إن مفهوم الإعاقة انتقل من كونها تداعيات ونتائج لعوامل مرضية إلى اعتبار هذه التداعيات مكونا من مكونات الصحة الأخرى وليست بالضرورة النتيجة الحتمية للمرض. ذات زمن وضع بيتهوفن سيمفونيته التاسعة على رغم ما ألم به من صمم، ووضع أديسون اختراعاته العديدة ومنها الفونوغراف غير آبه لثقل سمعه.
والأميركي كنت كولر الذي ولد كفيفاً تخصص في وكالة أبحاث الفضاء الأميركية حتى غدا عالماً في برنامج الوكالة للبحث عن حياة ذكية في الفضاء الخارجي، وبيتر وود، بطل سباق سيارات بريطاني، استطاع قيادة سيارة ـ رغم فقد بصره ـ بسرعة تجاوزت 602 كلم بالساعة بتوجيهات من ابنه خلال الرحلة… وغيرهم من المعوقين يثبتون بين الحين والاخر الانجاز تلو الانجاز.
في أية خانة نصنف هؤلاء! مبدعون أم معوقون، قدر الاثنين أنهما لا يصنفان في خانة العاديين من البشر، فالموهوبون فئة من الناس امتازت بدرجة من القدرة المعرفية والذكاء والابداع، وكذلك المعوقون فئة من الناس شاء قدرها أن تمتاز بدرجة نسبية من القدرات المعرفية المحدودة بافتقاد الحواس المدركة، ليصبحوا بدورهم خارج السرب الاجتماعي اهتماماً وتقديراً، ولأنهم أشخاص مميزون سواء بموهبة غير معهودة أو (باستثناء شكلي) وضعت استراتيجيات التنمية: كاستراتيجية التدخل Intervention وهي عملية دينامية تهدف إلى إحداث تغيرات ايجابية فعالة في جوانب متعددة من حياة »ذي الحاجة«تتعلق بمتطلبات نموه وتحديات معوقاته وتلبية احتياجاته المفترضة بغية الوصول به إلى استراتيجية الدمج Inclusion Strategies وهي عبارة عن برامج وتوجه تربوي ـ اجتماعي تهدف نحو وضع المعوقين في »بيئة أقل تقييداً وخصوصية«ويعني مفهوم البيئة الأقل تقييداً مشاركة المعوقين / الصم مع غيرهم من العاديين في كثير من عناصر التعليم أو العمل.
وعملاً بالاستراتيجيتين المذكورتين نشطت دول عديدة في تنظيم الأطر التربوية والاجتماعية والاقتصادية المناسبة كجهود منظمة لتنمية امكانيات غير العاديين وصولاً بهم نحو الأمثل، (في هذا الإطار لحظت خطة النهوض التربوي التي أقرها مجلس الوزراء اللبناني في 71 أغسطس / آب 4991 في محورها السابع ما أسمته بالتعليم المختص سواء للمتفوقين أو للمعوقين عبر: ضرورة الاهتمام والعناية بهم بتخصيص برامج تربوية متطورة..«).
على الرغم من هذا الاهتمام الرسمي من منظري السياسات الاجتماعية، إلا أن ما يحدث حقيقة لا يزال قاصراً عن الايفاء بالحق المطلوب، لسبب الاعتقاد الراسخ بأنه لا يمكن أن يكون أفضل مما هو كائن، وبالمثل ينطبق أيضاً على واقع الموهوبين، فثمة مدارس في مجتمعاتنا لا توفر للمتفوق المثيرات الكافية لاستثارة قدراته الكامنة، كما أنها لا توفر حتى المناخ الثقافي والمادي المناسب لامكانياته، فيكبت ما لديه من قدرات حتى تموت مع الزمن أو يخف وهجها ليأتي من ينعشها إن تسنى له ذلك أو يجهد نفسه حتى يتفوق بمستطاعه.
