أمر الله تعالى بفعل الخير وجعله سبباً من أسباب الفلاح فقال عز وجل: (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) الحج / 77 وصنع الخير أمر رباني وفريضة شرعية وفضيلة إسلامية، وهو من الأفعال الحسنة التي تطمئن لها النفس، ويبعث على الرضا والاستحسان، وإنه جزء من رسالة الأنبياء التي أوحاها الله تعالى إليهم، قال سبحانه: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ * وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) الأنبياء / 73.
ولأهمية هذا الفعل وهذه القيمة الأخلاقية السامية اسمحوا لي أن نبحر معاً لكشف مكنون هذه الكلمة السامية وسبر أغوارها لما لها من أهمية لسمو البشرية.. فتعريف لفظ (الخير) ضد الشر في الأصل اللغوي من الفعل: خارَ، يَخيّر، خِرْ، والاسم: خَيْر، والجمع: خِيار، وأخْيار، وخُيُور، وتوسعوا في الأصل اللغوي فقالوا: خَارَ اللهُ لَكَ فِي أمْرِكَ: جَعَلَ لَكَ فِيهِ الْخَيْرَ، خَارَ الرَّجُلُ: صَارَ ذَا خَيْرٍ.
واصطلاحاً فلفظ (الخير) معناه ما يرغب فيه كل الناس، كالعقل، والعدل، والفضل، والشيء النافع وهو من القيم الأخلاقية.
أما في القرآن الكريم فقد ورد لفظ (الخير) ما يقرب من مئة وثمانين مرة، جاء في معظمها (اسماً)، كقوله تعالى: (ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ) البقرة / 45، وجاء في سبعة مواضع فقط (فعلاً)، منها قوله تعالى: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ) القصص / 66، وورد لفظ (الخير) مقابلاً لـ (الشر) مرة، وورد مقابلاً لـ (الضُرِّ) مرة أخرى، فمن أمثلة مقابلته لـ (الشر)، قوله سبحانه وتعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَراً يَرَه) الزلزلة / 7 – 8، ومن أمثلة مقابلته لـ (الضر) وقوله تعالى: {وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ * وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (الأنعام / 17).
ونود أن نشير إلى أن لفظ (الخير) كغيره من ألفاظ القرآن، لا يُفهم المراد منه تماماً إلا من خلال معرفة السياق الذي ورد فيه، مما يحتم ضرورة معرفة السياق الذي ورد فيه هذا اللفظ أو ذاك، وفيما يلي نستعرض إحدى وعشرين وجهاً ورد للفظ الخير ومعناه في القرآن الكريم:
- أحدها: القرآن. ومنه: (أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ) [البقرة: 105]
- والثاني: الأنفع. ومنه: (نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا) [البقرة: 106]
- والثالث: المال. ومنه: (إِن تَرَكَ خَيْراً) [البقرة: 180]
- والرابع: ضد الشرّ. ومنه: (بِيَدِكَ الْخَيْرُ) [آل عمران: 26]
- والخامس: الصلاح. ومنه: (يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ) [آل عمران: 104]
- والسادس: الولد الصالح. ومنه (وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً) [النساء: 19]
- والسابع: العافية. ومنه: (إِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ) [الأنعام: 17]
- والثامن: الشافع. ومنه: (لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ) [الأعراف: 188]
- التاسع: الإيمان. ومنه: (لَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً) [الأنفال: 23]
- والعاشر: رخص الأسعار. ومنه: (إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ) [هود: 84]
- والحادي عشر: النوافل. ومنه: (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ) [الأنبياء: 73]
- والثاني عشر: الأجر. ومنه: (لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ) الحج: 36]
- والثالث عشر: الأفضل. ومنه: (وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) [المؤمنون: 109 والآية: 118]
- والرابع عشر: العفة. ومنه: (ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً) [النور: 12]
- والخامس عشر: الصلاح. ومنه: (إن عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً) [النور: 33]
- والسادس عشر: الطعام. ومنه: (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) [القصص: 24]
- والسابع عشر: الظفر. ومنه: (لَمْ يَنَالُوا خَيْراً) [الأحزاب: 25]
- والثامن عشر: الخيل. ومنه: (أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ) [ص: 32]
- والتاسع عشر: القوة. ومنه: (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ) [الدخان: 37]
- والعشرون: حسن الأدب. ومنه: (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ) [الحجرات: 5]
- والحادي والعشرون: الدنيا. ومنه: (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) [العاديات: 8]
أما في الأحاديث النبوية الشريفة فقد ورد لفظ الخير بصلة وثيقة للمعنى ومن أمثلة ذلك عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ) (المسند 1 / 385 – 386) وأخرجه البخاري وأبو داوود والترمذي، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيرُ الناس أحسنُهم خُلقاً) أخرجه الطبراني، وقال عليه الصلاة والسلام: (خَيْرُكُمْ إِسْلَاماً أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقاً إِذَا فَقُهُوا). رواه البخاري، ويقول عليه الصلاة والسلام: (خَيْرُ النَّاسِ مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ، وَشَرُّ النَّاسِ مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ) رواه الترمذي، ويقول عليه الصلاة والسلام: (خَيرُ النَّاس أنفعهم للنَّاس) أخرجه السيوطي، ويقول عليه الصلاة والسلام: (إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ) أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُ أَبْوَابِ الِبّرِ الصّدَقَةُ) أخرجه الطبراني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مِنْ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنْ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ) (رواه ابن ماجة (195).
