مقدمة الكاتبة
أعود إليكم مجدداً في قصة (ذكريات طفلة ذات إعاقة) التي نشر قسم منها في مجلة المنال الورقية ضمن زاوية (بأقلامهم) ابتداء من العدد 214 مايو 2007، وتوالت فصولها وحلقاتها تباعاً وكان آخرها بعنوان (لماذا خلقني الله هكذا!) الذي نشر في عدد المنال الورقي 256 في سبتمبر 2011.
ولتذكير القرّاء الأعزاء أقدم لكم ملخصاً عما سبق نشره من أقسام لربطه بما سينشر لاحقاً، ففي الفصل الأول تحدثت عن طفلة معوقة شبهتها بنبتة تعيش بين أربعة صخور، وكانت الصخرة الأولى عبارة عن العائلة التي عاشت بكنفها هذه الطفلة المعوقة، والصخرة الثانية هي المدرسة وعلاقتها بها، أما الصخرة الثالثة فكانت المجتمع وطريقة تعاملها معه، والصخرة الرابعة كانت الدولة.
الفصل الثاني (نبتة تعلو فوق الصخور) تضمن عناوين وموضوعات تخصني كفتاة معوقة في فترة المراهقة والشباب، وهي: زملاء في الإعاقة، وفيه بعض القصص المتعلقة بهم، وحوار في الحب وفيه نظرة الشخص المعوق إلى العلاقات العاطفية، ولماذا خلقني الله هكذا؟ سؤال طرحته طالبات معوقات.
وأواصل في هذه المساحة عناوين الفصل الثاني من (نبتة تعلو فوق الصخور) بذكريات من الحرب، وهي مناسبة أتقدم فيها بالشكر لهيئة تحرير المنال التي استأنقت متابعة نشر القصة وللقرّاء الأعزاء الذين تابعوها طوال السنوات الماضية.
ذكريات من الحرب
استمرت الحياة رقم قساوة الحرب، وكانت ليلة الرابع والعشرين من شهر مارس / آذار 1982 حين مجيء مولودة جديدة إلى العائلة وكانت آخر العنقود فأكتمل عدد أفراد الأسرة إلى التسعة، خمس إناث وأربعة ذكور، سميت (نادين) التي حملت بها أمي بعد تسع سنوات من ولادة شقيقتي لينا التي أكبرها بدوري بثماني سنوات وانقسمت العائلة إلى جيلين: ثلاثة من أخوتي الكبار كانوا قد تزوجوا وغادروا وإثنان على أبواب زواج، وجيل آخر مؤلف من أربعة أولاد ما زالوا في البيت بأعمار متباعدة. جاءت نادين الى الحياة في زمن الحرب الممتدة من عام إلى آخر ولا تنتهي، وما زالت إلى اليوم تتجدد بأشكال وأساليب مختلفة.
عادت أمي من المستشفى تحمل فتاة صغيرة جداً رقيقة جميلة، تفتح عينيها صاحية تماماً، وما كدنا نلقي نظرة فاحصة على الضيفة العزيزة ونحتفل بقدومها حتى اشتد القصف ودوت أصوات القذائف واحتدمت المعارك بين أطراف النزاع على المحاور المجاورة لبيتنا، الحرب حينها كانت طائفية والنزاع الدائر كان بين المسلمين والمسيحيين والمناطق منقسمة بين شرقية وغربية. وهكذا ازداد عدد الأفراد الذين أقلق بشأنهم، طفلة صغيرة أخاف من إصابتها بسوء، ولم يكن هذا وسواساً قهرياً من قبلي، بل كان واقعاً معاشاً يفرض أحد احتمالين، إما النجاة، وأما الإصابة برصاصة من هنا أو هناك، أو بشظية ما من القذائف التي تتساقط أحياناً علينا كالمطر وبشكل عشوائي.
