السيمولوجيا والسيموطيقيا والسيميائية تسميات حديثة لعلم جديد أو منهج من مناهج ما بعد البنيوية، والسيمولوجيا ترجع إلى مدرسة جنيف التي ترأسها (دي سوير)، والسيموطيقيا ترجع إلى المتحدثين باللغة الأمريكية ويتبعون (شارل بيرس) الأمريكي، أما النقاد والباحثون العرب فمنهم من يؤثر السيمولوجيا ومنهم من يؤثر السيموطيقيا ولهم مبرراتهم في ذلك ومنهم من يبحث في التراث العربي ذاته ويؤثرون (السيمياء) ويشتق منها (السيميائية)، وقد بشر كل من دير سوير وشارل بيرس بالسيمولوجيا أو السيموطيقيا كل بطريقته حيث درس دي سوير العلاقة اللغوية وأوضح خواصها الأساسية ورأى أنها تندرج في منظومة أكبر هي العلاقات بصفة عامة فكانت إشارات سوير إلى المحاور الاستبدالية والتركيبية والعلاقة الاعتباطية بين الدال والمدلول، أما بيرس فهو يؤسس للسيموطيقيا بتحليله لأنواع العلاقات المختلفة وتمييزه بين مستوياتها المتعددة إذ يحدد الفروق بين الإشارات من حيث:
- التجاور في المكان مثل السهم الذي يبصره مشيراً إلى مكان معين باعتبار تلك الإشارات مجالاً لأنواع خاصة من العلاقة تقوم بين الدال والمدلول فيها علاقة التجاوز المكاني.
- الايقونة تتمثل في الصورة الدالة على متصور مثل صورة العذراء في الطقوس المسيحية أو صورة السيارة في إشارات المرور والأيقونة تشبه ما تشير إليه والعلاقة بين الدال والمدلول تخيلية فلن تستطيع فهم العلاقة الأيقونية ما لم تكن وعيت من قبل نظيرها المشابه لها.
- الرمز ونموذجه الأول هو الكلمة اللغوية والرمز يتميز بأن علاقته تجعلنا نصل بين مدلول الكلمة ودليلها الخارجي، فالعلاقة في الرمز بين طرفي العلاقة اعتباطية تتم بالصدفة وليست علاقة سببية (مناهج النقد المعاصر، د. صلاح فضل، 115 ـ 116)، والسيمياء لغة: العلاقة مشتقة من الفعل (سام) الذي هو مقلوب (وسم) يدل على ذلك قولهم: سمة، فإن أصلها: وسمة. ويقولون سيمى بالقصير وسيماء بالحد وسيمياء بزيادة الياء والمد، وقيل هي العلاقة (لسان العرب ابن منظور مادة سوم) وقد ورد هذا المعنى في القرآن الكريم في عدة مواضع منها قوله تعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) (البقرة 273) وقوله تعالى (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ) (سورة الفتح 29).
والسيمياء اصطلاحا ً نظام السمة أو الشبكة من العلاقات التنظيمية المتسلسلة وفق قواعد لغوية متفق عليها في بيئة معينة، وهي أيضاً عبارة عن لعبة التفكيك والتركيب وتحديد البنيات العميقة الثاوية وراء البينات السطحية المتمظهرة فونولوجياً ودلالياً، ودراسة شكلانية للمضمون تمريره الشكل لمساءلة الدوال من أجل تحقيق معرفة دقيقة بالمعنى.
ومن المصطلحات السيمولوجيا الهامة:
- مصطلح العلاقة: والعلاقة عند (دي سوير) تتكون من (دال) وهو صورة صوتية عن مفهوم، هو (المدلول) أما عند (بيرس) فإن العلاقة هي شيء ما يشير إلى شيء آخر سواه عند شخص ما في ناحية أو صفة معينة، والعلاقة بينهما هي علاقة الإحالة أو المرجعية، وفي نظرة (بيرس) لكل علاقة موضوع تشير إليه غير أنه لا يشترط أن يكون لهذا الموضوع وجود طبيعي.
- مصطلح التبادل: وهو ما نوه إليه سوير ففي اللغة ترتبط الكلمة تبادلياً مع المترادفات والمتضادات والكلمات الأخرى من الجذر نفسه والكلمات التي تشبهها صوتياً وغير ذلك، وتقدم هذه البدنية المتبادلية الميدان الممكن للإستبدالات التي تنتج عنها الاستعارات والتوريات والكنايات والمجازات الأخرى وتؤدي فكرة التبادل إلى عملية توليدية سيميائية غير محددة.
