إعداد : سارة عدلي عبد الملك تدرس
تطرقنا في العدد السابق إلى شرح استراتيجية التعلم الذاتي وفي هذا العدد سنعرفكم على مسرحة المناهج ومفهومها (الخبرة الدرامية).
اقرأ ايضا: استراتيجيات التعلم النشط لكل معلم ومعلمة – ج16
ما هي مسرحة المناهج
فكرة المشروع:
ركيزة هامة من ركائز الأنشطة التربوية التي تسهم في نمو شخصية الطالب فكرياً وبدنياً وروحياً وتؤدي إلى خلق الشخصية الواعية المتكاملة القادرة على ربط النظري بالواقع العملي الملموس ومواجهة المواقف الحياتية بشجاعة وثبات.
أهداف المشروع:
- تنمية روح الجماعة والعمل في إطار فريق.
- تدريب الطلبة على مواجهة المواقف الحياتية بشجاعة وثبات.
- اكتشاف المواهب الحقيقية وخلق عالم من الإبداع والابتكار .
- ترسيخ بعض القيم والمبادىء والعادات العربية السليمة.
- خدمة المناهج الدراسية من خلال مسرحة المناهج .
- خلق مناخ من الترفيه التعليمي .
آلية التنفيذ: - توضيح مفهوم التمثيل المسرحي وأهميته التربوية.
- تفجير الطاقات المبدعة وتوجيه إمكاناتها في المجالات المناسبة كالإلقاء أو التأليف أو التمثيل المسرحي… إلخ .
- المشاركة في المناسبات الاجتماعية والدينية والوطنية والتعبير عنها مسرحياً.
- تدريب الطالب على إتقان الحركة المسرحية المعبرة وإظهار الانفعال المعبر عن المعنى المطلوب ولا سيما علامات الوجه ونبرة الصوت.
- ترجمة بعض المواضيع المنهجية كأعمال مسرحية بما يسهم في إثراء العملية التربوية .
من الأساليب الفعالة في التعليم والتعلم أسلوب التعلم بالأنشطة، الذي بدأه المفكر التربوي الأمريكي جون ديوي ويتلخص في أن يتعلم الطفل المهارات والمعارف الأكاديمية عن طريق خبرات الحياة اليومية والممارسة.
والتعلم بالنموذج هو أن يتعلم الفرد عن طريق ملاحظة الآخرين وتقليدهم عند الاقتناع بهم، ثم التماهي معهم، إذ تدخل ضمن التعلم بالنموذج الأنشطة الدرامية المتنوعة من دراما إبداعية ونشاط تمثيلي، ومسرح، والتي تُستخدم في إكساب الأطفال عدداً من المهارات والقدرات، وأهمها القدرات اللغوية.
تعتبر “دورثي هيثكوت” رائدة في مجال (الدراما عبر المنهاج)، ويقول البرفيسور ديفيد ديفز عنها ( إنها ترى الدراما على أنها وسيلة لإعادة تأصيل المنهاج الإنساني الذي نبعت منه. لذلك فإن تلك المعرفة ليست مجردة أو علماً مؤسساً على موضوع منعزل بل تفاعل والتزام إنساني ومسؤولية إنسانية ) كذلك فإن هيثكوت القادمة من عالم المسرح إلى عالم التربية في توظيف الدراما عبر المنهاج المدرسي بفاعلية مثيرة للانتباه أفضت إلى تمثلها والاقتداء بها من قِبَل من استخدموا الدراما كوسيلة تعليمية سواء أولئك الذين درسوا على يديها أو قرأوها أو شاهدوا تطبيقاتها.
لكن لابد لعملية المسرحة من مبادئ أساسية يجب الاهتمام بها أثناء القيام بعملية المسرحة منها:
- مراعاة الدقة العلمية وسلامة الحقائق والمفاهيم.
- أن يكون من يقوم بهذه العملية مبدعاً وملماً بالنواحي التربوية.
- أن تتوفر الحركة وأساليب الإثارة والتشويق والطرافة.
- العناية برسم الشخصيات التي تقدم المضمون لنضمن تعاطف الطلاب مع تلك الشخصيات بخيالهم.
- عدم الإسراف في عدد الممثلين أو تقارب صفاتهم وأسمائهم.
- الحرص على الفكرة الأساسية للدرس الذي تجري مسرحته دون التطرف في التفاصيل المتشابكة.
- الترابط الواضح بين الدرس وموضوع المسرحية.
- بساطة الأسلوب واللغة المستخدمة.
- ملاءمة المادة العلمية للمستوى الفكري للمشاهدين والمؤدين.
وهنا نتساءل، هل تصلح المسرحة لكل المباحث أم أنها تقتصر على مبحث دون آخر؟
في الواقع، بالإمكان مسرحة جميع المناهج دون استثناء وإن كانت بعض المباحث يمكن مسرحتها أكثر من غيرها، كما أن استعمالها يختلف باختلاف المراحل الدراسية.
وفي ظل عصر التطور المتسارع لتكنولوجيا المعلومات، والثورة المعلوماتية، فرض على العملية التعليمية أن تأخذ على عاتقها مراعاة طموحات التنمية الشاملة ومتطلباتها، تلك الطموحات التي تتمثل في تحقيق مستوى الجودة في العملية التعليمية، ولعل مدخل مسرحة المناهج يعتبر أحد المداخل التعليمية التي تسهم في تحقيق مستوى الجودة، وفي خلق جيل واعٍ، و ذكي، ومبدع، وقادر على تلقي المعلومات وتنظيمها.
