محمود درويش.. شاعر عربي فلسطيني، له دواوين شعرية مليئة بالمضامين الحداثية، أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن، ولد عام 1941 في قرية البروة الواقعة في الجليل قرب ساحل عكا حيث كانت أسرته تملك أرضا هناك.
خرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين عام 1948 إلى لبنان بعد احتلال العصابات الصهيونية للأراضي الفلسطينية، ثم عادت متسللة عام 1949 بعد توقيع اتفاقيات الهدنة لتجد القرية مهدمة وقد أقيمت على أراضيها مستوطنات إسرائيلية فعاش مع عائلته في قرية الجديدة.
الدراسة والسياسة
اعتقل محمود درويش من قبل السلطات الإسرائيلية مرارا بدءاً من العام 1961 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسي وذلك حتى عام 1972 حيث توجه إلى الاتحاد السوفييتي للدراسة وانتقل بعدها لاجئا إلى القاهرة في ذات العام حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم غادر إلى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، علماً إنه استقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجاً على اتفاقية أوسلو.
ساهم في إطلاقه واكتشافه الشاعر والفيلسوف اللبناني روبير غانم، عندما بدأ هذا الأخير ينشر قصائد لمحمود درويش على صفحات الملحق الثقافي لجريدة الأنوار والتي كان يترأس تحريرها ومحمود درويش كان يرتبط بعلاقات صداقة بالعديد من الشعراء منهم محمد الفيتوري من السودان ونزار قباني من سوريا وفالح الحجية من العراق ورعد بندر من العراق وغيرهم من أفذاذ الادب في الوطن العربي.
يعتبر درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه، وفي شعره يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة ، ومحمود درويش هو من قام بكتابة وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي تم إعلانها في الجزائر.
المناصب والأعمال
خلال الفترة الممتدة من سنة 1973 إلى سنة 1982 عاش في بيروت وعمل رئيساً لتحرير مجلة (شؤون فلسطينية)، وأصبح مديراً لمركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية قبل أن يؤسس مجلة (الكرمل) سنة 1981.
بحلول سنة 1977 تمكن من بيع أكثر من مليون نسخة من دواوينه العربية لكن الحرب الأهلية اللبنانية كانت مندلعة بين سنة 1975 وسنة 1991، فترك بيروت سنة 1982 بعد أن غزا الجيش الإسرائيلي بقيادة ارئيل شارون لبنان وحاصر العاصمة بيروت لشهرين وطرد منظمة التحرير الفلسطينية منها.
أصبح درويش (منفيا تائها)، منتقلا بين سوريا وقبرص والقاهرة وتونس وباريس.
شغل درويش منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر مجلة الكرمل، حيث كانت إقامته في باريس قبل عودته إلى وطنه فقد دخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحاً بالسماح له بالبقاء وقد سمح له بذلك.
وفاته
توفي في الولايات المتحدة الأمريكية يوم السبت 9 أغسطس 2008 بعد إجرائه لعملية القلب المفتوح في مركز تكساس الطبي في هيوستن، دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته بعد أن قرر الأطباء في مستشفى (ميموريـال هيرمان) نزع أجهزة الإنعاش بناء على توصيته.
وأعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الحداد 3 أيام في كافة الأراضي الفلسطينية حزناً على وفاة الشاعر الفلسطيني، واصفا درويش بـ (عاشق فلسطين) و(رائد المشروع الثقافي الحديث، والقائد الوطني اللامع والمعطاء) وقد ووري جثمانه الثرى في 13 أغسطس في مدينة رام الله حيث خصصت له هناك قطعة أرض في قصر رام الله الثقافي، وتم الإعلان أن القصر سمي (قصر محمود درويش للثقافة).
