كثيرا مايتذمر أطفالنا حين يطلب منهم قراءة اعمال أدبية أو يكلفون بكتابة موضوع يتعلق بالأدب فيتساءلون: ما الذي يجعل الأدب مهما إلى هذا الحد؟! من هنا أقول : أنك إذا شعرت أن احد أبناءك لايعي قيمة الأدب فلابد أن تعمل على زرع حب الأدب في نفسه من خلال التطرق إلى المفاهيم الآتي ذكرها:
في الأدب وجهات نظر مختلفة
حين تقرأ نصا أدبيا فإنك في الواقع تقرأ خبرة حياتية ما من خلال شخص ما وحين تشاهد فيلماً فإنك تتطلع على وجهة نظر جديدة تتعلق بثقافة بلد آخر أو موقف حياتي معين كما أن قراءة الأدب تحفز القراء على تقمص شخصيات تختلف تماما عنهم في توجهاتها واهتماماتها.
والكتاب القيّم يدفعك للتفكير وشحذ تفكيرك والتعاطف مع الشخصيات التي خبرت أمورا حياتية غير معهودة بالنسبة لك مما يكسبك امورا جديدة غير مسبوقة بالنسبة لك من قبل. ثم إن الآثار الأدبية الرائعة ذائعة الصيت تتسم ببراعة كبيرة في كتابتها الأمر الذي سوف يمنح القارىء الفرصة لتحسس مشاعر وهواجس شخصيات العمل الأدبي، وهذا يعينك على اختبار الأفكار من خلال عالم خيالي.
إن كتابا مثل (الدخلاء) The Outsiders لمؤلفه أس. أي. هنتن S. E. Hinton يساعد الأبناء على تصور نمط معيشة الفقراء في المدينة كما أن قراءة أثر أدبي مثل (قصف الرعد، اسمع صرختي) Roll of Thunder, Hear My Cry تساعد الطفل / الطفلة على فهم أوضاع الأمريكيين من أصل أفريقي حين كان التمييز العنصري ظاهرة مألوفة في جنوب الولايات المتحدة.
الأدب والدروس التاريخية
توضع الكثير من النصوص الأدبية في سياقاتها التاريخية مما يعزز معرفة القراء بالتاريخ بصيغة فردية ومركزة فالقصص التي تضمها الأعمال الأدبية توضح طبيعة المشاعر المتأججة أثناء المعارك الشهيرة والمجاعات وأيام الأزدهار وأيام الأزمات الإقتصادية، فقراءة رواية (عناقيد الغضب) The Grapes of Wrath تعينك على فهم أوضاع الناس واحوالهم في ظل الكساد العظيم Great Depression .
الأدب وتطوير مهارة الكتابة
إن كتابة مقالة أو قصة قصيرة تتيح لأبنائنا الفرصة المناسبة للتعبير عن وجهة نظرهم حول موضوع ما ناهيك عن العمل على استكشاف حقبة تاريخية ما أو خبرة حياتية أو التعبير عن وجهة نظر معينة في ذات الوقت الذي يتعلمون فيه سبر غور القوة الكامنة في اللغة.
اطلب من ابنك / ابنتك أن يفكرا بوجهة نظر ما يظنان أنك بعيد عن فهمها ثم اطلب منهما ان يكتبا قصة قصيرة تتناول وجهة النظر تلك. فعلى سبيل المثال ربما يكتب أحد الأبناء عن الظلم الناجم عن قيام بعض الناس بأشغال شاقة أو الانكباب على اتمام الواجبات البيتية الكثيرة أو استخدام الحافلة. وليكن تجاوبك واستجابتك لما تقرؤه من كتابة أحد الأبناء ينمان عن حسن اهتمام وتقدير لتشجيع الابن على اكتشاف القوة الكامنة في الكتابة.
الأدب بصفته شكلا فنيا
حين تلاحظ الابن / الابنة منهمكين بقراءة الأدب أو كتابته اعمد إلى تحديد الصيغ والأساليب الشعرية التي يمكن استخدامها وكذلك بيّن له / لها الفرق بين أن نقول (كان يومي حسنا) وأن توضح بفقرة منفصلة: ما الذي يجعل اليوم حسنا بالفعل؟ استثمر أية فرصة لتوضيح ما تحمله الكلمة المكتوبة من قوة كامنة وكيف لها أن تثير المشاعر والأحاسيس والهواجس واجتذاب القارىء إلى سيناريو معين أو اقناع الشخص لتغيير وجهة نظره حول موضوع ما.
عراقي الجنسية
1951مواليد عام
حاصل على ماجستير لغة انكليزية
أستاذ مساعد في قسم الترجمة ـ كلية الآداب ـ جامعة البصرة ـ جمهورية العراق
المنصب الحالي مدير مركز اللغات الحية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة
الخبرة المهنية:
تدريس اللغة الانجليزية، لغة وأدبا وترجمة، في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة منذ عام 1981 ومن ثم التدريس بكليتي التربية والآداب بجامعة الفاتح في ليبيا منذ عام 1998 وبعدها بكليتي اللغات الأجنبية والترجمة والإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة اعتبارا من عام 2004. ويشمل التدريس الدراسات الأولية (البكالوريوس) والدراسات العليا (الماجستير) حيث أشرفت على عدة طلبة ماجستير فيما كنت أحد أعضاء لجان المناقشة لطلبة آخرين ، كما نشرت العديد من البحوث في مجلات علمية محكّمة.
الخبرة العملية:
العمل في ميدان الترجمة حيث نشرت أربعة كتب مترجمة إلى اللغة العربية كما نشرت المئات من المقالات والقطع والنصوص الأدبية المترجمة في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها مجلة المنال. كما عملت في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وكذلك الترجمة في مراكز البحوث والدراسات في العراق وليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.