إعداد المشرفتين التربويتين / مها جمال وأماني إبراهيم
مجلس الاختصاصيين النفسيين والمشرفين التربويين في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
تشخيص الإعاقة البصرية
الجانب الطبي: يتم تشخيص الإعاقة البصرية من قبل الأطباء المتخصصين، وقياس حدة الرؤية من خلال لوحة خاصة فيها سطور من الحروف بحيث تبعد عن الفرد المفحوص 6 أمتار. ويطلب من الفرد معرفة اتجاه الفتحات للحروف، واليوم تستخدم وسائل حديثة في فحص النظر.
اقرا ايضا: الإعاقة البصرية.. التعريف والتشخيص والخصائص – ج1
التقييم النفسي: الغرض منه تحديد الاحتياجات التربوية الخاصة وتحديد البرنامج التعليمي. (الاختصاصي النفسي أو المتخصص في القياس يستخدم أدوات تعتمد على التمييز البصري يستطيع من خلالها تحديد ما إذا كان الطفل لديه ضعف بصر أو إعاقة بصرية) (بناء على هذا التقييم الطبي والنفسي يوضع برنامج تدخل أو برنامج يتعلق بالجوانب التربوية أو التعليمية الخاصة لهؤلاء الأطفال أو بوضعهم في فصول ذات طبيعة خاصة أو تحديد المسار المناسب لمثل هذه الحالات بناءً على نتائج التشخيص).
خصائص الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية
الخصائص الجسمية:
- نقص في مهارات التناسق الحركي والتآزر العضلي بسبب الإحجام عن المشاركة في الألعاب. (المشكلة الأساسية هي الحركة فهم لا يتحركون عادة إلا بمبادرة من المربين أو أحد الأقران)
- قلة الفرص لتدريب المهارات الحركية.
- اللزمات الحركية النمطية مثل الاهتزاز للأمام والخلف.
- نقص المعرفة بمكونات البيئة. (نظراً لعدم اكتشافه ورؤيته للأشياء من حوله)
- القصور في الإحساس بالتناسق الحركي. (تكون حركته مقرونة بالخوف والحذر)
- عدم القدرة على التقليد والمحاكاة في الأنشطة الحركية.
- زيادة في الوزن. (بسبب قلة الحركة)
الخصائص العقلية المعرفية
اتفق عدد من الباحثين على أن الذكاء العام للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية أقل من الذكاء العام للأشخاص المبصرين، ولكن بفرق بسيط يمكن إهماله (الفرق البسيط هنا إهمال تنشيط الذاكرة من خلال ما تراه العين من صور وبالتالي هذا الحرمان والفقدان ربما يعرض القدرات العقلية إلى بعض الخمول وليس نقصان في القدرات)
كما بينت الدراسات أن الأشخاص المكفوفين يتعرضون إلى تأخر في النمو العقلي يتراوح بين سنتين إلى ثلاث سنوات، وأن نسبة المتفوقين من المبصرين أعلى من المكفوفين، وأن نسبة المتأخرين في الذكاء عند المكفوفين أعلى منها لدى المبصرين. كما يجد الشخص ذو الإعاقة البصرية صعوبات في تعلم المفاهيم، وعدم قدرة الكفيف على تنظيم العالم الخارجي، الاعتماد على حاسة اللمس والسمع لتكوين المفاهيم، تدني في الأداء على اختبارات الذكاء المقننة مقارنة بالأشخاص المبصرين.
وتتلخص الخصائص المعرفية ب:
- صعوبة عملتي التمثيل والمواءمة
- مشكلات في مجال إدراك المفاهيم والتصنيف للموضوعات المجردة
- التفوق في الانتباه السمعي والذاكرة السمعية
- صعوبة في مفهوم اللون والعلاقات المكانية ومفهوم الوقت والمساحة
- أقل قدرة على التخيل
الخصائص اللغوية
- لا يستخدمون اللغة غير اللفظية Nonverbal language (مثل الإيماءات والحركات وتعبيرات الوجه)
- عدم قدرتهم على رؤية المشاعر والأفكار التى يعبر عنها عادة بالإيماءات عند المبصرين مثل حركات الجسد والابتسام ونظرات الغضب.
- يواجه الشخص ذو الإعاقة البصرية نقصاً في معاني ودلالات الكلمات التي لها علاقة بالنمو الحركي ومن أهمها اللزمات الحركية أو الحركات النمطية.
- الاعتماد على تحديد مواقع الأشياء عن طريق حاسة اللمس أو السمع.
- الطفل الكفيف أو ضعيف البصر لا يمكنه متابعة الإيماءات أو الإشارات وغيرها من اللغة غير اللفظية التي يستخدمها المبصرون في مواضع كثيرة من محادثاتهم ويترتب على هذا النقص عدم القدرة على اكتساب معاني بعض الألفاظ نتيجة عدم استطاعة الشخص الكفيف الربط بين كل من أصوات بعض الكلمات والمدركات الحسية الدالة عليها أو الوقائع والأحداث الممثلة لها مثل الكون والجبال… مما يترتب عليه البطء في معدل نمو اللغة والكلام ووجود مشاكل في تكوين واكتساب المفاهيم وفي القدرة على التجريد.(حدوث مشكلات اللفظ كالإبدال والحذف والإضافة والتشويه).
