29 يناير 1860 ـ 15 يوليو 1904
طبيب وكاتب مسرحي ومؤلف قصصي روسي كبير ينظر إليه باعتباره من أفضل كتاب القصص القصيرة على مدى التاريخ ومن كبار الأدباء الروس، فقد كتب المئات من القصص القصيرة التي اعتبر الكثير منها إبداعات فنية كلاسيكية، كما كان لمسرحياته تأثير عظيم على دراما القرن العشرين.
كان تشيخوف يكتب في البداية لتحقيق مكاسب مادية فقط، ولكن سرعان ما نمت طموحاته الفنية، وقام بابتكارات إبداعية أثرت بدورها على تطور القصة القصيرة الحديثة، تتمثل أصالتها بالاستخدام المبتكر لتقنية تيار من شعور الإنسان.
نشأته
وُلد أنطون تشيخوف في 29 يناير 1860، ترتيبه الثالث بين ستة أطفال وقد كان والده بافل تشيخوف يوصف بكونه تعسفياً بل نظر إليه بعض المؤرخين على أنه نموذج في النفاق في التعامل مع ابنه، أما والدة تشيخوف، فكانت راوية ممتازة في حكاياتها الترفيهية للأطفال عن رحلاتها مع والدها تاجر القماش في جميع أنحاء روسيا.
يقول تشخيوف (حصلنا على مواهبنا من أبائنا أما الروح فأخذناها من أمهاتنا).
تلقى تشيخوف التعليم في مدرسة يونانية للصبيان كان اسمها تاجونروج جمنازيوم أما اليوم فتعرف بجمنازيوم تشيخوف حيث تم احتجازه في القبو مدة طويلة بسبب فشلة 15 مرة بامتحان اليونانية، واشتهر هناك بتعليقاته الساخرة ومزاجه وبراعته في إطلاق الألقاب الهزلية على الأساتذة، كما كان يستمتع بالتمثيل على مسرح الهواة وأحيانا كان يؤدي أدواراً في عروض المسرح المحلي، في تلك الفترة جرب يده بكتابة (مواقف) قصيرة، وقصص هزلية فكاهية، ومن المعروف إنه ألف في تلك السن أيضا مسرحية طويلة اسمها “دون أب” لكنه تخلص منها فيما بعد.
كان أنطون عاشقًا للمسرح وللأدب مُنذ صغره، وحضر أول عرض مسرحي في حياته (أوبرا هيلين الجميلة) لباخ عندما كان في الثالثة عشرة من العمر، ومنذ تلك اللحظة أضحى عاشقًا للمسرح حيث كان ينفق كل مدخراته لحضور المسرحيات، وكان مقعدهُ المفضل في الخلف نظرًا لأن سعره أقل وكانت مدرسة الجيمنازيم لا تسمح لطلبتها بالذهاب إلى المسرح إلا بتصريح خاص من المدرسة، وكان هذا التصريح لا يصدر غالبًا بسهولة وفي العطلات الأسبوعية فقط.
في عام 1876، أعلن والد تشيخوف إفلاسه وغادر إلى موسكو كي يتجنب السجن بسبب ديونه غير المدفوعة، لكن تشيخوف بقي في تاغانروغ لثلاث سنوات أخرى، وفي عام 1879، أتم تشيخوف تعليمه وانضم لعائلته في موسكو، بعد قبوله في كلية الطب في جامعة موسكو.
أوائل كتاباته
تولى تشيخوف مسؤولية دعم جميع أفراد الأسرة ودفع الرسوم الدراسية عنهم، كان يكتب يوميًا مختصراً استكشافات فُكاهية ومقالات قصيرة من الحياة الروسية المُعاصرة تحت أسماء مستعارة، لكن هذه الكتابات المُذهلة بدأت تكسبه السُمعة الطيبة تدريجيًا باعتباره مؤرخاً ساخراً للشارع الروسي.
في عام 1884، تخرج كطبيب، وهي المهنة التي اعتبرها مهنته الرئيسية وقد أحرز القليل من المال من هذه الوظيفة حيث كان يعالج الفُقراء مجانًا، وقد أستطاع تشيخوف أن يجذب الانتباه على المستويين الأدبي والشعبي.
الكاتب الروسي الشهير دميتري غريغوروفتش وبعد أن قرأ إحدى قصص تشيخوف القصيرة كتب إليه يقول: (لديك موهبة حقيقية، موهبة تضعك في المرتبة الأولى بين كتاب الجيل الجديد)، وفي عام 1887، فازت مجموعة تشيخوف للقصص القصيرة (في الشفق) بجائزة بوشكين “لأفضل إنتاج أدبي مُتميز بقيمة فنية عالية.
في مارس 1897 تعرض تشيخوف إلى نزيف حاد في الرئتين بينما كان في زيارة لموسكو، وقد شخص الأطباء حالته وتبين لهم أنه مُصاب بمرض السل في الجزء العلوي من رئتيه، الأمر الذي أدى إلى تغير نمط حياته فيما بعد.
