بسم الله الرحمن الرحيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن ساريه الطويل ناصحاً الأمة: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ، وقال أيضاً: من رغب عن سنتي فليس مني.
الصلاة
لا يخفى على أحد من المسلمين ما للصلاة من أهمية كبيرة في الإسلام ودور كبير في امتحان إيمان العبد، لأن ]الصلاة تعتبر عمود الدين وهي الركن الثاني بعد الشهادة، وقد أوصانا سبحانه وتعالى بالصلاة في أكثر من مكان من تنزيله الحكيم وحذرنا من تركها أو حتى التهاون فيها[ فقال جل وعلا: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً}، وقال تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة…} إلى آخر الآية الكريمة. وقال أيضاً: { الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة} وقال الله عز وجل محذراً من التهاون فيها ومتوعداً بوادٍ في جهنم يسمى ويل: {فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون}..
فحذار.. حذار.. إخوتي من ترك الصلاة أو التهاون بها، فأينما كنت لابد لك من أن تقيم هذه الشعيرة المهمة التي تجعل من الإنسان المسلم إنساناً ملتزماً بعهد الله ويخاف وعيده ويطمع في مغفرته. والمسلم الذي يقيم الصلاة ولا يتركها ولا يسهو أو يتكاسل عنها تجده خائفاً من أن يقع في المعصية، وإن وقع فضميره يعذبه فيستغفر الله كثيراً لأنه قريب منه، الصلاة تجعل الإنسان قريباً من ربه وعلى العكس البعد عنها يجعله أبعد ما يكون عن ربه، لذلك قال الله تعالى: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}، وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: العهد الذي بيننا وبين المشركين الصلاة فمن تركها فقد كفر.
وتعتبر الصلاة أقرب طريق لتقويم المسلمين وإصلاح ذات بينهم وإبعادهم عن المنكرات التي يقع فيها الكثير من أبنائنا وبناتنا وآبائنا، وإن ما وصلنا إليه من انتشار الجريمة العشوائية والمنظمة وأي فساد آخر ما هو إلا لنقص الوازع الديني لدى هؤلاء الناس.. ومن أهم ذلك تركهم للصلاة وابتعادهم عن المساجد.
ولكن الصلاة التي يصليها كثير من المسلمين في هذا الزمان لا تمت للصلاة التي فرضها الله عن طريق القرآن الكريم وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتعليمها للناس عندما وقف وصلى على المنبر والصحابة يصلون تحت المنبر، فعندما انتهى من صلاته سألوه فقال: إنما فعلت ذلك لتأتموا بي فصلوا كما رأيتموني أصلي فمن أتى وصلى كما يريد فهو بعيد عن طريقة رسوله الكريم ومخالف لشرع الله وسنة رسوله، فلابد لأي مسلم يريد أن يقيم شعيرة من شعائر الله أن ينظر كيف أمرنا الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بالإتيان بها وليس على هوانا كيفما نشاء والله المستعان.