ولقد رأى مجموعة من الفلاسفة والعلماء والمفكرين العرب والغربيين أن الخير هو القيمة العليا التي تعود إليها كلُّ القيم كالسعادة والعدالة والجمال… فالمفكر الإسلامي الكبير أبو حامد الغزالي يقول إن ما نسميه باسم (الخير) إنما هو عملية جهد حر يقوم فيها الإنسان بالبحث عن (القيم) بوصفها (غايات) أو (أهداف) نهائية للحياة البشرية ومعنى الخير قديماً كانت هناك محاولات لالتماس الحقائق من الألفاظ، والفيلسوف ابن رشد يؤكد على الإنسان أن يعمل على إسعاد المجموع، فلا يخص شخصه بالخير والبر، فالمصلحة العامة، في نظره، هي مقياس قيم الأفعال من حيث الخير والشر، وإن كان العمل خيراً أو شرّاً لذاته. والعمل الخلقي هو ما يصدر عن عقل وروية من الإنسان. أما المفكر ابن خلدون فيقول: الإنسان أقرب إلى خِلال الخير من خِلال الشر بأصل فطرته وقوته الناطقة العاقلة، لأن الشر إنما جاءه من قبل القوى الحيوانية التي فيه، وأما من حيث هو إنسان فهو إلى الخير وخِلاله أقرب. ونجد العالم ابن سينا يقترب من رأي أرسطو، فيقول: (إن الخير بذاته معشوق)، وأفلاطون، مثلاً، أدخل قيمة الجمال في مفهوم الخير، فقال: (الجمال هو بهاء الخير). ونجد أن الفيلسوف أرسطو لا يختلف كثيراً عن أستاذه أفلاطون، فيرى أن الخير مستمد من خيرية الله، لذلك فإن الخير عنده هو ما تسعى إليه الأشياء جميعاً، وكما قال أرسطو بأن الخير مستمد من خيرية الله، والفيلسوف الوجودي مارتن هيدجر في اعتقاد مفاده؛ أن معنى الكلمة يكمن فيها كمون النفط في باطن الأرض. فما على المرء إلا أن يجيد الحفر، أي التحليل، في أصل الكلمة حتى ينبثق المعنى (أو الحقيقة) من داخل الكلمة ذاتها. ويذهب المفكر رالف بارتن بيري بهذا المعنى إلى القول:) لدينا معنيان لكلمة خير، فهي في معناها العام تعنى الطابع الذي يتخذه أي شيء في كونه موضوعاً لاهتمام إيجابي، وعلى ذلك فكل ما يرغب فيه الإنسان أو يحبه أو يريده هو إذن خيراً؛ ويرى العالم اسبينوزا (ان الخير الأسمى يمثل القانون الإلهي).
