ها هو عرس الثقافة الجميل، (معرض أبو ظبي الدولي للكتاب) في دورته السابعة والعشرين (25 أبريل إلى 1 مايو 2017) والذي نحتفي به في كل عام، يفتح أبوابه، ليجعل من أيامنا أيام فرحٍ وأنس، حيث تنشط حركة الفكر والمعرفة والثقافة، وتنطلق إلى فضاءات رحبة من البهجة والأمل والتأمل، والسعي الجاد إلى التزود بالمزيد من العلم والمعرفة. فتكون حياتنا أثناء فترة المعرض، ألقاً يُزيّنُ المكان والإنسان، ويحرك عقول المتعطشين والعاشقين لروح الثقافة والمعرفة الحقة وتجلياتها الجمالية، حيث حضرة الكتاب، وصفحاته المطرزة بينابيع العلم، والثقافات المتعددة، وملخصات تجارب المبدعين من الكُتّاب، بمختلف تجاربهم الإنسانية المؤثرة التي تتفتح معها قرائح وأفكار وأشواق الحالمين الذين يتفاعلون بمشاعرهم وأفكارهم مع تلك التجارب التي يستخلصون منها العبر والعظات. ومهما تعددت وسائل التزود المعرفي، يبقى الكتاب الورقي، المصدر الأهم في حياتنا، فبين صفحاته، وفي كلماته، نغوص بكل مشاعرنا وأفكارنا، ونقرؤها في أجمل اللحظات، ففي لحظات القراءة، تغيب الهموم، وتتلاشى ظلمات الجهل، وتشتعل ذاكرة العقل والوجدان، وتنطلق الخيالات والأفكار، فتشرق شمسُ أفكارنا، ونستنير بأنوارها، في دروب حياتنا.
كما تتجدد في القراءة أدوات التفكير الإيجابي الذي يُنمي قدراتنا ويجعلها تفتح مداركنا، وتنطلق إلى آفاق رحبة من زاد المعارف والعلوم، فالعلم هو سلاح الإنسان، في كل زمان ومكان، في إطار مسيرة تقدمه الحضاري. في ظل الكثير من المغريات والملهيات المادية، ما أحوج حياتنا إلى التجديد المستمر، من خلال التفاعل الإيجابي مع مختلف الأنشطة العلمية والمعرفية والثقافية، التي تقام أثناء معارض الكتب التي تعتبر من أفضل الوسائل المساعدة التي ترتقي بأرواحنا إلى التجلي بالمشاعر والأفكار والقيم النبيلة. معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، أصبح ملتقى لجميع فئات المجتمع، حيث يتفاعل الجميع في أجواء من البهجة والسرور. كما أصبح المعرض منصة عالمية، تلتقي من خلاله مختلف الثقافات العالمية التي تعبر عن الإنجازات الثقافية والحضارية لمختلف الأمم والشعوب. وهذا التنوع والتفاعل مع تلك الثقافات، أداة فعالة للفهم الصحيح لثقافات الآخرين الذين يشاركوننا محاولة نشر القيم العالية من التسامح والوئام بين مختلف الأجناس البشرية.
همسة قصيرة: بالقراءة تشرق وتسطعُ أنوار عقولنا.
صالح بن سالم اليعربي رجل عصامي قَدِمَ من عمان إلى إمارة أبوظبي عام 1975، وعلى الرغم من تعرضه للشلل في العشرين من عمره، نتج عن حركة رياضية، لكن هذه المحنة لم تزده إلا إقبالاً على الحياة، وبعد أن انقطع عن الدراسة ما يقارب 27 سنة، ولم يكن في حوزته وقتها إلا الشهادة الابتدائية، والكثير من العزيمة والإصرار على الدراسة وحفظ القرآن ما قوى لغته وإرادته، وأثمرت جهوده مقالات ومؤلفات ومحاضرات لامست القلوب والعقول وأوقدت جذوة التحدي والتغلب على المصاعب لدى الكثيرين في المجتمع.
واصل تعليمه وحصل على شهادة الثانوية العامة من عمان مسقط رأسه، ثم عاد إلى مقر إقامته في أبوظبي مرة ثانية، ليسير على خطى النجاح فانتسب إلى جامعة الحصن وحصل على بكالوريوس إدارة نظم المعلومات بدرجة امتياز، ثم ماجستير إدارة أعمال، وتوج مسيرة كفاحه بفوزه بجائزة أبوظبي للإبداع 2010 (في دورتها الخامسة).
له عدة إصدارات:
- لا إعاقة بل إرادة وانطلاقة
- خواطر وقراءات (من إصدارات مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية)
- فيض المشاعر (من إصدارات مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية)
- إشراقة وانطلاقة
- رحلتي مع الصبر
- إعجاز وإنجاز
وأحدثها كتابه: صدى المشاعر