وفي ذلك اليوم ـ أي يوم ولادة نادين ـ اشتد القصف هرولنا جميعاً إلى الملجاً وكالعادة حمل أبي ما كانت أمي تحضره من ماء وبعض الأطعمة والشمع والقنديل، وبالطبع الراديو الذي لم يكن يفارق يد أبي لسماع الأخبار الأمنية، ووضعت أمي نادين في سرير صغير تستطيع حمله وهبطنا الطبقات السبع وصولاً إلى الملجأ، وما هي إلا دقائق حتى التحقت بنا جارتنا سهام التي أنجبت بدورها في النهار ذاته مولوداً ذكراً اسمه أحمد ووضعته في سريره قرب سرير نادين فزغردت إحدى الجارات وعلت الأصوات مهنئة الأمهات لخلاصهن بالسلامة وصغارهن، وبت ليلتها جالسة قلقة أراقب وأسأل ماذا سيحصل غداً؟ وكيف سنكمل حياتنا على هذا الشكل؟ وما هو مصير هاذين الطفلين اللذين باتا ليلتهما الأولى في ملجأ؟ وهل يستطيعان تحمّل أصوات القذائف هذه التي تصم آذان الكبار، ويتنشقان رائحة البارود والرطوبة عوضاً عن رائحة اليانسون والزنجبيل؟ أسئلة كثيرة ضجّ بها رأسي وأوجعت قلبي، عندها توجهت إلى العلي القدير وقلت (فثم وجه الله) ناجيته رأفة بالصغار أن يكف أيدي السوء ويرفعها عن خلقه الذين لا ذنب لهم في هذا الاقتتال الطائفي العبثي الذي لا هدف منه سوى القتل وسفك الدماء.
وقبل أن تنتهي حرب المحاور في بيروت اشتعلت ثانية في جميع الاتجاهات، وكان الاجتياح الاسرائيلي لجنوب لبنان وصولاً إلى العاصمة بيروت في شهر يونيو / حزيران عام 1982 وأصبحت سماء لبنان سوداء بالكامل والحياة صعبة للغاية، اختار أبي أن يأخذنا إلى بيتنا في القرية التي كان الاحتلال قد عبرها عابثاً ببيوتها، وما هي إلا أيام معدودة لنا هناك حتى استيقظنا ذات صباح على مكبرات الصوت من جيش الاحتلال ينادي رجال القرية وشبابها للتجمع في ساحتها، فغادر الجميع وبقيت النساء في البيوت، وهناك في الساحة حيث تجمع الرجال جلس عميل للعدو الإسرائيلي من القرية داخل سيارة وبدأ يشير منتقياً من الرجال من يراه هو مناسباً دالاً عليه فيسحب من بين الجموع ويصطف إلى جانب الآخرين وجوههم إلى الحائط، ومن ثم يتم اعتقالهم ونقلهم إلى أحد المعتقلات وكان أحد أخوتي من بينهم وهو شقيقي الأكبر الذي قدم حديثاً إلى لبنان من الخارج لمعالجة الروماتيزم، عاد أبي مذهولاً دونه إلى البيت.. وكذلك أخوتي، وصدمت أمي بالخبر ودب الحزن والأسى في العائلة كلها لمدة سنة وأربعة أشهر حتى الإفراج عن جميع المعتقلين الذين كانوا في معتقل أنصار. لم يدم طويلاً احتلال بيروت من قبل العدو، فعدنا على أعقابنا محبطين مكتئبين دون أخي الأكبر والضعيف صحياً بعد أن انقطعت أخباره عنا، عدنا مع أب ملأ الحزن تعابير وجهه، وأم تبكي ليل نهار فقط لأن الذي اعتقل لا يستطيع الوقوف من آلامه تاركاً علاجه ودواءه في البيت.
عدنا وقد أصابني وأخوتي البكم، مع طفلة بعمر أربعة أشهر بالكاد نداعبها أو نضحكها حتى لا تسمع أمي أصواتنا التي تقوم هي بواجبها معها فترضعها حليبها من وراء قلب يلهج بذكر ابنها وتدعو لفك أسره، وتغسلها بخليط ماء ودموعها التي ما نضبت طيلة فترة غيابه، حتى أنها علمتها بأن ترفع يديها وتدعو الله بصوتها الرفيع: يا رب، قاصدة بأن يفرج الله عن ابنها، ومع مرور الوقت أصبحت الصغيرة سلوتنا جميعاً، تكبر بين الكبار كل واحد منا يدللها على طريقته.
في تلك السنة اقفلت أغلب المدارس أبوابها خاصة الواقعة على مقربة من محاور القتال، ذهبت إلى مدرستي في الشهر الاول فقط وكنا نعاني الامرين عند الذهاب والإياب في باص المدرسة، فالسائق كان مضطراً لكي يوصل أحد التلامذة إلى بيته أن يعبر أحد المحاور التي تتعرض دائماً للقنص من الجهة المقابلة، وكان يطلب منا قبل أن يقطع الطريق بأن نخفض رؤوسنا إلى الأسفل حتى لا يصاب أحدنا، وفي إحدى المرات وأثناء مروره مسرعاً من ذات المكان اخترقت رصاصة من فوق رؤوسنا شباك الباص وخرجت من الشباك المقابل، بعدها استشعرت إدارة المدرسة الخطر وقررت إقفالها حتى إشعار آخر.