وسنتناول في هذا الصدد الحديث عن بعض النقاط التي تتمحور حول مدخل مسرحة المناهج، وتتمثل فيما يلي:
مفهوم مسرحة المناهج (الخبرة الدرامية)
يقصد بمسرحة المناهج: “تنظيم المناهج الدراسية وتنفيذها في قالب مسرحي أو درامي؛ بهدف اكتساب التلاميذ المعارف، والمهارات، والمفاهيم، والقيم، والاتجاهات؛ مما يؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة، بصورة محببة ومشوقة “. وتعني أيضاً أنها ” نموذج لتنظيم المحتوى الدراسي، وطريقة للتدريس تتضمن إعادة تنظيم الخبرة وإلباسها ثوباً درامياً جديداً؛ لخدمة، وتفسير، وتوضيح المادة التعليمية”.
نستخلص مما سبق أن مسرحة المناهج تتضمن إطاراً نظرياً، ونموذجاً عملياً كطريقة للتدريس يمكن تطبيقها في الممارسات التربوية أو في الحقل التعليمي.
أهمية مدخل مسرحة المناهج
من المعروف أن المسرح يعدُّ من أقدم الفنون التي مارسها الإنسان، وهو مؤشر بليغ على تقدم الأمم وازدهارها، إضافة إلى أنه أبو الفنون بإجماع المفكرين والأدباء؛ لعراقته واحتوائه على عناصر من الفنون الأخرى ففيه نجد الأدب، والشعر، والتمثيل، والموسيقى، والغناء…
و تعدّ المناهج الممسرحة من أمتع الألوان الأدبية التي يميل إليها التلاميذ، فهي تبعث فيهم النشاط والحركة، والحيوية، وتحببهم بالمدرسة، وتدخل المتعة والبهجة في نفوس المتعلمين، وتجذب انتباههم للتعلم، وتحوّل المسرح المدرسي إلى ميدان علمي ثقافي ترفيهي، وتجعل المادة التعليمية قابلة للفهم؛ مما يؤدي إلى تكوين اتجاهات إيجابية نحو المادة التعليمية والمعلم.
ووفقاً لنظرية جاردنر في الذكاءات المتعددة، يعد هذا المدخل من أفضل استراتيجيات التدريس الموظفة في تنمية الذكاءات المتعددة لدى المتعلمين، فنحن نتمتع وفقاً لهذه النظرية بسبعة ذكاءات، وهذه الذكاءات لها مناطق خاصة ترتبط بوصلات عصبية في المخ البشري، والآن سنعرض هذه الذكاءات ومدى إسهام مدخل مسرحة المناهج في تنميتها:
أولاً-الذكاء اللغوي:
يكسب المتعلمين ثروة لغوية راقية، ويكشف عن مواهبهم الفنية، ويحث طاقاتهم الإبداعية ويقدح شرارتها، ويسهم في تدريبهم على التعبير الصحيح السليم.
ثانياً- الذكاء المنطقي الرياضي:
يعمل على تعزيز مهارات التفكير المنطقي، ويستخدم للارتقاء بالتفكير النقدي، وتربية العقول الذكية، ويعمق المفاهيم والتعميمات.
ثالثاً-الذكاء المكاني:
ينمي خيالات الطفل في الصور المجازية والذوق الجمالي والفني.
رابعاً- الذكاء الجسمي الحركي
التدريب على العمل الجماعي.
خامساً-الذكاء الموسيقي:
إن إضفاء الموسيقى التصويرية يؤدي إلى الاندماج والتعايش مع الشخصيات والأحداث ومع الجو الانفعالي للعمل الفني، بالإضافة إلى تنمية مواهب المتعلمين في الغناء.
سادساً-الذكاء الاجتماعي:
ينمي العلاقات الاجتماعية، ويطور مهارات التواصل لدى الطلاب، ويعمق مفهوم القدوة لديهم.
سابعاً-الذكاء الضمن
شخصي: فهو يعالج عيوب النطق و بعض المشكلات النفسية كالانطواء والخجل والتردد، وينمي فيهم الثقة بالنفس، ويساعد على الجرأة الأدبية، ويعتبر أقوى معلم للأخلاق.
يتبع في العدد القادم
المرجع :
https://ww1.modrsbook.com/2017/03/Active.learning.html
02038330792
الامارات العربية المتحدة – الشارقة
العمل كمعلمة صف للطلاب من ذوي اضطراب طيف التوحد بمركز الشارقة للتوحد التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في إمارة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة من سنة 2011 حتى تاريخهالعمل كمعلمة دمج بحضانة منتسوري الكندية من 2009حتى 2010، الامارات العربية المتحدة – الشارقةالعمل مع أطفال سن الحضانة وبعض الأطفال من ذوي الإعاقة (داون ساندروم واضطراب طيف التوحد).العمل كأخصائية نفسية للطلاب من ذوي الإعاقة (كف البصر-الصم والبكم –الإعاقة العقلية – الدون ساندروم واضطراب طيف التوحد) بجمعية شمس البر من 2002 حتى 2008 بجمهورية مصر العربية – القاهرةالعمل كمشرفة تربوية بجمعية شمس البر.حاصلة على تدريب وتعليم الطلاب باستخدام منهاج منتسوري.حاصلة على تدريب وتعليم الطلاب باستخدام العلاج بالموسيقي