وتتلخص الخصائص اللغوية ب:
- الاستبدال – التشويه أو التحريف
- العلو / ارتفاع الصوت الذي لا يتوافق مع طبيعة الحدث
- عدم القدرة على تغيير طبقة الصوت
- القصور في استخدام الإيماءات والتعبيرات الوجهية والجسمية المصاحبة للكلام
- الإفراط في الألفاظ على حساب المعنى / قصور في التعبير
الخصائص الاجتماعية الانفعالية
يتأثر التوافق الاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية بفرص التفاعل الاجتماعي من جهة ودرجة تقبل أو تكيف الفرد مع الإعاقة.
أما من الناحية النفسية فإن النمو النفسي لا يختلف عن النمو النفسي لدى الشخص المبصر
إن للإعاقة البصرية تأثيرات سلبية على السلوك الاجتماعي للفرد، حيث تترتب عليها الكثير من المشاكل في عمليات النمو والتفاعل الاجتماعي، وفي اكتساب المهارات الاجتماعية اللازمة لتحقيق الاستقلالية والشعور بالاكتفاء الذاتي وذلك لعدم قدرة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية أو لمحدوديتهم في نطاق الحركة، وعدم استطاعتهم ملاحظة سلوك الآخرين ونشاطاتهم اليومية وتعبيراتهم الوجهية كالبشاشة والعبوس والرضا والغضب وغيرها مما يعرف بلغة الجسم، وتقليد هذه السلوكيات أو محاكاتها بصرياً والتعلم منها، ونقص خبراتهم والفرص الاجتماعية المتاحة أمامهم للاحتكاك بالآخرين والاتصال بالعالم الخارجي المحيط بهم فهم لا يتحركون بالسهولة والمهارة والطلاقة التي يتحرك بها المبصرون. (قيود التفاعل الاجتماعي في الحياة اليومية -النمو النفسي- القلق- الاستقلالية- أساليب التنشئة).
الخصائص الأكاديمية
بشكل عام لا يختلف الأشخاص ذوو الإعاقة البصرية عن أقرانهم فيما يتعلق بالقدرة على التعلم والنجاح المدرسي
لدرجة الإعاقة البصرية دور في الحد من قدرة الطالب على التعلم بنفس الطرق التي يتعلم بها الطفل المبصر، وهو يعتمد على حاستي السمع واللمس، فهنا تختلف حاجاته التدريسية وطرق تعلمه بما فيها طريقة برايل (الحروف البارزة -الأشرطة المسموعة).
ولعل أكبر التأثيرات المحتملة للإعاقة البصرية على التعلم حرمان الطفل من فرص التعلم العرضي (التعلم غير المقصود من خلال ما تشاهده وما تحاكيه) الذي يتوفر للأطفال المبصرين. فالأطفال ذوو الإعاقة البصرية يعتمدون على الحواس الأخرى (السمع، اللمس، الشم) لتطوير المفاهيم.
احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية:
الاحتياجات النفسية والاجتماعية
- أن يشعر بقيمته الذاتية وأنه قادر على النجاح وموضع تقدير من الناس وله دور في المجتمع كأي فرد.
- الحرية في الخروج للمجتمع واختيار الأصدقاء وتلبية احتياجاته بالطريقة التي يريدها وفي الوقت الذي يريده.
- الحاجة إلى الانتماء وتكوين علاقات مع الآخرين والشعور بأن الآخرين يقدرونه ومرغوب به اجتماعياً.
- الثقة بنفسه وأنه مستقل ويستطيع الاعتماد على نفسه بالقيام بالأعمال المختلفة وقادر على مساعدة الآخرين
- فهم نفسه والشعور بالرضا عنها وعن الآخرين.
- إشباع ميوله وتنمية الاستعدادات وفق ظروف الإعاقة.
- اكتساب عادات ومهارات الحياة اليومية السليمة (كاختيار وارتداء الملابس – عادات الطعام)
- الشعور بالأمن وعدم الخوف بحيث يشعر بالاستقلالية والحرية
- اكتساب القيم الجمالية وأساليب التعبير الفنية.
الاحتياجات التعليمية:
- إتقان المهارات اللمسية (مثل لغة برايل قراءة وكتابة)
- إتقان استخدام التقنيات الحديثة التي تعتمد على اللمس
- إتقان معالجة الأشياء وتميزيها لمسياً.
- إتقان المهارات السمعية كتمييز الأصوات المنوعة وإدراك دلالاتها وإدراك الاختلاف في الأصوات والأماكن والآلات وأصوات الطبيعة.
- التعرف على مكان إصدار الصوت واتجاهه وتنمية الحس الموسيقي السمعي مثل إدراك الألحان والنغمات والإيقاعات.