بعد مرور ثلاثة أشهر مرضت أمي وأدخلت المستشفى، وكنت حينها البنت الأكبر في البيت بعد زواج شقيقتين لي قبل ولادة نادين، ومع فتاة تصغرني بثماني سنوات اسمها لينا، توليت أنا رعاية الصغيرة ذات السبعة أشهر ولازمتها في صحوها ومنامها وإطعامها، فتعلقت بها وتعلقت بي فاستمرت رعايتي لها بعد خروج أمي من المستشفى. وفي العام 1983 اشتدت الحرب الأهلية وتطورت الأحداث سلباً ودخلت بعض القوات الأجنبية من البحر وقصفت أكثر المناطق في بيروت وضواحيها، مكثنا في الملجأ ثلاثة أيام بلياليها، صمت آذاننا صغاراً وكباراً اصطفينا جنب بعضنا دون حراك ورائحة البارود والعفن سدت أنوفنا، لم تهدأ أصوات الانفجارات التي كان يليها سقوط الركام وأجزاء من منازلنا كأنها السيل.
في صباح اليوم التالي خرج الرجال من الملجأ لتفقد المنازل، وتزويدنا ببعض الحاجيات، عاد أبي وأخبرنا بأن قذيفة سقطت من السطح وانفجرت وسط منزلنا، وأيضاً بعض الطوابق الأخرى، أما الشارع فقد غطاه ما تساقط فيه من ركام الطبقات العليا من البنايات ولا تستطيع السيارات عبوره، ومن لطف الله تعالى أن جميع السكان كانوا في الملاجئ ولم يصب أحد بأذى.
هدأت الأحوال الأمنية في اليوم الثالث وفتحت الطرقات فغادر أغلب السكان بيوتهم إلى أماكن آمنة، وأحد الجيران ممن غادروا أعطانا مفتاح بيته في الطابق الثالث من المبنى لأن بيتنا لم يعد يصلح للسكن. وفي الوقت نفسه قرر أبي أن نغادر نحن أيضاً مؤقتاً إلى منزل في منطقة آمنة على سبيل الإعارة من ربّ عمله، ثم ذهب إلى بيت أختي التي كانت مقيمة على مسافة قريبة من حينا وطلب منها أيضاً تحضير نفسها وعائلتها وأن تلتحق بنا.
نزلنا جميعاً واستقرينا أياماً قليلة بعد تجهيز البيت بما يلزم. بعدها قرر أبي العودة إلى الحي بمفرده على أن يأتي إلينا كل يوم أثناء النهار، ثم التحق به أخوتي الشباب وأمي وبدوري لم استطع البقاء بعيدة عنهم فرجوتهم حتى وافقوا وذهبت معهم، وبقيت البنتان الصغيرتان مع اختي الكبرى في المنزل الآمن. عدنا وأقمنا في بيت الجيران في الطبقة الثالثة من المبنى وما هي الإ أيام قليلة حتى مرضت أمي مجدداً وأدخلت المستشفى لإجراء عملية في كليتها، وفجأة وجدت نفسي ربة منزل أطبخ وأكنس وأغسل الثياب، دون تدريب أو سابقة لي في هكذا أعمال.
شهران وأمي في المستشفى انزل خلالها يومياً إلى بائع الخضار واللحام الذي يبعد مسافة عن حينا، اشتري ما يلزم وأعود محملة بيدي مع العكازين، حين أتذكر لا أصدق كيف كنت أحمل هذه الأوزان وأمشي بها من شارع إلى آخر، كنت في عمر السادسة عشرة، أعود بالحاجيات إلى البيت وأحاول جاهدة التكهن بكيفية الطهي وتحضير الطعام، ولا عجب إن فشلت في الكثير من المرات، وبعدها أصبحت أختار الأكلات الخفيفة التي لا تحتاج إلى فن الطهي، وكان علي كل يوم بعد تجهيز الطعام أن آخذ منه إلى أمي في المستشفى وأبي الذي لم يغادرها إلا إلى عمله في الصباح ويعود فيبيت عندها. كنت أقوم بهذه المهام دون طلب من أحد وبمبادرة مني كنت أجد نفسي دائماً في خضم مسؤوليات جديدة أخوضها باندفاع دون تفكير أو تردد، ولكن الغريب أنه لم يلتفت أحد إلى صعوبة ما أفعله، وكأن ما أقوم به هو بديهي ومقدور عليه من قبلي، لا أدري ربما كان كل واحد منهم مشغول بما هو أهم من سؤاله عن كيفية تأمين حاجياتي.
