يبدأ أحد طلاب الجامعة في رواية قصته قائلاً:
عندما كنت في الولايات المتحدة الأمريكية أكمل دراساتي الجامعية، وضعني أحد أساتذتي في مجموعة مع فتاة أمريكية تدعي كاترينا وطالب آخر يدعي فيليب، ولكنني لم أكن أعرف الأخير، فاقتربت من زميلتي كاترينا وكنت قد تعرفت عليها من قبل وسألتها:
ـ من هو فيليب؟ هل تعرفينه؟
ـ فقالت كاترينا: نعم، إنه زميلنا ذو الشعر الذهبي الجميل، وكان يجلس في المقدمة دائماً.
ـ قاطعتها قائلاً: لم أتذكره، صفيه أكثر من فضلك حتى أتذكره.
ـ استطردت زميلتي قائلة: إنه زميلنا الرائع ذو المظهر الأنيق المرتب والهندام المتناسق الجميل طوال الوقت.
ـ هززت رأسي قائلاً: لم أتذكره بعد، صفيه بدقة أكثر من فضلك.
ـ استكملت كاترينا حديثها قائلة: إنه زميلنا الذي كان يلبس دائماً قميص شيك وبنطلون جينز مرتب وجميل.
ـ قلت وقد بدت عليّ بعض العصبية: صدقيني لم أتذكره كذلك، رجاءً صفيه بدقة أكثر.
ـ قالت كاترينا: فيليب زميلنا الخلوق الذي كان يجلس على مقعد متحرك..
هذه المرة فقط فهمت من تقصد، ولكن طريقة وصفها ورؤيتها إلى فيليب قد علمتني الكثير.
كم كانت كاترينا راقية ومهذبة جداً في وصفها ونظرتها الإيجابية الرائعة، حيث اغمضت عيونها تماماً عن كافة نواقص فيليب، وبدأت تراه وتصفه بإيجابية شديدة، فسألت نفسي ماذا لو كان حدث عكس كذلك، أي كانت كاترينا قد أتت تسألني من هو فيليب وطلبت مني أن أصفه لها، يا تري كيف كنت سأصفه لها، بالتأكيد كنت سأقول لها في بساطة إنه زميلنا المعاق الجالس على كرسي متحرك.. عندما قارنت بين نظرتي السلبية ونظرة كاترينا الايجابية الرائعة شعرت بالخجل الشديد.
الحكمة من القصة:
ما أجمل أن نركز على رؤية الإيجابية والصفات الحسنة وذكرها في الآخرين والتغاضي عن كافة العيوب والسلبيات، والأجمل من ذلك توصيل وتعليم هذه السلوكيات إلى أبنائنا وكل من حولنا.
إعداد حازم ضاحي شحادة