ومما سبق من معاني للخير التي أبحرنا فيها نخلص إلى أن الخير هو أن ترتفع فوق ذاتك ولذاتك. وأن تطلب الحق أينما وجد. وتثبت فيه. وتحتمل لأجله. الخير هو الشفافية والنقاء والكمال.. والخير لا يتجزأ. فلا يكون إنساناً خيّراً وغير خيّر في الوقت نفسه. أي لا يكون صالحاً وشريراً في وقت واحد… والخير ليس هو فقط أن تعمل الخير. بل بالأكثر أن تحب الخير الذي تعمله. فقد يوجد إنسان يفعل الخير مرغماً دون أن يريده. أو أن يعمل الخير بدافع من الخوف أو بسبب الرياء لكي يلحظه الناس أو لكي يكسب مديحاً أو لكي يهرب من انتقاد الآخرين…! وقد يوجد من يفعل الخير وهو متذمر ومتضايق. كمن يقول الصدق ونفسيته متعبة. ويود لو يكذب وينجو. أو من يتصدق على فقير وهو ساخط وبوده ألاّ يدفع! فهل نسمي كل ذلك خيراً؟ بل عمق الخير. هو محبة الخير الذي تفعله…
وقد نتساءل: هل للخير وجود موضوعي مطلق؟ وهل هناك (خير) بالمعنى العام، أم هو دائماً نسبي تبعاً لرضا فرد معين أو تفضيله؟ هل هناك أحكام تقويمية شاملة تسري على كل البشر في كل مكان؟ وهل هناك شيء ينعقد إجماع الناس على وصفه بـ (الخير) بغض النظر عن زمانهم أو مكانهم أو جنسهم أو حضارتهم؟ أم أن لكل شخص ـ في نهاية الأمر ـ نظاماً فردياً من القيم؟ بعبارة أخرى، هل القيم خاصية تنتمي إلى الأشياء ذاتها؟ أم أننا نحن الذين نضفي هذه القيم على الأشياء؟ أي، هل هي موضوعية أم ذاتية؟ مطلقة أم نسبية؟
ومن خلال هذه التساؤلات نرى أن (الخير) كامن في طبيعة الأشياء ذاتها، لا يختلف من فرد لآخر، ولا من عصر إلى عصر، ولا من مكان إلى مكان؛ لكن الذي يختلف فحسب هم الأفراد والجماعات. فقد تمنعهم البيئة أو التربية أو الظروف المحيطة بهم عن إدراك هذه الخصائص التي نسميها بالقيم، بحيث تجد مجتمعاً من المجتمعات أو فرداً من الأفراد لا يرى السلوك الأمين أو الصادق (خيراً) في ذاته؛ وتلك الحالات إن وجدت فهي لا تدحض الحقيقة التي تقول إن (الخيرية) كامنة في طبيعة السلوك الأخلاقي نفسه. وهكذا يكون الحكم التقويمي في أساسه وصفاً لطبيعة الأشياء، أي للواقع ذاته.
وعليه أرى أننا جميعا نقر بأن كلنا نؤمن بالخير. ونريد أن نعمل الخير، ولكننا نختلف فيما بيننا في معني الخير وفي طريقته. وما يظنه أحدنا خيراً. قد لا يراه كذلك! فما هو الخير؟ وما هي مقاييسه؟
الخير ليس شكليات. وليس لوناً من المظاهر الزائفة، إنما هو روح. ويكمن في القلب، لذلك فاختبار الخير يكون بمعرفة حالة القلب من الداخل، ولكي نحكم على أي عمل بأنه خير، يجب أولاً أن نفحص دوافعه وأسبابه وأهدافه. فالدوافع هي التي تظهر لنا خيرية العمل من عدمها، فقد يوبخك اثنان: أحدهما بدافع الحب والآخر بدافع الإهانة.. ويكون عمل أحدهما خيراً وعمل الآخر شراً. وقد يشترك اثنان في تنظيم مهرجان وطني: أحدهما من أجل حب الوطن والتفاني في خدمته. والآخر من أجل حب الظهور أو حب المظاهر. وهنا الهدف يختلف والنية تختلف.
لذا لكي نحكم على أي عمل بأنه خير: ينبغي أن يكون هذا العمل خيراً في ذاته. وخيراً في وسيلته.. وخيراً في هدفه. وبقدر الإمكان يكون أيضاً خيراً في نتائجه، والله سبحانه وتعالى فتح لنا أبواباً للخير كثيرة بحسب قدرتنا وطاقاتنا، ولن يعجز أحد أن يكون مبادراً إلى الإحسان والنفع كل في مكانه، فيستطيع كل مؤمن أن يكون من أهل الفضل والبر والعمل الصالح بيسر ودون مشقة، ففي عمل الخير تكفير للسيئات ورفع للدرجات وبركة في الأعمال الصالحات، قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ) (العنكبوت / 7)، والخير أيضاً ليس عملاً مفرداً أو طارئاً. إنما هو حياة، فالشخص الرحيم ليس هو الذي أحياناً يرحم. أو الذي ظهرت رحمته في موقف معين.. إنما الرحيم هو الذي تتصف حياته كلها بالرحمة فتظهر الرحمة في كل أعماله وفي كل معاملاته؛ في أقواله وفي مشاعره، حتى في الوقت الذي لا يباشر فيه عمل رحمة، وقال أبو ذر رضي الله عنه: على كل نفس فى كل يوم طلعت فيه الشمس صدقة منه على نفسه. قلت: يا رسول الله من أين أتصدق وليس لنا أموال؟ قال: «عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَامٍ، عَنْ أَبِي سَلَامٍ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ قَالَ: كَأَنْ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ كُلَّ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ صَدَقَةً مِنْهُ عَلَى نَفْسِهِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِنْ أَيْنَ أَتَصَدَّقُ وَلَيْسَ لَنَا أَمْوَالٌ؟ قَالَ: أَوَلَيْسَ مِنْ أَبْوَابِ الصَّدَقَةِ التَّكْبِيرُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَتَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، وَتَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَعْزِلُ الشَّوْكَةَ عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ وَالْعَظْمَ وَالْحَجَرَ، وَتُهْدِي الْأَعْمَى، وَتُدِلُّ الْمُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَةٍ لَهُ قَدْ عَلِمْتَ مَكَانَهَا، وَتَرْفَعُ بِشِدَّةٍ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيفِ، كُلُّ ذَلِكَ مِنْ أَبْوَابِ الصَّدَقَةِ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ» (رواه النسائي)
وختاماً إن الله تعالى فتح لنا أبواباً للخير كثيرة بحسب قدرتنا وطاقاتنا، ولن يعجز أحد أن يكون مبادراً إلى الإحسان والنفع كل في مكانه، فيستطيع كل مؤمن أن يكون من أهل الخير والفضل والبر والعمل الصالح بيسر ودون مشقة، ففي عمل الخير تكفير للسيئات ورفع للدرجات وبركة في الأعمال الصالحات، فالخير هو اقتناع داخلي بالحياة الصالحة مع إرادة مثابرة مجاهدة في عمل الخير وتنفيذه بحب صادق وشهوة في القلب لعمل الصلاح تعبر عن ذاتها وعن وجودها بأعمال صالحة، وليس هو مجرد روتين للعمل الصالح، ما لم يصل الإنسان إلى محبة الخير والتعلق به والحماس لأجله والجهاد لتحقيقه.
صدق أبو العتاهيةِ شاعرُ الزُهديِّاتِ في الإسلام ِ في نصيحته لإبنه استمدها من آيات القرآن الكريم، فقال: يا بُنيَّ، اعمل الخير، فإن لم تستطع فعلَ الخير، فانو الخير، فإنك لا تزالُ بخير ما نويتَ الخير. تلك هي أفعال من الخير ولمثلها نتسابق ولا ينبغي أن نستهين بها أو نزهد في ثوابها، قال تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه) (الزلزلة / 7). اللهم وفقنا لفعل الخيرات ووفقنا لطاعتك ورضاك.
- مسؤول التخطيط والمتابعة، والمشرف العام لبرنامج العلاج بالموسيقى ، والمشرف للفريق البحثي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ، ورئيس رابطة التوعية البيئية في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حتى الآن
- حاصلة على بكالوريوس من جامعة بيروت العربية ، وعلى العديد من الدبلومات المهنية والتخصصية العربية الدولية في مجالات التخطيط والجودة والتميز والتقييم والتدريب
- اختصاصي في التخطيط الاستراتيجي والاستشراف في المستقبل – LMG – جنيف ، سويسرا
- مدرب دولي معتمد من الأكاديمية البريطانية للموارد البشرية والمركز العالمي الكندي للتدريب وجامعة مانشستر وبوستن
- خبير الحوكمة والتطوير المؤسسي المتعمد من كلية الإدارة الدولية المتقدمة IMNC بهولندا
- مقيم ومحكم دولي معتمد من المؤسسة الأوربية للجودة EFQM، عضوة مقيمة ومحكم في العديد من الجوائز المحلية والعربية والدولية خبيرة في إعداد تقارير الاستدامة وفق المبادرة العالمية للتقارير – GRI
- مدقق رئيسي في الجودة الإدارية أيزو 9100 IRCA السجل الدولي للمدققين المعتمدين من معهد الجودة المعتمد بلندن – CQI
- أعددت مجموعة من البحوث و الدراسات منها ما حاز على جوائز وقدم في مؤتمرات
- كاتبة و لديها العديد من المقالات المنشورة في الصحف و المجلات وبعض الإصدارات
- قدمت ونفذت العديد من البرامج والمشاريع والمبادرات الهادفة والتطوعية والمستدامة لحينه
- حاصلة على العديد من الجوائز على المستوى المحلي والعربي منها : جائزة الشارقة للعمل التطوعي ، جائزة خليفة التربوية ، الموظف المتميز ، جائزة أفضل مقال في معرض الشارقة الدولي للكتاب
- حاصلة على العديد من شهادات الشكر والتقدير على التميز في الأداء والكفاءة.
- شاركت في تقديم العديد من البرامج التدريبية في مختلف المجالات الإدارية والجودة والتميز
- عضوة في العديد من الهيئات و المنظمات التربوية والتدريبية والجودة والتميز والتطوعية داخل وخارج الدولة