- تنمية حواسه الأخرى مثل الشم والتذوق من خلال الأنشطة المختلفة كالتمييز بين الروائح وتذوق الأطعمة المختلفة والتعرف على خصائصها.
- تدريب للبقايا البصرية إذا كانت موجودة.
- يحتاج للخبرات المباشرة بجانب اللغة اللفظية.
- التدرب على مهارات الحركة والتنقل وكيفية التوجه من مكان إلى آخر والتدرب على وسائل الحركة
- توفر التجهيزات والمعينات الخاصة في بيئته.
- مصادر تعلم متنوعة تتناسب مع ظروف الإعاقة
بعض الاعتبارات التربوية العامة في تعليم الطلبة من ذوي الإعاقة البصرية:
- مراعاة الفروق الفردية عند تعليم الطلبة حسب الفئة التي يتم تقديم الخدمات لها، آخذين بعين الاعتبار أن لكل طالب فردية خاصة، وطبيعة ونمط في التعلم قد يختلف كثيراً عن غيره من الطلبة، وأن لديه نقاط قوة ونقاط أخرى تحتاج إلى تحسين.
- النظرة السليمة للطالب، وتطوير قدراته بشكل متكامل، ليس فقط في الجانب الأكاديمي وإنما في الجانب الاجتماعي والنفسي.
- مشاركة الطالب في جميع الأنشطة الرياضية والفنية وكافة الفعاليات المدرسية
- توفير مناخ تربوي مناسب تسوده مشاعر الألفة والمحبة والصداقة بين الطلبة وحثهم على المشاركة المتبادلة والفاعلة في الأنشطة الاجتماعية والألعاب الرياضية والمسابقات الثقافية المختلفة
- العمل على مساعدة الطالب في إظهار قدراته وإنجازاته أمام الطلبة الآخرين، وذلك من أجل إشباع حاجته إلى التقدير واحترام الذات وكذلك ترسيخ مفهوم التقبل والتقدير من قبل أقرانه في الصف.
- توفير كافة الوسائل التعليمية والأدوات الخاصة الممكنة للتغلب على أي صعوبات أكاديمية أثناء عملية التعلم
- الحرص التام على تطبيق الخطة التربوية الفردية الخاصة بالطالب والالتزام بالأهداف التي تتضمنها الخطة لتسهيل عملية تعليم الطالب وتقييمه.
- مراعاة اختيار المكان المناسب لجلوس الطالب بين زملائه، ولا ينبغي عزله في آخر الصف بعيداً عن باقي زملائه بل ومنحه الفرصة للتعبير عن رأيه في ذلك.
- ترك مساحة كافية للطالب لحرية وسلامة حركته أثناء دخوله ومغادرته غرفة الصف أو تنقله عبر مرافق المدرسة وتوفير الحماية اللازمة له في الحالات التي تستدعي ذلك.
- توعية الطلبة الآخرين بالإعاقات المختلفة واحتياجاتها وخصائصها، وكيفية التعامل معها، وتغيير الاتجاهات السلبية والخاطئة نحوها.
- يتم اتخاذ كافة التدابير اللازمة عند التقييم (الاختبارات والامتحانات) بما يتناسب وحالة الطالب وقدراته حسب ما ورد في خطة التربية الفردية.
- لا يجب أن يتم التعامل مع الطالب بطريقة مختلفة أو مميزة عن الطلبة من غير ذوي الإعاقة، كما لا ينبغي السماح له باستخدام الإعاقة واتخاذها سبباً لعدم القيام بواجباته المدرسية.
- مراعاة المرونة عند تقييم الطالب وتوفير كافة الأجهزة اللازمة التي يمكن أن يحتاجها أثناء عملية التقييم، كما يمكن إعطاؤه وقتاً إضافياً إذا تطلب الأمر.
- التعاون والتنسيق مع كافة الاختصاصيين والمتابعة المستمرة لأوضاعهم والمستجدات التي تطرأ على احتياجاتهم.
- يمكن إدخال بعض التعديلات الفنية على التقنيات والوسائل التعليمية المتاحة، بهدف تطويرها ليستفيد منها جميع الطلبة.
- التنمية المهنية المستمرة للهيئة الإدارية والتعليمية والفنية كي تتم عملية الدمج بالطرق العلمية ووفق المعايير العالمية.
المراجع:
- مقدمة في الإعاقة البصرية/ أ.د منى الحديدي
- تربية المكفوفين وتعليمهم / د عبد الرحمن ابراهيم حسين ومراجعة الدكتور أحمد اللقائي
- الإعاقة البصرية المفاهيم الأساسية والاعتبارات التربوية / أ. ابراهيم فرج زريقات
- الإعاقات المتعددة / الدكتور مصطفى نوري القمش
- مشروع التأهيل المرتكز على المجتمع / جمعية التنمية الصحية والبيئية – برنامج الإعاقة
- الإعاقات المتعددة / د/ خالد البلاح
- القواعد العامة لبرامج التربية الخاصة للمدارس الحكومية والخاصة