تعتبر مهارات التفكير المتقدم higher-order thinking من المكونات الأساسية في القرن الواحد والعشرين التي يتطلع المدرسون إلى قيام الطلبة بممارستها. ويحصل ذلك حين يستخدم الطلبة طرق معقدة تتعلق بالتفكير حول ما يتعلمونه من مواد دراسية مختلفة.
إن التفكير المتقدم يأخذ التفكير إلى مستوى جديد للغاية، فالطلبة الذين يستخدمون مثل هذا النمط من التفكير يميلون إلى فهم المستويات العليا بدلاً من الميل إلى حفظ الحقائق الرياضية عن ظهر قلب فحسب. وبدلاً من ذلك يتعين عليهم العمل على فهم الحقائق والاستدلال عليها ومن ثم ربطها بالمفاهيم الأخرى.
أدناه 10 استراتيجيات تعليمية من شأنها أن تعزز مهارات التفكير المتقدم لدى الطلبة:
1 ـ استراتيجيات التعليم التي تحدد طبيعة التفكير المتقدم
ساعد الطلبة على فهم ماهية التفكير المتقدم وطبيعته من خلال أيضاًح هذا المفهوم وبيان أسباب الحاجة إليه. ساعدهم أيضاً أن يفهموا مصادر قوتهم وكذلك التحديات التي تواجههم. ويمكن القيام بذلك من خلال أيضاًح الكيفية التي تطرح بموجبها الأسئلة المجدية.
2 ـ حفّز الطلبة على طرح الأسئلة
يشعر الطلبة بحرية الإبداع حين يكونون أحراراً في صفهم الدراسي من خلال طرح الأسئلة دون أية ردود فعل سلبية من جانب نظرائهم الطلبة أو المدرسين. شجع الطلبة على التساؤل، وإذا شعرت بعدم التمكن من تهيئة الإجابة المناسبة داخل قاعة الدرس لسبب أو لآخر عليك أن تبين لهم بوضوح كيفية الإجابة على السؤال من جانبهم أو اجعلهم يحتفظون بالسؤال لليوم التالي.
3 ـ اربط المفاهيم
لابد من تدريب الطلبة على عملية ربط المفاهيم الواحد بالآخر لتتاح لهم الفرصة لربط ما تعلموه في السابق بالمواد الدراسية التي يتعلمونها في الوقت الحاضر. ومثل هذا النمط من التفكير سوف يعين الطلبة على تعلم كيفية ربط المفاهيم حيثما كان ذلك ممكناً الأمر الذي سوف يساعدهم على تعزيز فهمهم. فعلى سبيل المثال لنفترض أن المفهوم الذي يدرسونه هو (السنة الصينية الجديدة) الذي يرتبط بالمفهوم الأوسع وهو (العطل)، وإذا تقدمت خطوة أخرى إلى الأمام فالموضوع يمكن أن يكون (الاحتفالات). إذن كل مفهوم صغير يمكن أن يرتبط بمفهوم أكبر وأوسع منه.
4 ـ علّم الطلبة على الاستدلال
يمكن تعليم الطلبة على كيفية التوصل إلى الاستدلالات من خلال إعطائهم أمثلة واقعية. وبإمكانك الشروع في ذلك من خلال اطلاعهم ـ على سبيل المثال ـ على صورة تمثل مجموعة من الناس يقفون في طابور أمام مطبخ لعمل الشوربة. اطلب منهم النظر إلى الصورة بإمعان ومن ثم التركيز على التفاصيل. بعد ذلك اطلب التوصل إلى الاستنتاجات التي تعتمد على ما يشاهدونه في الصورة. والمثال الآخر في هذا الشأن هو تدريس الطلبة مفهوماً سهلاً مثل الطقس حيث يطلب منهم أن يرتدوا معاطفهم وأحذيتهم عالية الساق ثم يطلب منهم تقديم استدلالات حول رؤيتهم لطبيعة الطقس خارج الغرفة.
5 ـ استخدم المنظّمات البيانية
تقدم هذه الآليات البيانية طريقة جذابة في تشكيل أفكار الطلبة بشكل منظم. ومن خلال رسم الأشكال البيانية أو الخرائط الذهنية يصبح بمقدور الطلبة أن يربطوا المفاهيم على نحو أفضل ومن ثم تبيّن علاقاتها حيث أن ذلك سوف يساعدهم على تنمية ربط المفاهيم بانتظام.