- مصطلح التركيب: وهو ذلك الجزء من السيمياء عند (بيرس) الذي يهتم بالقوانين التي تخفي الكلمات بعضها ببعض في داخل فعل كلامي أو قول معين.
- مصطلح الشفرة Code: يرى السيميائيون أن الفهم بأجمعه يعتمد على الشفرات فحينما نستخلص معنى من حدث ما فذلك لأننا نمتلك نظاماً فكرياً أو شفرة تمكننا من القيام بذلك فالبرق كان يفهم ذات يوم على أنه علامة يصدرها كائن متسلط يعيش في الجبال أو في السماء أما الآن فنفهمه على أنه ظاهرة كهربائية، فحلت شفرة علمية محل شفرة اسطورية.
وقد تبلور علم السيمياء بصورة جلية وواضحة على يد علماء الأصول والتغيير والمنطق واللغة والبلاغة وكان الباحث والموجه للدرس السيميائي هو القرآن الكريم إذ منذ نزوله كان هناك التأمل في العلاقة بغية اكتشاف بنيتها الدلالية، فقد أرشد القرآن الكريم في مواضع عدة إلى تدبرها من ذلك قوله تعالى في سورة الرعد (إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) والدعوة إلى النظر في عالم الوجود بكل عجائبه وغرائبه وأسراره الغائرة في ملكوت السموات والأرض، فعند الوقوف على سيميائية اللون في القرآن الكريم مثلاً وأثرها على المفاهيم والسلوكيات للبشر والأهداف القرآنية الكامنة وراء استعادة القرآن من النماذج اللونية ومن خلفيات الألوان في إبراز صوره القرآنية فمثلا ً نجده يستعمل لوناً في موضع دون آخر مما يعطي انطباعاً عن نوع اقتران بين اللون المستفاد للباحثين في تحديد هويات ومقاصد الألوان، فقد يأتي ذكر اللون في تحديد ماهية اللون كقوله تعالى: (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) (سورة البقرة ـ 69) أو قد يرد اللون في مواضع اخرى مقترن بكلمة الاختلاف كقوله تعالى في سورة الروم (22): (ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم) دالا ً على القدرة المطلقة لله عز وجل، أو قد يرد اللون كدال لغوي ورمزي لشد ذهن الإنسان إلى التفكير والتدبر كقوله تعالى:
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) (الزمر 21).
وقد تناول النص القرآني الألوان واختلافها واختلاف مدلولاتها وسياقاتها سيما اللون الأخضر الذي حظي بالاهتمام الكبير أكثر من أي لون آخر فقد أتت كلمة (الأخضر) مرة واحدة ليدلل على الشيء الحي كقوله تعالى: (الذي جعل لكم في الشجر الأخضر ناراً) (يس 80) وليدل على قدرته في إخراج المحروق اليابس من العود، وأتت كلمة (خضر ٌ) منونة بالكسرة في ثلاث مواضع في سورة يوسف (46) كقوله تعالى (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ) فتدل خضر على لون السنبلات وهو ما يعطي الإستقرار في الحياة حال توافرها ويحمل أيضاً دلالة الخصوبة وقوله تعالى (متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان) و(زخرف خضر) وصف للأرائك والأراجيح باللون الأخضر لما يحمل من معاني الإستقرار على الرغم من حركة هذه الآرائك ليعلمنا مدى لذة هذا التأرجح وقد تأتي منونة بالضمة لوصف ما جاء في الجنة، كقوله تعالى (عليهم ثياب ٌ سندس واستبرق) (الإنسان 21) فوصف لباس (أهل جنته بالخضر، كما أتت كلمة خضراً منونة بالفتحة كما في قوله تعالى (ويلبسون ثيابا ً خضرا ً من سندس واستبرق) (سورة الكهف 31) وفيه وصف لزينة ثياب أهل الجنة الحريرية وقد أتت كلمة (خضراً) في موضع واحد فقط يمعنى الزرع كقوله تعالى (فأخرجنا منه خضراً نخرج منه حباً متراكباً) (سورة الانعام 99) فالخضر رطب البقول من قمح وشعير وذرة وسائر الحبوب وقد وردت كلمة (فتصبح الأرض مخضرة) وجاء بلفظ (مدهامتان) وهو مرادف للون الأخضر الغامق للتعبير عن الجنان.