شارك في جنازته آلاف من أبناء الشعب الفلسطيني وقد حضر أيضا أهله من أراضي الـ 48 وشخصيات أخرى على رأسهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
كتب الكثير من الكتاب والمؤلفين قصائد في رثاء محمود درويش ولعل أجملها ما نشرته جريدة الديار اللندنية ومؤسسة محمود درويش للإبداع، وهي قصيدة الشاعر رامي أبو صلاح والتي نظمها في معارضة معلقة الأعشى ميمون بن قيس وقال فيها:
ودّع هريرةَ إن الركب مُرتحلُ
وهل تُطيقُ وداعاً أيها الرجلُ
هذا كلامُ قصيدٍ قيلَ من زمنٍ
أعشىً رواهُ إذا أحبابه رحلوا
لكنني سأقول الشعر في رجلٍ
لا قبلهُ رجلٌ أو بعدهُ رجلُ
درويشُ يا بطلاً من شِعره انطلقت
أبياتُ ثورةِ شعبٍ مجدها نقلوا
تفنى النجوم وشمس الكون والقمرُ
والمشتري يتوارى خلفه زُحلُ
لكن مجدك لا يفنى تخلده
سجل أنا عربيٌّ… عنكَ كم نقلوا
في الموسيقى
أشعاره وضعها الكثيرون في أغنيات وأناشيد مثل: مارسيل خليفة، أحمد قعبور، بشار زرقان، ماجدة الرومي، جورج قرمز، وقد رافقته فرقة الثلاثي جبران في آخر عشر سنين من حياته، ولعل من أجمل قصائده التي غناها مارسيل وأكثرها انتشاراً في الوطن العربي قصيدته لأمه التي يقول فيها:
أحنّ إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي
وتكبر في الطفولة
يوما على صدر يوم
وأعشق عمري لأني
إذا متّ، أخجل من دمع أم!
هرمت.. فردّي نجوم الطفولة
حتى أشارك
صغار العصافير
درب الرجوع..
لعشّ انتظارك.. أمي
رحل محمود درويش لكن ذكراه كشاعر عربي كبير لن ترحل.. فقد ترك إرثاً شعرياً ثقافياً إنسانياً سيحفظه الزمان وتحفظه الأجيال من بعده.
حازم ضاحي شحادة
- بكالوريوس في الصحافة / جامعة دمشق
- صحفي في جريدة الوحدة السورية سابقاً
- صحفي منذ عام 2007 في قسم الإعلام / إدارة الاتصال المؤسسي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- كاتبٌ في مجلة المنال الإلكترونية
الخبرات
- التطوع والعمل سنوياً منذ العام 2008 في مخيم الأمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث قامَ بتحرير أخباره أولاً بأول.
- التطوع والعمل منذ العام 2008 في مهرجان الكتاب المستعمل الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2007 في ملتقى المنال الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره.
- المشاركة في ملتقى التوحد (خارج المتاهة) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أبريل من العام 2015 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التدخل المبكر الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في يناير من العام 2016 والمساهمة في تحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التقنيات المساندة الذي نظمته المدينة في مارس من العام 2017 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2008 في حملة الزكاة التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنوياً وتحرير أخبارها أولاً بأول.
- لا بد من الإشارة إلى عشرات وعشرات الفعاليات والأنشطة والزيارات التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ويقوم بتحرير أخبارها أولاً بأول.
- كما لا بد من الإشارة إلى أن 80 في المائة من الأخبار المنشورة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مختلف الصحف والمواقع منذ منتصف العام 2007 وحتى يومنا هذا هي من تحريره.
المؤلفات
- أديبٌ سوري يكتبُ في الصحافةِ العربيةِ منذ عشرين عاماً
- صدر له حتى الآن:
- المبغى / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- اختلافٌ عميقٌ في وجهات النظر / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- أيامٌ في البدروسية / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- فوق أرض الذاكرة / مجموعة قصصية. دار آس سوريا
- أوراق نساء / 2012 ـ ديوان . دار بصمات ـ سوريا
- نشرت العديد من قصصهِ في مجلات وصحف ومواقع إلكترونية سورية وعربية منها
- (مجلة الآداب اللبنانية) (مجلة قاب قوسين) الأردنية (مجلة ثقافات الأردنية) (مجلة انتلجنسيا التونسية) (جريدة الوحدة السورية)