوني، فبدونه لا وجود للتعاون، ويمكن للمعلم بناء الاعتماد المتبادل الإيجابي بطرق كثيرة أهمها:
- تحقيق الأهداف: كل درس تعاوني يبدأ بالاعتماد الإيجابي في تحقيق الهدف، وبناء هدف المجموعة يتم بالطرق التالية:
- 1. أن يحصل جميع أعضاء المجموعة على درجة أعلى من الدرجة المحكية المحددة عند اختبارهم بشكل فردي.
- أن يحصل جميع الطلاب على درجات أفضل من الدرجات السابقة.
- أن تصل الدرجة الكلية للمجموعة إلى المحك المحدد عندما يتم اختبار الطلاب بشكل فردي.
- أن تخرج المجموعة بناتج واحد.
تحقيق المكافأة، والاعتماد المتبادل في أداء الأدوار، والحصول على الموارد.
ويتم تحقيق المكافأة من خلال تقديم مكافآت زمرية جماعية، بمعنى إن حصل جميع طلاب المجموعة على علامة أعلى من 90 % في الاختبار، فإن كل طالب من المجموعة سيحصل على خمس علامات إضافية. مما يجعل أفراد المجموعة يشجعون ويدعمون تعلم بعضهم بعضاً، ومثل هذا الدعم والتشجيع الإيجابي يؤثر إيجاباً على الطلاب ذوي المستوى المتدني كي يصبحوا أكثر مشاركة في العملية التعلمية.
- بناء المسؤولية الفردية: وهو غرض ضمني من التعلم التعاوني، ينحصر في جعل كل طالب ضمن المجموعة عضواً أقوى بذاته، ويتم تحقيق هذا الغرض من خلال تعلم كل طالب الحد الأقصى الممكن الوصول إليه.
- بناء التعاون بين المجموعات: يتم هذا بتعميم النواتج الإيجابية المنبثقة عن التعلم التعاوني على الصف بأكمله من خلال بناء التعاون بين المجموعات.
- تحديد الأنماط السلوكية المرغوب فيها: عندما تبدأ المجموعات العمل بفاعلية فإن الأنماط السلوكية المتوقع حدوثها تتمثل في:
- الطلب من كل عضو أن يشرح كيفية الحصول على الإجابة.
- الطلب من كل عضو ربط ما يجري تعلمه حالياً مع ما سبق تعلمه.
- التأكد من أن كل عضو في المجموعة يفهم المادة، ويوافق على الإجابات المطروحة.
- تشجيع الجميع على المشاركة.
- الاستماع بعناية لما يقوله الأعضاء الآخرون.
- نقد الأفكار لا نقد الأشخاص.
تفقد فاعلية المجموعات التعلمية التعاونية: والتدخل لتقديم المساعدة لإنجاز المهمة كما يجب.
من الأدوار الرئيسة للمعلم سواء كان بناء الدرس بشكل تعاوني، أم بشكل عام إجمالي أن يتفقد تفاعل الطلاب في المجموعات التعلمية وفي التدخل لمساعدتهم أن يتعلموا ويتفاعلوا على نحو أكثر فاعلية.
ومما يجب على المعلم أن يتفقده، السلوك الطلابي، حيث ينبغي على المعلمين ملاحظة التفاعل بين أعضاء المجموعة لتقويم أمرين مهمين هما:
- التقدم الأكاديمي .
- الاستخدام المناسب للمهارات الزمرية والبينشخصية.
وعند تفقد المجموعات التعلمية التعاونية، ثمة بعض الإرشادات التي يمكن للمعلمين أن يتبعوها:
- على المعلمين استخدام صحيفة ملاحظات رسمية يسجلون فيها عدد المرات التي يلاحظون خلالها السلوكيات المناسبة التي استخدمها الطلاب.
- يتعين على المعلمين ألا يحاولوا تسجيل سلوكيات كثيرة جداً في وقت واحد، لا سيما في المراحل الأولى من عملية الملاحظة الرسمية.
ومن السلوكيات التي يمكن للمعلم ملاحظتها:
- المساهمة في الأفكار.
- طرح الأسئلة.
- التعبير عن المشاعر.
- الإصغاء النشط.
- الإعراب عن الدعم والقبول للأفكار المطروحة.
- تشجيع جميع الطلاب على المشاركة.
- تلخيص المعلومات .
- التأكد من الفهم .
- تخفيف التوتر .
- التعبير عن الحب والمودة بين الأعضاء .
- يجب على المعلمين أن يركزوا على السلوكيات الإيجابية .
- يتعين على المعلمين أن يضيفوا ويثروا البيانات المسجلة بملاحظات حول سلوكيات محددة للطالب.
- يجب أن يدرب المعلمون طلابهم على عمل الملاحظة، لأن الطالب الملاحظ يمكنه الحصول على معلومات أشمل عن عمل المجموعة.
تقويم تحصيل الطلاب
على المعلمين تقويم تحصيل الطلاب، ومساعدتهم في تفحص العملية التي يقومون بتنفيذها سوياً، من أجل زيادة تعلم جميع الأعضاء إلى الحد الأقصى. ومن ثم يمكن لهم أن يقدموا غلقاً للدرس، من خلال:
- إعطاء الطلاب الفرصة كي يلخصوا النقاط الرئيسة فيه.
- استرجاع الأفكار.
- تحديد أسئلة نهائية يطرحونها على المعلم.
كما تشمل عملية التقويم: نوعية التعلم وكميته، تفحّص عملية التعلم حيث ينبغي على الطلاب بعد أن ينجزوا عملهم أن يتفحصوا ما عملوا عليه معاً، للتأكد من تعلم جميع الأعضاء.
يتبع في العدد القادم
المرجع :
02038330792
الامارات العربية المتحدة – الشارقة
العمل كمعلمة صف للطلاب من ذوي اضطراب طيف التوحد بمركز الشارقة للتوحد التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في إمارة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة من سنة 2011 حتى تاريخهالعمل كمعلمة دمج بحضانة منتسوري الكندية من 2009حتى 2010، الامارات العربية المتحدة – الشارقةالعمل مع أطفال سن الحضانة وبعض الأطفال من ذوي الإعاقة (داون ساندروم واضطراب طيف التوحد).العمل كأخصائية نفسية للطلاب من ذوي الإعاقة (كف البصر-الصم والبكم –الإعاقة العقلية – الدون ساندروم واضطراب طيف التوحد) بجمعية شمس البر من 2002 حتى 2008 بجمهورية مصر العربية – القاهرةالعمل كمشرفة تربوية بجمعية شمس البر.حاصلة على تدريب وتعليم الطلاب باستخدام منهاج منتسوري.حاصلة على تدريب وتعليم الطلاب باستخدام العلاج بالموسيقي