يقول الطبري في جامع البيان في تأويل القرآن: إن دلالة هذا اللفظ مسودتان من شدة خضرتهما ومن هنا نرى أن الوصول إلى جوهر المعنى لا سيما في القرآن الكريم لا يتم الاستدلال بالكلمات إلا عبر القول الموجز والإشارة الدالة تبدو قيمة الصفة اللونية في خلق دلالات متشعبة وأثرها في تحريك الذوق الجمالي المتماشي مع رؤية كل اختصاص وميوله والإستخدام السائد أيضاً فمثلاً قد يستخدم اللون الأخضر ليشير إلى معنى (السمرة) في ألوان الناس أو (الغبرة) في ألوان الإبل والخيل. وتطلق العرب على السماء: الخضراء وقد جاء في تعابير العرب على الأخضر الدال على السواد قولهم: أباد الله خضراءهم.. أي سوادهم وحفظهم ويقال أرض السواد أي أرض الخضرة ليدل على التداخل الطبيعي بين الألوان والتطور الذي لحق هذه الألوان فيما بعد في مجال المزج والتخصص بعد التعميم.
سيموطيقا الشكل والدلالة
علم السيميوطيقا شأنه شأن الأنشطة النقدية المعاصرة حيث يرتبط ببيئة الفكر المعاصر خلال تركيزه على حياة العلامات ومعالجتها شكلياً وفكرياً داخل المجتمعات عن طريق وضع المعاني ودلالاتها في سياق ثقافي يشتمل على خبرات تاريخية وسياسية واجتماعية… إلخ، ولكل مجتمع بشري ثقافته الخاصة ورموزه وعلاماته المميزة التي تختلف في مجملها عن ثقافة أي مجتمع آخر.
مفهوم السيميوطيقا
السيميوطيقا علم معرفة العلامات يركز أساساً على إدراك المفاهيم في إنتاج منطق ونقد من نوع جديد والسيميوطيقا المصطلح مشتق من أصل يوناني كما يشير إلى ذلك (دي سوسير) في محاضراته، فهو من الناحية التركيبية يتكون من مفردتين أولهما (Semeion) التي تعني العلامة أو الإشارة وثانيهما ( (Logos التي تفيد معنى (العلم) أو المعرفة، أي أن السيميوطيقا هو علم العلامات ذات الدلالات المعرفية، وهي كمصطلح يستخدم للإشارة إلى الدراسات التي تتخذ توجها فلسفياً خاصاً للعلامات ودلالتها المعنوية بصورة أكبر(1).
فالسيميوطيقا (علم يدرس العلامة ومنظوماتها) أي اللغات الطبيعية والاصطناعية، و(يدرس أيضاً الخصائص التي تمتاز بها علاقة العامة بمدلولها)(2) أي العلاقة بين (الدال) و(المدلول) وهي علاقة لا تنفصل إلا لأغراض الدراسة والتحليل وليس للعلامات معنى أصلي ملازم لها أو كامن بداخلها، فالعلامات تصبح علامات فقط عندما يكسبها مستخدموها معناها من خلال إحالتها إلى شفرة معينة معروفة(3).
ومن خلال ما تقدم تبين أن السيميوطيقا بمفهومها العريض تعني بالعلامة وتعنى بها على مستويين: المستوى الأول: ويمكن أن نطلق عليه اسم المستوى الانطلوجي الذي يعنى بماهية العلامة بوجودها وطبيعتها وعلاقتها بالموجودات الاخرى، أما المستوى الثاني فيمكن أن نطلق عليه اسم المستوى البرجماتي الذي يعنى بفاعلية العلامة وبتوظيفها في الحياة العملية.
إن نظام العلامات السيميوطيقية في مشروعيتها يركز على حقيقة أن الأشياء تختلف عما تبدو عليه طبيعتها المادية المرئية فهذه الطبيعة تخضعها لقوانين فكرية وانظمة محددة تقنن الظاهرة وتساعد على تأويلها وتفسيرها والإنسان في سعيه يبني هذا التأويل والتفسير (فالحياة عموماً هي عملية مستمرة لإنتاج دلالات ومضامين خاصة ووفق نظم اجتماعية وثقافية خاصة) (شارليز برس)، فمثلاً الهلال رمز للإسلام والصليب رمز للمسيحية والحمام رمز للسلام والكلب رمز للوفاء والأسد رمز للشجاعة والثعلب رمز للدهاء وهكذا بالنسبة إلى الألوان فالابيض رمز للنقاء والطهارة والأسود رمز للظلمة والخوف والموت والقبر والأخضر رمز للأسلام والخصوبة والأزرق رمز للسماء الصافية وهكذا بقية الألوان والعلامات.
