في كل صباح، نقوم بتغسيل اليدين والوجه، نرتدي ملابسنا ونتناول إفطارنا ونذهب إلى العمل او المدرسة. بالنسبة للشخص غير المعاق فإنه يقوم بهذه المهام بشكل تلقائي، لكن بالنسبة لأولئك الذين لديهم إعاقات بدنية أو عقلية، فإن هذه المهام وغيرها تشكل تحدياً كبيراً.
العلاج الوظيفي – ما هو ومن يناسب؟
العلاج الوظيفي يكون هو الوسيلة في بعض الأحيان للانتقال من حياة الاعتمادية والخلل الوظيفي إلى حياة الأداء الوظيفي المستقل.
ويركز العلاج الوظيفي على مجموعة متنوعة من المهام التي يقوم بها الأفراد خلال الروتين اليومي لجميع الفئات العمرية، وأهميتها للأداء الوظيفي للشخص وشعوره بالاستقلالية والانتاجية وتحقيق رفاهيته.
العلاج الوظيفي – ما هو تخصص العلاج الوظيفي؟
العلاج الوظيفي هو أحد المهن الطبية المساندة التي تقوم على أساس التقييم ومن ثم العلاج لمهارات الحياة اليومية للأشخاص ممن لديهم مشاكل جسدية أو عصبية أو إدراكية وذلك من خلال تطوير قدراتهم، استعادتها كما كانت من قبل، أو الحفاظ عليها من التراجع والتدهور.
يهتم أخصائيو العلاج الوظيفي في تحسين و / أو الحفاظ على الأداء الوظيفي للأفراد مما يزيد من استقلالية الشخص ومشاركته في الأنشطة اليومية. ويركز العلاج الوظيفي على أولويات واهتمامات المريض ومن ثم السعي لتحقيق هذه الأهداف. وبعبارة أخرى، فالعلاج الوظيفي هو التدخل العلاجي الذي يهدف إلى السماح لكل شخص في أن يمارس مقدرته الوظيفية والوصول إلى اعلى مستوى من الاستقلالية.
يعمل أخصائيو العلاج الوظيفي بشكل وثيق مع كل من أخصائيي العلاج الطبيعي والنفسي والأطراف الاصطناعية وأخصائيي السمع والنطق والأطباء والممرضين وأخصائيي العمل الاجتماعي والمجتمع المحلي. وتشير تقديرات الاتحاد العالمي لأخصائيي العلاج الوظيفي إلى أن هناك أكثر من 550 ألف ممارس لمهنة العلاج الوظيفي في أكثر من 94 بلداً حول العالم. وقد نمت مهنة العلاج الوظيفي في السنوات الـ 50 الماضية وازداد الطلب على هذا التخصص بشكل ملحوظ.
نشأة العلاج الوظيفي
نشأت مهنة العلاج الوظيفي في بداية العقد الثاني من القرن العشرين كانعكاس للتقدم والازدهار الذي يشهده العصر. استطاع المعالجون الأوائل دمج أهداف قيّمة مثل: وجود أخلاقيات العمل بشكل واضح، وأهمية استعمال المرضى للحرف اليدوية خلال العلاج فيما يتوافق مع المبادئ العلمية والطبية. والجمعية الأمريكية للعلاج الوظيفي (AOTA) هي الجمعية الوطنية لدعم العلاج الوظيفي، أنشأت عام 1917 وتمت تسمية مهنة العلاج الوظيفي بهذا الاسم رسمياً عام 1920 حيث أن ظهور العلاج الوظيفي في ذاك الوقت مثل تحدياً للمفاهيم الطبية السائدة.
الافتراضات الأساسية في العلاج الوظيفي
- العمل له تأثير إيجابي على الصحة والرفاهية
- العمل يخلق بنية وتنظيم للوقت
- العمل يجلب معنى للحياة؛ ثقافياً وشخصياً
- المهن (العمل) شيء فردي، حيث يقدّر الناس مهن (أعمال) مختلفة.
بناءً على ذلك، يعمل العلاج الوظيفي مع الحالات التالية:
- الأطفال ممن لديهم تأخر واضطرابات النمو التي تعيق مهاراتهم الحركية، الادراكية والحسية.
- البالغون الذين تضررت قدراتهم في حادث، تدخلات طبية أو أمراض مزمنة.
- كبار السن الذين تضررت قدراتهم الوظيفية.
- الأطفال والبالغون ممن لديهم إعاقات نفسية تؤثر على أدائهم الوظيفي.
المشاكل التي تتطلب علاجاً وظيفياً:
- مشاكل الإدراك (التناسق أو التآزر بين حركة اليد والعين).
- مشاكل حسّية (بصرية، سمعية، لمسية، وتعبيريه: ابتسام، حزن، فرح، بكاء).