وبعد مرور أسبوعين كنت قد اشتقت إلى صغيرتي نادين فطلبت من أبي أن يصطحبها معه للبقاء معي، كانت هناك كالغريبة بعيدة عني وعن أمي، وكانت اختي لينا التي تكبرها بتسع سنوات تحاول أن تهذبها وتفرض عليها كل ما تراه هي مناسباً لها فحاولت أن تمارس دور الأم لكن بقساوة طفلة غيورة، أحضرها أبي فآنست بها بالرغم من خوفي الزائد عليها، وفي مرة أثناء نومها بعد الظهر، كنت أنشر الغسيل على الشرفة وإذ بقذيفة تسقط قريبة من الحي وتتطاير شظاياها فتصيب أنفي شظية صغيرة ويسيل الدم، ارتعبت ثم مسكت أنفي بمنشفة كانت في يدي، ثم صرخت بأعلى صوتي إلى الجيران لكي يأتي أحدهم ويأخذ أختي حتى لا تصاب، خوفي كان كبيراً على الصغيرة، أما إصابتي فكانت طفيفة لكني خفت من الأسوأ، أيام وليال عشناها مذعورين، لا أدري كيف مضى ذاك العام، ولا الذي تلاه… حروب وتهجير من مكان إلى آخر حتى باتت ذكرياتي مشوشة ومشوهة حول تلك الفترة.
وقبل أن تنتهي الحرب رمم أبي بيتنا وعدنا جميعاً إليه، وفي كل مرة تتدهور الأحوال الأمنية نذهب إلى قريتنا في الجنوب، ويزورنا أبي في نهاية كل أسبوع ليعود إلى عمله في بيروت، وفي أكثر الأحيان أعود وألح عليه بالنزول معه والبقاء بجانبه، حتى وافق هو دون موافقة أمي، جهزت نفسي صباح يوم الاثنين ووقفت عند الباب، اندهشت أمي لتصرفي مع علمها أنني لم أقف عند رأيها بعد رأي أبي، فغضبت وقالت لي كلاماً قاسياً. صعدت إلى السيارة وكأنني لم أسمع شعرت بالانتصار ورافقت أبي، وفي بيروت يذهب هو إلى عمله في النهار ويعود فيجد طعامه جاهزاً، المهم أن أبقى قريبة منه، بعد مرور بضعة أيام وفي إحدى الليالي وقفت في الممر الداخلي عندما كان مستلقياً على فراش على الأرض يشاهد التلفزيون، أخبرته أنني سأنزل إلى جارتي ولن أتأخر، وإذ برصاصة تدخل من الشرفة وتمر بين دفتي الباب، ثم إلى خزانة في غرفة الجلوس، وتعود وتخرج منها في اتجاه معاكس وصولاً إلى يدي انا الواقفة في الممر على مدخل البيت، تدخل الرصاصة إصبعي وتخرج من باطن يدي التي أحمل بها عكازتي فيخرج الدم غزيراً، يقوم أبي مذعوراً يعطيني كمادات من القطن لأضغط بها على يدي ويذهب ليرتدي ملابسه، حاولت أن أسبقه ولكني احترت كيف أحمل العكازين وأمسك يدي الجريحة، مشيت إلى المصعد وإذا ببركة من الدماء مكان وقوفي، ولحسن الحظ كانت الكهرباء حاضرة نزلنا في المصعد، وأحضر أبي السيارة بسرعة، الطرقات خالية مظلمة، نصل المستشفى ويتم عمل اللازم. في اليوم التالي عدنا إلى القرية وما إن رأت أمي يدي بالضمادة الكبيرة، وقبل أن تعرف ماذا حدث قالت لي: هذا جزاء من لم يحصل على رضاي..
الحرب هي الحرب كانت وما زالت الصراعات كبيرة، سياسية بامتياز، والسياسية خالية من الأخلاق والإنسانية، هي الحرب التي لا تفرق بين صغير وكبير، ولا بين صحيح الجسد ومعوق، ولا بين فقير وغني، ولا بين جاهل وعاقل، حقدت منذ طفولتي على تلك الحرب العبثية الطائفية التي لا يد لنا بها، هي لعبة الدول الكبيرة كما يحصل اليوم لا شيء تغير. ما زلنا نخاف نقلق نضيع لأن الحرب هي لقتل أكبر عدد من الناس، وكما كانت القذائف تتساقط عشوائياً على منازلنا، وفي تفجير السيارات المفخخة على الطرقات بين الناس، وهذا ما عاد ليحصل الآن هو نفسه لقتل الناس وقتل الإنسان، حتى نكاد نتشظى قبل موتنا.