ومصطلح السيميوطيقا استخدم من قبل كل الناطقين بالإنكليزية حيث انبثق هذا المصطلح على يد الامريكي (شارلز بيرس) بينما فضل الأوروبيون استعمال مصطلح السميولوجيا الذي يرجع إلى العالم السويسري (دي سوسير) وفضل العرب استعمال مصطلح (السيمياء) المشتق من الفعل (سام) الذي هو مقلوب (وسم) ومنه سوم فرسه أي: جعل عليه السيمة أي العلامة(4).
وقد ورد هذا المعنى في القران الكريم في عدة مواضع منها قوله تعالى: (تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًاً) (البقرة 273)، وقوله: (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ) (الأعراف 48)، وقوله: (سيماهم في وجوههم من أثر السجود) (الفتح 29).
وقد وردت كلمة السيمياء في الشعر، وفي مقدمة ابن خلدون بحث كامل عنوانه: (علم أسرار الحروف) أو علم السيمياء كما فهمه القدماء من المفسرين والمناطقة واللغويين والبلاغيين الذين اهتموا بدراسة القران الكريم والتأمل في العلامة بغية اكتشاف بنيتها الدلالية.
والقرآن الكريم مليء بالعلامات السيميائية سواء أكانت لونية أم طبيعية أم إشارية، فمثلاً دلالة اللون الأبيض على السعادة واللون الأسود على الشقاوة في قوله تعالى: (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فاما الذين اسودت وجوههم اكفرتم بعد ايمانكم) (آل عمران 106)، وقوله تعالى: (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير) (الحج 63)، حيث دلالة اللون الأخضر على الخصوبة والخير والنماء.
وقد استعمل القرآن الكريم بعض الألوان في دلالات مغايرة عما هي معروف عنها، فمثلاً اللون الأزرق لون الوقار والسكينة والهدوء والصفاء فلم يرد في القرآن الكريم إلا مرة واحدة ولكن بصورة مخيفة موحشة في قوله تعالى: (يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا) (طه 102)، قيل زرق العيون من شدة ما هم فيه من الأهوال والحزن.
والمعروف أن اللون الأحمر يرمز إلى الدم والقتل والشر ولكن القرآن الكريم استخدمه لدلالة على تنوع الثمار وتلون الطبيعة أي للدلالة على الحياة في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ) (فاطر 27).
ولا يخلو الأدب العربي من توظيف الألوان للدلالة على أمجاد العرب وتاريخهم العريق فهذا صفي الدين الحلي يضمن قصيدته أربعة ألوان فيقول:
بيض صنائعنا خضر مرابعنا سود وقائعنا حمر مواضينا(5)
وهكذا تعشق لميعة عباس عمارة لغة الالوان وتوظفها بدلالتها الثابتة والمتغيرة فكان اللون الأخضر في قصيدتها (يوم السلام) يعكس إحساسها بالفرح والحرية فتقول:
يا خضرة الحقول
يا عيون
يا عيون
يطير بي عيد اليك(6)
الهوامش
- انظر: معجم المصطلحات الاساسية في علم العلامات، دانيال تشاندرا، ترجمة: شاكر عبد الحميد، وحدة اصدارات القاهرة، 2003، ص 11.
- السيمولوجيا – السيموتيك (السيميوطيقا) السيميائية، شبكة المعلومات الدولية:
http://www.annour.comlindev.php
- معجم المصطلحات الاساسية في علم العلامات، ص 11.
- الصحاح الجوهري، دار العلم للملايين، بيروت، مادة (سوم)، ص 312.
- ديوان صفي الدين الحلي، ترجمة وتحقيق محمد صور، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ج 1، 2000.
- عراقية لميعة عباس عمارة، دار العودة، بيروت، ط 2، 1972، ص 28.
من المحرر:
- علم العلامات(السميوطيقا) علم يدرس أنساق العلامات والأدلة والرموز، سواء أكانت طبيعية أم صناعية. وتُعدّ اللسانيات جزءا من السيميائيات التي تدرس العلامات أو الأدلة اللغوية وغير اللغوية، في حين أن اللسانيات لا تدرس سوى الأدلة أو العلامات اللغوية. ومن الروّاد المُؤسِّسين لهذا العلم، هناك فرديناند دي سوسير وشارل ساندرز پيرس، كما أن من أبرز من ساهموا في السيميائيات هناك كل من فلاديمير پروپ ولويس خورخي پرييتو وأومبيرتو إكو وألخيرداس جوليان غريماس وتشارلز موريس ورولان بارت وتوماس سيبوك.
إشراف: أ.د. صدام فهد طاهر الاسدي