تتعلق المشكلة بالقيمة المرتبطة بحالة الفرد أو بتجربته عندما يبتعد عن العادي، هذه القيمة تتميز بالتضارب بين قدرات الفرد أو وضعه وبين مبتغيات الفرد نفسه، من هنا تغدو الإعاقة وبحسب بعض التعريفات: »صبغة اجتماعية للقصور نتيجة ضرر من فشل الفرد أو عدم قدرته على الاستجابة لمبتغيات المجموعة التي ينتمي إليها على الامتثال لقوانينها، وبالتالي فإن الإعاقة تحصل عندما يصعب القيام بما نسميه أدوار الحياة«. مثل هذا التعريف ترك إشكالية في الأوساط المعنية بالإعاقة، بعدما أبدت جمعيات عديدة معارضتها تعريف المنظور الطبي في تحديده الإعاقة والذي يحصر المشكلة في عدم كمال الفرد، أي أن الفرد المصاب هو محور الإعاقة، مما يحتم السعي إلى ضرورة تلبية الحاجة الصحية لتفادي تعكر الوضعية الحالية والمحافظة على ثباتها دون تقهقرها؛ بينما ينبغي النظر إلى ما يتمتع به هذا الفرد ـ المصاب من قدرات دون التوقف عند عجزه، وهذا ما جعل منظمة الصحة العالمية تعيد النظر بالتصنيف القديم للإعاقة (الصادر عام 0891) حول مفاهيم التعوق وربطه بالعجز والقصور وفقدان القدرة، إلى تبني تصنيف جديد (مايو / أيار 1002) قائم على تعريفات حديثة تنظر إلى الإعاقة من زاوية: إتاحة الفرص، تأدية الوظائف ومدى المساهمة والنشاطية.
إن مفهوم الإعاقة ـ وبحسب تحليل الخبير الدولي في مجال الإعاقة د. عادل شاكر ـ انتقل من كونه تداعيات ونتائج لعوامل مرضية كما كان سائداً في الثمانينات إلى اعتبار هذه التداعيات المرضية مجرد مكون من مكونات الصحة الأخرى، وليس بالضرورة النتيجة الحتمية للمرض. فالصم مثلاً، ليسوا مرضى بالمعنى الدلالي بل ليسوا فئة واحدة من التجانس ـ وإن كان ينظر إليهم على أنهم فئة واحدة من »غير الأسوياء«، ثمة فوارق ضمن هذه الفئة من المعوقين لوجود: عوامل صحية، مواهب عقلية، كفاءات خاصة، عوامل اجتماعية واقتصادية، بيئة أسرية متفهمة، هذا إلى جانب العوامل النفسية ـ التعليمية (التي تشمل أمور: السن ومدى الخبرات السمعية / مدى فقدان السمع ودرجته / تواصله الاجتماعي والمدرسي / أنواع المدارس التي التحق بها / الأساليب التربوية التي تستخدم / نوعية التعليم الذي يقم له / نوع وعدد الفرص الموجودة في عالمه..) فحالة اللاتجانس هذه بين الصم تجعل تأهيلهم يتخذ الطابع الفردي عن طريق تفهم العلاقات القائمة بين احتياجات الأصم وكفاءاته وخبراته ورسم الوسائل اللازمة لتأهيله بشكل فعال، لاسيما وأن من الأبحاث (دراسة Brinchung السيكولوجية) ما بينت بأن الصم:
- يتجاوبون مع احساسات الحياة المختلفة بنفس النسبة التي يتجاوب بها غيرهم من البشر، كما أنهم ليسوا طائفة من المرضى والكسالى والبوهيميين كما يشاع عنهم.
- يتمتعون بتوازن عقلي ويحافظون عليه لا يعيشون في عالم منعزل بل يمكنهم أن يعملوا مع السامعين جنباً إلى جنب.
أما بالنسبة للموهوبين فقد لوحظ هو الآخر تغير في مفهومه، كان التعريف الكلاسيكي يعتبر الموهوب نتاج: قدرات عقلية عالية، ذكاء موروث، تحصيل جامعي، امكانات متاحة، مناخ أسري مبدع، إلا أنه تبدل مع تعريف الجمعية الأمريكية لعلم النفس (5891) عندما اعتبرت الموهوب هو »الفرد الذي يتمتع بقدرات واستعدادات ظاهرة وكامنة تسمح له بالتفكير الخلاق والابتكار أو القدرة على القيادة والمساهمة في وضع الحلول المتميزة، والأداء المرتفع في إحدى المجالات التي يقدرها المجتمع تقديراً إيجابياً عند توفر الظروف المناسبة للأداء«.
