أعلنت مبادرة (القراءة نور وبصيرة) القاص والروائي محمد عيد العريمي فائزاً جديداً بجائزة الانجاز الثقافي البارز في عُمان في دورتها السابعة لعام 2015.. وقد دأبت المبادرة على منح هذه الجائزة منذ عدة سنوات لشخصيات وجهات ثقافية بالنظر إلى منجزها الثقافي البارز وتجربتها الإبداعية المتنوعة كان آخرها الشاعر العماني محمد الحارثي.. وفي حيثيات اختيارها للعريمي قالت لجنة التحكيم المؤلفة من كل من الشاعر سماء عيسى (مؤسس الجائزة)، والشاعرين صالح العامري، ومحمود حمد قالت إن قدوم الكاتب محمد عيد العريمي من تجربة أليمة وصادقة، قدمته كاتباً متميزاً، هي تجربة الإعاقة، التي تحولت لديه إلى تحدٍّ شكل فرقاً في العطاء الثقافي النبيل. وقد أعطته هذه التجربة باستيعابها الروحي الخلاق تميزاً وفرادة في الأدب العماني المعاصر، خاصة في أدب السيرة الذاتية الذي هو أدب حديث التأسيس في الإبداع العماني، إلا أنه جاء ثرياً بتجارب متعددة، منها تجربة محمد عيد العريمي باعتبارها واحدة من أهم تجاربها وأكثرها ثراء. لقد كان تحدي الإعاقة حالة إنسانية وإبداعية شكلت فرقاً في العطاء الثقافي النبيل.
وأضافت اللجنة أن محمد عيد فتح عوالم من الخيال الإبداعي الرحب في عدد من تجاربه الإبداعية، مثل (حز القيد) الرواية التي وثق فيها الكاتب تجربة السجون في الوطن العربي، وصولاً إلى تجربته الروائية الأخيرة (حكايات يونس حيم)، وهي التجربة التي ينسج فيها الخيال والواقع عملاً فريداً، لا يفارق رائحة الأرض وسكانها البسطاء، عبر تجربة يختلط فيها السرد بواقع معيشي يرفعه الكاتب إلى مستويات ثرية من الإبداع الروائي والقصصي.
وأوضحت اللجنة أن من أبرز ما يميز الكاتب محمد عيد العريمي هي قدرته الخلاقة على ربط تجربة حياته الشخصية بتجربة شعبه وأرضه وترابه، متجلياً ذلك في عدد من أعماله الإبداعية المتميزة، مثل (بين الصحراء والماء)، وهي التجربة التي وثقت لنا حياة تنعدم اليوم، تجربة ستظل ثرية في أحداثها وشخوصها، خاصة لامتدادها الجغرافي الذي شمل ذاكرة البحر وذاكرة الصحراء.
يعتبر الكاتب محمد عيد العريمي نموذجاً مشرفاً للكاتب الذي يتوجب على الأجيال القادمة الاقتداء بصبره وكفاحه وإيمانه بقيم الإبداع حين تضعنا الحياة في أكثر دروبها صعوبة ومشقة.
إجمالاً يمكن القول بأن محمد عيد العريمي استطاع أن يقرأ في رواياته واقعنا المكلوم ورغبتنا في الحياة، كما أن الإخلاص في قضية الإنسان والوطن ماثلة بتفاصيلها في أعماله الإبداعية. كما استحق هذه الجائزة لأنه ترك أعمالاً تتميّز بصوته العربي العميق، ولأن تجربته الروائية من الأعمال العمانية التي تشكل حلقة وصل بالتجربة الروائية العربية.
سيتم الاحتفال بتسليم العريمي الجائزة في وقت لاحق ، وستصدر مبادرة (القراءة نور وبصيرة) كتاباً عنه يضم حواراً مطولاً معه ، وشهادات عنه وعن تجربته الإبداعية والانسانية . يشار إلى أن جائزة الانجاز الثقافي البارز في السلطنة قد تأسست عام 2009، ومن بين الفائزين بها في السنوات الماضية الأديب عبدالله حبيب، والروائي أحمد الزبيدي والمحامي يعقوب الحارثي، وموقع (أكثر من حياة) المتخصص في الحث على القراءة.