قوس قزح مجموعة قصصية للأديب العماني محمد عيد العريمي صدرت عن دار الانتشار العربي في بيروت والجمعية العمانية للكتاب والأدباء. تقع المجموعة في 130 صفحة من القطع المتوسط، وتضم 14 نصاً تتراوح أطوالها ما بين صفحتين وثلاثين صفحة، وتوزعت في ثلاث مجموعات فرعية عناوينها: قوس قزح، وحكايات حارتنا، وقراءة في دفتر منسي.
وتعايش نصوص المجموعة الواقع وان اختلفت في درجة الالتصاق به، حيث يتنوع المتن الحكائي للقصص بين الاجتماعي، والعاطفي، والسياسي.
ولا غرابة إذا تلمسنا نفسا روائياً في نصوص هذه المجموعة من حيث الطول وكثافة الحوار، فالمؤلف بدأ حياته الأدبية بكتابة نصوص سردية طويلة كالسيرة والرواية. عن ذلك يقول المؤلف محمد عيد العريمي: أجد ـ في القصة القصيرة ـ صعوبة في تكثيف النص فتطول القصة وتغدو في جانب منها مشروع رواية. وهذا ما حدث لإحدى قصص المجموعة المعنونة بـلا التي طالت وأصبحت رواية بعنوان حز القيد.
ويقول عن مجموعته: ترددت كثيرا في نشر هذه المجموعة، فأنا ما زلت أسير أسلوب السرد التقليدي القائم على قواعد السرد القصصي: الثلاث، البداية والوسط والنهاية، إلا أن رأي القاص المبدع الصديق سليمان المعمري، رجَّح كفة نشرها بعد قراءة المجموعة ومراجعتها.
ولعل تجاوز كتاب القصة في عمان مرحلة التجريب أو ما اندرج تحت لافتة الحداثة، خلال التسعينيات من القرن الماضي ونصف العقد الأول من هذا القرن، والعودة إلى الاشتغال أكثر على المتن الحكائي للقصة، شجعني أيضا على التفكير في نشر المجموعة.
ويستطرد قائلا: أنا لست ضد التجديد الذي يسعى إلى توظيف فني مبتكر لتقنيات سرد جديدة على مستوى استخدام اللغة بما يناسب موضوع القصة وجدارته، لكن لا يجب أن تكون القصة مجرد فذلكة لغوية واستعراض لشاعرية الكاتب على حساب موضوع القصة؛ فالغاية من التجريب أو طرق أبواب جديدة للسرد القصصي لا يجب أن يكون بذاته هدفا أو لمجرد التمرد على السائد الفني، بقدر ما هو من أجل التغيير والتنوير.
من أجواء هذه المجموعة نختار هذا المقطع من قصة لا الذي وضعه المؤلف لتقديم مجموعته للقراء على الغلاف الأخير للمجموعة: وتعمدتُ الاستطراد: أما الآن فأنا عاطل عن العمل، ولكني أجلس على قارعة الطريق أكتب رسائل وأملي استمارات، وأبيع ملابس داخلية، وجوارب، وأحذية مطاطية أيضا.. ما أكسبه منها بالكاد يكفي لشراء ما يُمْسكُ رمق الجائع من طعام، ثم ابتسمت كما لو أن وزيري أطاح بآخر بيادقته ودفاعاته على رقعة شطرنج، ولم تبقَ غير نقله واحدة للإطاحة بالملك!.