وهذا ما يسوقنا إلى تساؤل محوري: هل يمكن أن يكون المعوق مبدعاً؟
المتتبع لسير بعض العظماء ولا سيما المعوقين منهم يجد كم كانوا يتصفون بالجدية التي اقترنت بروح العزيمة والمثابرة، فبرزوا في التاريخ وأصبحوا علامات مضيئة على طريق الكفاح والنجاح، منهم ـ على سبيل المثال ـ فرانكلين روزفلت الذي أصيب في مقتبل عمره بشلل الأطفال ليصبح في يوم من الأيام رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، ولم يأبه لما ألم به، كان يعي أن عمل الرئيس لا يحتاج إلا لعقل ممتاز، فإذا كان لدى الشخص إعاقة، فإن الإعاقة ليست هي الشخص. ودليل ذلك أن كثيراً من المعوقين برعوا وأبدعوا في مجالات الحياة فكان منهم شعراء، نحاتون، رسامون، موسيقيون، فقهاء، رجالات دولة وقادة عسكريون، مثل هؤلاء انتقلوا ـ وبوعي ذاتي ـ من مرتبة القصور الحسي إلى مرتبة الإدراك الفعلي لما ينبغي أن يكونوا عليه، وتخطوا القصور المعرفي المحدود نحو عوالم أرحب عملاً بشروط الموهبة الثلاث: المثابرة والولع والتفوق.
وبالمثال أيضاً برز في الوسط اللبناني شباب لبنانيون تحدوا ظروفاً تعوقهم ليقدموا صورة رائعة من التحدي العلمي الذي أحرزوه ومنهم حسين (شاب ثلاثيني من العمر يعاني إعاقة صمم) الذي حقق حلمه الدراسي عندما نال شهادة دكتوراه من مركز بنيلوكس (Benelux) بلجيكا، التابع لجامعة نيوبورت الأمريكية. وإذ يعتبر هذا الانجاز العلمي رائداً في مجاله، يقول صاحبه في مقدمة أطروحته: »إن الصمم ليس عائقاً أمام إرادة التطور.. واعتبر نفسي حافزاً للشباب الصم، الأمر الذي يشجعهم ويعطيهم الأمل بالوصول إلى مستويات أعلى من العلم«.
وأيضاً هشام (الشاب العشريني / الأصم الإعاقة) الذي لم تحل إعاقته دون الدخول إلى عالم المعلوماتية والانترنت بإنشاء شبكة ويب سيت خاصة للمعوقين الصم، بل وبجهد الباحث أقدم على إصدار دليل علمي حول إشارات الصم مؤلف من 0001 كلمة في ثلاث لغات (عربية / انكليزية / فرنسية) و051 جملة، و01 حوارات تتعلق بحياة الصم اليومية، وبرمجة هذا الانتاج على (CD-ROM) خاص تحت عنوان »دليل هشام للصم«.