- صعوبات حركة الأعضاء الكبرى (الساقين والجذع)
المجالات التي يعمل العلاج الوظيفي بها:
- أنشطة الحياة اليومية (ADLs):
الاستحمام / استخدام دورة المياه والنظافة الشخصية بالمرحاض / اللباس / البلع والأكل / التغذية / التنقل الوظيفي / العناية بالأجهزة الشخصية / النظافة الشخصية / النشاط الجنسي.
- أنشطة الحياة اليومية الثانوية (IADLs):
رعاية الآخرين / رعاية الحيوانات الأليفة / تربية الأطفال / إدارة الاتصالات / القيادة (السواقة) والتنقل في المجتمع / الإدارة المالية / الإدارة والصيانة الصحية / إنشاء وإدارة المنزل / إعداد وجبات الطعام والتنظيف بعدها / الأنشطة والتعابير الدينية والروحية / السلامة والصيانة الطارئة / التسوق.
- الراحة والنوم:
الراحة / الاستعداد للنوم / القيام بفعل النوم.
- التعليم.
- العمل:
الاهتمام بوظيفة ما والسعي وراءها / البحث عن عمل وحيازته / الأداء الوظيفي / الاستعداد للتقاعد والتكيف معه / الاستكشاف التطوعي / المشاركة التطوعية.
- اللعب:
استكشاف اللعب / المشاركة في اللعب.
- أوقات الفراغ (الترفيه):
استكشاف الأنشطة الترفيهية / المشاركة في الأنشطة الترفيهية.
- المشاركة الاجتماعية:
المجتمع / العائلة / الأقران والأصدقاء.
آلية تدخل العلاج الوظيفي:
- التكيف مع البيئة والتعديلات البيئية كتحديد الحواجز البيئية وإزالتها، تعديل المهام.
- تعليم المهارات وتنميتها من خلال اكتساب وتنمية المهارات المفقودة لديه، باستخدام منهجيات محددة.
- تثقيف المريض وأسرته من أجل زيادة المشاركة وأداء الأنشطة اليومية وخصوصاً الأنشطة ذات المعنى.
دور المعالج الوظيفي
يمكن تلخيص دور أخصائي العلاج الوظيفي فيما يلي:
- تحسين أداء الفرد الوظيفي والتغلب على جوانب القصور أو العجز الناتج عن الإصابة وتحسين قدرته على القيام بنشاطات الحياة اليومية باستقلالية والحد من اعتماده على الغير.
- تحسين أداء الأطراف العلوية والمهارات الحركية الدقيقة في الجسم كحركة الأصابع واليدين.
- تحسين المهارات الإدراكية العقلية.
- القيام بالتعديلات البيئية وتسهيل إمكانية الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة.
- دمج مهارات البحث العلمي والمهارات السريرية العلاجية بشكل فعال.
- تطوير أساليب التدريب والتدريس العلمية في علوم التأهيل والعلوم الطبية المساندة بشكل عام والعلاج الوظيفي بشكل خاص.
- تحسين الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقات المختلفة وتوعية المجتمع بكيفية التعامل معهم والدفاع عن حقوقهم.
- استخدام التكنولوجيا المساعدة في تحسين نوعية واستقلالية الأداء للأشخاص ذوي الإعاقات المختلفة وتطوير قدراتهم.
ملخص
إن العلاج الوظيفي هو تدخل محدد لإعادة التأهيل يهدف إلى اكساب المهارات والسماح للشخص في التعامل مع إعاقة معينة والعيش حياة مستقلة تحترم استقلاليته وقدراته. وعلى الرغم من أن العلاج الوظيفي يركز على تحسين القدرات الوظيفية إلا أنه يوفر تجربة من النجاح، الإنجاز، تحسين الثقة بالنفس وتعزيز الشعور بالسيطرة والقدرة.
المصادر:
- Hocking، C (2004). Making a difference: The romance of occupational therapy. South African Journal of Occupational Therapy, 34(2), 3–
- Turner, A. (2002). History and Philosophy of Occupational Therapy in Turner, A., Foster, M. and Johnson, S. (eds) Occupational
- Punwar, A.J. (1994). Philosophy of Occupational Therapy in Occupational Therapy, Principles and practice. 2nd Ed. Williams and
- Douglas, F M (2004). Occupational still matters: A tribute to a pioneer. British Journal of Occupational Therapy, 67(6), 239
- Polatajko, H (2001). The evolution of our occupational perspective: The journey from diversion through therapeutic use to enablement. Canadian, 68(4), 203–207
- American Occupational Therapy Association
- Peloquin, S. (1989). Moral Treatment: Contexts Considered. American Journal of Occupational Therapy,43(8), p. 537-544