إني أحقد على هذه الحرب وما زلت، لأننا تربينا على أن لا نفرق بين الطوائف ولا المذاهب، نشأنا ونحن نخجل من هذه التفرقة، حتى مجرد السؤال عن طائفة شخص ما كان يخجلنا ونعتبره عيباً، أبي كان يعمل في شركة أصحابها من طائفة أخرى، واختي تزوجت شاباً من مذهب آخر، وأنا كنت في مدرسة تحتوي كل الطوائف والمذاهب، بالرغم من هذا كان القتل على الهوية سائداً في ذاك الوقت.
في حربنا مع (إسرائيل) لم أكن أبالي، كانت الطائرات تحوم فوق رؤوسنا وأنا ثابتة لا أهرب ولا أشعر بالخوف. كانت تلك قضية احتلال وتحد وصراع، كانت مسألة كرامة ووجود، كنت أعي أن (إسرائيل) عدوتي واشمئز عند رؤية جنود الاحتلال في قريتي.
أما الحرب الأهلية في لبنان المخيفة والمحزنة، وتلك التي لم تكن حربنا بل كانت حرب الآخرين بنا وعلى أرضنا، كما يقول عبده وازن في كتابه (قلب مفتوح): (لا أريد أن أتذكر الحرب والأعوام التي حذفتها من عمرنا، كانت حربنا حروباً وعمرنا كان أعماراً) كيف نستطيع أن نحلم وكيف نخطط لمستقبلنا وكيف سيكون مصير الناس في هذه البقعة الصغيرة من العالم.. كيف نصنع حياتنا؟ كيف ندافع عن كرامتنا الإنسانية ووجودنا في مقابل من يشرّعون للموت ويدعمونه بحقدهم وتعصبهم وكراهيتهم للإنسان، ما زالت الحرب قائمة والنهاية لم تأتِ بعد، ها أنا استذكر تلك الفترة والتي لا تختلف كثيراً عن اليوم أشبّه حالنا نحن شعوب عالم الثالث كما يسموننا مثل مدينة من النمل وسط الغابة، وجاءت مجموعة من الأولاد ليلعبوا هناك، وإذ بفتى منهم أراد ان يلهو ويتسلى فقام وأشعل عود كبريت على باب تلك المدينة…
يتبع في العدد القادم // جراحة على حين غفلة
الاسم : سنا أحمد الحاج
مواليد بيروت 4 نيسان / أبريل 1965
الشهادة العلمية:
دكتوراه في الفلسفة ومقارنة الاديان ـ الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية (لندن).
العمل والنشاطات:
- ـ رئيسة دائرة الدراسات والبحوث في وزارة الاعلام اللبنانية – مديرية الدراسات والمنشورات.
- ـ عضو تحرير الصفحة الالكترونية لوزارة الاعلام.
- ـ عضو هيئة تحرير مجلة "دراسات لبنانية".
- ـ ممثل وزارة الاعلام في لجنة وضع خطة توجيهية لتسهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في العمليات الانتخابية الصادرة عن مجلس الوزراء اللبناني.
- ـ مشاركة في مجلة "تحالف الحضارات" الصادرة عن "البيت اللبناني – الروسي".
- ـ مشاركة في مجلة «المنال» ـ مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- ـ مشاركة في مجلة طبيب الجمال.
- ـ مشاركة في مجلة أحمد ـ كاتبة قصص اطفال
- ـ كاتبة للعديد من المقالات والملفات والمقابلات والدراسات في عدد من الصحف اللبنانية.
- ـ مؤلفة كتاب بعنوان «ماهية الانسان وعوامل تكامله في الفلسفة والدين» الصادر عن دار فكر للأبحاث والنشر.
- ـ متعاملة سابقاً مع مديرية السينما والمسرح والمعارض اللبنانية.
- ـ موظفة سابقاً في وزارة الثقافة اللبنانية.
- ـ العمل سابقاً في مشروع إعادة تأهيل المكتبة الوطنية في لبنان ـ عضو لجنة إعداد دليل تصنيف المكتبة.
- ـ المشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات والمعارض وورش العمل