6 ـ علمهم استراتيجيات حل المشاكل
علم الطلبة على حل المشاكل بشكل تدريجي لأن ذلك سوف يساعدهم في حل المشاكل بشكل أسرع وأسهل. شجع الطلبة على استخدام طرق بديلة لحل المشاكل وأطلعهم على طرق مختلفة للتعاطي مع هذا الأمر.
7 ـ شجع التفكير الإبداعي
يمارس الطلبة التفكير الخلاق creative thinking حين يعمدون إلى ابتداع وتخيل وتصميم ما يقومون بالتفكير به، وإن استخدام الحواس الإبداعية تعين الطلبة على التعاطي مع المعلومات وفهمها بشكل أفضل. ويبين البحث العلمي أن استخدام الطلبة للتفكير الإبداعي المتقدم يؤدي إلى تعميق الفهم. باختصار، شجّع الطلبة على التفكير (خارج الصندوق).
8 ـ استخدم الأفلام الذهنية
حين تشعر بأن المفاهيم التي يدرسها الطلبة عصية على الفهم شجعهم على ابتداع ما يشبه الشريط السينمائي في أذهانهم. علمهم على ضرورة غلق أعينهم وتحفيزهم على تخيل الأمر مثل شريط سينمائي تتحرك صوره أمامهم. هذه الطريقة في التفكير الرفيع سوف تساعد الطلبة بالفعل على الفهم العميق والاستثنائي.
9 ـ شجع الطلبة على التوسع بإجاباتهم
يقتضي التفكير المتقدم أن يفهم الطلبة مفهوماً ما بشكل واضح وليس تكراره أو حفظه عن ظهر قلب. في هذا الخصوص عليك تشجيع الطلبة على التوسع بإجاباتهم والتحدث ببعض الإسهاب عن الأشياء التي تعلموها. أطلب من أولياء أمور الطلبة أن يعملوا على تعزيز ذلك في البيت فضلاً عن طرح الأسئلة المناسبة التي تدفع الطلبة لإيضاح إجاباتهم بمزيد من التفاصيل أو إجابة السؤال الذي يطرحه الطفل في البيت بنوع من التفاصيل.
10 ـ درّس الطلبة العلاقات التي تربط الأسئلة بالأجوبة
يتعلم الطلبة من خلال العلاقات فيما بين الأسئلة والأجوبة QARs كيفية تمييز السؤال المطروح ومن ثم استثمار هذه المعلومات لبلورة الإجابة. ويتعين عليهم أن يعوا ما إذا كانت الإجابة موجودة في نص معين أو في الأنترنت، أم أن عليهم الركون إلى معرفتهم السابقة للإجابة. وقد لوحظ فاعلية مثل هذه الاستراتيجية للتفكير المتقدم لأن الطلبة يصبحون على بيّنة أكبر بتحديد العلاقة بين المعلومات التي يضمها نص ما ومعرفتهم السابقة التي تعينهم على تبني الاستراتيجية المناسبة لدى تهيئة إجابة ما.
x
x
جانيل كوكس
كاتبة أمريكية في المجال التربوي حاصلة على شهادة الماجستير في العلوم التربوية.
x
المصدر:
http://www.teachhub.com/teaching-strategies-enhance-higher-order-thinking
عراقي الجنسية
1951مواليد عام
حاصل على ماجستير لغة انكليزية
أستاذ مساعد في قسم الترجمة ـ كلية الآداب ـ جامعة البصرة ـ جمهورية العراق
المنصب الحالي مدير مركز اللغات الحية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة
الخبرة المهنية:
تدريس اللغة الانجليزية، لغة وأدبا وترجمة، في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة منذ عام 1981 ومن ثم التدريس بكليتي التربية والآداب بجامعة الفاتح في ليبيا منذ عام 1998 وبعدها بكليتي اللغات الأجنبية والترجمة والإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة اعتبارا من عام 2004. ويشمل التدريس الدراسات الأولية (البكالوريوس) والدراسات العليا (الماجستير) حيث أشرفت على عدة طلبة ماجستير فيما كنت أحد أعضاء لجان المناقشة لطلبة آخرين ، كما نشرت العديد من البحوث في مجلات علمية محكّمة.
الخبرة العملية:
العمل في ميدان الترجمة حيث نشرت أربعة كتب مترجمة إلى اللغة العربية كما نشرت المئات من المقالات والقطع والنصوص الأدبية المترجمة في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها مجلة المنال. كما عملت في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وكذلك الترجمة في مراكز البحوث والدراسات في العراق وليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.