بعد وفاة والده في عام 1898، اشترى تشيخوف قطعة أرض في ضواحي مدينة يالطا وبنى فيلا هناك، انتقل للعيش فيها مع أسرته، هناك زرع الأشجار والزهور وحافظ على الكلاب واستقبل ضيوف مثل ليو تولستوي ومكسيم غوركي، وفي يالطا أكمل كتابة اثنتين من مسرحياتهُ الفنية، (الأخوات الثلاثة وبستان الكرز)، وفي 25 مايو 1901 تزوج تشيخوف من أولجا كنيبر.
وفاته
بحلول مايو 1904، كان أنطون تشيخوف مُصابًا بمرض السل، وشعر الجميع بداخلهم أن نهايته ليست ببعيدة، وفي 3 يونيو أنطلق مع أولغا باتجاه مدينة الحمامات الألمانية، في الغابة السوداء، حيث كتب رسائل مرحة إلى شقيقته ماشا واصفًا المواد الغذائية والبيئة المحيطة، مؤكدًا لوالدته بأنه في تحسن مُستمر.
وفاة تشيخوف أصبحت قصة بحد ذاتها حيث روت زوجته أولغا أنه حين شعر بدنو أجله قام بشكل غير اعتيادي ومستقيم وقال بصوتً عالي وبوضوح (أنا على شرفة الموت)، شرب بعد ذلك كوباً كاملاً من عصير العنب ثم ابتسم وقال: لقد حان الوقت مُنذ زمن طويل .. ثم اتكأ على جانبه الأيسر بهدوء وأسلم الروح بسلام (15 يوليو 1904).
تعلم العديد من كتّأب المسرحيات المعاصرين من تشيخوف كيفية استخدام (المزاج العام للقصة والتفاصيل الدقيقة الظاهرة) لإبراز النفسية الداخلية للشخصيات وقد تُرجمت أعمال تشيخوف إلى لغات عديدة.
من مسرحيات تشيخوف :النورس، العم فانيا، الأخوات الثلاث، بستان الكرز، الآثار الضارة للتبغ، أغنية البجعة، ايفانوف، الدب، طلب الزواج، الزفاف، غابة الشيطان، أما أبرز قصصه فهي: وفاة موظف، السمين والنحيف، المحار، الحرباء، قناع، الصيادون، الرقيب بريبيشتشيف، وجبة، البداية، حورية البحر، السهوب، الراهب الأسود، كمان روتشيلد، سيدة مع الكلب، الكهنة .
اسم انطون تشيخوف سيبقى علامة فارقة في مجال القصة القصيرة وأسلوبه القصصي سيبقى مدرسة يتعلم منها الكتاب في مختلف أرجاء العالم.
حازم ضاحي شحادة
- بكالوريوس في الصحافة / جامعة دمشق
- صحفي في جريدة الوحدة السورية سابقاً
- صحفي منذ عام 2007 في قسم الإعلام / إدارة الاتصال المؤسسي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- كاتبٌ في مجلة المنال الإلكترونية
الخبرات
- التطوع والعمل سنوياً منذ العام 2008 في مخيم الأمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث قامَ بتحرير أخباره أولاً بأول.
- التطوع والعمل منذ العام 2008 في مهرجان الكتاب المستعمل الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2007 في ملتقى المنال الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره.
- المشاركة في ملتقى التوحد (خارج المتاهة) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أبريل من العام 2015 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التدخل المبكر الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في يناير من العام 2016 والمساهمة في تحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التقنيات المساندة الذي نظمته المدينة في مارس من العام 2017 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2008 في حملة الزكاة التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنوياً وتحرير أخبارها أولاً بأول.
- لا بد من الإشارة إلى عشرات وعشرات الفعاليات والأنشطة والزيارات التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ويقوم بتحرير أخبارها أولاً بأول.
- كما لا بد من الإشارة إلى أن 80 في المائة من الأخبار المنشورة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مختلف الصحف والمواقع منذ منتصف العام 2007 وحتى يومنا هذا هي من تحريره.
المؤلفات
- أديبٌ سوري يكتبُ في الصحافةِ العربيةِ منذ عشرين عاماً
- صدر له حتى الآن:
- المبغى / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- اختلافٌ عميقٌ في وجهات النظر / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- أيامٌ في البدروسية / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- فوق أرض الذاكرة / مجموعة قصصية. دار آس سوريا
- أوراق نساء / 2012 ـ ديوان . دار بصمات ـ سوريا
- نشرت العديد من قصصهِ في مجلات وصحف ومواقع إلكترونية سورية وعربية منها
- (مجلة الآداب اللبنانية) (مجلة قاب قوسين) الأردنية (مجلة ثقافات الأردنية) (مجلة انتلجنسيا التونسية) (جريدة الوحدة السورية)