أصدرت «هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام» وبالتعاون مع «دار تخيّل للإعلام»، كتاب (البرلماني الناجح: المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات العربية المتحدة في ضوء التجربة الانتخابية البرلمانية) للكاتب الإماراتي خالد الظنحاني، والذي يعتبر أول دراسة إماراتية شاملة توثق التجربة الانتخابية البرلمانية.
وأهدى الظنحاني كتابه إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قائلاً: «إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي أطلق مرحلة التمكين في العام 2005، والتي تجسِّد رؤية سموه لحاضر الدولة ومستقبلها، وترسِّخ لمرحلة جديدة تحقق التنمية المستدامة والمتوازنة، وتضمن حياة كريمة للمواطن الذي هو الغاية والهدف».
وفي الوقت الذي قطعت فيه دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنذ تأسيسها، مسيرة دؤوبة على طريق النهج الديمقراطي وعبر صناديق الانتخاب الحر، بدت تلك التجارب حقيقة واقعية تستأثر باهتمام الباحثين لاستجلاء معالمها وأثرها في الحياة السياسية للدولة.
ومن هنا، يبدو كتاب الظنحاني «البرلماني الناجح» مفتاحاً علمياً لدراسة من هذا النوع، إذ تُتحف أبوابه الخمسة، القارئ والمتخصِّص بالشأن السياسي الإماراتي والخليجي والعربي، بمادة توثيقية شاملة تحيط بكل العمل البرلماني والتجارب التي دشنها «المجلس الوطني الاتحادي» في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويقول الظنحاني عن كتابه: «الكتاب يتناول مسيرة المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة، في ظل قيادة البلاد الرشيدة، خصوصاً التجربة البرلمانية الانتخابية الإماراتية عام 2011، وهو يسلّط الضوء كذلك بكثير من التفاصيل على أنظمة وقوانين المجلس الوطني، آملاً في أن تعمّ فائدته على جميع القرّاء، وبالتالي يكون دافعاً لهم لتقديم المزيد من العمل المخلص والملتزم من أجل رفعة وتقدم دولة الإمارات».
وأوضح أن الكتاب دليل لكل من يرغب في أن يلج إلى دائرة «المجلس الوطني الاتحادي»، سواء بالترشح للانتخابات، أو بالتعيين إنْ كان أهلاً لذلك ووقع عليه الاختيار من قِبل أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، فضلاً عن أن الكتاب مساحة لكل من أراد التعرف بعمق إلى دور المجلس، وأهميته بالنسبة للدولة والمجتمع.
مراحل التطور
فقد تناول الباب الأول من الكتاب تأسيس المجلس الوطني الاتحادي ومراحل تطوره بالاعتماد على أفضل الوثائق الرسمية الصادرة بهذا الخصوص، وتناول الباب الثاني البنية القانونية والتشريعية أو القوانين واللوائح الخاصة بالمجلس الوطني الاتحادي، وكان الباب الثالث من أكثر أبواب الكتاب اجتهاداً في تحليل التجارب الانتخابية التي مرت منذ عام 2006 وحتى عام 2011، وهي آخر تجربة انتخابية جرت في دولة الإمارات وعدّت شوطاً ديمقراطياً عظيم الأثر في الحياة السياسية. في حين استعرض الظنحاني في الباب الرابع، تاريخ وتحولات الفصول التشريعية الأربعة عشر التي جرت بين عامي 1972 و2011، عبر تحليل توثيقي دقيق.
حوارات ثرية
ودعّم المؤلف في الباب الخامس كتابه بحوارات ثرية مع رموز برلمانية خاضت غمار التجربة الانتخابية بنجاح، إذ ضمّ هذا الباب حواراً شاملاً مع معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، وهو أول مثقف إماراتي يرتقي إلى مسؤولية ديمقراطية من هذا النوع داخل الدولة، وكذلك حوار مع أحمد محمد راشد الجروان رئيس البرلمان العربي، والذي خاض تجربة إماراتية – عربية في العمل البرلماني، وكذلك نقرأ في هذا الباب حواراً ثرياً مع الدكتورة شيخة عيسى غانم العري عضو المجلس الوطني الاتحادي، في التفاتة مميزة من المؤلف لتسليط الأضواء على دور المرأة الإماراتية بهذا المجال في ظل دولة قدّمت الكثير من المنجزات القانونية والتشريعية والحريات القانونية للمرأة الإماراتية حتى أصبحت نموذجاً يُحتذى به في دول مجلس التعاون الخليجي.