صدى الذكريات

الذكريات هي اللحظات والمواقف والمشاهدات الحياتية الجميلة التي تخزن في ذاكرة الإنسان

ومن منا لا تمتلئ ذاكرته بالكثير من الذكريات

وأياً كانت تلك الذكريات حزينة أو مفرحة فإنه يشدنا الحنين دوماً إليها وغالباً ما يحن المرء للذكريات لشعوره دوماً بأنها جزء منه إذ كيف لها أن تمثل حاضره إلا بارتباطها الوثيق بماضيه

والذكريات هنا أنواع كثيرة

فمنها الذي لا يجب أن نتذكره أبداً وهي الذكريات العميقة المليئة بالحزن والتي احتلت من الأعماق جزءاً ليس يسيراً وهنا نحن نرفض أن تستقر هذه الذكريات في أعماق النفس فنهرب منها ونسعى إلى نسيانها.

الذكريات المفرحة هي التي نتلذذ ونشعر بمتعة عميقة حين نتذكرها ونتذوق حلاوتها ونستنشق عبقها في جوانح النفس وربوع الروح حين نغمض أعيننا لنرى أطيافاً لأناس احتلوا مكاناً في ذكرياتنا أو مواقف اختزلتها الذاكرة وتتغذى عليها وتأبى فراقها

الذكريات العادية لمعايشة الحياة اليومية

وهذه الذكريات مميزة فهي ذكريات لمواقف عادية في الحياة ولكن لها طعم خاص لأنها تتغلف بمراحل الزمن العمري لكل شخص، حيث تبدأ من مراحل الطفولة إلى الشباب وحتى الشيخوخة وغالباً ما يحن الإنسان لذكريات الطفولة ذاك الزمن الذي يتصف بالبراءة، ويشده الحنين إلى زمن الشباب حيث الطموح العارم والطاقة الفكرية والجسدية للانطلاق في اتجاهات الحياة بكل قوة وعزم وما أن يصل الإنسان إلى مرحلة الشيخوخة حتى يجد أن أجمل المراحل قد مضت فيجد أن لديه رصيداً كبيراً من الذكريات يعيش معها أكثر ما يعيش مع واقعه الحالي.

الذكريات بمضمونها وبكل أنواعها جميلة ورائعة

ويظل للذكريات صدى وحس وشعور جميل يسكن في جوانح النفس فنحيا بها وتحيا بنا

(ومضة ذكريات)

ودعت ذكرياتي الحزينة ودعتها وداعاً أخيرا

وأسكنت في ربوع الروح ذكريات خالدة

وغرست في روحي آمـال العزم بها يسير

نحــــو درب وثيق به أسمو كرائدة

هيهات يبلغني الأسى وهيهات إليه أشير

ففي أعماقي نما إيماني وأعاهده

أن أحيا وأبلغ الحلم الكبير

وهو بي يرتوي من غصوني الراغدة

لولا الأمل بالحياة لكان العيـش عسير