فعندهما لمست خصائص معرفية كالقدرة على التعامل مع النظم الرمزية ببراعة، حب الاستطلاع، العمل الاستقلالي، الطموح، قوة التركيز، توسع الاهتمامات، حتى أهلتهما لأن يقدما »أداءً مرتفعاً«في إحدى المجالات التي يقدرها المجتمع تقديراً إيجابياً، أو ليست مجتمعاتنا عطشى لمثل هذه الانجازات؟ في ظل تسارع الخطى بالتقدم العلمي والتكنولوجي والمعرفي؟ فأين الصم منه؟
الصم ومجتمع الانفوميديا
أظهرت البحوث التطبيقية في الآونة الأخيرة، تقدماً مذهلاً في تكنولوجيا المعلومات، حتى أصبح عصرنا ـ وإذا ما كانت العصور تسمى بأهم ما ينتج فيها ـ عصر تكنولوجيا الإعلام بدون منازع، وأخذت تتوالى الاختراعات والتقنيات الواحدة تلو الأخرى، حتى أصبحنا عاجزين عن إدراك آخرها تطوراً، دخلت حياتنا بعدما استقدمناها لخدمتنا فأصبحنا عبيداً لها، تحاول أن تثبت وجودها في عالمك دون حاجة إلى أي عناء، ثمة مناخ إعلامي ـ تقني لا يمر يوم أو ساعة أو لحظة إلا ونكون أسرى هذه الشبكات المتفاعلة من الاتصال، كائناً من كنت، سوياً أو معاقاً أو مبدعاً، الجميع جارى التكنولوجيا في معطياتها، فقد أخذ المعوقون يعتمدون الالكترونيات من البسيط إلى أكثرها تعقيداً، بتنا نلاحظ استخدامها في مجالات العمل والتدريب والحياة اليومية، فاتحة أمامها مجالات أوسع من المعرفة والتواصل والمشاركة وحب المساهمة، نحو أكبر قدر من الاستقلالية والاعتماد على النفس وكسر بوتقة الانعزال الكامن في إعاقتهم وامكاناتهم.
في عالم المكفوفين انتشر استخدام المايكروكومبيوتر (عرض المعلومات المخزنة عن طريق اللمس) وما يلحق بهذا الجهاز من أنظمة (Vocab.sunthesizer, type , talk, vortax) وغيرها من البرامج والتقنيات المساعدة على طباعة الرسائل أو تخزينها أو معالجة العمليات الحسابية أو القيام بأعمال هندسية ورياضية.
أما مجتمع الصم المعلوماتي فقد شهد هو الآخر تطوراً كبيراً في مجال تقنياته، لوقت قريب لم يكن أمام الصم إلا تعلم لغة الإشارة وقراءة الشفاه للتعبير بما في أنفسهم، وكل معطى معرفي لديهم غير واضح المعالم والمفهوم ولافتقاد حاسة السمع، فكان التعويض عن المفقتد بمضاعفة الإدراك مع الحاسة البصرية التي تتمم ما لا يستدركه السمع. فالعين أذن الإصغاء عند الأصم مثلما الأذن عين الكفيف، كان الأصم متلقياً سلبياً لكل ما هو إشاري وقلما يشارك أو يتفاعل، باعتبار أن السمع هو الطريق الأساسي لتعلم اللغة والاتصال بالآخرين، ومع وجود إعاقة به يغدو التفاعل الاجتماعي والتعلم والانتاج الفكري قاصراً.
حتى زمن ليس ببعيد كان هذا الاعتبار سائداً إلى أن دخل الإعلام المرئي وقوامه الشاشه عالم الصم فسقطت فرضية انعدام التواصل المحدود بالإشارة ولتصبح الرؤيوية عاملاً مهماً في »الانفوميديا«، خرقت »عائلة الإعلام المرئي«حدود صمته، ليصبح كل ما هو مصور حصيلة ثقافة الأصم، فالتلفون ليس يعد للمتكلمين فقط، إذ حدث تطور في أجهزة اتصاله عن طريق إضافة شاشة صغيرة فيه (عند المرسل والمستقبل) يتم خلالها استقبال الحديث قراءة بدلاً من السماعة، كذلك حدث تطور هام أكثر حداثة يعرف باسم Closed Captioning حيث يقوم جهاز صغير (Decorder) بتحويل الحديث التلفزيوني مثلاً إلى كلمات مكتوبة، تظهر في الجزء الأسفل من الشاشة فيستطيع الأصم متابعتها، وثمة تطور تكنولوجي آخر لا يقل أهمية عما تقدم وهو عبارة عن جهاز ترجمة سريع يستخدم في قاعات المحاضرات الكبرى والتدريس، عندما تقوم طابعة بكتابة المحاضرة الملقاة وبطريقة الاختزال، ثم تعرض الترجمة على شاشة كبيرة بما يشبه الترجمة الفورية التي نلاحظها مع الأفلام.
