إعداد: مركز رعاية وتأهيل المعاقين بالفجيرة
أكد فريق من الباحثين الأمريكيين بجامعة بوسطن أن الاكتئاب يحدث بنسبة كبيرة بين الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، وأن هناك نوعاً من الجينات يسمى (أو ـ بي) يلعب دوراً فعالاً في زيادة وزن الجسم في مراحل العمر المختلفة، وكذا في إصابته بالاكتئاب والتوتر النفسي.
وقد أجريت هذه الدراسة على 211 رجلاً وسيدة في مراحل عمرية مختلفة وأوزان مختلفة، يعانون من سمنة مفرطة وتوتراً نفسياً، وأظهرت النتائج أنهم يحملون الجين الوراثي المذكور داخل الحمض النووي بنسبة كبيرة مقارنة بغيرهم من الأشخاص العاديين. وأكد الباحث الأمريكي جيرالد لوهست رئيس قسم العلوم البيولوجية بجامعة كاليفورنيا أن من يعانون من الاكتئاب نتيجة لزيادة الجين المذكور عن المعدل الطبيعي يشعرون بحاجة مستمرة إلى تناول كميات كبيرة من الطعام مما يؤدي إلى زيادة مفرطة في أوزانهم. كما لوحظ من خلال الأبحاث أن معظم الأشخاص الذين يمتنعون عن التدخين يعانون من زيادة مفرطة في الوزن نتيجة لكفاءة هذا الجين.
ويشير الدكتور عادل صادق أستاذ الطب النفسي أن البدانة والاكتئاب بينهما علاقة سببية واضحة حيث تصاحب البدانة اضطرابات مزاجية تصل في معظم الأحيان إلى حد الاكتئاب. وفي الوقت نفسه يؤدي الاكتئاب إلى شراهة في تناول الطعام تصل إلى حد الإصابة بالسمنة المفرطة. إن مسؤولية أحد الجينات الوراثية عن حدوث الاكتئاب والسمنة توضح لنا هذه العلاقة وتؤكد دور العامل الوراثي الذي يمثل 21% من أسباب الاكتئاب. ويعد الاكتئاب رابع الأمراض التي تصيب الإنسان على مستوى العالم بعد الأمراض المعدية وأمراض القلب والجهاز التنفسي حيث يوجد حوالي 200 مليون مكتئب في العالم، ومن المتوقع ـ طبقاً لأحدث الاحصاءات لمنظمة الصحة العالمية ـ أن يصبح الاكتئاب ثاني مرض في العالم خلال العقد الأول من القرن الحالي.
تبدأ أعراض الاكتئاب بانخفاض تقدير الذات ـ كما يقول الدكتور سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسي ـ ومن الأعراض أيضاً: اضطراب الذاكرة، وتوقع الفشل في كل محاولات النجاح مع الإحساس بخيبة الأمل في الحياة، وغياب الشعور بالبهجة إلى درجة تصل إلى الرغبة في الموت، ويصاحب ذلك اضطراب في جميع أجهزة الجسم والغدد والأعصاب بالإضافة إلى ضعف جهاز المناعة وعجزه عن مقاومة الأمراض.
وتوجد حالات أخرى من الاكتئاب ترتبط ببعض الأمراض العضوية الجسدية مثل الأنفلونزا والالتهاب الكبدي الوبائي والالتهاب الرئوي. ويرجع السبب فيها إلى تغيرات كيميائية تحدث في الجهاز العصبي، علاوة على نوع آخر من الاكتئاب يرتبط بالمؤثرات الخارجية وتتمثل في عدم القدرة على التكيف مع الأوضاع الجديدة والمفاجئة في حياة الإنسان مثل الترقية أو الانتقال إلى عمل آخر أو الخلافات الزوجية. وهذا النوع من الاكتئاب يسهل علاجه عن طريق الجلسات النفسية التي تعمل على تحريك العوامل النفسية في مصلحة المريض. أما العقاقير فلا يتم اللجوء إليها إلا في الحالات الاكتئابية التي تستلزم ذلك.