أما التطور الأكثر أهمية فكان مع جهاز الكمبيوتر، الذي تم تطوير أجهزته ليتواءم مع اهتمامات الصم، وبات يساعدهم على الإحساس بالكلمة المحكية مع مشاهدة الرسوم البيانية المنطوقة والمرئية في آن. وهذا ما فتح الآفاق أمام استخدامات لغة الإشارة بشكل عصري. (مساهمات جامعة جالوديت الأمريكية، تجربة جامعة الدول العربية واصدارها القاموس الرشاري الموحد، وغيرها من المحاولات على نطاق الجمعيات الأهلية الرائدة والأفراد النابغين) ومع دخول الكومبيوتر عالم الصم ساعد على: إفساح المجال للتعلم الذاتي كوسيلة مساعدة، تطبيق التعليم المبرمج بشكل منهجي وفعال وإظهار إبداعات وأفكار جديدة عن طريق إعطائهم بعض الأفكار لمعالجتها بشكل ذاتي.
مما يشير بدوره إلى تحول معرفي هام في مجتمع الصم، عالم تقني أقل ما فيه أنه حمل معه هؤلاء من عالم مغلق التواصل، سلبي التفاعل، إلى عالم سمعي ـ بصري حول فيها شفويتهم الصامتة إلى رؤيوية خاصة عبر إطار تقني ـ معرفي، يبدو ـ وبحسب فلاسفة الاتصال ـ وفق التسلسل الانتسابي:
- الكتابة ـ بديلاً للكلام
- الهاتف ـ اسقاطاً شفوياً
- التلفزيون ـ بديلاً للكلام واسقاطاً شفوياً
- الكمبيوتر ـ بديلاً للكلام، وإسقاطاً شفوياً، وتعبيراً رؤيوياً.
أي بين الإشارة البدائية قديماً والتعبير الرؤيوي حديثاً مسافة شاسعة خطاها الإعلام في وسائله ومسيرته ومضامينه وأرست بداية وعي هام نظراً للربط القائم بين الحركة والمعنى، هذا النظام الحسي ـ البصري ـ التقني أصبح بديلاً عن النطق عند الصم ومعبراً عن الحاجات والغايات والتواصل، وإذا حدث ولم يصادف أي أصم من قبل »خبرة لغوية«استسلم للسلبية والانطوائية، غير أنه لا يمضي وقت طويل حتى تحدث وسائل التخاطب البصرية الجديدة تغييراً جذرياً في معارفه، وتعمل على تنمية تفكيره والانتقال به من التفكير الحسي الحركي إلى التفكير التمثيلي عبر: مهارات الاستمتاع بالمشاهدة وتمثيل الدور وتحصيل لغة بصرية فالسيطرة الايجابية على عالمه بأدبيات التعرف والتواصل مع الآخر.
إنهم وباختصار ينتقلون من العالم »الإشاري«إلى »الرؤيوي«نتيجة الاستخدام الواسع لوسائل التخاطب المتنوعة بتجهيزاتها المرئية (Assistive Technology) ، يحاولون أن يستهلكوا ما بوسعهم ويفهموا ما بمقدورهم من مقومات هذه الوسائل: إشارة، حركة، صورة، رموز، حتى يكونوا مهيأين لدخول مجتمع الأنفوميديا.
ذات يوم، قالت هيلين كيلر: إن فقد البصر يحول بين الكفيف ورؤية الأشياء أو التعامل معها، بينما إعاقة السمع تحول بين الأصم والتعامل مع البشر، فهي تضع العراقيل لتحقيق التخاطب والاتصال بين الناس، وبهذا يصبح الأصم محروماً من الاستمتاع بالحب والعطف، مما يبعث في نفسه مشاعر القلق والاحباط وحاجته الدائمة إلى الشعور بالأمان.. »لو قيّض لهيلين أن ترى الصم في مجتمع الأنفوميديا اليوم، لأعادت النظر فيما قالته حتماً.. لأنه »ما انتقصت جارحة من امرىء إلا وكانت في عقله رجاحة«كما ورد في الحديث الشريف.